مواضيع اليوم

صدق أو لا تصدق .. المخابرات الأمريكية عند قبر الرسول!!!

mahmood ayoub

2010-08-04 20:49:06

0

أنهى عالم الفيزياء الإيراني شهرام أميري مناسك عمرته في مكة المكرمة وغادرها متوجهاً إلى المدينة المنورة لزيارة قبر الرسول، وهناك وجد رجال المخابرات الأمريكية في انتظاره، فحقنوه بحقنة مخدرة ووضعوه على متن طائرة عسكرية بمساعدة السلطات السعودية وأخذوه إلى الولايات المتحدة، وظل مصير الرجل مجهولاً طيلة أربعة عشر شهراً مع نفي الدولتين الضالعتين باختطافه علمهما بمصيره. حتى ظهوره المفاجئ على موقع اليو تيوب متحدثاً عن واقعة اختطافه على يد الاستخبارات الأمريكية وأنه محتجز بالقرب من توكسون ولاية أريزونا، ثم على قناة أمريكية نافياً لذلك، إلى أن تمكن من الفرار من محتجزيه واللجوء إلى مكتب رعاية المصالح الإيرانية في السفارة الباكستانية بواشنطن ومن ثم سماح السلطات الأمريكية له بالعودة إلى بلاده بعد افتضاح أمر اختطافه لدى الصحافة والرأي العام الأمريكيين. شخصياً لا أعتقد بأن أميري فر من خاطفيه فمن الواضح أن السلطات الأمريكية سئمت من وجوده ومن عدم تعاونه معها ورفضه للإغراءات المالية فأطلقت سراحه كي يصل إلى السفارة الباكستانية، ويبدو أن العملية الإستخباراتية كانت فاشلة منذ بدايتها فأميري لا علاقة له بالبرنامج النووي الإيراني فهو باحث في النظائر المشعة الطبية في جامعة مالك الأشتر التابعة للحرس الثوري (هل كان نقص في المعلومات الإستخباراتية عن وظيفة الرجل؟) كما أن العلماء النوويين في أي دولة لا يسمح لهم بمغادرة البلاد نظرا لحساسية موقعهم، وإذا كان ما نقلته الواشنطن بوست عن مسئول أمريكي من أن أميري تعاون معهم وقدم معلومات مهمة عن البرنامج النووي الإيراني مقابل خمسة ملايين دولار ( لم يستلمها ) فلماذا طلب العودة إلى بلاده مصحوباً بخيانة من دون مقابل؟! وإذا كان ينوي مغادرة إيران وعدم الرجوع إليها وجاء إلى الولايات المتحدة باختياره فلماذا ترك عائلته ولم يصطحبها معه؟!. من الواضح أن إيران استفادت من الفشل الاستخباراتي الأمريكي ( ومحاولات تبريره ) في قضية أميري ووظفته إعلامياً وسياسياً لصالحها على الأقل على المستوى الدولي أما على المستوى العربي فإيران زعيمة الشياطين حتى في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل!.
وبعيداً عن أهداف عملية الخطف وما صاحبها فان هذه الحادثة ألقت بظلالها على التعاون الاستخباراتي الأمريكي السعودي الممتد قرابة السبعين عام والذي اعترف به وزير الاستخبارات السعودي الأسبق تركي الفيصل في مقال نشرته صحيفة الواشنطن بوست بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر تحت عنوان " متحدون ضد الإرهاب " في 17/ 9 / 2002 (ما علاقة السعودية في المساهمة بالقتال ضد ثوار الكونترا في نيكاراغوا لصالح الولايات المتحدة في ثمانينيات القرن الماضي مثلاً، أو بتبادل المعلومات مع الجانب الأمريكي حول منظمة الألوية الحمراء في إيطاليا أو بادر ماينهوف الألمانية أو الجبش الأحمر الياباني؟!).
وما يعنيني في الأمر ليس التعاون الاستخباراتي السعودي الأمريكي إذا ما انحصر في مكافحة الإرهاب التكفيري والتطرف ولم يتعداه إلى قضايا أخرى لا طائل للسعودية منها سوى التوريط الأمريكي لها فيما لا يعنيها، ما يهمني هو امتداد هذا التعاون ليصل إلى مفصل مهم في حياة كل مسلم وهو التنسيق السعودي مع الاستخبارات الأمريكية على خطف معتمر لبيت الله الحرام وزائر لرسوله! والسماح لعملاء المخابرات الأمريكية باستباحة مدينة النبي مع تقديم كافة التسهيلات لهم ممن يفترض بأنهم حماة الحرم المكي ومسجد الرسول، وإلى أي مدى بات المسلم لا يأمن على نفسه بوجوده بينهما؟!، بل يحقن وتوضع على عينه عصابة ويشحن على متن طائرة كأي بضاعة استخفافاً بإنسانيته وكرامته وأمنه وحرمته عند قبر الرسول؟! يحدث هذا بذريعة مساعدة الولايات المتحدة على كشف حقيقة برنامج إيران النووي ولو كان الثمن انتهاك حرمة مسلم أتى لله معتمراً ولنبيه زائراً. وبسبب عمق هذا التعاون هناك من يذهب إلى فرضية أن تعاوناً إستخباراتياً أمريكياً إسرائيلياً سعودياً سابقاً أدى إلى تجنيد عناصر في المخابرات السورية وأثمر بالتالي عن اغتيال القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية في دمشق في الثاني عشر من شباط فيراير 2008 وانكشاف الدور السعودي في عملية اختطاف أميري يقوي هذه الفرضية لدى القائلين بها عطفاً على تجارب سابقة كان التنسيق الأمريكي السعودي فيها واضحاً وجلياً (محاولة اغتيال الزعيم الديني اللبناني الراحل محمد حسين فضل الله في الضاحية الجنوبية عام 1985). وما لم تعي الحكومة السعودية خطورة الذهاب بعيداً في سياسة استرضاء الولايات المتحدة على حساب أمن ومصالح الدول الأخرى وعلى حساب أمن وحرمة المعتمرين لبيت الله الحرام وزوار رسوله، فقد توأدي هذه السياسة إلى تشويه سمعتها في العالم الإسلامي وطعناً في أهليتها في حماية قدسية الحرمين والمؤدين للشعائر الإلهية فيهما، واتهاماً لها بالتآمر والتعدي على حرمتهم ، وحشراً لها في صراع بين الولايات المتحدة ودول أخرى كإيران لا طائل لها منه سوى الاصطفاف مع عدو واجترار الأزمات والمشاكل معه إلى المنطقة.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !