مواضيع اليوم

صديقنا الراحل الأستاذ ترام

مهندس سامي عسكر

2011-05-11 13:13:23

0

الترام المقصود في القاهرة هو (الترماي) وهو يختلف عن ترام الإسكندرية وبالطبع ليس المترو إنه ترماي ما قبل السبعينات من القرن الماضي الذي كان يتنزه في شوارع القاهرة مع الناس ويجلس السائق في وسط الركاب وأمامه قطعة حديد يديرها فيمشي الترام ويديرها بالعكس فيتوقف...كان يمشي الهوينى وفي جو المغرب إلى ما بعد العشاء نركب ونجد كرسيا للجلوس ...لم تكن له نوافذ بل كان مثل شرفة البيت مفتوح الجوانب إذا ركبته فكأنك اشتريت تذكرة للفسحة في شوارع القاهرة تتفرج على معالمها في ساعة جميلة....لم تكن له أية عوادم ولا أدخنة إنه وسيلة نقل صديقة جدا للبيئة لا تلوث ولا ضوضاء....لقد فقدناه في ساعة انفراد الجاهل بالحكم المحلي ...فقدناه في ظل خلو العقل الحاكم من الجمال والشعور بأن الحياة ليست جديرة ببقاء الجمال فيها ما دام الحاكم سوف يحصل على عمولة من صفقة بيه خردة الترام....لا تقل إنها كانت ضرورة فالأعداد تزايدت فأرد عليك أن عربة الترام الواحدة يركبها خمسون راكبا يحتاجون الآن خمسين سيارة (تكتم) أوسع الشوارع....الترام كان وسيلة مستأنسة يمكنه الوقوف في أي مكان حتى لو لم تكن محطته وهو ليس سريعا يدهس ولا بطيئا جدا فيعطل.....هو بين المترو السريع جدا ويحتاج إلى مسارات خاصة أو أنفاق تحت الأرض وبين قطار المرج (الذي لا أعرف إن كان ما زال على قيد الحياة) ...لم يكن قطار المرج أو المترو أو مترو الأنفاق وسيلة نزهة كما كان حبيبنا الترام ....الترام فقط كان وسيلة نزهة ليلية في شوارع القاهرة  التي تشوه وجهها كثيرا فتركها أهلها إلى خارجها هربا من هذا الوجه الذي اسود من عادم السيارات وخنق الدخان كل كائن حي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !