صدَقنا وكـذبَ بـطـنُ جوبا
قبل زيارة عمر البشير المرتقبة إلى جوبا في 3 أبريل القادم . فجرت الحركة الشعبية في دولة جنوب السودان الموقف باسرع مما كان البعض بتصور ..... ولكن الذين كانوا يغوصون في باطن الأشياء في الشمال ظلوا على قناعة راسخة بأن جوبا من جهة وقوات الحركة الشعبية من جهة لا تنويان خيرا ... وأنه لابد في النهاية من الحرب وإن طال المـطــل.
سيلفاكير لاندري في أي معهد مسائي جنوب خط الإستواء تعلم الكذب والتلفيق بعد أن أصبح رئيسا لجنوبه ؟ أكاذيبه ومزاعمه ساذجة مكشوفة لايستقيها إلا من أحقاده التاريخية وضغائنه الموروثة الدفينة تجاه الشماليين.
سيلفاكير .. رئيس دولة جنوب السودان
مزاعم سيلفاكير ومحاولته فبركة أمر إعتداء مليشيات حركتة الشعبية على مجمع حقل هجليج التابع لجمهورية السودان ؛ لا نرى فيها من فرط ميوعتها سوى إسهال سياسي إعتدنا على سماع مخرجاته من بطن جوبا وبطون متشدديها منذ توقيع سلام نيفاشا المجحف في حقنا.
حسنا فعل البشير بتعليق زيارته إلى جوبا . علما بأنها زيارة لم يكن أحد يتوقع من ورائها خيرا على ضوء تصريحات سيلفاكير المنافية لروح هذه الزيارة وأهدافها المعلنة التي أعلنها بلسانه خلال لقاءات جماهيرية في كل من واو وأويل بشأن الأراضي والمناطق التابعة لجمهورية السودان على حدود التماس . وكذا بشأن تنصله من المساهمة في دفع ديون السودان قبل الإنفصال . وهي ديون نعرف جميعا أنها تراكمت خلال عهد نميري الذي كان مهتما في منتصف السبيعينيات من القرن الماضي بتسريع التنمية في الجنوب عقب توقيعه إتفاقية الحكم الذاتي الأقليمي مع أنيانيا جوزيف لاقو.
إذن وبعد البيان العملي والتطبيق الفعلي أمس لمقولات ومزاعم سيلفاكير في مدينة واو التي أعلن فيها تمسك دولة الجنوب بأبيي وهجليج وغيرها من مناطق .... يستبين لنا حقيقة الرؤية الثاقبة لواقع ومستقبل الصراع التاريخي الإستراتيجي بيننا وبين دولة جنوب السودان .. وأنه لامناص من أدلجة وترتيب أجندة هذا الصراع أولاً على أسس أمنية متشددة ، لاتقبل المساومة ولا ينفذ إليها بصيص من الثقة في النوايا ، أوالشك في إضطراد وتيرة وطبيعة المؤامرات التي تبيتها جوبا ضدنا تحت ثقل الأحقاد التاريخية والحاضرة والتباينات في المصالح . وتحالفها مع الحركة الشعبية قطاع الشمال.
لأجل ذلك قال النبهاء فينا أن إتفاقية الحريات الأربع والتخطيط لتكريس المواطنة المزدوجة لمواطن الجنوب في أرض الشمال ؛ ليس سوى قمة جبل الجليد لأحلام بتحويل جزء من السودان من كوستي إلى شندي إلى رواندا جديدة . تتمثل هنا في أرض محروقة ومجازر وتصفيات عرقية يتعرض لها الأهالي والمواطنين الأبرياء ؛ على يد الحركة الشعبية في الجنوب ورديفتها قطاع الشمال.
دعونا وحديث الحالمين من بلهائنا في الشمال بالسلام والتعايش الأخوي والحريات الأربع ... فالواقع بيننا عبر تاريخ العقود الماضية لم يكن سوى صدى لحديث الرصاص ورائحة البارود ومناظر الأشلاء وأنهار الدماء .. وهي بنية مشتركة تئن بأورام خبيئة لاشفاء منها ومزيج من جراح مثخنة لن تندمل مابين يوم وليلة .. بل هي حالة لن يسيطر عليها سوى توازن الرعب العسكري ؛ أو تفوق شبه فلكي لقدرات طرف على آخر .
وحيث كانت العلاقة بين الشمال والجنوب منذ بداية التمرد عام 1955م لا تحكمها سوى البندقية خلال حرب أهلية ضروس .... فإنه الآن وبعد الإنفصال يلزمنا لأجل الحفاظ على حاضرنا ومستقبلنا أن لا نبعد الأصابع عن الزناد وأن لا نغفو ولا ننام طوال الأربعة وعشرين ساعة.
منذ أن جلسنا إلى نيفاشا ونحن نعيش مسلسلاً أجنبياً مملاً لا تنتهي حلقاته من التنازلات ..... وآن الأوان الآن للمراجعة .
لامزيد من تنازلات إذن ؛ فقد باتت لاتجدي . ويظنها الجنوبي مذلة وضعـفاً وإرتخاء ... وحانت الآن ساعة إلتصاق السلطة بالجماهير . فهي وحدها التي تحمي الحمى.
الجنوبي لايحتمل طول فترة توقف ضخ النفط الذي يشكل عائداته 98% من موازنته ، والتي يذهب 80% منها إلى جيوب قادته وحساباتهم السرية في الخارج .ويقسم الباقي ما بين رشاوي لمنظمات حقوق الإنسان ومكاتب علاقات عامة وسفهاء هوليود . ورواتب لجهاز حكومي مترهل وأعداد 200,000 من جنود الحركة الشعبية. إضافة إلى تمويل ودعم الحركة الشعبية قطاع الشمال.
إلغاء إتفاق الحريات الأربع والمواطنة المزدوجة الإطاري هو أكثر مايقلق حكام جوبا الآن ...... ولذا فإن مسارعة الخرطوم بتمزيق لإتفاقية أديس أبابا الإطارية وحرقها داخل صفيحة صدئة قديمة في وسط ميدان أبوجنزير سيكون وحده الرد الحاسم الذي يماثل وجع الكي في الرأس.
وفي كافة الأحوال فإن الكرة الآن في ملعب الخرطوم . وشعبها ينتظر حتما الرد السريع الشافي الحاسم. وليس أقله إعلان الناطق الرسمي إستعادة قوات شعبنا الباسلة لهجليج وتطهير أرضها من رجس الغزاة ودحرهم إلى غاباتهم.
التعليقات (0)