مواضيع اليوم

صدام حسين وحب الشعب

حسن الطوالبة

2011-12-23 20:40:25

0

 هناك حكام وزعماء تركوا بصماتهم في مرحلة من مراحل التاريخ , ولكنهم لم يخلفوا الاثر الايجابي الكبير في نفوس الناس . وهناك قادة اكفاء نفذوا برامجهم بكل دقة واتقان . وهناك قادة عباقرة ومبدعون تجاوزوا حدود اداء الواجب بكفاءة عالية , الى حالة الابداع والتفوق , والتواصل الحي مع ابناء الشعب , فدخلوا قلوب ابناء الشعب وظلوا موضع حب وتقدير واحترام .

صدام حسين قائد تاريخي , وضع نظرية ( حب الشعب ) , وعاشها بكل احاسيسه وجوارحه ,وطبقها خلال سنوات قيادته للعراق , رغم كل الظروف الصعبة التي عاشها العراق , اثناء تصديه للغزوات الهمجية القادمة عليه من الشرق تارة , ومن الغرب تارة اخرى .

ظلت حياة صدام حسين غير معروفة عند غالبية ابناء الشعب , باستثناء قلة قليلة من البعثيين الذين عايشوه في فترة النضال السري ,حتى جاء عام 1977 , حيث اطلع عدد من البعثيين والكتاب على قصة حياته ونضاله قبل ثورة تموز 1968 , واطلع الناس على بعض تفاصيل حياته العائلية عندما حققت مجلة المرأة لقاء صحفيا مع الشهيد وعائلته بمناسبة العام الدولي للمرأة 1975 .منذ ذاك الوقت عرف العراقيون تاريخ ميلاده , كما صارت مسيرته النضالية معروفة للبعثيين والمناضلين .

لقد مرت حياة صدام حسين بالعديد من المراحل المهمة , وددت ان اعرضها للاجيال الشابة ممن لم يعايشوا صدام حسين . واني لاتوقف عند فواصل زمنية تشكل نقاط ارتكاز في حياته وتكون شخصيته .1

 . اولى هذه الفواصل التاريخية هي قراره عندما كان يافعا ولم يبلغ العاشرة من عمره , الذهاب الى المدرسة رغم بعد المسافة بين داره والمدرسة . واهمية ذاك القرار تكمن في انه صادر من طفل يتحدى ارادة اهله .

2 . الفاصلة الثانية كانت يوم 7/10/1959 , يوم اختاره الحزب ليكون احد الرفاق المكلفين للتصدي لموكب عبد الكريم قاسم .ورغم اهمية تلك المشاركة بالنسبة لشاب متحمس ,الا انه نقد تلك العملية وهو في الحكم .لكن تلك الفاصلة عززت مسيرته داخل صفوف الحزب , سواء بكتابة شعارات الحزب على الجدران او المشاركة في التظاهرات التي قادها الحزب اثناء العدوان الثلاثي على مصر وما تلاها من احداث قومية .افرزت تلك المشاركة صفات وسمات بارزة في شخصيته اهمها : الانضباط الواعي في تنفيذ الاوامر , وتلك السمة ستظل احدى ضرورات العمل الحزبي المنضبط .وكذلك حرصه على السرية التامة حيث رفض ابلاغ مسؤوله الحزبي بالمهمة التي كلف بها انذاك .ورفضه ابلاغ بيت خاله بما قام به , رغم جرحه النازف اثر اصابته بعيار ناري في ساقه من قبل احد افراد الشرطة .

3 . الفاصلة الثالثة , كانت اثناء تواجده مع رفاقة في الوكر السري الذي التقوا فيه بعد تنفيذ العملية , فقد رفض ان يستدعي رفاقه الطبيب لمداواة جرحه , واصر على ان  يخرج الرصاصة من ساقة بنفسه , رغم ما لذلك من خطورة على صحته . وفي تلك اللحظات العصيبة , حيث بقي قاسم على قيد الحياة , وتم نشر صور المجموعة في الصحف وعلى الجدران , قرر عدم البقاء في الوكر في حي الكراده , تحسبا من مداهمة الامن للوكر , وهو ما حصل لاحقا .

4. رغم انه تمكن من الوصول الى بيت خاله الا انه رفض البقاء فية لانه مكان معروف من الاجهزة الامنية انذاك . فقرر الرحيل من بغداد الى الشمال حيث اهله في تكريت والعوجه , وقد اتقن حالة التخفي بلباسه العربي , وركوبه الفرس , ولم يمكث في ديار اهله بل قرر السفر الى سوريه بواسطة دليل اوصله الى بر الامان .

5 . لم يمكث طويلا في سوريه , بل واصل سفره الى القاهرة , عاصمة الوحدة الثنائية ( مصر وسوريه ) , وهناك تميز بقدرته على التنظيم الحزبي , اذ قاد فرع الحزب للتنظيم القومي في القاهرة . ومن هناك كان ارتباطه بابنة خاله ولو عن بعد .

6 . اما الفاصلة السادسة المهمة فكانت قيادته فرع الحزب في العراق وهو في السجن اثناء حكم عبد السلام عارف , وفي تلك الفترة كان الحزب يعيش مرحلة مخاض صعبة , وقد نبه القيادة من مخاطر المحاور داخل الحزب , تلك المرحلة شكلت بداية المرحلة القيادية في حياة الشهيد صدام حسين فكرا وتنظيميا , وبرز اسمه في صفوف الحزب , واصبح اسما له دلالاته لدى قيادة الحزب القومية .

7 . اما دوره في التخطيط لثورة 17/7/1968 , فكان دورا متميزا في التخطيط والادارة الفنية , ودقة الحركة فيما بين قطعات التنفيذ ,وكان دوره البارز في حسم الجدل داخل قيادة الحزب القطرية حول مشاركة عبد الرزاق النايف عقب اكتشافه امر الثورة قبل تنفيذها بزمن قليل , وتعهده امام القيادة بحسم الوضع لصالح الثورة خلال مدة قصيرة , وهو ما حصل يوم 30 يموز .

8 . اما دوره في قيادة الثورة والحزب بعد الثورة فهو صفحات لامعة مشرفة يعرفها القاصي والداني , الصديق والعدو , وهاهم الاعداء او بعضهم بدأ يكتب عن صدام القائد صاحب الكلمة الصادقة المنسجمة مع افعاله .

لقد تميز بالشجاعة التي اخافت اعداءه في المحاكم المزيفة , وتميز بالدماثة التي كسبت ود العرب والاجانب , ولنا في قصة الضابط الامريكي الذي كان مسؤولا عن حمايته وهو في السجن , وكيف احبه وبكى حينما تقرر نقله .

تميز بالوفاء لوطنه وامته ومبادئه القومية والانسانية , واستشهد من اجلها . لقد كان السيف والراية والقلم في حياته , ومثلا في هذه القيم وهو في دار الاخرة .

رحم الله ابو الشهداء , ورفيق الشهداء في جنات النعيم .

ورحم الله كل شهداء الامة العربية .

التحية لصمود الاسرى الابطال في سجون اعوان الاجنبي .

والمجد لامتنا العربية رغم انف الطائفيين الحاقدين .

النصر لاصحاب المبادئ الخالدة .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !