لا اعرف لماذا يفرح بعض العرب بالضغوط اللتي يمارسها الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة على بعض الانظمة العربية . او حتى بازالة هذه الانظمة بالقوة ؟ .
انا اتفق تماما مع هؤلاء اللذين سيجيبون على هذا السؤال بان هذه الانظمة بلغت من الاجرام والخسة والحقارة مع شعوبها الى الحد اللذي يجعلنا جميعا نفرح باعدام رموزها في الساحات العامة رجما بالحجارة وبدون محاكمات واولهم صدام والبشير .
ولكني اسئل هنا هل طبقت باقي الانظمة العربية الصديقة للغرب كل المعايير الديمقراطية من احترام حقوق الانسان وعدم اقحام السياسة في الدين واحترام حرية عمل مؤسسات المجتمع المدني وفصل السلطات الثلاث وحرية الصحافة وتوفير الحياة الكريمة للمواطن ووو ؟ .
واذا كان جواب هؤلاء الفرحون هو طبعا لا ( وانا اتحدى اي عربي من المحيط الى الخليج ان يستطيع الاجابة بنعم عن سؤالي هذا ) فأن هذا يجعلني اطرح عليهم سؤالا اخر الا وهو .
الا تثير العلاقة القوية والراسخة بين امريكا والغرب من جهة وبعض الانظمة العربية اللا ديمقراطية من جهة اخرى , الشك والريبة القوية في النفوس من نوايا هذا الغرب في تطبيق العدالة على بعض الانظمة ومنع تطبيقها بكل السبل على البعض الاخر ؟ .
وقد تصل علاقة الغرب ببعض الانظمة العربية الى حد الحماية والمباركة وتبادل المعلومات الامنية وتقديم المساعدات العسكرية والبوليسية الى نظام مثل النظام المغربي مثلا بينما تسعى الى محاكمة البشير ونظامه وربما ازالته بالقوة لاحقا . فهل البشير اللذي يحارب الانفصاليين في دارفور وفي الجنوب ويرتكب في سبيل ذلك جرائم حرب وجرائم ضد لانسانية , يختلف عن ملوك المغرب اللذين يحاربون منذ سنين شعب الصحراء لمنع انفصاله وارتكبوا في سبيل ذلك جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ؟ . وهل ان الظلم والفساد المستشري في نظام البشير واللذي يشعل الحروب الاهلية ويجعل الشعب السوداني لاجئا في دول الجوار والعالم يختلف عن ظلم وفساد النظام المغربي اللذي يشعل الحرب الاهلية في المغرب ويجعل الالاف من شبابه يصارعون امواج المتوسط ويغرقون فيها كل يوم هربا من جحيمه ؟ .
وهل ان الدكتتاتورية البشيرية واللتي تريد ان تضحك على عقولنا برفع شعار تطبيق الشريعة الاسلامية تختلف عن الدكتاتورية السعودية اللتي تريد ان تضحك على عقولنا بزعمها تطبيق الشريعة عن طريق منع قيادة المرأة للسيارة وبعض الجهلة الملتحين يامرون بالمعروف بجلد الناس في الشوارع لادخالهم الى المساجد وقت الصلاة .
ان نظرة واحدة الى العلاقة اللتي تربط النظام المغربي بالجالية اليهودية في المغرب واسرائيل , ونظرة اخرى الى تاريخ شركة ارامكو السعودية ستشرح الفرق الكبير بين نظام البشير وباقي الانظمة .
كما وان بعد المسافة بين السودان واسرائيل وضعف الجيش والدولة السودانية وسهولة تفكيك السودان المليء بالخيرات اللتي لم تستغل بعد . كل ذلك يشرح لنا لماذا يأخر الغرب ويبطيء من وتيرة محاكمة النظام السوري او التخلص منه واللذي يؤمن بقائه حاليا استقرار الحدود السورية الاسرائيلية ويمنع حصول فوضى في سوريا شبيهة بفوضى العراق قد تكلف اسرائيل غاليا . وبالطبع ينطبق هذا على جميع الانظمة الضامنة لسلامة اسرائيل من غضب شعوبها .
الا يثير كل هذا والاف المقارنات الاخرى الشك في نفوس هؤلاء الفرحين بالامريكان وحلفائهم وكلامهم المعسول عن محاولاتهم ترسيخ الديمقراطية في المنطقة .
واذا كان جواب هؤلاء الفرحين بلا , فان هذا سيجعلني اعتقد جازما انهم اما ان يكونوا غير واعين لما يجري حولهم . واما ان يكونوا من المخدوعين اللذين احبوا امريكا واسرائيل وصدقوا وعودهما وجعلوهما الهة لهم من دون الله جل جلاله اللذي نهانا عن تصديقهم بقوله ( يايها اللذين امنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فأنه منهم ان الله لايهدي القوم الظالمين ) المائدة 51 .
التعليقات (0)