يمنع القصف المتتابع والمعارك المتواصلة وصول العون الإنساني البطيء أصلا للمواطنين في غزة، وكأن شركا بدأ ينطبق عليهم.
وقالت صحيفة لاكروا الفرنسية إن الحالة الإنسانية في غزة تسوء من ساعة لساعة، بسبب نقص كل شيء، وقد ظهر المواطنون في غزة وكأنهم وقعوا في شرك عندما بدأت وسائل الحياة تنفد بينهم دون أن يكون لديهم مجال للتحرك.
ونبهت الصحيفة إلى أن المساعدات الإنسانية إذا أتيح لها أن تصل يكون توزيعها أمرا بالغ الصعوبة، لأن الاتصالات الهاتفية متعثرة بسبب الحصار، حتى إن الحصول على معلومات من داخل غزة أصبح أمرا عزيز المنال.
وتقول المعلومات التي تأتي من القدس حيث مكاتب المنظمات حسب الصحيفة إن المنظمات تعيش قلقا حقيقيا بسبب تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة.
وأوردت الصحيفة شهادة لجوليت سيبولد من منظمة العون العالمية تقول فيها إن الجرحى ملقون على أرض المستشفيات، وإن الكهرباء منقطعة منذ 48 ساعة، وأن المولدات الإضافية التي تعتمد عليها المستشفيات يمكن أن تتوقف في أي لحظة، بالإضافة إلى نقص الأدوية ومسكنات الألم.
وأكدت سيسيل بوربو من منظمة أطباء بلا حدود للصحيفة هاتفيا من غزة أن نصف هؤلاء الموجودين في المستشفيات هم من النساء والأطفال، شاكية من فقدان وسيلة لحفظ الأدوية بسبب فقدان وسائل التبريد.
وبالإضافة إلى نقص الأدوية هناك حالة التعب التي تعانيها الفرق الطبية التي تعمل بصورة متواصلة منذ أكثر من عشرة أيام، بدون أن يكون هناك بديل يعوضهم، وبدون أن تكون لديهم أبسط وسائل الراحة.
لا كهرباء لا ماء
وأكدت الصحيفة أن 75% من أهل غزة لم تعد تصلهم الكهرباء وأن نصف مليون إنسان هناك لا يحصلون على المياه الجارية.
أما فقدان الغذاء فهو القاعدة كما تقول الصحيفة، إذ إن الحصول على رغيف الخبز أصبح مقننا بسبب قلة الطحين وغاز الطهي، كما أن النقص في السيولة النقدية يزيد من حدة المشكلة.
وحتى لو توفرت المواد فإن توزيعها حسب شهادة عمال الإغاثة أمر بالغ الصعوبة، خاصة أن الناس يعيشون في رعب وهم غير قادرين على التنقل بسبب القصف المتواصل.
ورغم أن الصورة حالكة كما تقول الصحيفة فإنها لا تكتمل إلا إذا عرفنا أن أكثر من ألفي عائلة بقيت بدون مأوى، وأن أفرادها يعيشون إما مع أقربائهم وإما في مدارس.
وحتى الآن يعتبر أكثر من خمسين ألف طفل يعانون من سوء التغذية، وأكثر من ثلثيهم يعانون من نقص فيتامين أي، وكل من هم دون سنتين يعانون من فقر دم، إضافة إلى أن نحو ستين من الأطفال تم قتلهم.
التعليقات (0)