صحيفة العرب وحامد الكيلاني.. واحتراف سياسة التخصيب الطائفي.
بقلم: محمد جابر
الموضوعية والدقة والأمانة العلمية والحيادية والاستقلالية من أهم الخصائص الأولية التي ينبغي أنْ تتوفر في شخصية وأسلوب الكاتب الناجح باعتبار أنَّ الكتابة فن ورسالة ولغة خطاب للآخرين، لكنْ مما يؤسف له أنك تطالع مقالًا فاقدًا لكل هذه الخصائص، وبعيدًا كل البعد عن أخلاقيات الكتابة، قام بكتابته المدعو حامد الكيلاني يحمل عنون (إيران.. تخصيب الطائفية في العراق)، ونُشر على صحيفة العرب، فكان عبارة عن خلطٍ للأوراق وتشويشٍ على الحقائق، وإساءة للشعائر الدينية الرسالية، وافتراءٍ على مرجعية الأستاذ المعلم وجماهيرها الواعية الوطنية العريضة، هذه المرجعية الرسالية التي عُرفت بمواقفها الوطنية الأخلاقية الإنسانية، ومنهجها الوسطي المعتدل العلمي الشرعي الأخلاقي، وهنا كانت لنا عدة وقفات نذكر أهمها:
الوقفة الأولى: أنْ يكون الكاتب جاهلًا بعائدية الصورة التي أرفقها مع مقاله، و جاهلًا بالحدث الذي تُعبر عنه، وهذا يكشف عن مُخالفة الكاتب للمنهج الموضوعي والدقة والأمانة العلمية في النقل والكتابة والتحليل.
الوقفة الثانية: أنْ يكون عالمًا بعائدية الصورة والحدث، لكنَّه جاهلًا بمنهج ومواقف وسيرة الجهة التي تنتمي اليها، والتي هي مرجعية الأستاذ الصرخي، وهنا ينطبق عليه ما ذكرناه في الوقفة الأولى، يضاف الى ذلك فانَّ القول بجهله بمواقف الأستاذ المحقق لا يُعطيه المُبرر للقيام بما قام به من خلط وتدليس وافتراء وتشويش، لأنَّه كان من الواجب العلمي والمهني والأخلاقي عليه أنَّ يطلع على مواقف هذه المرجعية الرسالية قبل أنّْ يبادر الى الكتابة، حتى لا يظلمها ويفتري عليها، خاصةً وأنَّ عملية الاطلاع والبحث لا تُكلفه جهدًا، في ظل توفر وسائل الحصول على المعلومة ومنها الانترنت.
الوقفة الثالثة: أنْ يكون عالمًا بعائدية الصورة والحدث والجهة التي تنتمي اليها، لكنَّ منهج الكاتب يتقاطع مع المنهج العلمي الأخلاقي الإنساني الوطني الوسطي المعتدل الذي سارت عليه وتمسكت به مرجعية الأستاذ المحقق، والذي قدَّمت من أجله التضحيات الجسام من الأرواح والدماء، وتعرضت بسببه الى أبشع أنواع التهميش والتغييب والتشريد والحرب والقمع، فلذلك عمد الكاتب على خلط الأوراق وللطعن والافتراء عليها وعلى جماهيرها الواعية.
الوقفة الرابعة: أنْ يكون الحدث الذي تُعبِّر عنه الصورة ونقصد به الشعائر الحسينية المتمثلة بمهرجانات الشور والراب الإسلامي الحسيني المهدوي الإصلاحية التربوية التنويرية التي تهدف الى انقاذ الشباب من مستنقعات الجهل والتكفير والطائفية والالحاد والفساد والمُخدرات ونحوها، ومن ثم العودة بهم الى حاضنة الإسلام الإلهي؛ اسلام الفكر والعلم والأخلاق والسلام والتعايش السلمي ومنظومة القيم الأخلاقية والإنسانية، ونبذ التطرف والطائفية والتكفير والجهل، فهذه المهرجانات وأهدافها السامية لا تروق لصاحب المقال وتصطدم مع مصالحه الشخصية، فعمد على خلط الأوراق بهذه الطريقة الهابطة المفضوحة.
الوقفة الخامسة: أمَّا الحديث عن الواقع العراقي بكل جوانبه فالأستاذ الصرخي قد شخَّصه ومنذ اللحظات الأولى للاحتلال، وحذَّر من تداعياته الوخيمة، وقدَّم الحلول والمبادرات والمشاريع الصادقة، لكنَّ القوم لا يحبون الناصحين، فسارت الأمور من سيء الى أسوأ، كما نصَّ على ذلك الأستاذ الصرخي في خطاباته وبياناته ومحاضراته ومواقفه المُثبَّتة والموثَّقة على مواقعه الرسمية، والحديث في هذا الجانب يطول ويطول، فإنْ كنت لا تدري فتلك مصيبةٌ وإنْ كنت تدري فالمصيبةُ أعظم.
الواجب الشرعي والوطني والأخلاقي والموضوعي والعلمي والمهني يفرض على الكاتب عامر الكيلاني الى مراجعة نفسه وما كتبه من خلطٍ و نقلٍ خاطئٍ وتشويشٍ وتدليس، التزاما منه بأخلاقيات الكتابة الموضوعية الحرة الصادقة، إنْ كان موضوعيًا حرًا.
التعليقات (0)