صفع المعلم قائلاً له أنت لا تصلح أن تكون معلماً,

صفع المعلم قائلاً له أنت لا تصلح أن تكون معلماً,

حدث ذلك صباح أحد أيام العام الدراسي 1987/1986 م خلال شهر مارس , دخل علينا الأستاذ/حسين مدرس الاحياء غرفة الاحياء بمدرسة الزقازيق الثانوية للبنين صارخاً أية اللي بيحصل دا والله دي فاوضة والله ما أنا ساكت ,, أية اللي حصل أهدأ يا أستاذ حسين ,, قلت له ما سكا يدة ومجلسه على أقرب كرسي.
أعطيته كوب من الماء , شرب اليسير منه وقلت له أهدأ علشان نعرف الحكاية أيه بالضبط ,,, تصور يا أستاذ أحمد أن والد طالب عندي في الفصل يدخل علية وانا بأشرح الدرس ويضربني بالقلم على وجهي ويقول لي انت لا تصلح أن تكون مدرس , قلت له انت عملت لأبنه أيه ضربته مثلا ؟ قال لا والله يا أستاذ أحمد أنا قلت له انك بالشكل اللي انت ماشي عليه مش نافع ضروري تذاكر انت ضروري تحضر لي ولي أمرك …. ودا حصل أمته ؟؟ أمس ,, الطالب بعديها بكي ولقيته قال انا !!! مش نافع !!! طيب والله لا أنا موريك شغلك …. قلت له اسكت عيب انت الظاهر ما اتربتش وانا اللي حأربيك…
وحضر والدة اليوم وحصل اللي حصل !! كان الأستاذ حسين يحكي لي ويداه ترتعشان وجسمه كله يرتجف من هول الصدمة اللي حصلت أمام الطلاب,,, قلت له سوف أذهب أنا وانت إلى المدير ونشوف حيعمل أيه … وكان المدير الأستاذ/ عبد العظيم الطاهر (الله يصبحه بالخير أو الله يرحمه إن كان توافاه الله) ,,, ذهبنا للمدير وحكينا له الموضوع وقد تجمع بعض من الأخوة المدرسين بعد ما أنتشر الخبر في المدرسة.
نظر السيد المدير للأستاذ حسين بعد أن قص علية الموضوع قائلا لا لا مش ممكن دا يحصل في مدرستي هي فوضى قلت تمام والله تمام …. قلت لي الولد دا أسمه أيه يا أستاذ حسين ؟؟؟ وبمجرد ما أعلن الأستاذ حسين عن أسم الولد !!! “وكان في الصف الأول الثانوي ” فال المدير مهدئا الأستاذ الموضوع دا عندي انا حا أجيب الطالب دا يتأسف لك ويبوس أيدك كمان !! تمام كدة ,,,؟؟ وقبل ما يرد الأستاذ حسين رديت أنا قائلا إيه اللي بتقوله دا معقوله ؟؟؟ دي الصفعة اللة جات على وجه الأستاذ جات على وجوهنا جميعا دا أي اهانه لأي معلم في المدرسة أهانه لنا جميعا أنا حأتصرف ,,,, وامسكت بيد الأستاذ حسين وأنصرفت وسمعت السيد المدير يقول تعال ياأستاذ أحمد إن الله مع الصابرين ,,, قلت له ربنا لا يرضى بالظلم أبداً ,,,, كدة دا ظلم كبير!!!!
كان جرس الخروج يدق معلنا انتهاء اليوم الدراسي فذهبت إلى باب الخروج ممسكاً منديلا قائلا لكل من يخرج من المعلمين أدفع 25 قرشا وغدا سأشرح لكم الموضوع ,,, كنت اتحلى بثقة معلمي المدرسة ومعروف لديهم خاصة بعد موضوع المحاضرة الخاصة بالكمبيوتر ( اللي حكيت عنها من قبل ” انت ذاهب إلى فرنسا … ” ) ,,, وعندما جمعت المبلغ المطلوب ذهبت بمفردي مسرعا لألحق بمكتب البريد القريب من المدرسة وأرسلت تلغرافات عاجلة إلى كل من : رئاسة الجمهورية - وزير الداخلية - وزير التربية والتعليم - مدير الأمن بمحافظة الشرقية جميعها لها نص وصيغة واحدة ” اغيثونا نحن معلموا مدرسة الزقازيق الثانوية للبنبن - أحد أولياء الأمور يقتحم المدرسة ويصفع أحد المعلمين على وجهه … ووقغت عنهم وكتبت اسمي ورقم البطاقة العائلية.
اليوم التالي وفي الصباح الباكر توالى وصول محققين من جميع الجهات إلى غرفة الأستاذ المدير ,,, حضر إلى الأستاذ حسين قائلا إيه رأيك ولي أمر الطالب استدعوه وطالب الصلح ,,, دا ياسيدي يبقى أخو موجه عام العلوم بالمحافظة ,,, قلت له أوعى تتنازل الإنسان منا كرامه ودي حتبقى في حقك طوال العمر !!! قال حاضر يا أستاذ أحمد ….
اخذ التحقيق مجراه وأخذ العدل مجراه تم فصل الطالب اسبوع و خصم 15 يوم من راتب الموظف ( ولي الأمر ) لتركة عمله والتعدي على موظف حكومي . كما تم نقله إلى عمل في مكان آخر خارج المحافظة ووقع تعهد بعدم التكرار ووضع داخل ملفه الشخصي .
حضر إلى الأستاذ حسين وقال انا مش عارف اشكرك ازاي انت أعدت لي حقي وهيبتي أمام الكل “المعلمين والطلاب ,,,” قلت لا شكر على واجب … قائلا في نفسي احيانا أشياء لما تتكسر لا يمكن اصلاحها خاصة كرامة المعلم ,


أبو عمرو