صفاء أول ضوء

هناك أشخاص يُؤثِرون قلوبنا و يِتركون أثراً فى أفكارنا هؤلاء هم نخبة مجمتمعنا فنمشى على دربهم وفى عقولنا تُحفر أفكارهم حتى ولو كان مرورهم علينا – لتقصيرنا - قد تم بسرعة الضوء .. فيكفى الإنسان أن يقرأ مقالة واحدة للكاتب الراحل محمود عوض أو أن يراه - صدفة - لمدة دقائق فى برنامج وبعدها يدخل القلب دون إستئذان .. ويكفى الإنسان أن يقرأ للفيلسوف الحالم المتصالح مع نفسه ومع جلاديه الكاتب الراحل محمد السيد سعيد بعضاً من كلمات عموده – أول ضوء – الذى كان يكتبه فى جريدة البديل الجريئة قبل مرضه و توقفها أو أن يراه فى برنامج لكى يكتشف أن هذا الكاتب عبارة عن ضمير ينطق بالكلمات وقلب صافى ونفس سوية .. هؤلاء هم آخر من فقدانهم من مفكرينا الكبار الذين يتناقصون دوماً فيقل الضوء الذى ينير لنا الطريق ونشق به الصعاب .
ولكن للأسف هؤلاء الكبار عندما يمرضون يتركهم الموظفين الغير سياسين والغير مبالين والجاهلين بقيمة هؤلاء حتى يعالجوا على نفقة الآخرين .
فهؤلاء الوزراء الموظفون لم يبدأوا القراءة إلا بعد توليهم مناصبهم فكيف يعرفون قيمة العملاق عبد الوهاب المسيرى أو محمد السيد سعيد هم يعرفون فقط بعض الفنانين ولتبييض وجوههم يعالجوهم على نفقة الدولة - وهذا من حقهم طبعاً- ويفتحون السفارات الأجنبية فى الأجازات الرسمية للحصول لهم على التأشيرات أما إذا كان طلب العلاج مقدم من مثقف ليوقعوا عليه فهم يتحسسون مسدساتهم بدلاً من أقلامهم .
ولا نملك لهؤلاء الكبار إلا أن نسأل الله لهم الرحمة فى الآخرة – كما رحمهم من الحزب الوطنى - وأن نصلى صلاة الغائب على أرواحهم .