كان لي صديق يمتاز بحس فكاهي عالي وخفه دم وسرعه بديهه وامكانيه عاليه لاستحضار الموقف واداره الحوار بأسلوب يناسب أي متلقي مهما كانت درجه ثقافته …
وصديقي هذا كنا نسميه "أبو العربي" والمصريون يعرفون أبو العربي البورسعيدي جيدا فهو لمن لا يعرفه أبو تأليف الحكايات الوهميه والبطولات الوهميه والذي من كثره المبالغه في مروياته يستطيع بسهوله ازاله أي اكتئاب لدي المتلقي منه بدون الحاجه لروشته طبيب …
ومن المواقف التي لا تنسي لصديقي "ابو العربي" هذا أننا كنا قد دعينا لفرح أحد العربان في احدي المناطق الصحراويه المتاخمه وهذه النوعيه من الافراح تمتاز بالبذخ الشديد في كل شيئ بدءا من اطلاق الاعيره الناريه ابتهاجا وحتي المخدرات ترحيبا …
ولكوننا من الاغراب ولسنا من الاعراب فقد كان الترحيب بنا شديدا فقد أجلسونا في مكان مميز ووضع أمامنا كم كبير من اللحوم واخترقت أذاننا من كثره طلقات البنادق الاليه التي أطلقت فوق رؤوسنا ثم بعد ذلك كم المخدرات التي وضعت أمامنا بغرض التعاطي والذي اعتذرنا عنه لاننا كلنا كنا لا نتعاطي فتعاطي مضيفونا هم منه الكثير وعندما شعر صديقي "أبو العربي" أن رؤوسهم بدأت في التثاقل من وطئه المخدرات أتاه شيطانه وأومأ لي بعينه كاشاره بدء …
حاولت أن أثنيه عما يعتمل في رأسه ولكن الفكره كانت قد اختمرت في رأسه ورفض التراجع عنها وبدأ حديثه الي أحد مضيفينا طالبا رؤيه سلاحه الالي فأعطاه اياه فأمسك بالسلاح باستهانه وأعاده الي صاحبه ودار بينهما الحوار التالي …
أبو العربي : القطعه هذه روسي عتيقه
الاعرابي : نعم روسي قديمه
أبو العربي : الدنيا تغيرت كثيرا هذه الايام وهذه القطعه أصبح مكانها المتاحف لماذا لا تمتلك سلاح حديث ؟
الاعرابي : وهل هناك سلاح أحدث من الالي
أبو العربي : الا تعرف أن هناك اليوم سلاح الي وبه ماسوره اضافيه للقنابل ؟
الاعرابي : ماسوره للقنابل !!!
أبو العربي : نعم وتستطيع استعمالها في اقتحام المنازل وتدمير السيارات في المطاردات
وهنا التفت الجمع بكامله وانتبهوا وحملقوا في أبو العربي مستفهمين منه أما هو فقد اعتدل في مجلسه وقد أمسك الزمام وبدأ في الشرح قائلا :
من منكم شاهد فيلم رامبو في الصومال ؟
فلم يجيب أحد فقال أبو العربي :
اذا لابد أن أشرح وبدأ أبو العربي في الشرح كيف أن الحرب اندلعت في الصومال بين الامريكان والروس من أجل تحرير فيتنام وكيف أن أسامه بن لادن دخل طرفا في الحرب من أجل نصره المسلمين في كشمير في حربهم ضد الانجليز ثم انضمامه هو أي أبو العربي للمجاهدين الصوماليين وأن سلاحه أنذاك كان هذه البندقيه الأليه التي بها ماسوره للقنابل وقتله بها مئات الامريكيين في الصومال …
وطال الشرح وسقط من سقط من الحاضرين ليس من كثره تعاطي المخدرات ولكن من كثره التركيز مع أبو العربي ومحاوله تجميع حديثه المتشعب …
وأخيرا أراد أن يختم بكيفيه أن الامريكيون عملوا هذه الاحداث كلها فيلم سينمائي اسمه "رامبو في الصومال" وكسبوا من وراءه الملايين …
وأنهي أبو العربي الحكايه بأنه حال عودته من الصومال أحضر معه بندقيته ذات الماسوره الثانيه للقنابل وبعض الالغام …
وهنا بادره أحدهم وسأله .. أين هذه البندقيه
فرد أبو العربي : والله احتجت قرشين من كام شهر وبعتها
ورد نفس الشخص ثانيا : والالغام
فاجاب أبو العربي : موجوده
فقال نفس الشخص: نشتريها منك
وهنا أسقط في يدي أنا فمن أين نأتيهم بالغام وهؤلاء القوم لا يعرفون الهزر وأحسست باقتراب النهايه وهنا قررت التمسك بأهداب الحياه . ان كان في العمر بقيه . فانتفضت من مكاني وقلت .. الحاجات دي أسرار يجب أن أترككم الان تتحدثون براحتكم وأستأذن أنا ..
وكأن كلماتي أعجبتهم ففوجئت بالرد الجماعي .. بالسلامه أنت
وخرجت بسرعه ولم أترك لصديقي الفرصه لاي كلام وركبت سيارتي وانطلقت عائدا وأنا أحمد الله أنني قد نجوت ..
أما صديقي ولما لم أراه فتره طويله سألت عنه وعرفت أنه في المستشفي يصارع الموت وهنا أدركت أن لغما قد انفجر فيه …
مجدي المصري
التعليقات (0)