دائما نستمع إلى أخبار تفيد بعمليات إلقاء القبض على عناصر من البعث وزمر من القاعدة. وحقيقة أن المتتبع لهذه الأخبار يستبشر خيرا بانجازات القوات الأمنية بحيث أنه يكون مطمئنا على وطنه وعلى شعب العراق وعلى نفسه وأبناءه وكل من يحب . لكن سرعان ما يصطدم بواقع توافقات الساسة بعموم أطيافهم وقوائمهم وتحالفاتهم في محاولات تمرر خلف كواليس العملية السياسية والأمنية من خلال المساومات التي غايتها إطلاق سراح هؤلاء المجرمين الإرهابيين الذين يستنزفون دماء العراقيين في كل يوم وساعة .
أذن الشعب هو الوحيد الذي أصبح ضحية محوريين أحدهما الإرهاب الصدامي والقاعدة والآخر ساسة العراق ومجلس قضائه الفاسد. فكثير من الجرائم تم الاعتراف عليها من قبل منفذيها الإرهابيين ومع كل هذا فأما أن يطلق سراح هؤلاء بصفقة سياسية أو برشوة لأحد القضاة في المحاكم المختصة وبالتالي لم نشهد أي عقوبة ومحاسبة تليق مع ارتكاب الجرم ونوعه . فمثلا ماحصل في جريمة النخيب وحيث أن القوات الأمنية ألقت القبض على بعض العناصر ممن ارتكبوا هذه الجريمة ووفقا لمصادر معلوماتية اعتمدتها تلك القوات الأمنية إلا أن العراق قد شهد حالة دفاع عن أولئك المجرمين من شيوخ عشائر تلك المحافظة ومن ساسة في مجلسي النواب ومحافظة الأنبار. وقد تخللت كلماتهم وخطاباتهم كلمات وهتافات خطيرة جدا تارة بالتهديد العلني وتارة ببذاءة ألفاظهم بحق شريحة كبيرة من شعب العراق ( الشيعة ) والتي تمثل الأغلبية في العراق وهذا أمر محزن جدا إذ هؤلاء غير خاضعين لسطوة القانون الذي يتم تطبيقه على فقراء الشعب فقط ممن لاحول ولاقوة لهم . بل المحزن جدا أن نجد رئيس الوزراء ينصاع لمطالب هؤلاء ويقوم بإطلاق سراح المجرمين علنا ودون أي اكتراث لمشاعر الشعب العراقي ومنهم ذوي الضحايا في تلك المجزرة الإرهابية .
ولم تقف المسألة عند هذه القضية فقط بل سبقتها قضايا مشابهة كثيرة تمت تسويتها بإطلاق سراح مجرمين بل أن بعضهم تم إلقاء القبض عليه مرة أخرى وهو متلبس بجرمه الشائن .وهنالك قضايا أخطر تمت تسويتها مع دول الجوار الإرهابي كالسعودية والأردن على سبيل المثال فهنالك مجموعة أشخاص إرهابيين من الجنسيتين السعودية والأردنية تم تسليمهم إلى دولهم عندما كان موفق الربيعي مستشار الامن القومي وهذه العملية تمت باشرافه وبحضوره شخصيا .!!!ولانعرف تفاصيل تلك الصفقة فقد تم التضليل عليها كليا من قبل الساسة والإعلام .
أذن نحن أمام ساسة لايهمهم مايجري علينا من جرائم قتل ومن تفجيرات طالت كل بيت عراقي . لمجرد بقاء هؤلاء في مناصبهم وامتيازاتهم التي لم يتوقعوا في يوم من الأيام أن يحصلوا عليها . والآن تتم عملية صفقة العفو العام بإطلاق سراح عتاة المجرمين وفق إرضاء شريحة معينة لها توجهات غير نبيلة وشريفة
فإلى متى نصبر على هكذا كتل وقوائم تدعي تمثيلنا بينما نرى ساسة تلك الكتل والقوائم لايكترثون إلا بامتيازاتهم ومناصبهم دون أن ينظروا لحجم المخاطر التي تحيط بنا وتهدد حياتنا في كل يوم ولحظة .؟
لماذا يتم تعطيل أحكام الإعدام بحق مجرمين تم الحكم عليهم بالإعدام لبشاعة جرائمهم الكثيرة بحق أبناء الشعب العراقي المظلوم ولماذا يبقى في منصب الرئاسة من لايلتزم بواجبات رئيس الجمهورية والتي أدى القسم على أن يقوم بها حرفيا .؟
الحديث طويل جدا عن ذكر معايب العملية السياسية والقائمين عليها من الساسة المرتزقة ولو أردنا سردها جميعا لكنا نحتاج لكتاب مخصص لها ولوقت لم يقف على حد معين لكون معايب هؤلاء وخروقاتهم مستمرة وغير متوقفة ولانتوقع أن تتوقف إلا إذا خرج الشعب العراقي المظلوم ليقول كلمته الفصل حاله كحال بقية الشعوب التي فعلت ذلك بعزة وكرامة وإباء بعد أن كانت ذليلة ومهانة
فهل نتوقع من شعب العراق مثل هذا الموقف أم سنجده خاضعا خانعا يكتفي بالتضجور والتأفف والسب والشتم فقط داخل داره أو مكان ضيق لايسمعه أحد ....؟
التعليقات (0)