محرم 1432
بالامس قالها احد العرفاء و الحكماء وهو يقرا هوية الاسلام المعاصر : احذروا الاسلام الامريكي الجديد .. وهو يريد ان يفتح اذهاننا الى ان هناك اسلاما مصنوعا في مصانع هوليود والبيت الابيض بعجينة صهيونية عالمية .. وقبل سنوات من اليوم كتب شريعتي حول التشيع فقال : احذروا التشيع الصفوي الذي جعل بديلا عن التشيع لعلي بن ابي طالب ، لان التشيع اصبح ولاء لاشخاص لمراجع ، لعلماء ، لقادة ، لاحزاب ليس تشيعا لعلي وبالتالي فهو تشيع لله تعالى ..
والامر ذاته يتكرر مع مسيرة الحسين فاليوم يبتلى الحسين ببلاء جديد يزيد الالم الما ويخلق بدل الملعون الف يزيد ..
يبتلى بدموع كاذبة ومظاهر براقة لا تحمل الا الوانا وقتية وصدورا لم تتهيء لسحق الدبابات او الخيل كما حل بالحسين , لانها اكتفت ان تلامس اطراف الاصابع بطرقات خفيفة جلد الصدر ، وعيون ماعادت تهمل من اجل المصاب وانما تهمل لشجو الصوت او لذكرى عزيز هو في الحقيقة اعز من الحسين ...!!
ابتلي المنبر الحسيني
بخطباء ومنابر ليس لهم من المنبر الا اذاكاء الدمعة وابكاء الحاضرين وتجييش مشاعرهم نحو ذلك الخطيب ، منابر لا تعنى بالاصلاح بل تعنى بإفساد العقيدة فالحسين الذي قطع اشواطا من الزمن ومسافات متباعدة من الطريق عبر بها حدود البلدان كان ينتظر من المنابر ان تهيج الحرقة والالم على كل منكر وكل انحراف وكل حكم فاسد جائر ، تضيع فيه المقاييس والضوابط وتعلو فيه الرشوة والمحسوبية ، اراد الحسين من منابره ان يقف احدهم عاليا ليقول للمحتل وللفاسد والمنحرف مهما كان عنوانه او جنسيته كد كيدك واسع سعيك واحذر عذاب الله ...
الى منبر يقول لالاف الشباب والشبان ممن خرجوا للعزاء يرتدون افخر الملابس وارقى العطور بمختلف القصات ليجرحهم بمدية الثورة والمباديء ليقول لهم : يا اهل الختل والغدر لا هدات الرنة ولا رقأت الدمعة فانتم تغدرون وانتم تشعرون
الى منبر ...يقول كلا لكل ظلم لكل امتهان لكل حق مضيع لكل فساد وخضوع وخنوع كلا لدين لا يمنع صاحبه من الوقوع في الخطيئة ولا يمنع عقيدته من الزوال ،
ونعم لكل مصلح مخلص يطالب بحقوق الابرياء ، يبحث عن لقم عز وقطعة ستر يعلوها الشرف والافتخار لبلد هيئه الله ليحتضن الاخيار وامام الاخيار .
نعم لشعب مظلم يطالب بحقوقه وينادي باعلى صوته ايها الحاكم
اين انت منا
اين انت من حقوقنا
هيهات لك ان تسحق عقائدنا او تتغافل عن مشاعرنا او تتفرعن علينا مرة اخرى
هكذا تعلمنا من الحسين ان نكون اباة او نرفض الظلم ان لا نهدا على الظيم واذا ما رايت بعضنا سكت او جامل او هادن او استطعت ان تشتري لسانه او ان تكتم فاهه
فاعلم ان في هذا الشعب الف حسين وحسين بل مليون ومليون حسين
اما انتم ايها المراؤون ايها المنتفعون ايها الخاذلون للحسين
يا اهل الختل والغدر يابقايا الاشعري وقاضي القضاة فانتم تركبون بمنابركم على صدر الحسين
وانتم من تنكثون باكاذيبكم نحر الحسين التي طالما قبلها رسول الله وبكى عليها لان فيها نحر السيوف ونحر الالسن الكاذبة الخاطئة التي ما فتات تذبح الحسين
نعم انكم تذبحون الحسين بسكوتكم عن ظلم البلاد والعباد ..تذبحون الحسين حينما تشغلون الناس بامور بسيطة وجزئية ..تذبحون الحسين حينما تكون مطالباتكم خجولة يمنعها الخوف من خدش مشاعر السلطان ... نعم انتم كمن سلب خنصره ومدرعته لترضوا به سلاطين الجور انتم تذبحونه لانكم تعلمون الناس ان يبكوا على الحسين ويحثوا التراب على رؤسهم دون ان يفكروا ان ياخذوا بثار الحسين وان يستعدوا مع الاخذ بثاره لينقض على اوكار الظلم والفساد وسجون القمع والاضطهاد
فلتكف منابركم عن شتم الحسين وال الحسين فلتكف منابركم عن قتل الحسين وتخدير شيعته بروايات البكاء وثواب الدموع ومسيرات لا تعبر الا عن ممارسات صامتة ميتة
فعليكم ان تحذوا حذو تلك المنابر الصادقة التي سلكت طريق الحق
فما وجدت فيه الا اشواكه عسلا والامه املا ،وعذاباته مواساة لصبر الحسين
التعليقات (0)