صفحة من يومياتى

 رأيت أن الكتابة فى الشأن السياسى  أو القضايا العامة أضحت بالنسبة لى مرهقة للروح  متعبة للنفس ربما لشعورى بعدم جدواها , فى ذات الوقت شعرت بأننى فى حاجة إلى الالتقاء بمدونتى  وبثها بعض فكرى  فقررت أن أكتب هذه الصفحةالوجدانية الخاصة من يومياتى التى كتبتها بالأمس ونصها  كالتالى . _ (  الحياة  ليست  سوى رحلة قسرية نتظاهر بأننا نصنعها  ونحدد مكاننا فيها  ومقدار ما نحققه لأنفسنا  مما نعتبره نجاحا , أو ما يفوتنا مما نعتبره إخفاقا , والحقيقة هى أن قدرنا هو الذى يصنعنا  ويحدد مكاننا فى الحياة , و ومقدار ما نصيب فيها من ألوان المتع أو ما يفوتنا من أسباب السعادة ,  هى رحلة غريبة وعجيبة نتصور أننا نقود فيها عربة الحياة , بينما هى التى تقودنا وتحدد طريقنا ورفاق رحلتنا ومحطات الركوب والنزول  دون أن يكون لنا فى ذلك إرادة او اختيار , والفرق بين من يعتبرهم البعض ناجحين أو فاشلين , سعداء أو تعساء , مستقيمين أو خاطئين ما هى إلا فروق وهمية  لان هؤلاء البشر لم يصنعوها  ولكنها من صنع قدر هو الحاكم الأول  حيث  حكم مصيرهم ومسيرتهم وكل نوازعهم  قبل وجودهم حينما حدد لكل منهم أباه وأمه  وحمله بجينات صفاته  وغرائزه قبل أن تكون له قدرة على الاختيار, كما حدد له الوطن الذى سيعيش فيه  والبشر الذين سيحيطون به ويؤثرون فيه ويؤثر فيهم  إلى ان يصل الإنسان إلى نهاية رحلته  فإذا الجميع متساوون فى كل شىء لافرق بينهم وهنا وفى هذه اللحظة سيدرك ان كل ألوان الصراع فى الحياة لم تكن سوى الجزء الأهم من عبثية الرحلة , سينظر الإنسان خلفه ليرى أن مجرد الندم على ما فاته فى حياته لم يعد ممكنا  لأن الإنسان نفسه لم يعد ممكنا ! !