صفقة أميركية .. لماذا الآن .. ؟؟
حكومة جديدة قادمة في الطريق لجزءً من الشعب الفلسطيني, ومن الرغم ربما أن يكون لغزة نصيب في هذه التشكيلة, وكما يقال عن عمل هذه الحكومة الذي سوف تكون قادرة على إستكمال بناء مؤسسات الدولة المستقلة قبل أيلول (سبتمبر) المقبل والتحضير لإجراء الإنتخابات العامة والبلدية.
إن إجراء الإنتخابات العامة أعتقد ممكن أن تكون خطوة مهمة لتوحيد الوطن بعد إخفاق جهود المصالحة، وحيث إن على حركة حماس أن لا ترفض المشاركة في الإنتخابات الرئاسية والتشريعية من أجل إنهاء الإنقسام وتكريس الديمقراطية.
وفي تقديري إن العالم في المستقبل القريب سوف يكون أمام مأزق أخلاقي وليس قانوني في حال إعترافة بدولة في جنوب السودان من دون أن يعترف بحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة. وحيث إن العالم لا يستطيع تأييد حق شعب من الشعوب ويتجاهل حق شعب آخر, ولذلك على الفلسطينيين عدم التراجع عن خطوة الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي من أجل إستصدار قراراً يدين ويجرم كل أشكال الإستيطان في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية.
ومن حيث الحديث الدائر حول الرزمة الأميركية المطروحة على لجنة المتابعة العربية مقابل إستبدال مشروع القرار المطروح في مجلس الأمن في بيان رئاسي لغته مختلفة عن ألغة الواردة في مشروع القرار الذي تلقى دعم من أكثر 130 دولة, وفي المقابل فإن الصفقة الأميركية غير مضمونة للتنفيذ وقد تصطدام في خلافات تعرضها للانهيار في المستقبل.
وتأتي هذه الصفقة ولاسيما بعد ما نجحت الإستراتيجية العربية والفلسطينية في زج الإدارة الأميركية في زاوية أجبرتها على إعادة التفكير بتهديدها بإستخدام (الفيتو)، وبالتالي سعت إلى إيجاد مخرج لها من الوضع الراهن. وأن القبول بلغة أقل من اللغة الواردة في القرارات السابقة التي أعتمدها مجلس الأمن في شأن المستوطنات سوف يشكل تراجعاً في المرجعية الدولية وهذا لن يصب في خدمة القضية الفلسطينية.
بقلم: أ. منار مهدي
التعليقات (0)