أكدت صحيفة “لوموند” الفرنسية أنه “منذ ما يقارب الشهر، تواجه سوريا تحريض لم يسبق له مثيل، على غرار تونس ومصر واليمن، دخلت سوريا في حلقة مفرغة من المظاهرات والمآتم والقمع.
وقالت الصحيفة أن نظام الرئيس السوري بشار الاسد كان يأمل بأن يجد درع الحماية ضد موجة “الربيع العربي” في قوميته، وموقفه المتصلب حيال الصراع الاسرائيلي -الفلسطيني ومقاومته لجميع الضغوطات والانفتاح الاخير على فرنسا والسعودية، لكن كل هذه الامور بقيت دون جدوى.
وأضافت “لا يشبه الرئيس السوري الشاب، الديناصورات السياسية الاقليمية وهو يدرك تماماً اهمية وسائل الاعلام وتظهر صوره على صفحات المجلات ومنها برفقة زوجته، لكن السوريين تمكنوا من التمييز بين هذه المظاهر الخادعة والواقع الاكثر مرارة، فالسلطة تجمع الامور الامنية والاقتصادية لمصلحة العائلة والعشيرة، كما انها تمتلك آداة السيطرة الكاملة لقمع جميع انواع المعارضة حتى السلمية منها التي تدور في فلك الصالونات السياسية.
وأشارت لوموند إلي أنه من هذا المنظار، يشبه النظام السوري الى حد بعيد الانظمة التي سقطت في تونس ومصر. وقد اضطر الرئيس الاسد الى المشاركة في المعمعة لكن اتت خطوته متأخرة ولم تقنع احد. حيث لجأ في خطابه في 30 مارس الى تكرار لزمة “تحريض القوى الاجنبية” التي مر عليها الزمن والتي لم تدخل اي تعديل الى المعطيات.
ولفتت الصحيفة الى انه لا خوف على الاسد من الضغوط الخارجية، ولا يتعرض في الوقت الراهن سوى بالتنديد الشفهي من قبل الغرب المنشغل في الحملة العسكرية على ليبيا، ويمكنه الاعتماد على الانظمة المجاورة،
كما انه يستطيع الاتكال على جهاز قمعي معروف بضراوته في كبح المعارضة، وممارسة الاعتقالات الجماعية كتلك التي تحصل في هذه الفترة.
واوضحت الصحيفة انه لن يستطيع الرئيس السوري اخفاء ما هو اساسي، فهو يرأس نظام معدوم القدرة على الاصلاح، و”مكافحة الفساد” تبقى مزحة طالما قريبه رجل الاعمال رامي مخلوف يجمع الثروات ويزدهر في ظل نظام قريبه.
وأضافت ان الغاء قانون الطوارىء لا يتماشى مع وجود أجهزة أمنية قامعة ويدخل في خدمتها أقارب الرئيس السوري، وهو ما يعني بايجاز حسب قول الوموند: “ايام دولة حزب البعث الذي ورثها من والده الراحل حافظ الاسد هي معدودة لا محالة”.
على صعيد الاحتجاجات هاجم سكان بلدة سورية، شرق دمشق، مبنى البلدية وخربوا محتوياته، على هامش تشييعهم أحد العمال الذي قتل في إطلاق نار عليه على أحد الحواجز الأمنية. وشهدت كليتا الاداب والاتصالات في جامعة دمشق العاصمة اعتصاماً سلمياً تضامناً مع أهالي درعا ودوما و”شهداء” الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها البلاد.
وهاجم أهالي بلدة المعضمية مبنى البلدية، وحطموا محتوياته، ورددوا شعارات تنادي بالحرية وبنبذ الطائفية، وذلك خلال تشييع أحد العمال الذي ينتمي الى البلدة، بعدما توفي متأثراً بجراح أصيب بها مع رفيق له على حاجز أمني الاثنين. وكان العاملان عائدين مع رفيق لهما ليلاً إلى البلدة، التي تبعد نحو أربعة كيلومترات عن العاصمة، عندما نادى عليهم عناصر على حاجز أمني لدورية، فلم يمتثلوا، فأطلقوا عليهم النار، فأصيب احدهما وتوفي والثاني في حالة حرجة.
التعليقات (0)