مواضيع اليوم

صدام المجيد الذي مر من هنا شهيدا عربيا خالدا

حسن الزوام

2009-11-29 13:11:19

0

 

صدام المجيد الذي مر من هنا شهيدا عربيا خالدا

 

 

بقلم اسماعيل ابو البندورة – الاردن

 

في ذكرى استشهادك التي أصبحت نقطة بداية وحقل تفكير ومراجعة وبداية تحول، سوف يتوقف العرب مليا أمام هذا الرجل العربي الأمين الذي لم يخذل أمته ووطنه ودافع عن تاريخها ومجدها وسؤددها بروحه وولده وكل ما يملك.. وسوف يتذكر العرب هذا المشروع القومي الكبير الذي نهض به العراق وكلفه الدم و الجهد و العرق و الحصار حتى تنهض الأمة وتبلغ أهدافها.

وليس مهما وفقا لمفردات درسك القومي وعقلك التقدمي النقدي أن يتوقف المرء أو يتذكر وحسب،وإنما المهم أن يبدأ وأن يزيح اليأس و المستحيل عن الدرب وأن يفكر بأمة تريد أن تخرج من بؤسها و أزمتها عندها يكون التوقف وتكون الذكرى حافزا ولا تكون حنينا إلى الماضي أو افتخارا وحسب برجل كان من أعز الرجال وأقدرهم على المبادرة و الفعل.

المهم حسب هذا العقل الصدامي القومي هو أن تنهض الأمة وأن لا تجد ذاتها في ضلال ومتاهة دائمة وأن لا تبقى أسيرة ما يقدمه لها " النظام العربي الرسمي المتهاوي و الممعن في سقوطه وانحداره حد الفناء" من خيانات أو بهلوانيات.

وأنت كما عرفناك لا تريد ذاتك صنما كلما تذكرناك أو أتينا على ذكر مشروعك الكبير لأنك تريد أن تخرج الناس من قباحة السلطة إلى آفاق الحياة وتريد للأنسان العربي أن لا يهدر نفسه في التهليل للرؤساء و الأصنام وأن يشرع في بناء حاضرة ومستقبله فالزمن ليس زمن تهليل لهذا أو ترتيل لذاك وإنما هو زمن حركة وبناء ونهضة ومقاومة واستنهاض وبحث متواصل عن الحرية.

هكذا عرفت أنت الحياة،وهكذا بدأت أنت الخطو الأول و الدرس العربي الأول وهكذا مضيت بالثورة ومشروعها وعلى أساس ذلك تكون عقلك العربي النهضوي،وهكذا أردت أن يكون اتجاه الأمة ونزوعها نحو المستقبل فالأمم لا تبنى بالفرجة و الانبهار.بما كان بقدر ما هي فكرة البناء إقدام و أبداع،شجاعة وانتصار تفكرا وتبصرا وإدراكا للذات و الآخر ولذلك خطوت خطواتك الكبيرة نحو هذا الهدف وجسدته في حياتك و استشهادك وهذا مما حير الأغراب في طريقة قراءة عقلك ودرسك وهذا ما جعل منك مبعث قلق للعقول الخامدة و الخائنة ولهذا تكالبت عليك التأويلات الفاسدة و القراءات الآثمة لأنها ما عرفت حقيقة درسك وما يخفي عقلك من أفكار ورؤى.

وبئس ما فعل بعض العرب عندما صدقوا كل الرطانات الخبيثة عنك وساروا وراء الضلال و الكفر وبلغوا حد الوقاحة و الخيانة في ذلك، وشاء بعضهم أن يصدق ما تقوله الأبواق الناعقة في "واشنطون "و "تل أبيب" وما تردده العقول الفارغة التي خانت وطنها وأمتها وقعدت في حضن الأعداء وكان ذلك نذيرا مشئوما يشي بأن الأمة قد أسلمت " في لحظة تراجع" قيادها وعقلها لمن سلبوها حقها في رؤية الحق و السير على الصراط التاريخي المطلوب وإنها تتخلى عن دورها وتخرج عن سياقها وذلك عندما تراءى للبعض بأن الإدارة الحازمة و النزعة الوطنية و القومية هي من أعمال "الدكتاتورية" وان من يدافع عن حقوق الامة ويبني الوطن بناء حداثيا نهضويا و يوجه الناس نحو البناء و العمل و الكرامة هو من يريد أن يخنق الأنفاس و الرؤى، وكان ذلك ثقبا أسود في العقول، العقول التي تبدى لها بعد احتلال العراق المعنى الحقيقي للقيادة القومية المؤمنة وبدت لها المصطلحات السابقة التي تم تداولها وكل أفعال التشويه و الشيطنة إن ما هي إلا المقدمات الضرورية للغزو العسكري وإنها الأدوات المطلوبة لكي يبدو الرمز الوطني و القومي مكروها ومنبوذا وبعيدا عن التداول و القبول.

وحتى هذه اللحظة ما يزال البعض(ممن وضعوا أنفسهم بخدمة الهجمة الهمجية على دورك وانجازك) يقول ويكتب " صدام مر من هنا...كراهية وتشويها!! لكي يدبجوا عنك الافتراءات و الاختلاقات فهم لن يتركوك حتى بعد أن اصبحت شهيدا و حجة على الآخرين.. لقد اختاروا ذكرى استشهادك(لاعادة انتاج الافتراءات) لكي يباعدوا بينك وبين ابناء الامة ولكي يحرموك من حب العرب الذين يجتمعون في الذكرى لكي يقدموا لك كل معاني الاحترام ولكي يراجعوا معك ما وصلنا اليه من تفرقة و انحدار، فالمهمة بالنسبة لهؤلاء الأوغاد لم تنته إذ بقي في قلوبهم بعض من كراهية وخيانة لا بد أن يعاد ترتيلها وترديدها على مسامع العرب دون أن يلتفت هؤلاء لما يحصل حاليا في العراق من ألوان القتل و الفساد والخيانة و الطائفية و المحاصصة و الانحطاط و الانتهاك. فالهدف ما يزال أنت.. ولا زالوا يخافون عودتك وإطلالتك وبرنامجك ذلك انك أصبحت مقاومة يرونها كل يوم تفسد عليهم الخيانة و الامعان في تمزيق الوطن.. وهم أصبحوا يرونها حزبا مناضلا يحرك الأحداث على الأرض ويقاتل الأعداء و يرعب ويربك مشاريعهم السياسية الخيانية.. إنهم يرتعبون في ذكرى استشهادك عندما يتراءى لهم مجرد عزم الحزب على عرقلة انتخاباتهم ويتحدثون عن خمسة ملايين بعثي يريدون أن يقتلعوهم من جذورهم.. إنهم يرون صورتك الآن في كل ناحية من أنحاء العراق وهم يخافون صورتك وطيفك.

لقد بهت الذي كفر سواء جاء غازيا أو عميلا وها هي الصورة تعود ويعود معها وهجها وحقيقتها لأنها لم تكن أبدا صورة شائهة أو باهتة و أنما هي صورة الوطن العربية الحقيقية ولم تستطع الفزاعات العميلة أن تأخذ مكانها إذ أنها بقيت أخيلة و أصناما يحركها الهواء و يقض مضجعها صوت الرصاص المقاوم الذي ينطلق في كل أرجاء العراق دفاعا عن حريته وعروبته وكرامته.

في ذكرى استشهادك نراك قريبا في وقت يرونك فيه بعيدا.. نراك في المقاومة و الجهاد و الثبات و الإقدام الذي يعبر به أبناءك عن حبهم ووفائهم لك ولمشروعك وبرنامجك.. نراك في هذه القلوب العربية المؤمنة التي تجتمع في عيد الأضحى كل عام لكي تعيد قراءة درسك وتراجع المستقبل معك.. نراك ما زلت حتى اللحظة نموذجا للإرشاد ورمزا للبطولة.. نراك في هذه المقاومة التي زلزلت الأرض من تحت أقدام الأعداء.. نرى رجالك و القلة المؤمنة وهي تحارب الكثرة الخائنة الكافرة.. نراك على أعناق الخيل و النخيل سراجا يضيء عتمة العرب.. نراك بصورتك الحقيقية التي عرفناها و خبرناها.. صورة صدام حسين المجيد الرجل الإنسان العربي المؤمن الذي ناحر الرمال وطارد اللصوص الذين سلبونا ضوء القمر!!

منشورات الطليعة العربية في تونس




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !