((صراع الديوك))
شيكاغو – أنس ألبياتي
لمراسلة الكاتب مباشرة والنقاش حول الموضوع
Anass.albayati@iraqimutualaid.org
كم كنت اتمنى ان ينتهي عام 2011 بأحداث سعيدة تنسينى على الاقل كم الاحداث التي حصلت فيه لكن يبدوا ان العام يأبى ان ينتهي الا بكارثة وانا اتكلم عن العراق هذه المرة .
نعم انه العراق الذي كنت امني نفسي على الاقل مثل الكثيرين غيري ان يكون انسحاب القوات الامريكية منه بداية عصر جديد من الحرية والمصالحة والوحدة ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تماما فالاخبار تتسارع وتحمل في طياتها المآسي على العراق وشعبه الصابر.
عندما كنت صغيرا كنت اشاهد دائما عبر شاشات التلفزيون مباريات صراع الديوك وحقيقة لم تكن تستهويني نهائيا وكنت دائما اسال والدي ماهذا فيقول لي انهم يسمونها نوع من انواع الرياضة لكنها في الواقع حقيقة الحياة كونها تمثل الصراع وبالتالي البقاء للاقوى! لم اكن بطبيعة الحال افهم هذه العبارات الكبيرة في حينها ولم افكر بها لكن ومع الذي يحدث في العراق لا اعرف لماذا تحضرني الان هذه المباريات اعتقد لان مايشاهده الجميع هو نوع من انواع الصراع وبالتالي البقاء للاقوى.
فالذي يحدث في العراق هو صراع الديوك فعلا حيث يتصارع ديك كبير وفريقه مع ديك اخر وفريقه ولكن الصراع مختلف من جوانب عديده منها ان احد الديكة يصر على ان القانون يجب ان يسري على الجميع مهما كانوا ومهما كانت مناصبهم للوهله الاولى يبدوا ان هذا الاصرار بعنوانه الكبير هو اساس الديمقراطية والقانون ولكن لو فعلا هذا هو مبتغاه لماذا تم تحويل القضية الى الراي العام وبالتالي تناولتها وسائل الاعلام بكافة اطيافها وانتمائاتها؟ ولهذا اجوبة منطقيه وغير منطقية اما المنطقية فهي على راي المصريين ان تكون فضيحة بجلاجل او انه يريد ان يعمل دعاية انتخابية مبكرة والغير منطقية انه تسقيط سياسي لخصم سياسي وبالتالي تخرج التظاهرات التي تطالب بأعدام المتهم البري (( حتى تثبت ادانته )) على راي القانون وليصبح الجميع خبراء في تفسير القانون وكل تفسير من تفسيراتهم تأرق السنهوري في قبره. ولكن والسؤال اذا كنت تريد القانون وكما تقول لماذا تم السكوت لثلاثة سنوات مثلما ذكرت ولماذا الان ولماذا التشهير الاعلامي بالمتهم ولماذا ولماذا.
اما الديك الثاني الذي ذهب مسرعا الى رئيسه للاختباء هناك يصر على انه برئ وان الموضوع موضوع سياسي وله حججه فلماذا هذا التوقيت بالذات ولماذا لم يحاسب اتباع الديك الاول على مافعلوه من سرقة وقتل ولماذا التشهير الاعلامي وبالتالي طالب بنقل المعركه الى مكان اخر وبحجج قانونية وتفاسير احمد الله ان فقهاء القانون قد ماتوا قبل ان يسمعوها والا كانت المستشفيات سوف تعاني من عدد كبير من حالات الجلطات القلبيه والدماغية!
ولكن كلاهما نسى او تناسى ان صراعاتهم تنعكس بصورة او بأخرى على المواطن البسيط الذي لاحول له ولاقوة وبالتالي ليستغل الارهاب الاعمى كل هذا ويلعب لعبته الحقيرة ويعزف على اوتار الطائفية التي تجر الاغبياء من جميع الاطراف.
ان اسس الخبر في العمل الاعلامي هي الاجابة عن الاسئلة التالية (( من , متى , كيف, اين , لماذا )) وبالتالي اذا لم تتم الاجابة عن اي من هذه الاسئلة فنحن لسنا امام خبر وفي الحالة العراقية وفي مباراة صراع الديوك التي نتكلم عنها نرى للاجابة عن الاسئلة(( من؟ ممكن ان نعرف من المتهم ومن المشتكي لكننا لانعرف متى فالبعض يتكلم عن سنوات خلت ونحن لانعرف كيف يكون نائب رئيس الجمهورية متهم بجرائم قتل؟ ولانعرف اين حدثت هذه الجرائم وكيف تم التحقيق بجرائم منذ ثلاثة سنوات خلال يومين فقط ولانعرف ايضا لماذا كل هذا يحصل الان والان بالتحديد))
انها لعبة السياسة القذرة والحقيقة التي يجب ان تعرفوها انكم تلعبون بالنارولكن للاسف انها احرقت الشعب المسكين وكم كنت اتمنى ان تحرق اصابعكم على راي راغب علامة! والحقيقة الاهم اذا كان نائب رب البيت بالدف ناقر فشيمة اهل البيت الرقص وليس اي رقص انه رقص ((الهجع)) حمى الله الشعب العراقي ولعن الله كل من يلعب بالنار.
التعليقات (0)