مواضيع اليوم
جمهورية للخوف.. تعيينات وترفيعات بدون المرور على البرلمان والهتافات كلها لابو اسراء تقرير: المالكي يدير حكومة ديكتاتورية عبر وكالات امنية وعشيرته ومستشاريه 01/05/2009 |
في محاولة من الحكومة العراقية لتشجيع الاستثمار في العراق وصل نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي مع من وصفتها صحيفة بريطانية بأنها كل الحكومة العراقية تقريبا للندن. لكن وصول المالكي تزامن مع الخطط البريطانية للانسحاب من العراق واكتماله في غضون الاسابيع القادمة. وترى صحيفة الغارديان ان وصول المالكي يمثل فرصة لقراءة وضعه الجديد في العراق فمن حاكم ضعيف كانت الولايات المتحدة قبل عام او يزيد تفكر بطرق لازاحته اضحى المالكي بحسب تقرير اعده مراسل الصحيفة غيث عبد الاحد يترأس حكومة ديكتاتورية. ويشير الصحافي الى حديث تم مع ضباط من خدمات الامن الوطني العراقي، المؤسسة الامنية المستقلة، والتي تتهم بالتعاون مع امريكا قولهم انهم يراقبون عن قرب نشاطات الحكومة العراقية مع النشاطات العسكرية. ونقل عن ضابط كان موجودا في اللقاء غير الرسمي ان رجاله يراقبون ما تقوم به الحكومة. واضاف الضابط الكبير ان المالكي يدير ديكتاتورية، مشيرا الى ان كل شيء يدار من مكتبه ومستشاريه وانه محاط بأعضاء حزبه وعشيرته ،وهم الحلقة الضيقة الذين يديرون العراق اليوم، حسبما ورد في تعليقات رجل الاستخبارات هذا. وقال انه ورجاله يقومون باعداد التقارير عن نشاطاتهم والجنرالات والوحدات العسكرية. كما يوثقون فساد الحكومة والمناصب التي يحتلها الافراد تحت المراقبة اضافة الى العقود التي يحصلون عليها بسبب مناصبهم. ولكن الضابط الكبير قال انه لا يعرف ماذا يفعل بهذه التقارير لانه ورجاله لا يثقون بالحكومة. وتقول الصحيفة ان الاتهامات التي يتحدث عنها مسؤولو الاستخبارات الوطنية تسمع الان ولكن بهمس حول وداخل العاصمة العراقية وفي احاديث السكان. فالنقاد يقولون ان المالكي بدأ يراكم السلطات في يده ويدير البلد عبر مكتبه. فيما يدير مستشاروه حكومة داخل الحكومة متجاوزين في ذلك المؤسسة الشرعية والبرلمان والوزارات. وتقول الصحيفة ان المالكي يقوم عبر منصبه كقائد اعلى للقوات المسلحة بتعيين الجنرالات الموالين له في الوحدات العسكرية بدون استشارة البرلمان. وقام المالكي باستحداث وكالة امنية خاصة واحدة على الاقل وهذه الوكالة يسيطر عليها ويديرها ابناء عشيرته واعضاء حزبه. ويسيطر المالكي على وحدتين عسكريتين وفرقة بغداد والتي تأتمر مباشرة بأمره. فيما قام بتضخيم دور وزارة الامن القومي التي يديرها موالون له. ويشير الكاتب الى ان المالكي الذي اختير كرئيس للوزراء باعتباره ضعيفا ولا يحظى بدعم على مستوى القاعدة قد اثبت خطأ كل من آمن بهذه الرؤية. ويضيف ان حلفاءه الشيعة من الكتلة الشيعية والامريكيين يرغبون بازاحته عن السلطة وحتى الايرانيين. ونقل عن شيخ شيعي يعيش في بيروت منذ ثمانينات القرن الماضي وعمل مع المالكي عندما كان في الخارج وقال ان الاخير لم يبن ثروة على خلاف المعارضين لصدام وانه منظم ولكنه مثل بقية اعضاء حزب الدعوة يتسمون بعقلية تآمرية ولا يثقون بأحد ويحيطون انفسهم بالذين يعرفونهم. ويقول ان المالكي مثل غيره من المعارضين السابقين نتاج للمنفى، ولهذا لا يثق بأحد. فيما قال عضو في مجلس الوزراء ان العراق اليوم يدار من مؤسسات لا تتبع الدستور او البرلمان وتعمل لصالح الحكومة وليس الوطن. وعدد الضابط الامني الذي التقاه الكاتب الابعاد الامنية التي يديرها المالكي في كل الوزارات مثل الوحدات الامنية في وزارة الدفاع والاعلام ووزارة الامن القومي التي يترأسها شروان الوائلي. ويقول انه بحسب الدستور فان عدد الامن فيها يجب ان لا يزيد عن 26 شخصا اما الان فقد وصل عدد العاملين فيها الى الف وكلهم يعملون مباشرة تحت امرته اضافة للوحدات الامنية والعسكرية التابعة له. وقال الضابط ان رئيس الوزراء يدير كل شيء بنفسه او عبر مستشاريه ولا شيء يحدث بدون موافقته كما يقول. واشار الضابط الذي كان من ضمن نظام الرئيس السابق ولكنه من التائبين ان الحكومة تغير كلامها فقط وتتحدث عن الوطنية والقانون ولكنهم ،اي رجال المالكي انفسهم، لم يتغيروا، انهم طائفيون. ولكنه تابع مصححا لنفسه ان الامر لم يعد يتعلق بالطائفة ولكن بمصلحة الحزب.ويعلق الكاتب قائلا ان المراقبين للوضع العراقي ينظرون بعجب لما يحدث هناك في العراق، فبعد ستة اعوام وتريليونات من الدولارات ومليون شهيد عراقي وخمسة ملايين مشرد واربعة الاف جندي امريكي و180 بريطانيا قتلوا ودمار كامل للبنية التحتية فان البلد يدار بنفس الطريقة: سلطة بيد شخص تعينه اجهزة امنية في الظل وسرية اضافة للفساد.وينقل عن محللة عراقية في بيروت قولها صدام لم يمت. ويرسم الكاتب صورة عن الاجراءات الامنية التي رافقت زيارة للمالكي للمتحف الوطني الذي اعيد افتتاحه وحلقات الامن والحراس في ثلاث حلقات وسيارات اس يو اف والمروحيات والشوارع المغلقة من اجل مرور موكبه والجدران الاسمنتية ، انه مشهد ليس غريبا على العراقيين كما يقول يضاف اليه صحافيون وعدسات التلفاز التي تبث صورته كزعيم يبدو الان واثقا من نفسه. ويبدو انه كل ما يريده العراقيون، فكل شخص في بغداد يتحدث عن ابو اسراء، فنجاحه في الانتخابات المحلية الاخيرة هو دليل على شعبيته. ويشير سياسي الى ان المشهد لم يتغير، ففي لقاء مع مشائخ العشائر هتفوا كما كانوا يهتفون للزعيم صدام نعم، نعم للمالكي القائد. ويرى سياسي ان المشكلة في العراقيين ليس القائد لانهم يمجدون القوي. وهذا لا يحصل بدون السيطرة على اجهزة الاستخبارات. واحصى الكاتب وجود سبع مؤسسات استخباراتية او اكثر من ذلك. وينقل عن صحافي له صلات مع الحكومة قوله انه يجب عدم لوم المالكي لان الوضع الامني يخلق ديكتاتورا ،وان رجال الامن والجيش هم مسؤولون بدرجة او اخرى عن الوضع، فهم يريدون دائما تقديم الولاء لمن يطعمهم. لكن احد اعضاء اللجنة الامنية في البرلمان يقول ان اكثر من 140 ترفيعا لضباط في فرق ووحدات جاءت من مكتب المالكي وبدون ان تمر على البرلمان. ويختم الكاتب تقريره نقلا عن خبراء ان الديكتاتور لا يولد من فراغ فهو يبدأ بالسيطرة تدريجيا على الامور وان كانت صغيرة وبعد فترة يصحو الناس ويتساءلون ما الذي اوصلنا الى هذا الوضع ويلقون الامر على المؤامرة. ويعترف الكثيرون ان لا عودة لحكم صدام المطلق وما يوجد في العراق اليوم هم ديكتاتوريون صغار. |
التعليقات (0)