صراخ أم تلذذ بالعبادة
بات السكن بجوار مسجدِ صغير أو كبير مدعاة للإزعاج والقلق وعدم الراحة فبعد أن تنقضي الصلاة يختطف الميكروفون شخص ما يحمل تصريح بالدعوة والوعظ من جهةِ مختصة برعاية الإيدلوجيا وتعزيزها بشكلِ مُباشر فيبدأ ذلك المؤدلج بالوعظ والدخول من نوافذ الحلال والحرام لمدة لا تقل عن ربع ساعة ، جيران المسجد لا حيلة لهم فعبارات التهديد والوعيد والبكاء تنهال على مسامعهم مكرهين رغماً عنهم ولو ابدوا رغبةً في نقد ذلك الموقف لتلقوا عبارات التفسيق والتبديع بصدورِ لم تكن تتوقع البذاءة ممن يرونهم قدوات يُقتدى بها ، الحال مع الدروس الوعظيه اليومية بسيط وهين إذا ما قارناه بطقوس رمضان الروحانية كصلاة القيام والتراويح فالأمر هنا عظيم والحال يزداد سوءً فما أن تحين صلاة العشاء حتى يتوافد المصلين مجموعات تلو مجموعات يلقون بأحذيتهم على مداخل المساجد في منظرِ بشع تقشعر منه الأبدان ، يدخلون ويحيون ليلتهم بالصلاة والبكاء خلف إمام يتقرب إلى الله بلعن الطوائف وتفسيق المجتمعات وإزعاج جيران المسجد بصوته المرتفع الذي لا ضرورة شرعية له ، المشكلة تكمن في سيطرة الجُهلاء على المساجد بإسم التقوى والصلاح فمؤهل الإمامة والخطابه لحيه كثيفه وثوبِ قصير فقط .
مكبرات الصوت ليست من أركان وشروط الصلاة وليست ركناً لا يقوم الدين إلا به هي مُبتكرات ابتكرها البشر لضرورة حياتيه ، تلك المُكبرات تُشكل مصدر إزعاج لمجاوري المساجد فصوت الدعوات والصلوات يصل لمدى بعيد والسبب تلك المكبرات التي يرها البعض ضرورة وخفضها بدعه وكبيرة لا يقدم عليها مؤمن ، في السابق كانت تلك المُكبرات تؤدي خدمة لساكني الأحياء خصوصاً وأن المساجد والجوامع كانت قليلة والحياة كانت بسيطة اما اليوم فلم تعد هنالك حاجة لتلك المُكبرات الصوتية فالأحياء مُزدحمة بالمساجد ووسائل التقنية وصلت لكل بيت وبات الجميع على معرفة بمواعيد ومواقيت الصلاة ، من الدين إحترام الجار ومراعاته وعدم إيذائه هذا ما تعلمناه وورثناه لكن اين ذلك الواجب من الواقع إنه في واد بعيد .
العقل والمنطق يقول يجب أن تقتصر تلك المُكبرات على بث النداء للصلاة "الآذان " فقط وماعدى ذلك يدخل ضمن الإجتهاد الذي يجب إيقافه بقوة التنظيم ومحاسبة المتجاوز ،ما يجري باحيائنا وهجرنا ليس عبادة بل صراخ يحسبه الجُهال خشوع وتلذذ بها وهذه حقيقة نلحظها في المواسم الروحية وفي غيرها فيكفي صراخ وإيذاء للناس بالذكر الحكيم فلا الدين يرضى ولا الإيمان يقبل ذلك الهراء.
@Riyadzahriny
التعليقات (0)