مواضيع اليوم

صفحة من الذكريات .للشربينى الاقصرى

الشربينى الاقصرى

2013-03-29 08:43:46

0

 






 

 

قرأت لك من صفحات ذاكرتى:
وكمااتفقنا بعيدا عن السياسة..
سأحكى لكم ذكريات عن الفن الجميل فى الزمن الجميل..
حكايتى اليوم عن (العمالقة)...عمالقة الادب والفكر والفن .
حكايتى اليوم او قل صفحة من صفحات ذكرياتى عن اميرالشعراء احمد شوقى والاديب العملاق/عباس محمود العقاد واميرة الغناء العربى السيدة /ام كلثوم .
عشقت فكر العقاد عشقا جنونيا .و من شدة حبى لفكره واعجابى بشخصيته العصامية حرمت نفسى من القراءة لاى اديب او مفكر غيره... استطاع العقاد ان يحبسنى داخل قفص افكاره .....حتى (الحب) حرمنى منه لانه لم يتهم بالحب بل جعلنى اسيرا لكل من (سارة)و(هند) اللتين كان يهيم بهما (همام) فى ان واحد... فى رائعته الفريدة (سارة)او عبقرية الشك كما يحلو لبعض النقاد أن يسميها بذلك . وحبى للعقاد جعلنى اغرق عشقا فى مدرسة (الديوان) تلك المدرسة الادبية التى يتزعمها العقاد وصديقيه الاديب ابراهيم عبد القادر المازنى والشاعرعبد الرحمن شكرى والتى تنتمى الى الثقافة الانجليزية .
وكانت مدرسة الديوان تكره امير الشعراء احمد شوقى كرها شديدا .وشنت عليه حملة نقدية ساخرة وهاجمت شعره هجوما لاذعا فيما يسمى (بالديوان)... .تأثرت باراء هذه المدرسة وكرهت شوقى وشعره وللحقيقة أنى لم أعرف شوقى ولم أقرأ شعره ولم افهم منه سوى هذه القصائد او الابيات التى هاجمته بها مدرسة الديوان أوالتى كنا ندرسها فى الكتب الدراسية .
وفى يوم من الايام كنا نستمع لقصيدة شوقى (سلوقلبى)تشدو بها ام كلثوم من الحان رياض السنباطى والتى تقول كلماتها:
سلوا قلبي غداة سلا وتابا
لعل على الجمال له عتابا
ويسأل في الحوادث ذو صواب
فهل ترك الجمال له صوابا؟!
وكنت إذا سألت القلب يوماً
تولى الدمع عن قلبي الجوابا
ولي بين الضلوع دم ولحم
هما الواهي الذي تكل الشبابا
تسرب في الدموع فقلت ولى
وصفق في الضلوع فقلت ثابا
ولو خلقت قلوب من حديد
لما حملت كما حمل العذابا
ولا ينبيك عن خلق الليالي
كمن فقد الأحبة والصحابا
فمن يغتر بالدنيا فإني
لبست بها فأبليت الثيابا
جنيت بروضها ورداً وشوكاً
وذقت بكأسها شهداً وصابا
فلم أر غير حكم الله حكماً
ولم أر دون باب الله بابا
وأن البر خير في حياة
وأبقى بعد صاحبه صوابا
نبي الخير بيّنه سبيلاً
وسن خلاله وهدى الشعابا
وكان بيانه للهدي سبلاً
وكانت خيله للحق غابا
وعلّمنا بناء المجد حتى
أخذنا إمرة الأرض اغتصابا
وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال
إذا الإقدام كان لهم ركابا
أبا الزهراء قد جاوزت قدري
بمدحك بيد أن لي انتسابا
فما عرف البلاغة ذو بيان
اذا لم يتخذك له كتابَا
مدحت المالكين فزدت قدرا
فحين مدحتك اقتدت السحابا
سألت الله في أبناء ديني
فإن تكن الوسيلة لي أجــابا
وما للمسلمين سواك حصن
إذا ما الضر مسهم ونابا
...............
غنت ام كلثوم فابدعت واطربت السامعين .وبعد تذوقنا الحان السنباطى وصوت ام كلثوم بدأنا نتذوق جمال الكلمات التى ابدعها شوقى .وكان معنا احد مدرسى اللغة العربية الذين يعشقون شوقى عشقا جنونيا والذين يدافعون عنه دفاع الابطال ويذودون عن مملكة شعر (الشوقيات ).
واخذ استاذنا (عبد الرسول يوسف دياب )المعروف فى عائلة (التماسيح)بالكرنك باسم(عبدالغنى أب يوسف)مدرس اللغة العربيةالعاشق لشوقى ..اخذ يشرح ويمدح فى شعر شوقى ويهيم به شوقا كعاشق يهيم بمحبوبته. كلما شرح بيتا من قصيدة (سلو قلبى).هو يشرح وانا احاول ان استجمع فى ذاكرتى فكر العقاد ومدرسة الديوان كى اجد كلمة او فكرة اهاجم بها شوقى فى شعره وكى أثبت للحاضرين انى من (المثقفين)....الى ان وصل أستاذنا(عبد الرسول او عبد الغنى ) الى قول شوقى :
وعلمنا بناء المجدحتى
أخذنا امرة الارض اغتصابا
وهنا دق قلبى طربا فقد وجدت ضالتى المنشودة ..وبلا استئذان فى الدخول الى الحديث صحت وصرخت بأعلى صوتى قائلا :يااستاذ..يااستاذ عبد الغنى .(اناضد.شوقى هذا الذى تمدحه ..كيف يقول (اخذنا امرة الارض اغتصابا )ان لفظ اغتصابا لا يليق بفتوحات الاسلام...تلك الفتوحات العظيمة.ان لفظ(اغتصابا)لفظ(قبيح).ان هذا اللفظ يؤكد زعم المستشرقين بان الاسلام انتشر بالسيف تبا لشوقى هذا .نشوتى بالانتصار على شوقى لم تدم حتى لثوان .
فلم اكمل حروف كلمة (تبا) ولم اعرف من انا؟ واين اين؟ وماذا جرى لى سوى انى طريح على الارض تحت اقدم الاستاذ/عبد الغنى وقدافرغ فمه قاموسه اللغوى فى الشتائم بجميع انواعها مصحوبة باللكمات والركلات والضرب الرهيب ... وسبنى وسب ابائى واجدادى قائلا :انت ايها الحقير الذى لا تساوى شيئا تتطاول على سيدك وسيد اهلك وبلدك (شوقى بك).
ودارت الايام ومرت الايام ...دورة الزمن لادورة ايام ام كلثوم فى اغنيتها (ودارت الايام) ...وعرفت أن شوقى يستحق بجدارة ان يكون (امير الشعراء)وقرأت له فوجدته عملاقامتفوقا على جميع شعراء العربية من عصر امرىء القيس حتى عصرنا هذا .
أتذكر (ركلات )خالنا(عبدالغنى) مدرس اللغة العربية الذى احيا فى داخلى روح القراءة والبحث عن شوقى وشعره .
اتذكرالعقاد والمازنى وشكرى وسارة وهند ومى زيادة وام كلثوم وفيروز واسمهان .
اتذكررواية العقاد (عبقرية الشك) سارة..التى الهمتنى اسم ابنتى (سارة)و(هند)......واتذكرسلسلة(عبقرياته)وخاصة (عبقرية عمروبن العاص)فى اسم ابنى(عمرو) كل هذاحباللعقاد وفكر العقاد .
اتذكر الفن الجميل فى الزمن الجميل والصحبة الجميلة .أتذكراجمل ايام الصبا فى موطن الصب...الكرنك القديم بالاقصر.
والى لقاء مع صفحة اخرى من صفحات ذاكرتى .
محمداحمدخليل حسب الله.
الشربينى الاقصرى.
مصر/الاقصر/الكرنك القديم.
نجع التماسيح.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات