صرخ الإمام بأعلى صوته يا كافر اخرجوه خارج المسجد
كنت في عامي الأول الجامعي عام 1970م وسمعت عن نوع جديد على مسامعي من الزواج وبما أنني مشاكس واحب الاستطلاع والمعرفة فصممت أن أسأل أحد آئمة المساجد المبجلين في صلاة الجمعة وذات يوم جمعة وبعد ان انتهت الصلاة ذهبت مباشرة متوجها للامام وقلت لهم حرما انشاء الله نظري إلي قائلا جمعا يا استاذ , وكان شابا صغير السن ...
اقتربت منه قائلا لي سؤال يا فضيلة الشيخ قال تفضل يا اخي قلت : سمعت عن زواج يسمى الزواج العرفي فما حكمه في الاسلام ....؟ ما ان انتهيت من السؤال والذي قلته بصوت منخفض جدا حتى اني لا اكاد اسمع صوتي فإذا بحضرة الامام يصيح بأعلى صوته اخرجوه من المسجد انتم اللي حتخربوا الدين اخرجوه فاجتمع الناس يريدون معرفة السبب وخرجت مسرعا وانا اقول انت لا تستحق لقب امام مسجد ....
وهنا واليوم اتامل عما حدث لي منذ اكثر من أربعون عاما كان ينظر لمن يتحدث عن الزواج العرفي ( والذي يعتبره الكثير الآن زواج عادي ) مع اختلاف الكثير أيضا معهم ويعتبرونه حراما وانا مع الرأي الثاني لما فيه من هدم لأواصر الأسرة وما ينتج عنه من ذرية لا حول لهم ولا قوة وكذلك لضياع الكثير من حقوق الزوجة.... والآن نسمع عن العديد من المسميات للزواج سوف نعرضها على لسان احد الصحفيين من جريدة المساء (محمد عمر :جريدة المساء المصرية العدد: 9/6/2010م وأترك التعليق لحضراتكم..
علي مدي 14 قرنا من الزمان ومنذ أن أعلن الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم إقامة الدولة الإسلامية لم نكن نعرف سوي نوع واحد من الزواج وهو الزواج الشرعي الذي يقوم علي سنة الله ورسوله لكننا الآن أصبحنا نسمع عن أنواع جديدة من الزواج مثل المسيار والمسفار والفريند والكاسيت والدم فالمسيار والمسفار من فصيلة واحدة والذي يتيح الزواج لشهور أو أسابيع أو سنوات حسب مدة إقامة الزوج المسافر والهدف منه كما يقول "المجربون" أن يعفوا أنفسهم بدلا من ارتكاب جرائم جنسية علي حد تعبيرهم.
أما الفريند فهو زواج "إيتيكيت" وتتلخص حكايته في أن يتفق الزوجان علي تأجير غرفة مستقلة يمارسان فيها العلاقة الزوجية حسب التساهيل والظروف بمعني عندما تسنح الظروف لزيارة الغرفة وبعد أن يتم كل شيء ينصرف كل منهما إلي حال سبيله ويكون اللقاء القادم أيضا حسب التساهيل والاتفاق مسبقا.
أما زواج الكاسيت فيسجل الشاب شريط تسجيل يعلن فيه عن زواجه وهي الأخري تعلن موافقتها ويحتفظ كل منهما بنسخة.. كذلك زواج "الدم" يجرح كل من الشاب والفتاة إصبعه ثم يتلامس الاصبعان ويعتبران "الدم" وثيقة زواج.
وبالطبع هذه الأنواع التي أشرت اليها "دقة قديمة" فهناك مستحدثات أخري تتغير كل عام تقريبا حسب الموضة فظهر حديثا زواج "المثقاف" ومن شروطه أن يختار الشاب الفتاة التي تكون مثقفة مثله وينسي "الأصل والفصل" والحب والجمال ويركز علي أن تكون زوجة المستقبل مثقفة ومطلعة علي كل ما يحدث في الحياة الثقافية العالمية وليست المحلية فقط.
وطالما أن هناك أنواعا جديدة تظهر علي الساحة سنويا فإنني أتوقع بعد فترة ليست طويلة أن يتم اختراع أسماء جديدة تتماشي مع حالنا الذي أصبح يندي له الجبين فليس مستبعدا أن يتزوج الشاب الفتاة في سيارة ميكروباص ويطلق عليه "زواج المشوار" خاصة أن زحام الشوارع فاق كل الحدود والمرور توقف في وسط البلد.. قس علي ذلك زواج "المطيار" أثناء السفر بالطائرة و"المبخار" بالباخرة و"المصعاد" بالأسانسير خاصة أنه يتوقف كثيرا بين السماء والأرض وغير ذلك طالما أننا أصبحنا نفكر بطريقة همجية تتماشي مع العصر الهمجي الذي أصبحنا نعيش فيه.
الشيء الغريب الذي أتعجب منه.. طالما أن الزواج أصبح ميسرا بهذه الطريقة فلماذا تزداد العنوسة وتصل الي أكثر من 10 ملايين فتاة وشاب.. ولماذا يبحث الشباب عن فرص عمل طالما أن الزواج أصبح سهلا ولايحتاج لمؤخر ونفقات وشقة زوجية وأثاثات وخلافه؟
ليتنا نربي أبناءنا علي القيم الفاضلة ونجعلهم يحترمون عقود الزواج التي تصون الفتاة وتحافظ علي حقوقها فما يحدث هذه الأيام وفي السنوات الأخيرة أننا أصبحنا نلهث وراء تقاليد الغرب التي دمرت حياتنا وجعلتنا ننسي مبادئنا التي تميزنا عن غيرنا واستقيناها من تعاليم الإسلام!
التعليقات (0)