بالرغم من أن هذه الأحداث تؤلمني كلما تذكرتها , لكنني سوف أرويها لكم , لعل بعد سردها يجد البعض الفائدة والعظة منها ……
كنت متوجها لعملي من الزقازيق إلى القاهرة , يومها كان على ألقاء بعض المحاضرات في المعهد المصري الفرنسي للعلوم والرياضيات والذي كان بالقرب من نادي الصيد أول شارع شهاب ” كان ذلك في أول شهر أبريل عام 1989 ” نعم أتذكر التاريخ بالضبط لأرتباطه بما حدث ” فلقد كان آخر موعد لتقديم بحث عن تصور لكتاب في تكنولوجيا التعليم والتعلم في مسابقة أعلنتها وزارة التربية والتعليم - الإدارة العامة للتعليم الثانوي والتي كنت قد نقلت نفسي إليها بعد سوء تفاهم حدث بيني وبين رئيستي في العمل - ولكن هذا ليس موضوعنا اليوم - المهم ماهي المسابقة وماهو ذلك الحدث هذا ما سوف احكيه لكم الآن .
أعلنت الإدارة العامة للتعليم الثانوي وذلك بعد توجيهات من الدكتور فتحي سرور والذي كان وزير التربية والتعليم في ذلك الوقت بضرورة التحول إلى تكنولوجيا التعليم والثورة المعلوماتية , والتمشي مع عصر الكمبيوتر والذي زاع صيته وانتشر في بلدان العالم في ذلك الوقت , وذلك بمجموعة من المبادرات مثل مؤتمر عن استخدام الحاسوب في العملية التعليمية وكان لي نصيب المشاركة أنا وثلاث من زملائي واتذكر أن من بين الدول التي كان لها اعضاء في المؤتمر الأردن , والبحرين , وسوريا , ومصر , وفلسطين ,,,هذا ما اتذكره ومن بين الأحداث التي اتذكرها أن اليوم الأول كله كانت المناقشات عن هل يسمى الحاسوب أو الحاسب الآلي أم الحاسب الألكتروني أو الكمبيوتر , وكل دوله متمسكة بالتسمية التي تراها , وفي آخر المطاف أتفقوا على ألا يتفقوا بمعني أن لكل دوله تسميتها التي تراها …. كما أني أتذكر يوم الافتتاح وما حدث في الأستراحة ,,, لقد ذهبنا لمائدة الطعام وكان يجمع بين ما لذ وطاب من أنواع الفاكهة والحلوى بالإضافة لأنواع مختلفة من اللحوم والتي تم اعدادها بشكل ممتاز ,,, كان المؤتمر في واحد من أشهر الفنادق خمس نجوم في مصر ,,, المهم تفضلوا هكذا أعلن أعد منظموا المؤتمر والذي كان “برعاية اليونسكوا ” - وبعد الاستراحة وتناول القهوة استكمل كل وفد عرض ما يقوم به من أعمال وما وضع من خطط في مجال استخدام الكمبيوتر في التعليم ومن الدول التي حازت على اعجاب الحضور الأردن وذلك لما قامت به من وضع اسلوب وطريقة مميزة لحل مشكلة النقص في عدد الأجهزة وكذلك نقص في المعدات والأفراد في ذلك الوقت بإعدادها قافلة مكونة من عربه مجهزة بمجموعة من الأجهزة ” الحاسوب ” ومعها عدد من المعلمين تجوب بهم القرى والمدن الصغيرة تشرح للتلاميذ بعض من مقررات الحاسوب وتساهم في نشر الوعي الكمبيوتري , ومن الشخصيات التي حضرت والتي كنت أجلس بجانبها السفير سعيد كمال ممثل دولة فلسطين وأتذكر ممثل البحرين وعلى ما اتذكر كان الدكتور فاخرو ,, وكان لمصر السبق في نشر الكمبيوتر في العملية التعليمية حيث أن ذلك بدأ في عام 1987م مع بدايةإنشاء الإدارة العامة للكمبيوتر التعليمي والتي كنت أعمل فيها في ذلك الوقت…” في نهاية المؤتمر اخذ كل منا شنطة بها أوراق المؤتمر ومعه مبلغ 400 جنية مصري كان مفاجأة للجميع … وسبحان موزع الأرزاق.”
المهم نرجع لموضوعنا كنت أعمل في الإدارة العامة للتعليم الثانوي وكنت قد سجلت لدراسة الماجستير في جامعه الزقازيق - بعد ما انهيت دراسة الدبلوم العال في التربية لمدة عامين في جامعة الأسكندرية… وكان معي العديد من الكتب التي تتحدث عن تكنولوجيا التعليم وكذلك التي قد احضرتها معي من ليبيا ,,, وكان كل هذا دافعا لي للدخول في المسابقة منذ أن قرأت عنها في لوحة الإعلانات في الوزارة… قررت الاشتراك بها وقلت لنفسي هذا هو التحدي لقد تذكرت يوم أن اخبرني احد زملائي القدامى في الدبلوم الأستاذ السيد سويدان ” الله يعطيه الصحة والعافية يوم ان قال لي لقد ظهرت نتيجة الدبلوم العال وحصلت على جيد جدا يا أبو حميد في مقرر المناهج وطرق التدريس -لقد حصلت على المركز الأول ولم اكن موجودا يوم ان بلغهم الدكتور مدحت النمر بذلك - لقد كان الدكتور مدحت يسبقنا بأربع سنوات فقط كان خريج 1970/1969وكان يعمل مًعيدا بالجامعة كلية التربية ورجع لتوه من أمريكا عام 1980 بعد حصولة على درجة الدكتوراة - لقد كان طموحا ويرغب في تطبيق (معظم ما درسه ) لنا نحن طلاب الدراسات العليا وعلى ما أتذكر كان اختبار مادة المناهج وطرق التدريس يومها هو ” ,وضع تصور منهج في الجيولوجيا ومعطيا احد الأمثلة لأحد الدروس …. كان مقرر ممتاز وكنت دائم الاطلاع لحبي في ذلك وليس رغبة فقط في اجتياز الامتحان … لذك قررت الدخول في المسابقة وكان ذلك في شهر يناير وقبل اجازة نصف العام في المدارس والتي كنا محرومون منها نحن الذين يعملون في الوزارة بعد انتقالي من العمل في المدارس الثانوي…
اخذت اخطط للمسابقة واعمل لها الف حساب وذهبت للمكتبات العاامة مثل مكتبة الجامعة الأمريكية ومكتبة وزارة التربية والتعليم ,,, وحان موعد تقديم البحث و بعد السهر علية وكتابتة بخط اليد في ثمانون ورقة وكتابة الاهداء والمحتوى والفهرس والمراجع , وضعت البحث في ملف ” دوسيه ” وقبل موعد التقديم بيوم كان علي أولا أن أذهب إلى المعهد المصري الفرنسي لألقاء بعض المحاضرات في الكمبيوتر” كان تابع لوزارة التربية والتعليم - في مساعدة وتقديم العون للإدارة العامة للكمبيوتر التعليمي في ذلك الوقت بدعم من اليونسكو - وكذلك مرافقة مسيو Herveمدرس فرنسي كان يشرح مقرر البرمجة بلغة الباسكال والبيسيك وكنت اعمل له للترجمة من الفرنسية إلى العربية وشرح بعض التمارين للمدرسين ,,, المهم كان آخر موعد لتقديم البحث للمسابقة هو باكر ,, ماذا افعل إن لم اتصرف سوف يضيع علي تعبي كله ,, وجاء الحل لقد ركب معي أحد الموجهين من الزقازيق يدعى X “دعوني اسمية اكس حتى لا يُعايرابناؤه بأبيهم “ والذي كان ضمن المجموعة التي أدرس لهم في الوزارة بالأشتراك مع زملائي ” وكنت اتحدث معه طوال الطريق عن المسابقة وكيف انها هامة لتنشيط المعلمين والموجهين وقفزة حضارية نحو المعلوماتية واخذ يستفسر مني عنها وبعدما وصل القطار إلى محطة سيدي جابر قلت له يا استاذ X ممكن توصل لي هذا الملف لإدارة المسابقات لأن آخر موعد هو غدا حتى أني لم استطع ان اكتبها على الكمبيوتر لضيق الوقت. سلم كل منا على الآخر وانتهى الموضوع وكنت اشعر انني الفائز بمشيئة الله لأن كل مفاتيح البحث كانت لدي من معرفة بالطرق الحديثة لكتابة بحث (وهذا ما درسته في الجامعة) والكتب والمراجع منها ما اشتريته ومنها ما حصلت عليه من المكتبات اشهرها مكتبة الجامعة الأمريكية ومكتبات كليات التربية الزقازيق وعين شمس - الخلاصة تعبت كتير كتير في هذا البحث ,,,,,
ومضى شهر ثم شهر آخر فثلاث شهور ,,, وحدث ذات صباح ما لم اتوقعة دخل علينا المعمل الخاص بالمدرسين وكنا مجتمعين وقال لنا مش تباركوا لي لقد فزت بالمركز الأول !!!! الكل اخذ يسأله مسابقة ايه وهو يقول له مسابقة المناهج واخذ يشرح لهم البحث عن كذا وكذا قلت له وبعدين احكي وانا انظر إلية باستغراب تام قال واخذت الجائزة من معالي السيد الوزير وقيمة الجائزة 300 جنية يعني حوالي الفين جنية في هذه الأيام ,, قلت له استنى انتظر يا اخونا انا اتسرقت دا حرامي حرامي ياعالم يااستاذة المديرة دا حرامي سرق تعبي وشقاية وهو ينظر لي ولا يرد قلت والله ما كان يعرف شيئ عن المسابقة واخذها مني قبل آخر يوم بيوم ؟؟؟ قلت يا أبن الحرامية دا عمل نسخة لنفسة على الآلة الكاتبة وفدمها , وكان من ضمن الشروط تقديم البحث مكتوب اما على الآلة الكاتبة أو على الكمبيوتر ولا يقدم مكتوب يدوي ؟؟ !! لذا لم ينظر للبحث الذي قدمته ,,, نعم لم اسكت ذهبت مسرعا إلى لجنة المسابقات في الطابق الثاني من الوزارة وحكيت لهم وقلت لهم قارنوا بين بحثي وبحثه !! يا اخونا اشوف البحث بتاعة وانا حأثبت لكم قالوا مش ممكن تطلع عليه لأنه مقدم طلب بعدم الأطلاع عليه لأنه مقدمة كرسالة ماجستير ,, شعرت ان فيه تواطأ معه ,, واصبحت افضحه في كل مكان في الوزارة في التعليم الثانوي وفي كل مكان وهو لا حياة لمن تنادي ,,, والآن اسأل الله ان يكون الحراميXمازال على قيد الحياة وان يقرأ موضوعي هذا ويقول لي كيف يحكي لأولادة هذه القصة هل سيحكيها كواحدة من امجادة وهو يعلم انه سارق , هل في داخلة لم يشعر بالخسة والندالة ؟؟؟ حكيت هذه الحادثة ويمكن احسست الآن ببعض الراحة وارجوا ان يتعظ كل من يقرأها ولا يعطي الأمان المطلق للأشخاص الذين لا يعرفهم.” على فكرة انا نشرت القصة ومعها اسم الشخص ثم اعدت نشرها بدون اسمه رحمة بأولادة لا عليه “
التعليقات (0)