يتحدث الجميع عن صفقة القرن ولكن لا أحد يعلم ماهي بنودها وكيف سوف يتم تطبيق تلك البنود وكيف سوف تلبي تلك الصراع متطلبات وتطلعات الطرفين. جهات سعودية وعبر موظفين ومندوبين لها في الشبكة العنكبوتية خصوصا في المنتديات تحاول الترويج لصفقة القرن وأنه قد حان الأوان للالتفات لقضايا التنمية والمضي للأمام والمشاريع العملاقة وتنمية الإقتصاد. أولئك المندوبين يتميزون بمستوى ثقافي ومعرفي متدني ولا ينشرون أي مواضيع ذات قيمة وفائدة, فهم يستلمون الأوامر بالإيميل, بضعة سطور ينشرونها كما هي بدون أن تغيير أو تبديل.
الصحف الإسرائيلية نفسها وصفت تلك الصفقة بأنها مهزلة وعملية خداع. وسائل إعلامية أجنبية تحدثت عن طموحات صهر ترامب جاريد كوشنر السياسية و احتمال ترشحهِ للإنتخابات الرئاسية 2024. ترامب اتخذ خطوة نقل السفارة الأمريكية للقدس مما يعني اعترافه بالمدينة عاصمة لدولة الكيان العنصري وهي الخطوة التي لم يمتلك الجرأة على القيام بها أي رئيس أمريكي سابق. ودولة الكيان العنصري أقرَّت رسميا الهوية اليهودية لدولتها المزعومة. الدول العربية لا تملك إلا التصريحات والشجب والإستنكار والكيان الصهيوني يمرر ما يريده وفي أي وقت يريد.
لايمكن إيجاد حل للقضية الفلسطينية لأن طرفي الصراع يؤمنان بالحق الإلهي لهم في تلك الأرض. قضية فلسطين تحمل بعدا دينيا لطرفي الصراع وتلك مشكلة لا يمكن حلها طال الزمن أم قصر. دولة الكيان الصهيوني وعبر سنين طويلة من التخطيط والدعاية المخادعة نجحت في صهينة قسم كبير من عنصرها السكاني اليهودي الذي أصبحوا يؤمنون بالأساطير الدينية التي يزعمون أنها تمنحهم الحق في تلك الأرض. وقد مضى الجمعيات الصهيونية في بحثها عن اليهود الى الهند وحتى في أفغانستان, زعم بعضهم أن قبائل البشتون التي يشكل أفرادها العمود الفقري لحركة طالبان هي ذات أصول يهودية وأنها هي نفسها تمثل السِبط اليهودي الضائع.
يقال نقلا عن جاريد كوشنر أنه سوف يطرح تفاصيل صفقة القرن بعد إنتهاء شهر رمضان. ولكن كان هناك عشرات من إتفاقيات السلام ولم يطلق على أي منها ألقاب بهدف تلميعها إعلاميا رغم أن صفقة القرن قد لا تختلف عن أي إتفاقية سابقة لم يلتزم الطرف الصهيوني بها. الشعب المصري لن يوافق على منح سيناء أو قسم منها لتهجير أهالي قطاع غزة اليها. سيناء نفسها عبارة عن صحراء جرداء قاحلة ليس فيها من مقومات الحياة وتحتاج الى تريليونات من الدولارات لتعميرها وبنائها وجعلها قابلة للحياة. الشعب الفلسطيني وقياداته لن يوافقوا على أي الصفقة لا تتضمن حق اللاجئين بالعودة والقدس عاصمة لدولة فلسطين. فكرة الوطن البديل في الأردن ولدت ميتة ولن تكون مقبولة شعبيا أو من الطبقة السياسية. لن يوافق أي نظام حكم عربي في العلن على تلك الصفقة إن صحت الإشاعات حول تفاصيلها لأن في ذلك سوف تكون نهايته. الهدف من تلك الصفقة ليس حل القضية الفلسطينية بل تعقيدها وخلق المزيد من المشاكل والإضطرابات في طول الوطن العربي وعرضه للقضاء على تبقى بعد ذلك الربيع العربي المشؤوم.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة
https://science-culture-knowledge.blogspot.com/2019/05/blog-post_6.html
الرجاء التكرُّم بالضغط على رابط الموضوع بعد الإنتهاء من قرائته لتسجيل زيارة للمدونة
النهاية
التعليقات (0)