مواضيع اليوم

صراع أجنحة النظام والمعارضة خارج اللعبة،،!! خبير أمني:المحاولة«مؤشرا لأشياء خطيرة جدا»،

حذيفة محي الدين

2012-11-23 09:23:00

0


اعتبر الخبير الأمني والاستراتيجي السوداني اللواء محمد العباس الكشف عن محاولة تخريبية امس في الخرطوم «مؤشرا لأشياء خطيرة جدا»، في ظل شح المعلومات حولها.

وعلى الرغم من أن مثل هذه التطورات اختفت بعض الشيء خلال الأعوام الماضية في السودان، إلا أن ظهورها في هذا التوقيت يعطي مؤشرات كثيرة يمكن قراءتها متصلة باعتبارها جزءا من سلسلة أحداث ومتغيرات تجعل من الانقلاب على نظام حكم الرئيس السوداني عمر البشير الذي شارف على عامه الرابع والعشرين، أكثر توقعا مما مضى، وذلك لأسباب متفرقة أبرزها التململ والصراع الداخلي الذي انتج عدة اجنحة داخل الحكومة، ما جعل صراع تلك الاجنحة حديث المجالس في العاصمة الخرطوم، خاصة ما شهدته أروقة مؤتمر الحركة الاسلامية السودانية الثامن، الذي ازاح الستار عن نزاعات وصراعات داخل الحركة التي ينتمي اليها حكام السودان. وكان شعار الاصلاح الذي رفعه القيادي الاسلامي غازي صلاح الدين في وجه المؤتمر بمثابة الإعلان عن انقسام داخلي، وإن كانت تجري فصوله في السر، وما وجده من مساندة من قبل شباب الاسلاميين المتشوقين للإصلاح، الى جانب التحركات الظاهرة والمستترة لمجموعة شباب المجاهدين «مجموعة سائحون»، والتي تتطلع للإصلاح وتوحيد شقي الحركة الاسلامية السودانية.

وعلى الرغم من التكتم وهالة الضباب التي تحيط بالمخطط واتهام المعارضة بالوقوف وراءه، الا ان مؤشرات قوية ترجح ان يكون تنفيذه من داخل البيت الحكومي نفسه، بل من خاصة خواصه، فما رشح من معلومات باعتقال رئيس جهاز الامن السابق الفريق صلاح عبدالله قوش وعدد من كبار الضباط المقربين من البشير العميد محمد ابراهيم عبدالجليل ود ابراهيم قائد كتائب الدبابين إبان حرب الجنوب وقائد الاستخبارات العسكرية. كل ذلك يؤكد أن طبيعة المحاولة لا تخرج من كونها حكومية صرفة، باعتبار أن هناك الكثير من الاصوات العسكرية المؤثرة بدأت تطالب بالإصلاح، خاصة داخل القوات المسلحة. غير أن أحاديث كثيرة أثيرت في أوساط الشارع السوداني بدت غير مبالية بما يحدث واعتبرته لا يعدو ان يكون فبركة ارادت بها الاجهزة الامنية تصفية حسابات مع بعض النافذين تحجيما لدورهم بعد شعورها بتحركاتهم المنادية بتجديد الدماء داخل الحكومة السودانية.

وهناك مؤشرات كثيرة تستبعد ان تكون المحاولة من قبل أحزاب أو شخصيات معارضة، بعكس ما صرح به مصدر جهاز الأمن السوداني. فالمعارضة السودانية ظلت ولفترة ليست بالقصيرة عاجزة تماماً حتى عن لم شتاتها وتوحيد كلمتها. فزعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي، الذي هو خارج السودان هذه الايام، أعلن انه سيواجه أي انقلاب ويقف ضده. وزعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي محمد عثمان الميرغني شارك بحزبه في الحكومة. وهذان الحزبان هما اكبر من في الساحة. فعجز المعارضة السودانية لا يحتاج إلى توضيح كثير بعد أن أصبحت مصدراً لتندر رجل الشارع العادي، حيث تكشف ذلك جلياً إبان التظاهرات التي انتظمت عدد من المدن السودانية خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين مطالبة بإسقاط نظام البشير حيث كانت المعارضة في حالة غياب متواصل، وهو ما اقرت به المعارضة نفسها على لسان رئيس هيئة تحالفها فاروق أبوعيسى الاربعاء الماضي حيث أشار إلى أن المعارضة السودانية ظلت طيلة الفترة الماضية دون الطموح وهي تسعي للتوحد، بل حتى الشارع السوداني يعلم ذلك جيدا، هذا يجعل من الحديث عن مشاركة المعارضة في محاولة انقلاب امس «لا يعدو عن كونه استهلاكا ليس إلا».


البيان




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !