مواضيع اليوم

صحوة متأخرة ..ولكن ؟!

دخلنا مسجد يوم الجمعة ، وقف الخطيب وخطب خطبة عصماء (صماء بكماء عمياء ) بينما كان الشارع يغلي ، والشبان يضعون تحت ثيابهم الاعلام والرايات واليافطات التي تحمل شعاراتهم ،وبينما كان سائق الباص الصغير ينتظر محملا الكثير من اليافطات ، ويضع على ظهر الباص السماعات ومكبرات الصوت ، ويافطة كبيرة تحمل ( تنسيقية حراك اربد - مسيرة رفض رقم .....) كان الشيخ الهمام يخطب عن عيد الام ،وذكر مما يحفظ الكثير من الاحاديث والايات التي تحض على رعاية الام والاب والبر بهما ، ولم يلتفت من نافذة المسجد في الطابق الثاني ، وهو على منبره ليشاهد المئات من الشبان المتحفزين في الشارع يكاد يقتلهم الانتظار ، لحين ان ينتهي من خطبته ..التي ربما لم يسمعها احد ، ولم يعره احد  أي اهتمام ، كان الناس يجلسون على مضض ، وينتظرون بفارغ الصبر انتهاء الشيخ من كلامه المكرر الف الف مرة والمسموع والمعروف لعامة العامة من الناس .

اخيرا توجه الشيخ بالدعاء ان يصلح الله الراعي والرعية والامة العربية والاسلامية ،وان يوفر لهؤلاء بطانة صالحة تدلهم على الخير وتهديهم اليه ،ثم امر شيخ صغير يجلس تحت المنبر باقامة الصلاة ، ففز الناس على عجل ، كبروا وصلوا وخرجوا وهم لا يعرفون لما دخلوا ولما خرجوا ..في الشارع كان ثمة من ينادي بصوت جهوري (تكبير ...فيسمع الجنبات تردد الله اكبر..ثم يصرخ الشاب الثائر تكبير ...فيعود الصوت الله اكبر ..ثم تكبير ..ثم الله اكبر ولله الحمد )

يخرج الشاب الذي يمسك بالمايكروفون ورقة من جيبة ، ويردد ما بها من شعارات ، لم تعرف سقفا ، ولم تحدد حدا ، وكأننا والله في حديقة الهايد بارك التي يتكلمون عنها ...بينما كان رجال الامن على اختلاف اختصاصاتهم يراقبون عن كثب ، وهم ينظمون حركة السير ...وثمة قنوات اعلامية ومصورين وصحافة وغيرهم يصور ويسجل ..

لا ادري كيف خطر لي الخواطر التالية وانا اراقب ما يدور :

تعجبت من زيادة الوعي الذي دب في قلوب العباد مرة واحدة ..ربما كان الوعي موجود ولكنه مكبوت ..

تعجبت من الشجاعة والجرأة التي دبت في قلوب الناس ، ولم يعد بنظرهم كبير الا الله ..وهم يرفعون الصوت بشعارات ليس لها حد ..

قلت في نفسي لو كان هذا قبل عشر سنوات لربما ذهب حامل المايكروفون الى الشمس برحلة ليس لها عودة .

قلت كيف نطالب بالحقوق ونحن ننسى الواجبات ، ام اننا قد دفعنا من الواجبات ما يكفي ، وبات لزاما على من اخذ منا ان يدفع لنا الان ..

تعجبت كثيرا من ارتفاع سقف المطالب ، التي كانت سابقا ، هي مطالب حياتية اقتصادية بحته ..اليوم لنا مطالب اقتصادية وسياسية ووطنية وقومية ...اليوم اصبح لنا صوت ..

تعجبت من تقليد بعض الحركات( الثورية ) التي حدثت في العالم العربي ..حيث تجري بالاسلوب ذاته ..والمسميات ذاتها ..وقلت لماذا لا يكون لنا تجربتنا الوطنية الخاصة ..بعيدا عن التخريب والتدمير والتقليد ..

تعجبت ممن يقارن الوضع في البلاد العربية مع بلدنا ..فيقول الامن والجوع ..او الخوف والشبع ..وطبعا هذه معادلة عجيبة غريبة ..فهل يمكن ان نصل الى معادلة الامن وراحة البال والشبع معا ..وما المانع ..

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !