إن الإنجيل هو كتاب الله الموحى إلى المسيح عيسى بن مريم عليه السلام بواسطة ملاكه جبريل عليه السلام ، واختار عيسى اثني عشر تلميذا ليلقنهم ما يوحيه عليه جبريل من كلمات الله جل وعلا ، ولم يكن أيا منهم يدون ما يقوله نبي الله عيسى عليه السلام ما عدا برنابا رضي الله عنه فقد كان هو المكلف من قبل عيسى عليه السلام بالتدوين والكتابة حيث كتب كل ما يتعلق بسيرة المسيح عليه السلام ومعجزاته التي أتمها بإذن الله وحربه الشعواء على النفاق والمنافقين من أحبار اليهود وضلالهم وبعد رفع عيسى عليه السلام إلى السماء وتفرق طلابه بعده ومرور السنين الطوال على النصارى وهم يعانون من الأضطهاد
ومما هو جدير بالذكر هو رسالة بولس غلاطية التى ذكر فيها بوجود إنجيلين سماهما "إنجيل الختان" والذى هو إنجيل برنابا وهو إنجيل المسيح الأصلى وكان مع بطرس
بينما يوجد إنجيل آخر مع بولس وسماه بولس "بإنجيل الغرلة" وقد سمى فيما بعد بالعهد الجديد وهو الموجود الآن وهو الذى أدخل فيه بولس تغييرات قال بأنه يريد أن يسهل الدين للأمم ولايكلفهم بالناموس الذى لدى اليهود حتى لايثقل عليهم
وبعد مجمع نيقية والذى إعتمد فيه الأمبراطور قنسطنطين والذى كان ما زال وثنيا الإنجيل الذى يناسب الأمم وهو إنجيل الغرلة العهد الجديد الذى كان مع أتباع بولس "أثناثيوس" وأمر بحرق إنجيل المسيح وإضطهاد التابعين لتلاميذ المسيح وعلى رأسهم "آريوس المصرى" حيث أصدر الإمبراطور الوثنى قانون الأيمان النيقاوى وكان بإلاهين هما الآب والمسيح أى إقنومين حسب إنجيل بولس المسمى بالعهد الجديد أى بدون جمع الروح القدس معهما
ثم فى أواخر أيام الأمبراطور فى مرضه أراد أن يتنصر على أساس الدين الصحيح حسب تلاميذ المسيح وعمده "يوسابس" عن الدين الصحيح وألغى الأمبراطور قرارته السابقة بمجمع نيقية وما أصدره بشأن قانون الأيمان وتنظيمات الكنائس ولعن "أنثتاثيوس" وأعاد الأعتبار "لآريوس" وإعتمد إنجيل برنابا ليستخدم بدلا من العهد الجديد وظل هذا الوضع قائما مده حوالى 80 عاما ولم يرضى ذلك الكهنة الرومان لأنهم يطلبون السلطة والمال
وعقد بعد ذلك مجمع القنسطنطينية ليعيدوا إنجيل بولس ويحرقوا إنجيل المسيح ثم ما تلاه من حروب بين الموحدين اتباع التلاميذ والذين معهم الأنجيل الصحيح حتى أخفوا ما لديهم من مخطوطات وهى الآن تكتشف تباعا لتهدم
ما اتبعه الكهنة الرومان الوثنيين ولتظهر الحقيقية
ونجد بأن فريق النصارى من اتباع التلاميذ والذى يؤمن بالتوحيد قد ذخلوا الأسلام طواعية لأنه يتفق مع عقيدتهم
أما أنباع بولس والأممين الرومكان أجمعوا أمرهم على محاربة إنجيل المسيح الصحيح لأنه لايتفق مع مبادئهم وتكذيبه وعدم نشره وتم لهـم ذلك ، حتى لاينهار أكاذيبهم ولذلك فإن أى مخطوط يظهر يشترونه بأى ثمن ثم يدعون بأن صفحات منه تلفت حتى يطمثون معالمه
و كتاب الله ( إنجيل برنابا ) أظهره الله رغما عنهم وهو حجة هذه نبذة بسيطة عن موقف النصارى الأوائل والمتأخرين من هذا الكتاب العظيم ، وأما بالنسبة للمسلمين فقد حرموا منه سنين طويلة ، والعجيب أنه لم يرد ذكر هذا ( الإنجيل برنابا ) في كتابات العلماء المحققين السابقين مثل شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن حزم وغيرهم عليهم رحمة الله ، فهذا كتاب الجواب الصحيح لإبن تيمية ناقش النصارى في معتقداتهم وأتى على ذكر أناجيلهم ولم يورد ذكر إنجيل برنابا بتاتا ومثله تلميذه ابن القيم ، وكذلك ابن حزم في كتابه ( الفصل في الملل والنحل ) لم يأتِ على ذكر ( إنجيل برنابا
وعقد مجامع لإختيار ما زعمت أنه صالحا والأمر بإحراق الباقي فأظهر الكنيسيون الأناجيل المزورة المكذوبة وأخفوا إنجيل عيسى الصحيح وهو ما يسمى بـ( إنجيل برنابا ) وكان حينها مخطوطا فعاد ذكره إلى الوجود في عام 1709 بعد أن زال التعصب الديني في أوروبا وفقدت الكنيسة السيطرة المطلقة التي كانت قد استحوذت عليها في القرون الوسطى وتناقلت الأيدي هذه المخطوطـة إلى أن قام نائب المطران ( لو نسدال راغ ) بترجمته إلى اللغة الإنجليزية في عام 1907 ومن هذه الترجمة قام المؤرخ ( خليل سعادة ) بترجمته إلى العربية وقام بنشره ( محمد رشيد رضا ) .
قصة اكتشاف مخطوط إنجيل برنابا رضي الله عنه
هذا المخطوط هو النسخة الوحيدة المعروفة الآن في العالم وهي النسخة الإيطالية وهي التي نقل عنها هذا الإنجيل العظيم .
يقول المستشرق الشهير سايل : أن مكتشف النسخة الإيطالية لإنجيل برنابا هو راهب لاتيني يسمى ( فرا مربنو ) ، ومن جملة ما قال : أن هذا الراهب عثر على رسائل لأحد القساوسة وفي عدادها رسالة تندد بالقديس بولص ، وأن هذا القسيس أسند تنديده إلى إنجيل القديس برنابا ، فأصبح الراهب المشار إليه من ذلك الحين شديد الشغف بالعثور على هذا الإنجيل ، واتفق أنه أصبح حينا من الدهر مقربا من البابا (سكتس الخامس ) فحدث يوما أنهما دخلا معا مكتبة البابا فأخذ النوم هذا البابا ، فأحب الراهب مرينو أن يقتل الوقت بالمطالعة إلى أن يفيق البابا ، فكان الكتاب الأول الذي وضع يده عليه هو إنجيل القديس برنابا نفسه ، فكاد أن يطير فرحا من هذا الاكتشاف فخبأ هذا الإنجيل في أحد ردني ثوبه ، ولبث إلى أن استفاق البابا فاستأذنه بالإنصراف حاملا ذاك الكنز معه ، فلما خلا بنفسه طالعه بشوق عظيم فاعتنق على إثر ذلك الإسلام اهـ .
وبعد هذا الاكتشاف شاع خبر ( إنجيل برنابا ) في فجر القرن الثامن عشر فأحدث دويا عظيما عند النصارى
والآن أظهر الله إكتشاف آخر عظيم يؤيد ما ذكره إنجيل برنابا فقد ذكرت صحيفة الواشنجتون تايمز THE WASHINGTON TIMES فى عددهـا الصادر فى 7 إبريل 2006 مقالا بعنوان Judas stars as anti-hero in gospel By Julia Duin
و جاء فى هذا المقال أن الجمعية الجغرافية الدولية National Geographic
أزاحت النقاب عن أحد المخطوطات الأثرية أو الأناجيل التى عثر عليهـا فى أحد كهوف بنى مزار بمصر ويعود تاريخهـا إلى بداية القرن الثالث الميلادي
و أطلق على هذا الإنجيل اسم إنجيل يهوذا "The Gospel of Judas,"
وقد اعتبر يهوذا من تلاميذ السيد المسيح، ويذكره التاريخ القبطي أنه هو الرجل الذي خان المسيح و يقول المسلمين أن الله شبهه بالمسيح ليصلب بدلا منه
و قد تم ترميم هذا الإنجيل بعد العثور عليه منذ أكثر من عشر سنوات و تمت ترجمته من اللغة القبطية إلى اللغة الانجليزية فى نهاية عام 2005 وأفرج عن هذه الترجمة فى 6 إبريل هذا العام وأصبح هذا الإنجيل يباع فى الأسواق، وقد سجل الإنجيل قبل نهايته أي قبل انتهـاء بعثة المسيح مباشرة هذا النص كما تذكره الصحيفة المشار إليهـا فى مقالهـا المذكور
Near the end of the Judas gospel, Jesus tells Judas he will "exceed" the rest of the disciples "for you will sacrifice the man that clothes me."
الصحف العالمية والجامعات والعلماء يشهدون بعدم صلب المسيح(انجيل يهوذا)
وهذا النص معناه أن المسيح يخاطب يهوذا في نهاية الإنجيل المنسوب إليه ويقول له أنه (أى يهوذا) سوف يختلف عن باقى الحواريين "exceed" the rest of the disciples وأنه سوف يكون الرجل ( the man ) الذي يضحى به كشبيه لى ( يلبس هيئتى = clothes me) أو يلبس ثوبي
ونقف ونتأمل كلمة يلبسني الذي عجز المترجم أن يكتبهـا كما جاءت فى آيات القرآن "شبه لهم"
الصحف العالمية والجامعات والعلماء يشهدون بعدم صلب المسيح(انجيل يهوذا)
http://www.newyorker.com/archive/200...0417crbo_books
.. هكذا يظهر الله الحق وأن المسيح لم يصلب وإنما الشخص الذي صلب هو يهوذا .. وإذا كان المسيحيين قد ادعوا أن إنجيل برنابا تم تأليفه بعد بعثة الرسول فإن هذا المخطوط يؤكد قدمه من الكربون وأوراق البردي أنه مكتوب قبل القرن الثالث الميلادي، بحسب أقوال الصحيفة المشار إليهـا .. بمعنى قبل بعثة الرسول بثلاثة قرون .
هل شبه الله يهوذا بالمسيح لخيانته أم كما يقول أنه ضحى بنفسه من أجل المسيح، فلم يذكر القرآن نصاً فى هذا ولكن المسيحيون يدعون أن يهوذا خان المسيح ثم شنق نفسه بعد هذا .. وهذا الإنجيل يدعى أنهـا كانت تضحية من يهوذا صاحب هذا الإنجيل من أجل المسيح ... وهذا يؤيد ما ورد فى إنجيل متى بأن التلاميذ الأثنى عشر بما فيهم يهوذا سيحاكمون بنى إسرائيل والله أعلم!!!!
بل إقراء الآية في القران الذي انزل من عند الله قبل اكتشاف هذا الإنجيل بقرون قال الله تعالى: ﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا(157)بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(158)﴾ (النساء:157-158).
هكذا ظهرت الحقيقة وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ...صدق الله العظيم
التعليقات (0)