رونالدو - كاكا:
132 مليون دولار لكريستيانو رونالدو و90 مليون دولار لريكاردو كاكا. هذه هي الصفقة المزدوجة التي عقدها ريال مدريد الاسباني قبل ايام، من اجل اعداد نفسه للمواجهة في الموسم المقبل، في ما اعتبر اغلى صفقة في تاريخ كرة القدم، والقصة تروى.
بالرقم الذي بيع به رونالدو يعتبر النجم البرتغالي هو الاغلى بعدما تخطى رقم زين الدين زيدان الفرنسي الذي انتقل من جوفنتوس الايطالي الى الريال في العام 2001. رقم كاكا قياسي بدوره لكنه الرقم الثاني في تاريخ الكرة وليس الأول.
بعد اعادة انتخاب فلورنتينو بيريز رئيساً لنادي ريال مدريد بدأت الاخبار تتردد حول انتقال اسماء ذات شأن كبير، فتوّجه كاكا من ميلانو الى مدريد بعدما دفع الملياردير الاسباني 75 مليون يورو لناديه الايطالي. بعدها بأيام قليلة فجّر بيريز مفاجأة نوعية اخرى بإعلانه عن انتقال نجم مانشستر يونايتد المشاغب كريستيانو رونالدو بعدما وافق النادي الاسباني على دفع 9٤ مليون يورو مقابل الصفقة، وهكذا اصبح اللاعب البرتغالي الفذ ّ اغلى لاعب في العالم، اذا استثنينا صفقة بيكهام الاميركية.
رونالدو وكاكا انتقلا الى ريال مدريد، فدبّ الذعر في قلوب لاعبي ومشجعي النادي الكاتالوني برشلونة الذين كانوا يعتقدون ان عصر برشلونة سيستمر لسنوات طويلة. لكن اقدام رئيس النادي الملكي على خطوته هذه اعادت خلط الاوراق وجعلت المنافسة متكافئة بل متقاربة جداً كي لا نقول ان الافضلية باتت للفريق الابيض على حساب البلوغرانا.
ولا شكّ في أن الخسارة التاريخية المذلة لريال مدريد امام برشلونة وعلى ملعب سانتياغو برنابيو في العاصمة الاسبانية، كانت شاخصة في عيون رئيس النادي وهيئته الادارية قبل اتخاذ هذه الخطوات الجريئة، لأن فريق العاصمة ظهر عاجزاً تماماً امام فريق برشلونة ونجومه الكثر، وهو لم يكن حاضراً ابداً لمنافسته او الضغط عليه، بعدما تبيّن ان النادي الكاتالوني يمتلك افضل خط وسط في العالم حالياً، إضافة الى خط دفاع لا بأس به على الاطلاق، وخط هجوم غني عن التعريف مع ثلاثي الرعب الارجنتيني ميسي، الفرنسي تييري هنري والكاميروني صامويل ايتو، فكان لا بدّ من صدمة ايجابية من اجل اعادة التوازن، وهذا بالفعل ما قام به الريال.
ولأول مرّة منذ سنوات طويلة ينجح الفريق الابيض في اصطياد بعض الاسماء ذات الشأن منذ صفقة انتقال زين الدين زيدان وبعده الانكليزي دﻳﭬﻳﺪ بيكهام. وليس في الامكان ذكر الاسماء التي خيّبت الامال في السنوات الاخيرة بعدما كان التوجّه نحو لاعبي الصف الثاني من ذوي الموهبة العالية والخبرة القليلة فدفع الريال الثمن الموسم الماضي بعدما كان قد نجح مع بعض الحظ، وبمساعدة غير مباشرة من برشلونة الضائع، في الفوز باللقب في الموسمين اللذين سبقا فوز برشلونة هذه السنة. فهل تعلمّ الريال من اخطاء الماضي؟
الجواب في مطلع الموسم المقبل، الذي سيكشف مدى تأقلم هذا الكمّ الهائل من النجوم بإدارة مدرّب قدير، لكنه ليس نجماً كما الحال مع هوسيب غوارديوللا مثلاً. فهل يشكلّ وجود خواندي راموس عائقاً امام طموحات فريقه الموسم المقبل؟ بالطبع لا! وهو سيحاول المستحيل لمنافسة خصمه اللدود محلياً وقارياً، طالما ان كلّ الدلائل تشير الى ان لا انتقالات كبرى بعد الآن، نظراً للأوضاع الاقتصادية السيئة، بل يمكن التأكيد على ان قطبي الكرة الاسبانية سيكونان من الآن ابرز مرشحين لإحراز بطولة الاندية الاوروبية الابطال، حتى ان اللعاب بدأ يسيل منذ الآن في انتظار مواجهة الكلاسيكو الاولى التي يمكن ان تكون واحدة من اعظم مواجهات كرة القدم التي جرت حتى الآن في عالم كرة القدم.
مواجهات كثيرة حصلت بين الفريقين خلال العام الجاري وعلى مستوى المنافسة القارية الابرز ايضاً، بعدما تبيّن ضعف القوة الشرائية للأندية الانكليزية للموسم الحالي وبعدما كانت اندية البريميير ليغ تتربع على عرش الاندية الاوروبية الاغنى والأقوى. والسبب يعود الى فقدان المستثمرين الاجانب اصحاب القدرة الشرائية الكبرى في هذه الاندية السيولة المطلوبة، رغم ان معظم المالكين هم من الولايات المتحدة الاميركية او الخليج العربي. والسبب الاخر هو الازمة المالية الاقتصادية التي قضت الى حدّ ما على تضخم اسواق الانتقالات في السنوات الماضية، لدرجة ان ال غلايزر اصحاب النفوذ الماديّ الكبير في الولايات المتحدة وفي القارة الاوروبية ايضاً دفعوا السير اليكس فرغوسن الى اتخاذ قرار التخلي عن نجمه المفضل كريستيانو رونالدو بعدما وصلت ديون النادي الى ما يقارب اﻠ 700 مليون جنيه استرليني أي الى حدود المليار دولار اميركي. امّا الاغرب فيمكن معاينته في اسبانيا حيث تأثر الوضع الاقتصادي والمعيشي كثيراً، لكنه لم يؤثر في القدرة الشرائية لأنديته الكبيرة التي يؤكد رؤساؤها ان اموالهم اسبانية مئة في المئة وليست مستوردة من الخارج في إشارة واضحة الى الدوري الانكليزي الممتاز.
وقد نكون امام منعطف تاريخي سيؤدي الى الاعتراف بريادة الكرة الاسبانية على الساحة الاوروبية، فتصبح الليغا الاسبانية الاكثر طلباً من قبل ذواقي كرة القدم والمعلنين الذين بدأوا منذ الآن حجز اعلاناتهم في السانتياغو برنابيو والكامب ناو.
التعليقات (0)