الذي يخالط الرجال ويتعامل معهم كثيرا يعرف جيدا أن هناك فرقا كبيرا وشاسعا بين الرجال وقد يتشابهون من حيث المنظر ولكن ثمة فرق شاسع من حيث القدرات وحتى رؤساء الدول شأنهم شأن عامة الرجال سنجد فروقا هائلة بين
رئيس فعال وذو قدرات عظيمة.. وآخر فاسد ذو عقلية استمتاعية ومتخاذل.
ومن صفات الرئيس الفعال - هي الذكاء الحاد وأن يكون مثالا للإنتباه واليقظة والفاعلية ويعرف اقدار الكفاءات الفاعلة ليسخر قدراتهم في خدمة الوطن. ويؤمن في قرارة نفسه بعمق بأن البلاد بكل ما فيها من خيرات من موارد معدنية وزراعية تعتبر ملكا للشعب.. وأنه ورجال حكومته من أكبر وزير الى اصغر جندي في خدمة الشعب.. وبالاضافة الى ذلك يمتلك بنية معرفية ممتازة إزاء احتياجات شعبه - وإمكانيات, وموارد, ومشكلات بلاده واسبابها وماهيتها وكيفية علاجها.. ويكون لديه ارادة قوية في تطوير البلاد وتحقيق الرفاه للشعب. ولا بد أن تكون إرادته نابعة من قيم نبيلة وعادلة و من شعوره الشخصي بالمسؤولية تجاه شعبه وخدمة بلاده..
وعلى هذا الاساس يبادر بوضع خطة تنموية شاملة تشمل جميع المجالات الحيوية رامية لإستتاب الامن وتوفير الغذاء والصحة والبنية التحتية والتعليمية ويشرع في تنفيذها من خلال مدة زمنية اقصاها عشرة سنوات.
واما الرئيس الفاسد المتخاذل يجهل كل الجهل بأن البلاد تعتبر ملكا للشعب ودوره الرئيسي هو خدمة الشعب و الوطن. بل يعتقد جازما أن منصب الرئاسة هو تكريم وليس تكليف و اقصى غايته هي الديمومة في المنصب.. والدولة وامكانياتها وخيراتها بالنسبة إليه تمثل موردا لا ينضب للرزق والسلطة.. ومن خلال هذه البنية الفكرية الفاسدة يعيش حياته طولا وعرضا دون أن يشغل نفسه بمعاناة شعبه ولا تحديات بلاده ولا يترك وسيلة من الوسائل إلا ويستخدمها للصيرورة على رأس المنصب.. وكم من الشعوب عانت من الجوع والحرمان ؟! وكم من البلدان تخلفت بسبب هكذا نوع من الرجال؟!!
وهذا هو الفرق بين القائد الفعال والقائد الفاسد.. الرئيس الفعال يعمل من أجل شعبه و وطنه والرئيس الفاسد يسعى لنفسه وعائلته .
واجزم على نحو لا يقبل الشك أنه اي رئيس دولة اذا استمر في الحكم أكثر من عشرة سنوات ولم يحقق % 50 من البنية التحتية ولا الأمن الغذائي يعد رئيس فاسد ولا يجدي نفعا مهما كانت المبررات.
التعليقات (0)