مواضيع اليوم

صـيد الكاميرا

صــيد الكاميرا

بعض النقابات والمنظمات التي تنظم عمل وتجمع أصحاب مهن معينة يحس ممارسوها أحيانا بتأنيب الضمير مثل نقابة صانعي الخمور و صانعي وتجار الأسلحة وصناعة السجائر والتبغ ومجال البنوك الربوية . وغيرها من تلك التي توجه إليها الإنتقادات والاتهامات فيما يتعلق بالإستغلال وإهدار حقوق وحياة البشر أو الحيوان والبيئة وغيرها .... عادة ما تلجأ هذه النقابات والمنظمات والجمعيات عند عقدها لمؤتمراتها السنوية ولتبييض وجهها والحرص على تحقيق نوع من التواصل والعلاقات العامة إلى إستضافة بعض النجوم في مجال السينما والغناء والتلفزيون وحتى كرة القدم والأدب .. إلخ ، المشهورين عالميا أو داخل النطاق المحلي (بالأجر طبعا) ....
وفي مؤتمر عقدته منظمة شراء وبيع ونقل الحيوانات الأليفة كان هذا الصيد المضحك لأبرز مسئوليها حين لم يستطيع هو أو زملائة خلال وبعد إنتهاء الحفل الختامي لأعمال المؤتمر السنوي للمنظمة من مقاومة تطفلهم وإنجذابهم الفطري نحو مفاتن ضيفة الشرف الحسناء.

لمحته الكاميرا فإصطادته مستغرقا في التأمل وإمتاع عينيه وسط حدائق الرمان والبرتقال ، وهو يظن نفسه بمنجاة بعيدا عن أعين الآخرين أو دون إنتباه منها 

 

 بدأت تحس بالحريق يشتعل في صدرها من لهيب نظراته الشهوانية الجائعة النارية فاستيقظت من غفوتها

 

إلتفتت نحوه بطريقة عفوية مفاجئة تفعلها كل إمرأة عندما تحس بأن هناك من يطاردها بنظراته الذكورية الفاضحة المذنبة أو تلك البريئة ...... وبالطبع لم تملك إزائه وهي الحساسة الرقيقة المشاعير واللطيفة الأحاسيس سوى أن تنفجر ضاحكة من خجلها . فبادلها هو الضحك ولكن ببرود من أخذته العزة بالإثم وقد فوجيء بإنكشاف أمره .

 

ولكنه بدلا من أن يبدي شجاعة كافية ويواصل المشوار بأن يعبر لها عن ضعفه تجاه حسنها وإستسلامه لسطوتها ويحاول إنتهاز هذه الفرصة السانحة التي منحتها له بضحكاتها فيتودد إليها ويتقرب منها ليوثق من عرى التعارف بينهما  ويوقعها في حبائله ؛ إذا به ينسحب ويتمسك ببرجه العاجي وملايينه في طريقة لا تخلو من العنجهية والغرور والتعالي .. وهو الأمر الذي أغضبها ونال من كرامتها فغيرت من نظرتها نحوه إلى ما يشبه التقريع والإزدراء ، أو كأنها تقول له بعينيها يـا .. "حيوان".

 

 

ثم إنصرفت بوجهها عنه تاركة له سادرا في غيه ومتمسكا بغروره  والتفتت إلى ضيف شرف آخر إلى يمينها ، يبدو أنها ضبطته هو الآخر غارقا بعينيه في صدرها . فتبادلا الضحكات المعبرة دون غرور ولا تعالي ، بعد أن خلفت رجلها اليمنى فوق اليسرى لترتفع بذلك سخونة التنورة القصيرة التي ترتديها فوق الجوارب السوداء الطويلة الشفافة . وقد أحست بأنها تستعيد حينئذٍ كرامتها المهدرة

 

وبعد تبادل كلمات الود والإعجاب والمجاملة تواصلت الضحكات بينها وبين ضيف الشرف الآخر الشاب الوديع المتواضع ، وقد تعمدت أن ترتفع تنورتها القصيرة لتغطي بالكاد جذعها في حين تبدى فخذيها أسفل الجورب الأسود الشفاف عيانا بيانا كاسياً عارياً ، إمعانا منها في إستفزاز وإذلال وإرهاق مضيفها المغرور الذي إزدادت معدلات توتره وطفق يقضم أظافره بأسنانه  والغيرة تنهش وتأكل من لحمه وتشرب ... خاصة وأن المنافسة بينه وبن الآخر في معترك الشهرة والشباب والفتوة واللياقة البدنية وخفة الدم واضح أنها شبه معدومة

 

ولكنها سرعان ما عادت إلى توترها في ظل الجمود الذي فرضه عليها مضيفها المكابر المغرور الذي واصل تحسس أظافره . فإنشغلت بمتابعة فعاليات الحفل دون تركيز وقد باتت تنتظر الختام بفارغ الصبر حتى تغادر هذه الأجواء المشحونة

 

بعد نهاية الحفل وحين وقفت ضيفة الشرف الحسناء إيذانا بمغادرتها الصالة هرع إليها كبار أعضاء مجلس إدارة المنظمة لوداعها والتعبير عن إمتنانهم بتشريفها الحفل ... ولكنهم سقطوا جميعا في فخ رمان فارس وبرتقال يافا وغرقوا في تيار صدرها الجارف حين فوجئوا بما لم يخطر لهم على بال ؛ فتسمرت أعينهم في صدر المسكينة التي أحست بالخجل في مواجهة نظراتهم الجائعة المفترسة .... وكأنها تذكرت لتوها أنها وسط كبار تجار ورجال أعمال يعملون في مجال بيع وشراء ونقل الحيوانات الأليفة وكذلك المتوحشة عبر العالم.....






التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات