عبـد الفتـاح الفاتحـي
تحاول دبلوماسية البوليساريو عبثا استغلال الخلافات الأخيرة بين الرباط ومدريد، لخلق مزيد من التوتر بين البلدين. وذلك حينما دعت عقب احتجاجات المغرب على اسبانيا وزير خارجية الأخيرة، ميغل أنخيل موراتينوس، لزيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين بهدف الوقوف على أسمته ب "الوضع الحقيقي للشعب الصحراوي" .. ولإظهار بادرة تضامن من قبل الحكومة الإسبانية معه وتكسير الحاجز النفسي الذي تعيشه بسبب ما وصفه ممثلها في لإسبانيا ب"الابتزاز المغربي".بما يعكس وصول دبلوماسية جبهة البوليساريو إلى النفق المسدود، بعد أن سدت في وجهها كل القنوات الدبلوماسية، بسبب سحب معظم الدول لاعترافاتها بجمهوريتها الوهمية.
واعتقدت دبلوماسية البوليساريو بسذاجة اليائس أن الطريق سالكة لخلق مزيد من التوتر بين المغرب وإسبانيا، بعد تسجيل ارتفاع وتكرار حالات اعتداء الشرطة الإسبانية على المواطنين المغاربة في المعابر الوهمية لمدينتي سبتة ومليلية.
وبنبرة استغاثة لفك حصارها السياسي والدبلوماسي المضروب على الجبهة، جاءت الدعوة التي عبر عنها ممثل البوليساريو على شكل استعطاف بل وتوسل لوزير الخارجية الإسباني، لكسر ما اعترف بأنه حاجز نفسي يمنع الحكومات الإسبانية المتتالية من زيارة المخيمات خشية ما أسماه بردة فعل الرباط.
ومعلوم أن دخول جبهة البوليساريو على خط الخلافات المغربية الإسبانية، جاء مباشرة بعد أن حمل الإعلام الجزائري المغرب مسؤولية الخلافات الأخيرة بين الرباط ومدريد، واعتبرها ردة فعل الرباط على التقارب الجزائري الإسباني بعد الزيارة الأخيرة لعبد العزيز بوتفليقة إلى إسبانيا.
وانتقد ممثل جبهة البوليساريو في إسبانيا موقف الحكومة الإسبانية بسبب ما وصفه بالركوع الإسباني "للتهديدات والضغوط والابتزاز المغربي"، دعيا اسبانيا إلى التخلص مما وصفه بـ "الابتزاز الذي يمارسه عليها المغرب".
ولم يتأخر الرد كثيرا على سذاجة دبلوماسية الجبهة، حتى ردت مدريد تبدي استعدادها لتقديم توضيحات للمغرب حول تصرفات الشرطة الإسبانية عند نقطة العبور بمليلية معتبرة أن علاقاتها مع المغرب تحظى ب "الأولوية".
تأكيد لعدم التفريط في العلاقات المغربية جاء على أعلى مستوى من إسبانيا ليقطع أي أمل للأعداء في استغلال التوتر بين البلدين، حيث أكد رئيس الحكومة الإسبانية السيد خوصي لويس رودريغث ثاباتيرو أن إسبانيا تقترح على المغرب "توضيحات وحوارا ومعلومات" بشأن هذه التصرفات.
وأوضح ثاباتيرو أن "وزير الشؤون الخارجية ميغل أنخيل موراتينوس ووزير الداخلية ألفريدو بيريز روبالكابا، الذي تتبع له قوات أمن الدولة، يعملان، على السواء، إخبار الرباط حول هذه التصرفات، بشكل يحول دون جعل ذلك عنصر عرقلة أمام تطور العلاقات بين البلدين الجارين".
وشدد ثاباتيرو على ما أسماه بـ "الأولوية" التي تحظى بها علاقات إسبانيا مع المغرب الذي وصفه بـ "البلد الجار الذي نتقاسم معه العديد من المصالح والمبادرات المشتركة". وأضاف "إننا نقيم مع المغرب علاقات جيدة وسنستمر في ذلك".
وكان المغرب قد دعا الاثنين الماضي إسبانيا إلى تقديم إجابات دقيقة حول مختلف حالات الانزلاق العنصري التي كان وراءها عناصر من الشرطة والأمن الإسبانيين تجاه مواطنين مغاربة، بنقطة العبور لمدينة مليلية المحتلة.
محلل سياسي
التعليقات (0)