مواضيع اليوم

صفحات منسية من تاريخ مناضلي الشعب العربي الاهوازي ،خلف يعقوب - جابر احمد

فهد البقمي

2010-09-04 20:09:48

0


يعد خلف يعقوب الصخراوي من اهم الكوادر الوطنية العربستانية ، فهو بالاضافة الى كونه مناضلا مقداما كان ايضا شاعرا من الطراز الاول ويستحق بجداره ان نطلق عليه لقب شاعر النضال الوطني الاهوازي وقد كان لشعره اثناء مرحلة النضال ضد نظام الشاه المقبور دورا بالغ الاهمية في رفع معنويات الجماهير وحثهم على النضال و التمسك بعروبتهم ووطنيتهم ، و لي مع هذا المناضل الفذ ذكريات حلوة ومرة سابذل قصارى جهدي لكي انقلها وذلك في سبيل احياء ذكراه ،حيث بقيت سيرة حياته وتاريخ نضاله وقصائده محجوبة عن الكثير من ابناء شعبنا وخاصة الجيل الشاب منهم .
ولد خلف يعقوب في قرية ابوكلاك وهي من القرى التابعة لمدينة البسيتين ، وقد كبر وترعرع في هذه القرية ، اكمل دراسته الابتدائية فيها ، ثم واصل دراسته الاعدادية في مدرسة دقيقي في البسيتين وقد برز نبوغه في الشعر و الخطابة في سن مبكر من حياته ، حيث كان ملما الماما كاملا باللغة العربية و كان يمتلك خطا جميلا قله نظيره ، كما لديه الموهبة في الابداع وكتابة المواضيع و التحاليل السياسية . ورغم كونه لم يتلقى تعليما اكاديما الا ان البحوث و المقالات التي يكتبها كانت فريدة من نوعها ، من هنا يمكن القول نادرا ما نجد من يضاهيه انذاك في ميدان الكتابه كما في ميدان الشعر .
لم يستطيع خلف يعقوب اكمال دراسته الثانوية بسبب ظروفه المادية والاجتماعية ولم يتمكن من ايجاد فرصة عمل في بلاده الزاخرة في شتى انواع الخيرات ، لذلك قرراواسط الستينات شأنه شأن الآلاف من الاهوازيين الذهاب الى الكويت التي كانت انذاك بحاجة ماسة الى اليد العاملة .
ورغم صغر سنه الا انه عمل في الكويت في اشد مجالات العمل صعوبة ، وقد دفعه نبوغه الادبي والسياسي الى الاندفاع نحو قراءة الصحف والمجلات و الكتب والراويات التي كانت تصدر في الكويت ، ولكونه كان يعشق فلسطين كعشقه لبلاده عربستان اقام علاقات طيبة مع الجالية الفلسطينية . وبعد النكسة التي حلت بالعرب في حزيران عام 1967 تبدلت هذه العلاقة من علاقة عمل وصداقة الى علاقة سياسية ساعدته التعرف على سياسين فلسطينين وكويتين من بينهم اعضاء في حركة القومين العرب ، وقد مهدت له ايضا الى فتح ذهنه بشكل علمي ومنظم على المعاناة التي يعاني منها شعبه على يد النظام الشاهنشاهي الايراني . ومن هذا المنطلق سعى خلف يعقوب الى تنظيم بعض الشباب الاهوازيين المقيمين في الكويت و يمكن القول كانت لديه مجموعته الخاصة به .
لقد شاهد خلف ابان مراهقته بام عينه التجاوزات التي يتعرض لها المواطنين في قريته بسبب وبدون سبب وقد اثر هذا في نفسه ، وادت حادثة ضرب والده على يد احد افراد الدرك الايراني ان يهيء نفسه الى مجابهه كبرى ليس مع افراد النظام وحسب بل النظام الشاهنشاهي برمته ، و قد قادته علاقاته مع الاخوة الفلسطيين الى التأثر بالتجرية الفلسطينية و خاصة تجربة الكفاح المسلح و الى التعرف على اساليب التنظيم و الاعداد العسكري ،لانه كان يعتقد انذاك ان النظام الايراني وافراده لا يعرفون الا لغة القوة ، من هنا كان من بين الرواد العربستانيين الذين تدربوا على السلاح وكان يعشقه الى درجة لا تصدق وكانت قصائدة والتي اوردناه بعضا منها في نهاية هذه السيرة مملؤة بمفرادات النضال العسكري و ادواته ك" البندقية " و " الهاون " و الرشاش" وغيرها من نماذج الاسلحة و كمثال قوله " آمنت بالبندقية اتصارع اعداي بالهبه " او كقوله " والبرنو مثل صعصع تسمعه من ايد اهالينا " او قوله " آنه هذا الما يهاب الموت و التفكه على متني" و الكثير من المفردات الاخرى .
واثناء تواجده في الكويت حاول الالتحاق هو ومجموعته بتنظيم الجبهه الوطنية لتحرير عربستان التي اسسها المرحوم الشيخ راشد الخلف حفيد الشيخ خزعل ، الا انه سرعان ما اكتشف ان افكاره وطموحاته لا يلتقيان مع نهج الامين العام لتلك الجبهة فتركها ، ولم تمر فترة وجيزة حتى تعرف على المرحوم الشهيد حميد رحمة المعروف بسيد فهد وكانت افكارهما متطابقة الى حد كبير ، بعد هذا اللقاء ذهب السيد فهد اواخرعام 1969 الى العراق بدعوة من بعض الشخصيات الاهوازية المتواجدة هناك ، وبعد انجاز هذه المهمة عاد الى الكوبت وتدراس مع خلف يعقولب الدوافع الكامنة وراء هذه الرحلة و النتائج الذي حصل عليها ، فرحب خلف يعقوب بهذه الرحلة واعتبرها رحلة ناجحة وابدى استعداده لدعم سيد فهد واسناد مشروعة بكل ما يستطيع من قوة ، وفي الحقيقة كان هدف الرحلة انذاك هو التنسيق مع السلطات العراقية لايجاد موضع قدم للاهوازيين على الاراضي العراقية و ذلك بعد استلام حزب البعث العربي الاشتراكي السلطة في العراق عام 1968 ، لان كل الرجلين كانا يعتقدان ان وجود قاعدة للاهوازيين على ارض العراق يعتبر نقلة نوعية في تحكيم اواصر الاتصال بين اعضاء تنظيم الاهوازيين في الداخل والخارج . وتقرر ان يسافر في المرة القادمة الى العراق للتعرف عن قرب على مايجري وهذا ما حصل ، وبالفعل سافر خلف مع السيد فهد الى العراق .و لما كان خلف يعقوب مراقب من قبل الامن الكويتي و لما طالت غيبته ولم يعرف سبب اختفائه ،قام الامن الكويتي بمداهمة و تفتيش الغرفة التي كان قد استئجرها ، واثناء التفتيش عثر على كم هائل من البيانات السياسية و الكتب التي تتحدث عن تاريخ المنطقة ، وقد تم اخبار خلف وعبر قاعدته التنظيمية ان بيته تعرض للتفتيش وان عودته الى الكويت محفوف بالكثير من المخاطر ، فآثر خلف يعقوب البقاء في العراق ولم يعد الى الكويت مخافة ان يقع بيد الامن الكويتي ، وبعد فترة من اقامته في العراق و في مدينة العمارة تحديدا ، ارسل خلف يعقوب احد افراد التنظينم ليخبر اسرته بضرورة الالتحاق به، لان وجوده في العراق اصبح مصدر قلق له و لعائلته ، لان العائلة تعرضت الى الكثير من الضغوط وان وجوده اسرته خارج عربستان سيطلق يده في ممارسة نشاطاته لاسيما النشطات التنظميية و العسكرية .
كان خلف يعقوب من الرواد الأوائل الذين ساهموا في تشكيل الجبهة الشعبية لتحرير عربستان او الاحواز وكان من ابرز قادتها ، وكان احد مسؤولي تنظيم المنطقة الوسطى والذي يشمل الخفاجية وما جاورها وخاصة البسيتين ، السيدية ، ابوجلاج الخرابة وغيرها من القرى والقصبات واحد ابرز قادة ما يعرف بمنطقة الاهوار، في حين رفيقه في النضال السيد فهد وقبل انتقاله الى العمارة كان يعمل ضمن القطاع الجنوبي الذي يشمل ، المحمرة ،عبادان ، الاهواز العاصمة ، الفلاحية وغيرها من المدن والقصبات الجنوبية ( تعرضت لهذه الامور بشكل مفصل في مذكراتي التي سوف تنشر عما قريب وفي مواضبع نشرت سابقا ).
بعد استشهاد السيد فهد و رفاقه في معركة مشداخ ، بقي خلف يعقوب و الشهيد حته يشرفان على العمل التنظيمي في مدينة العمارة ، اما معرفتي بخلف يعقوب الصخرواي تعود الى اوائل السبعينات ( 1970) وكان انذاك يبلغ من العمر 28 عاما قبل ان ينتقل وفي المراحل اللاحقة من النضال الى مكتب بغداد ليمارس مهامه الوطنية في المجالين السياسي و الاعلامي ، حيث نظم انذاك احسن قصائده .
وعندما كنا نبحث عن استقلالية القرار السياسي ، ومتأثرين انذاك الى ابعد الحدود بنظرية الكفاح المسلح ، وايجاد قواعد ثابتة ومتحركة داخل المدن وفي الريف العربستاني كان المغفور له من اوائل المرحبين بهذا العمل وقدطرح الفكرة على المرحزم السيد فهد وحتة فرحبا بها ، وقد نزلت مجموعة من الشباب الاهوازيين من بينهم كاتب هذه المقالة الى داخل الوطن بمساعدة الاخ المرحوم خلف و التي رافقها حتى مدينة البسيتين .
وفي المؤتمر العام الذي خوالي عام 1973 في بيت المناضل صالح العامري المعروف باحمد الجزائري اثر استشهاد حته و السيد فهد ومجموعة من كوادر الجبهة الشعبية انتخب الشهيد خلف عضوا اصيلا في قيادة الجبهة ، وبالاضافة الى مهامه النضالية في مكتب العمارة اصبح عضوا في اللجنة الاعلامية ،لم نفارق بعضنا البعض الا فترة وجيزة عندما اعتقله الامن العراقي والزج به في السجن ، وسبب اعتقاله هو نشاطه البالغ الاثر في التأثير على الشباب العربستاني ومطالبته المستمرة بحرية و استقلالية القرار العربستاني .
في عهد ناظم كزار سجن وبعد خروجه من السجن ابعد الى مدينة تكريت وقد زرته اثناء وجوده في هذه المدينة فوجدته اكثر صلابة من قبل ، ثم عاد مرة ثانية الى بغداد ليمارس مهامه الوطنية و ليعمل كمقدم برامج في صوت الثورة الاحوازية وهي الاذاعة المحلية التي كانت موجهة الى الشعب العربي الاهوازي وتبث انطلاقا من الاراضي العراقية و تحديدا من البصرة , كما كان يقدم برامجه واشعاره الموجهة الى ابناء شعبنا عبر اذاعة بغداد الرسمية . ولم افارق الشهيد الا بعد اتفاقية آذار من عام 1975 التي عقدت بين العراق وايران والتي على اثرها توقف نشاط الاهوازيين السياسي و اعلامي في هذا البلد العزيز
بعد انتصار الثورة الايرانية بفترة وجيزة عاد الى مسقط راسه ابو كلاك ، ومخيلته مملؤة بالكثير من الافكار والاراء ، الا ان يد الغدر باغتته واطلقت عليه النار من الخلف، حيث اغتيل عام 1980 ، وهو الان راقد بسلام في مقبرة الجهاد بالقرب من مدينة الاهواز .
ان حديثنا عن الكقاخ المسلح لا يعني بالضرورة تأييد هذا النهج ولكن عند ما يأتي الحديث عن تاريخ مسيرة شعبنا النضالة لا يمكن لنا اغماض العين عن ذكر الحقائق التاريخية ، كما ان لحديث عن المغفور له الشهيد خلف يعقوب ونضاله يطول ، لذلك اثرنا الاكتفاء بهذه السطور العابرة تخليدا لاحياء ذكراها كمناضل وكشاعر .وفيما يلي بعض من قصائد هذا المناضل نهديها الى الجيل الشاب من ابناء شعبنا على امل تحقيق آمال هذا المناضل في الحرية واقرار حق تقرير المصير.
() القصائد التالية تعود الى المناضل المغدور الشهيد خلف يعقوب الصخراوي وقد نظمها في الفترة الواقعة بين عام 1986 الى عام 1975
القصيد ة الأولى
انه ثائر
راية الاحواز بيدي و بيميني البندقية
حامل احزام الرصاص و نخوة وشيمة وحميه –
ثائر المن ؟
ثرت لدياري من المحمرة لاشمال الصالحية
ثائر اله طول ليلي وركضي يعجز ام حوافر و آنه ثائر .
آمنت بالبندقية اتصارح اعداي بلهبه
وتندب الغاصب تكله يترك اديار السلبهه
وهذه الاحواز صارت للعرب ثاني جزائر و آنه ثائر .
و لونزف جرحي بدمه و ارتوت ساحة الوادي
تنكلب بركان ارضه - يلهب انفاسي الاعادي
يرتفع صوتي العالي،بارض الاحواز وينادي
خلي تسمعنا الامة من عمان الحد بحر يعرب الهادر و انه ثائر .
صامد بعزمي الراسخ وبثورتي دوم اجاهر
حتى ابن ايران يعرف هذه البطهران صابر
هذا خاين كل شعوب ايران و الكارون غادر
هذا عده جم جريمه ولسه عنه الشعب صابر
هذا الضيع اقبورنا بين المقابر
كبل عربستان سموهه يصاحب باسم عابر
واسم " خوزستان" سماهه عجب ترضه الضمائر
وانته ابنه تعيش بيهه ياشهم عيشة العابر
وهذه الحويزه تنادي تصيح يا جلت الناصر
وهذا كارون الينادي خفت موجي الجان هادر
– و انه ثائر .
وسهرت ليلي اليمر عليك بس رشاشي واني
بكثر ما ناموا الما يدرون بحضان الغواني
بس اعيش بسد عبايه ولا بذله و بمباني
و لا تظل وحشه المضايف ولا عمدهه يبقى حاني
و الهاوويين الخفت باصواتها ورنة خفاني
جت هاوين بهدرهه اتهدم اركان المباني
شكد تحب رنهه بتوالي الليل بأيد استاذ شاطر
وانه ثائر
وقلب واحزان الارامل ،عرس وتزف البشائر
خل تهلهلي وانه ابعزمي اهز طوب الاراذل
وانه ثائر
القصيد الثانية :
ابن كارون
آنه بن كارون ، آنه الكاع هزتني ونختني –
آنه هذا الما يهاب الموت و التفكه على متني
– آنه ما هادن ولا ساير ارجاس السلبتني
او خذت نفطي وخذت كاعي و بعدتني
آنه لو سور النذل ينصف مدافع اشب طول بطول ويه السور لو ادري حركتني
ولا اريد اتكول عني الخلك عاجز و هضمتني
آنه ما ارضه المذلة و لااعييشن تحت ظل النام بفياي الاجانب
آنه اهتف ، انتصر والله انتصر للنصر راغب
ياحسافة المن اريد الروح هيه الحفزتني
وما اذب التفكه والله وظالة بسمره بمتني
القصيدة الثالثة
حي سلفنه
حي سلفنه المارضه بذله وتحمل وحي زلمنه
ويحيه مشداخ الثبت ما هزه معول
ياشعب جم صيفه مرت وانته وديانك نبع مار ضت توشل
انته ، انته ، يا شعب منهو اليكحمك تشبه الكرخة بعزمهه وزودهه الغازي توحل
اتناضل بخنجر وموزر حتى تحيا اجيالك بمساحاه و منجل
حاروبك ورادو يغيرون اسمك
حاربوك ورادو ايغيرون شكلك
لكن انته كحيل لو طول مسيرة يقوم يصهل
ويصرخ بصوت الشجاعه المارد اسمي
وهذا كارون الابو والكرخة امي
وهذه الاحواز داري ودارهم كل وقت مشعل
حي سلفنا المارضه بذله وتحمل .
القصيدة الرابعة :
طلت يا ليل يمته اهلالك ايجينه
طلت والشاه يتحكم باراضينه
طلت يا حكم الاستعمار مثل الليل
كم حر التعذب فيك كم جاهل " الطفل الغير " دموعه تسيل .
شعبنه يا ابو النخوات لسه مطول التفكير
البيارق وين درفعها الكانت بيد اهالينا
حمر وبيض صفر وخضرمن شافت مذله وجور
غدت تخفق هذاك اليو م
والبرنو مثل صعصع يسوك الغيم تسمعه من ايد اهالينه
وذاك اليوم درسنه العساكر حرف الف وجيم
الحبر بارودنه وسركيها حرف الميم
وميدان الحرب اوراقنه ودمنه نياشينه طيلة ياليل
ولعل من بين نبؤاته هي توقعه بدخول الجيش العراقي الى الاهواز واقترابه من مدينة الشوش حيث يقول في احد قصائده نظمها عام 1973
لازم يوم يطلع جيشنا الجرار بالشوش اوله و بالفكة تاليه





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !