عمّت موجة من المسيرات الإحتجاجية المُنددة بالحصار الذي تفرضه إسرائيل على المسجد الأقصى ، ورغم أن موضوع المسيرات والمظاهرات ليس جديداً ، لكن عجبي منا أننا لانيأس من الصراخ ، الذي يخرُجُ عن أهدافه في الكثير من الأحيان .. وطبعاً أحيي فينا روح التضامن مع إخواننا المقهورين والمغلوبين على أمرهم من الإخوة الفلسطينيين ، حتى وإن كان تضامناً رمزياً لايتعدى تمزيق أحبالنا الصوتية من أجلهم والدعوة لهم وعلى بني صهيون.
لكن مفارقة تضامننا مع الفلسطينيين تحمل الكثير من التساؤلات والتناقضات : فمن جهة يحمل إحتجاجنا على تجاوزات إسرائيل وإنتهاكاتها الكثير من الروح الأخوية والإنسانية ، ومن جهة أخرى هو إحتجاج من نفوس مليئة بالرغبة في إنصافهم ونصرتهم ، لكنه يصُبُّ في الفراغ ويذهب أدراج الرياح ... لأن الشعوب لاتملك بأيديها أيّ قرارات حاسمة وعملية لردع تلك التجاوزات التي من أجلها يحتجون ، ولأن إسرائيل وكذا المنظمات الإنسانية صمّت عن سماع أصوات المحتجين حتى وإن كان سبب إحتجاجهم منطقي ومعقول وإنساني ..
والمُفارقة الأخرى هي أن المسيرات الإحتجاجية تتحول في أحيان كثيرة إلى معارك بين قوات الأمن التابعة للنظم وبين المُحتجين في مُحاولات لإخراصهم حتى عن الصراخ ، أو يتحول المتظاهرون أنفسهم إلى آلات تدمير تأتي على الممتلكات الخاصة والعامة بدعوى الإحتجاج بالتالي خروج المسيرات عن أهدافها السلمية الداعية أصلا إلى إحلال الأمن والسلام .
لذا علينا كشعوب أن نقتنع بحريتنا في الصراخ والتظاهر والتنديد ماشئنا (لكن بشكل سلمي) ، ولإسرائيل ومنظمات حقوق الإنسان التي ترعى إنتهاكاتها اللاإنسانية حرية الصمم عن أصواتنا المُنددة ، لكن في النهاية يبقى لفلسطين وأهلها ربٌ سيُنصفهم يوماً ، رغم الضجيج ورغم الصمم.
تاج الديـــن : 2009
التعليقات (0)