صحيفة أمريكية: مصر لن تنعم كثيراً بمياه النيل

صحيفة أمريكية: مصر لن تنعم كثيراً بمياه النيل

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن مصر لن تنعم كثيراً بمياه النيل التي تعتمد عليها اعتماداً كلياً في زراعة محاصيلها، نظراً لسعي دول المنبع للحصول على حصتهم من النيل، ولانضمامهم في محاولة لكسر ما يشبه الاحتكار من قبل مصر والسودان على المياه، الأمر الذي بات يهدد أكثر من أي وقت مضى بنشوب حرباً ووقوع أزمة لا حد لها".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى تجمع المصريين منذ بدء الحضارة حول ضفاف النهر، حيث ظلوا حتى يومنا هذا يفضلون العيش بقربه، حتى إن المزارعين لم يغيروا كثيرا طرق الزراعة المتبعة منذ ما يقرب من أربعة آلاف عام.
وكان الكاتب الصحفي عادل حمودة قد قال في ندوة "منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية الشهر الماضي: إنّ رحلته إلى منابع النيل كشفت له عن خطر أكبر، وهو أن مصر دخلت (خط الفقر المائي)، وأن هناك توجهًا جديدًا لدى العديد من الدول بتأجير هكتارات من الأراضي بالمياه في إثيوبيا وتقوم بزراعتها باستخدام مياه بحيرة تانا، أي أن مياه النيل يتم استغلالها بشكل أكبر الآن من المصدر نفسه وقبل أن تصل إلى مصر".
الجدير بالذكر أن النيل هو شريان الحياة في مصر، حيث يغطي أكثر من 95 في المائة من حاجتها من الماء، ويتدفق أطول نهر في العالم هذه الأيام عبر العاصمة المصرية القاهرة ذات الـ18 مليون نسمة متكاسلاً متعكراً ما أدى حسب الوكالة الألمانية للأنباء إلى تعالي الأصوات المحذرة في القاهرة في أيار الماضي عندما أعلنت إثيوبيا وغيرها من دول المصب عزمهما زيادة استهلاكها من ماء النيل مستقبلا عما كان يحدث حتى الآن.
وتعتزم إثيوبيا التي يحصل النيل منها على 86 في المائة من مياهه إنشاء سدود ومحطات توليد مياه ومنشآت ري على نهر النيل، ما جعل المصريين يبدءون في التفكير بصوت عال بشأن القيام بعمليات عسكرية لتأمين موارد المياه على حد زعم الوكالة الألمانية، مشيرة إلى أنه رغم انفراج الوضع بعض الشيء منذ أيار الماضي، إلا أن القاهرة أغدقت بعض الأعطيات لبعض الدول الواقعة على النيل، وقدمت وعودا للبعض الآخر.