محاولات جادة وحقيقية من جانب بعض الصحفيين الاحرار فى مصر للخروج من تحت عباءة نقابة الصحفيين الحكومية الموالية للنظام الحاكم وقد بدات هذه المحاولات منذ عام 1998 على يد الكاتب الصحفى حسين المطعنى والذى قاد اول تجربة حقيقية لتحرير الصحافة المصرية وتاسيس تيار جديد يقوده الصحفيون المستقلون حيث قام المطعنى فى تلك الفترة بمحاولة تاسيس نقابة للصحفيين المستقلين فى مصر ولاول مرة فى تاريخ الصحافة بالشرق الاوسط وانشاء دستور جديد لهذه النقابة والتى كان من المفترض ان تكون قاعدة للتغيير الجذرى فى مصر ومن هنا بدات الحرب الشرسة ضد مشروع النقابة الجديدة الذى قاده المطعنى من جانب القائمين على النقابة القائمة انذاك وعلى راسهم ابراهيم نافع نقيب الصحفيين السابق وقادت الصحف الرسمية الرخيصة حملة مغرضة وظالمة ضد هذا الصحفى الذى دخل فى نفق مظلم من الصراعات القضائية ورغم حصوله على احكام قضائية نافذة تبرر شرعية نقابة الصحفيين المستقلين الا ان السياسة استطاعت هزيمة كافة الاحكام القضائية فتخوف النظام السياسى الذى يقوده مبارك من مشروع الصحافة المستقلة التى يمكن ان تتحول الى مؤسسة حرة للضغط السياسى فى مصر وقيادة التغيير جعل النظام يصدر توجيهاته العليا لقضاة مصر المرتشين باصدار الاحكام الجائرة ضد المطعنى ومشروعه وبالفعل تم حبسه لسنوات طويلة وفى عام 2006 تم تجديد حبسه وفى عام 2009 تم حبسه ايضا للمرة الثالثة فى نفس القضية لان النظام السياسى يدرك مدى خطورة تحرير الصحافة المصرية التى يسيطر عليها منذ الخمسينيات وتاثير كل ذلك على الشارع والراى العام فالصحافة الحرة معناها فضح تصرفات النظام امام الجميع طالما ان النظام المصرى يسيطر بالفعل على الجهاز الاعلامى ويعتبره احدى الوسائل الدعائية له فى ظل الالتصاق بين الجهاز الاعلامى والمؤسسة السياسية الحاكمة ففى ظل الانظمة الفاشية يعتبر الاعلام اداة سياسية تبرر تصرفات وايديولوجيا النظام بمعنى سيادة نظرية الدعائية الاعلامية والتى صنعها نظام جمال عبد الناصر وسيطرت وما زالت تسيطر على العقل المصرى لسنوات طويلة ...هذه الاخفاقات التى يعانى منها تيار الصحافة المستقلة فى مصر ادت بعدد كبير من الصحفيين الاحرار والمستقلين الى ترك مصر واللجوء الى الخارج فى اوروبا والولايات المتحدة الامريكية وتاسيس صحف ودور اعلامية حرة ومستقلة تماما ففى اوروبا لا توجد نقابات صحفية حكومية مع عدم تدخل الدولة اطلاقا فى حرية الاجهزة الاعلامية او محاسبة الصحفيين ايا كانت توجهاتهم وانتماءاتهم على عكس دول الشرق الاوسط التى تحولت الى سجون ومعتقلات مستديمة للصحفيين واصحاب الراى وهناك عدد كبير من الصحف العربية والمصرية بالخارج تكتب ما تشاء دون رقابة او تخو من السجون العربية ومنها مجلة طائر الشمال التى اسسها الصحفى الحر محمد عبد المجيد فى اوسلو النرويجية عام 1984 وصحيفة صوت بلادى التى يتراس تحريرها محيى الدين ابراهيم بالولايات المتحدة وعدد كبير من الصحف منها عرب كندا وغيرها المئات فمناخ الحريات الديمقراطية المفقودة بالشرق الاوسط الذى يعتبر سجن الحريات الكبير يسمح هذا المناخ باصدار الصحف والنشرات وتاسيس التحادات الحرة دون اية عوائق اما الصحافة المصرية والعربية فما زالت مجرد وسائل دعائية متخلفة يتحكم بها النظام السياسى والارادة الحديدية للحكام العرب واهواءهم وديكتاتوريتهم المطلقة فتحرير الصحافة فى الشرق الاوسط يرتبط فى المقام الاول باسقاط الانظمة السياسية الحاكمة والتغيير الجذرى واعلان دولة المؤسسات والمجتمع المدنى لا دول المعتقلات الحالية وعلى راسها مصر والمثير ان نقابة الصحفيين المصرية التى يتراسها مكرم محمد احمد تقوم بتخريب الحياة الصحفية تماما فى مصر من خلال احتكار المؤسسات الصحفية الحكومية للمطابع ودور النشر وعدم قدرة الصحف المستقلة والجديدة على البقاء طويلا فى ظل مشكلات التمويل وغياب الدعم مما ادى الى اغلاق معظم الصحف .وللمزيد زوروا المواقع التاليةwww.elkenawy2011.co.cc http://
التعليقات (0)