صغيرٌ بعمره كبيرٌ بعقله محمد العراقي من ثمار الراب الإسلامي
قد يظن البعض أن الفرد يُقاس بعمره لا غير لكن الواقع الحياتي للمجتمع يقول عكس ذلك فالإنسان ينظر إلى عقله و مدى رجاحته وهذا ما نراه جلياً في العديد من النماذج التاريخية التي أذهلت الكثير من المجتمعات فاليوم ومع انطلاق أساليب الحداثة و التغيير الشامل على الموروث القديم، ومع انطلاق ثورة الشباب و فكرهم المتقدم و سعيهم الجاد بإحداث قفزة نوعية على ما وصل إلينا من أسلافنا الماضيين لكن مع الاحتفاظ بقيمه الأصيلة و جوهره النادر فيما يكون التغيير في الأسلوب و الرؤى لا أكثر، فالجميع يعلم أن عجلة المجتمع لا يجب أن تتوقف عند حدٍ ما بل لابد و أن يحدث تغيير جذري في طريقة التعامل مع ما كان سائداً في الماضي و خاصة ما يمس حياة الإنسان و منهجه و طقوسه الدينية، فمثلاً اعتادت بعض الطوائف على تأدية عبادتها بالطريقة القديمة لكن اليوم تشهد منحى جديد لم تألفه سابقاً وقد أنمزج فيه الحداثة بالفكر الإبداعي للقائمين عليه من أجل جعله في خدمة البشرية جمعاء، مما كتب لها النجاح و تحقيق النتائج الطيبة و المرجوة في عملها الذي يدخل ضمن إطار خدمة الصالح العام، ولعل من أبرز تلك التجارب الحية الناجحة ما ظهر اليوم في الساحة الشبابية من إبداعات غاية في الأهمية أصبحت بحق طريق الخلاص من متاهات الانحراف و السقوط في مستنقعات الفساد و المخدرات و الرذيلة و خسران الأولى و الآخرة معاً، فقد وجدت مجموعة من الشباب المسلم الواعد و ضمن مشروعهم الإصلاحي العالمي في انتشال العالم من قيود العبودية المجحفة و الظلم و الاستعباد من مؤامرات قِوى الاستكبار العالمي و الماسونية العالمية فقد وجدت هذه الفئة الشبابية في الراب الإسلامي المحبب و المرغوب و صاحب التأثير الكبير على الشباب خير طريق لإعادة هذه الشريحة إلى جادة العقل و التعقل، و كذلك لإنقاذ الشباب من الهجمة الشرسة التي تستهدفها بغية الإطاحة بها و شل حركة المجتمع تماماً فلا تقوم له قائمة بعد انهيار عموده الفقري الذي يستند عليه و المعول عليه مستقبلاً في قيادته نحو بر الأمن و الأمان فجاء الراب الإسلامي ليفشل كل المخططات الشيطانية و يكشف للعالم أنه على قدر المهمة فكان خير طريق للإصلاح السماوي المنشود لأنه أصبح وسيلة لنشر العلم و الفكر و الأخلاق الحميدة فالأشبال قد وجدوا فيه ما يجعلهم رغم صغر سنهم خير خلف لخير سلف فهذا الطفل الصغير احمد العراقي فرغم صغر سنه إلا أنه كبير في عقله فنراه يرد على السن السب و الشتم و الطعن بالأسلوب العاقل فيترفع عن رد الإساءة بالإساءة بل يعمل وفق ما يدعو له قوله تعالى : ( و جادلهم بالتي هي أحسن ) نعم بالكلمة الحسنى و المجادلة و ليس بإطلاق الكلمات البذيئة و العبارات الفاحشة و الطعن بالمقابل دون وجود الحجة على ما يقدمه المستهزئ فهذا الطفل ثمرة من ثمار الراب الإسلامي أنشودة المصلحين و طريق الشباب الصالحين .
بقلم محمدالخيكاني
التعليقات (0)