صحتنا بين المومياء الحية و الـ 26 الف خطأ طبي
مطلع هذا الاسبوع طالعتنا الصحف المحلية بتحذيرمن وزارة الشئون البلدية والقروية للمواطنين والمقيمين من استخدام وتداول خلطة تسمى ( مومياء حية ) لجبارة وتغذية العظام . حيث ثبت بعد تحليل الخلطة احتوائها على نسب متفاوتة من العناصر السامة مثل ( الرصاص ، الزئبق ) التي تؤثر على الكبد والكلى والمخ على المدى البعيد . وأصدرت وزارة الشئون البلدية والقروية تعميما لكافة فروع الوزارة من الأمانات والبلديات لسحب هذه الخلطة من الأسواق . كما حثت الوزارة القائمين بأعمال الرقابة الصحية في الأمانات والبلديات على التأكد من خلو الأسواق من هذه الخلطة الضارة بالصحة العامة ومنع تداولها واتخاذ الإجراءات النظامية بحق المخالفين . وأهابت بالمواطنين والمقيمين إلى أخذ الحيطة والحذر من هذه الخلطة حفاظا على صحتهم .
في المقابل كانت جريدة الوطن قد طالعتنا بتقرير عن الصحة العامة في المملكة ، مفادة ان المستشفيات في السعودية تسجل 26 الف خطأ طبي في عامين . 27% منها في حالات النساء والولادة و24% في العمليات الجراحية و19% تشخيصية . وقد نشرت الصحيفة حوارها مع مسؤلين بوزارة الصحة هما :
المشرف على الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع بأبها ، الذي اشار الى مجموعة من النصائح التي يجب على المريض ان يتخذها ، وفي مقدمة هذه الصائح هي الوقاية الصحية التي يجب على كل شخص ان يأخذها ، ومن ثم استعرض مشرف الجمعية نسب الاخطاء الطبية في امريكا وبريطانيا وعدد الوفيات لدى الدوليتن سنويا جراء تلك الاخطاء .
والمسؤل الاخر هو مساعد مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة عسير بالنيابة ، الذي اوضح الاجراءات المتبع في حال ثبوت خطأ طبي ومحاسبة المخطئ ، بعدها استعرض بعض إحصاءات المعدة من المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية في باريس حول نسب الاخطاء الطبية والوفيات التي تحصل جرائها في كل من امريكا وبريطانيا .
فكلا المسؤلين كان يقارن بين الاخطاء الطبية معنا ومع ما يقع في امريكا وبريطانيا ، وكأنه يجب علينا ان نقع في نفس الاخطاء الطبية التي يقع فيها الاخرين اذا ما كان الاخر اكثر تقدما منا ، ونسير خلفهم في كل اخطائهم لكونهم دول متقدمة ويجب علينا ان نحذو حذوهم في تحقيق الاخطاء . ولكننا لم نرى منهما او من غيرهما من المسؤلين في وزارة الصحة اي حث او تشجيع للسير على خطى الدول المتقدمة في تحقيق انجازات علمية او اكتشاف علاج لبعض الامراض او حتى تصنع بعض ما قاموا بتصنيعه منذ عدة عقود مضت .
واللافت للنظر ان تحذير وزارة البلدية والشؤون القروية من استخدام بعض الخلطات التي تباع كعلاج لبعض الامراض يأتي متزامنا مع هذا التقرير حول الاخطاء الطبية في المملكة . الامر الذي يجعل صحة المجتمع السعودي بصفة عامة تتوه بين خلطات العطارين وبين اخطاء الاطباء . واكثر ما يعبر عن حالة التوهان تلك التي يعيشها المجتمع جراء ذلك هو كاريكاتير صحيفة الوطن هذا .
التعليقات (0)