صديقي السوري

عشر سنوات ولم اسمع منه كلمة واحدة في السياسة ..يعمل ويدرس ويقرأ الشعر والنثر وكتب التاريخ..يضحك علينا نحن ابناء البلد الشقيق عندما تعلو اصواتنا وتحمر وجوهنا وتبدو علامات الاختناق على حناجرنا من التأثر...
فنحن ولدنا وولدت السياسة معنا من بطن واحد ..لا يكاد يجتمع لبنانيان الا وتكون السياسة حديثهما..
اذكر نظراته الساخرة وابتسامته الطيبة وكلماته " ولو شو ما في غير السياسة احكوا شي ثاني"
لم تكن السياسة قد دخلت عالمه ولم يكن يتجرأ حتى ان يحلم بالثورة..ويعد للمليون اذا اراد ان يتفوه باسم السيد الرئيس ويقف ليصفق مع اعضاء مجلس النواب عندما يتسقبلون الرئيس ..
الوقوف للرئيس واجب حتى امام شاشة التلفزيون في المنزل الصغير الذي لا يرى غرفة التلفزيون فيه احد...
لكن بين كل حائط وحائط مخبر صغير, الاشرف لصديقي وللمخبر الصغير ان يحترم الرئيس ويقف ..ليعتبرها رياضة صباحية وواجب مدرسي ويحمي نفسه من مشوار الى مركز للمخابرات..
لم يزر صديقي مركز مخابرات حيه يوما ولا يريد ان يزوره .."لا اريد حتى ان امر من قربه او استرق النظر الى داخله ..طريقي لا اريدها من امامه ولو اتت اسهل واخف لبكة...
ان السياسة هي شر ابتعد عنه وغني لغيره فتعش بسلام وامن وراحة بال واذكر السيد الرئيس بصلاتك يوميا فتنام نوما هنيئا..."
"ولك تعي بصرلك بفنجان القهوة بلا 14 اذار و8 اذار كبروا بقى ..."
كبرنا يبدو او كبر هو صديقي السوري... لا يتكلم اليوم الا سياسة ولا ينطق الا بكلمات الثورة ويأتي صباحا وعلامات عدم النوم بادية على وجهه.
لم ينم يتابع الاخبار بشغف ..محطات التلفزة السورية والعربية والعالمية , مواقع الاخبار السورية والعربية والعالمية , مواقع التواصل الاجتماعي.. الرسائل النصية عبر الحدود .
انها الثورة
صديقي يتكلم عن الثورة فاضت عنده السياسة وبدأ النقاش يعلو بين الاصدقاء ابناء الوطن الواحد ..منهم مع ومنهم ضد وكلهم يتكلمون كلهم يعبرون عن رأيهم ويدافعون عنه وبشراسة وينهتي نقاش اليوم ب انا احترم رايك ولكني اخالفه مصلحة البلد تفرض ما يلي...
الثورة قامت حقا وريح الديمقراطية هبت وصديقي لا يعد للعشرة ويتكلم عن الرئيس ,صديقي ينتقد نظام الرئيس, صديقي يصلي من اجل الوطن ..صديقي ثائر سوري بسيط له مني الف تحية