صور تشييع منتظري
عشرات الآلاف من الإيرانيين زحفوا إلى مدينة قم لوداع آية الله العظمى حسين علي منتظري الذي توفي بتاريخ 20/12/2009م عن 87 سنة .... وحيث يعتبر الراحل الوريث الشرعي للإمام الخميني وإماما لتيار الإصلاحيين المعارض المنبثق من داخل النظام الذي أسسه الخميني.
..... وخلال الفترة الأخيرة وتحديدا منذ ملابسات انتخابات الرئاسة الإيرانية التي جرت في يونيو 2009م والتي فاز فيها محمود أحمدي نجاد على نحو مثير للجدل فقد كثف آية الله منتظري انتقاداته اللاذعة وهجومه المباشر على الحكومة وظل يردد دائما "أن الجمهورية الإسلامية قد ضلت طريقها".
مشارك خلال مراسم التوديع والدفن يرفع صورة الراحل حسين علي منتظري ياليد اليسرى ويشير باليمنى بشعار النصر البريطاني الأصل (V) وقد أحاط معصمه وإثنين من أصابعه الخمسة بشرائط قماشية خضراء للدلالة على أنه من الإصلاحيين.
أحد أقربائه ينتحب إلى جوار الجثمان ويبكيه بكل الحزن المرتسم على وجهه .... كان آية الله منتظري من رجال الدين المعدودين في المذهب الشيعي خلال العصر الجاري . وجزء لا يتجزأ من ثورة الخميني بل ويصفه الجميع على أنه الوريث الشرعي للإمام الخميني (رغم إبعاد الخميني له من الواجهة السياسية وأمره له الإكتفاء بممارسة التدريس في قـم ) ...... وهو الأمر الذي جعل لانتقاداته المباشرة للحكومة ثقلها المعنوي ومنعت هذه المكانة من ناحية أخرى الحكومة من التعرض له خشية إثارة أنصاره المخلصين.
المشيعون المنتحبون يتبعون النعش الذي وضع فيه الجثمان خلال مراسم نقله إلى مثواه الأخير في الأرض قبل البعث.
الآلاف من الأنصار الحريصين على المشاركة اليقظة احتشدوا في مدينة قـم المقدسة لدى الإيرانيين الشيعة لتشييع جثمان الراحل آية الله حسين منتظري.
زعيم المعارضة الإيرانية (الإصلاحي) مير حسين موسوي (ذو الشعـر الفضي يسار الصورة) كان في طليعة من حرص على الحضور بنفسه للمشاركة في مراسم التشييع... بل وكان قد دعا إلى اعتبار هذا اليوم يوم حداد شعبي في مسعى لإختبار وإستعراض قوة المعارضة وأغلبيتها اليقظة.
لم تخلو مراسم تشييع جثمان منتظري من صدامات متفاوتة بين أنصار الإصلاح وأنصار التيار المحافظ الحاكم .... والصورة تتحدث عن نفسها بكل شفافية العدسة الحـرة.
كان منتظري قد كتب يندد بمواقف ومنهج الحكومة الإيرانية تحت قيادة محمود أحمدي نجاد المدعوم من قبل المرشد الأعلى علي خامئيني بقوله: "إن نظام سياسي مؤسس على القوة والقهر وتزوير أصوات الناخبين والقتل والحصار والاعتقال مستخدما في ذلك أساليب الستالينية . وإستخدام وسائل تعذيب القرون الوسطى ومحاكم التفتيش ضد معارضيه . وخلق القمع والرقابة على الصحف وقطع وسائل الإتصال الجماهيري . وسجن المستنيرين والنخبة من المجتمع بحجج كاذبة وإجبارهم داخل السجون والمعتقلات على الإدلاء بإعترافات مفبركة هو أمر مدان وغير شرعي".
جثمان الراحل منتظري خلال إلقاء بعض قريباته وأهله نظرة الوداع الأخيرة عليه
جثمان آية الله العظمى منتظري المحمول على عربة يشق طريقه نحو مثوى الممات ببطء وصعوبة وسط جموع المشيعين الغفيرة المشبعة بالحزن والأسى.
إ
مدفن الراحل حسين منتظري ...... وقد إكتفى البيان الصادر من مكتب المرشد علي خامئيني في نص النعي الرسمي الإشارة إليه بآية الله الحاج حسين علي منتظري بدلا من (آية الله العظمى).
إن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو هل يشكل رحيل آية الله العظمى منتظري إضافة معنوية دافعة إلى المد الإصلاحي في إيران؟ .... هل جاءت الوفاة في الوقت المناسب بالنسبة لمسار هذه الحركة المتصاعدة في مواجهة نظام حاكم شـرس ؟؟ ....
في واقع الأمر أن وفاة منتظري بوصفه إمام الإصلاحيين لن تأتي بثمارها الإيجابية هكذا على طبق من ذهب وبشكل آلي بل يتوقف الأمر على الجهاز الفكري التنظيري التعبوي للحركة الإصلاحية وقدرة هؤلاء المنظرين على تكريس وإستغلال التبجيل الذي تكنه جماهيرهم النشطة وكذلك الأغلبية الصامتة لآراء الراحل ومكانته الروحية في ضمير الشعب الإيراني المتدين.
التعليقات (0)