مواضيع اليوم

صحتك في قراءتك ..

salma khalid

2010-03-13 12:00:03

0

القراءة وقاية وعلاج فهي تقوى الصحة وندعم جهاز المناعة. أما عدم التعامل مع الكتب فيقصف العمر. هذا ما يؤكده العلماء وتؤيده الدراسات العلمية . فالفرد الذي يعشق الكلمة المطبوعة ولا يتوقف عن التزود بالثقافة والمعارف المختلفة أقل إصابة بالقلق والتوتر وضغط الدم والسكر والقولون وقرحة المعدة والروماتيزم وغيرها. فإذا أردت أن تعيش عمراً أطول وفي حالة صحية جيدة حاول أن تقرأ كثيراً. لكن كيف تحقق القراءة كل ذلك؟
أجسام قوية
الدكتور أحمد عبد اللطيف أبو مدين أستاذ الأمراض الباطنية بجامعة القاهرة كان أول من لفت الأنظار إلى هذه العلاقة الوثيقة بين الصحة والقراءة وبين المرض وقلة الثقافة.
يقول الدكتور أبو مدين: إن الناس لو عرفوا الفوائد الصحية للتعامل مع الكتب بمختلف أنواعها و أشكالها ما توقف أي إنسان عن تثقيف ذاته وزيادة معارفه ومعلوماته .
ولكن المشكلة أن العمل وجلسات التليفزيون وجلسات السمر تمنعنا من مواصلة الإطلاع على أحدث إصدارات المطابع ودور النشر بمجرد تخرجنا من الجامعة . ففائدة القراءة لا تقتصر على تزويدنا بالمعلومات والثقافة العامة فقط ولكنها تؤدي إلى تقوية أجسامنا وارتفاع مؤشر قدرتها على مقاومة الأمراض.
د.أحمد عبد اللطيف
وهذا ما تؤكده دراسات عديدة من بينها دراسة أجرتها جامعة بنسلفانيا الأمريكية على عينة مكونة من 1800 شخص يقرأ نصفهم القصص والروايات والمراجع المتخصصة بصفة منتظمة بينما لا يهتم النصف الأخر بالقراءة.
وتم عمل فحص طبي شامل لهؤلاء الأشخاص فتبين أن الذين لا يقتربون من الكلمة المطبوعة يعانون من عدة أمراض مثل ضغط الدم و السكر و السمنة و القولون العصبي و قرحة المعدة و القلب بالإضافة إلى المتاعب النفسية المختلفة مثل القلق و التوتر و فصام الشخصية و غيرها.
أما هؤلاء الذين يقرؤون فقد كانوا أكثر صحة حيث تقل بينهم نسبة الإصابة بهذه الأمراض بصورة واضحة. وبعد مرور عام كامل تم توقيع الكشف الطبي مرة أخري على كل أفراد العينة فاكتشف فريق البحث تدهور صحة المجموعة التي لا تقرأ مع حفاظ أفراد المجموعة الأخرى على قوتهم و ثبات حالتهم الصحية على ما هي عليه .
إدمان التلفزيون
نصح الباحثون هؤلاء الذين يفضلون مشاهدة التليفزيون و جلسات السمر بمحاولة القراءة بانتظام لمدة ثلاثة شهور كما وجهوا نصيحة أخرى مختلفة لهؤلاء الذين يعشقون المراجع
والموسوعات العامة و المتخصصة وهي أن يحاولوا الإقلاع عن هذه العادة في نفس المدة.
وبعد مرور الفترة المطلوبة كشف الفحص الطبي تحسن صحة أفراد المجموعة الأولي التي بدأت في المطالعة و تخلص معظمهم من بعض المتاعب التي كانوا يعانون منها . و في الوقت نفسه تراجعت الحالة الصحية لهؤلاء الذين توقفوا عن القراءة فجأة.
يواصل الدكتور أبو مدين: وبصفة عامة فإن نسبة انتشار مرض مثل السكر بين الذين يكرهون القراءة أكبر من نسبة تواجده بين عشاق الكتب بمقدار ثلاثة أضعاف تقريباً. أما عدد المصابين بضغط الدم من بين هؤلاء الذين يرفضون الإطلاع على أحدث إصدارات المطابع فيصل إلى 25% تقريباً بينما لا تتجاوز نسبة الإصابة به بين محبي المراجع 16% فقط . ومن بين كل مئة مريض بقرحة المعدة نجد 65 فرد لا يقرؤون و 35 فرد فقط من مدمني القراءة.
بدون أمراض
وفي دراسة أخرى خرجت من جمعية الشرق الأوسط للطب البديل يؤكد الدكتور ماهر القبلاوي أستاذ العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة و أمين عام الجمعة، أن القراءة ذات تأثير إيجابي على الصحة العامة للفرد . وقال إنه تم إجراء الدراسة في 6 مستشفيات عامة و خاصة لقياس مدي تفاعل المرضي مع وسائل العلاج البديل أو غير التقليدية و كيفية تأثر كل منهم بدرجة تعليمه والبيئة و المناخ النفسي المحيط به فتبين أن 96% من نزلاء هذه المستشفيات لا يحرصون على القراءة رغم أن من بينهم أفراداً حصلوا على مؤهلات عليا و متوسطة إلا أن صلتهم بالكتب انقطعت فور تخرجهم من الجامعة . أما الذين حرصوا على الاستمرار في العلاقة مع المراجع والقصص والروايات فقد احتلوا 4% فقط من الأماكن بتلك المستشفيات .
أكثر من ذلك أن المرضي الذين دخلوا غرفة الإنعاش و هي مؤشر لتدهور حالة المريض كان معظمهم من بين الذين لا يفضلون القراءة .
ولا يقيم عشاق الكلمة المطبوعة داخل المستشفي كثيراً- كما يضيف الدكتور ماهر- فمدة إقامة كل منهم لم تتجاوز ثلاثة أسابيع بينما امتدت فترة رقود بعض الذين لا يعرفون القراءة على سرير المرض أكثر من شهرين. وبالبحث في هذا الأمر اكتشفنا أن الإنسان القارئ أكثر استجابة للعلاج ولذلك يتخلص من مرضه بسرعة فهو يأخذ الدواء في مواعيده
ويلتزم بالجرعات المحددة له فلا يتناول اقل أو أكثر منها كما انه شديد الالتزام بتعليمات الأطباء.
أقوى من الروماتيزم
و يساهم تثقيف النفس أيضا ً في الوقاية و العلاج من الروماتيزم كما يؤكد الدكتور محمد شرف استشاري العلاج الطبيعي .
د. محمد شرف
فالثابت أن نسبة انتشار هذا المرض بين الأميين أكبر من معدل إصابة المثقفين به بنسبة 20% ولا يرجع ذلك إلى طبيعة المهن التي يمارسها كلا الفريقين كما قد يتصور البعض و لكن يعود إلى إدمان المثقف للقراءة . فالأمراض الروماتيزمية يوجد منها 200 نوع و هي عبارة عن خلل في جهاز المناعة الذي يقوم بمهاجمة الغشاء المخاطي لمفاصل الجسم وقد يكون الهجوم شرساً و مدمراً في حالة نوع مثل الروماتويد وقد يكون أقل حدة في حالة نوع أخر مثل الروماتيزم التفاعلي . وهذا الخلل يحدث بصورة كبيرة بين الذين يكرهون القراءة و بنسبة محدودة بين الذين يحبونها و ذلك لأن الإنسان عندما يجلس ليقرأ يصبح تحكم الجسم في الجينات المسئولة عن جهاز المناعة سهلا ً مما يساهم في عدم حدوث أي اضطراب به مع عمله بشكل طبيعي و تجنب حالة الجنون التي تجعله يهاجم المفاصل بهدف تدميرها.
ولادة سهلة
ويكشف الدكتور على عليان أستاذ أمراض النساء و التوليد بجامعة عين شمس إن الأنثى التي تدمن القراءة أكثر قدرة على تحمل متاعب الحمل
د. علي عليان
وأقل تعرضاً للمخاطر التي يمكن أن تصيب البعض خلال هذه الفترة . فهي تحرص على زيارة الطبيب بانتظام و تنفذ تعليماته حرفيا ً و تسأل سواء أثناء الكشف أو بعده عن كل شيء خاص بالجنين و تتناقش معه كثير ً و لذا تعرف معلومات ثمينة جدا ً لم يكن من الممكن إلمام أي مريضة عادية بها .
أيضا ً فإن السيدة القارئة لديها قدرة فائقة على الصبر على آلام الولادة فهي لا تخاف من هذه اللحظة و تتعامل معها بشجاعة و لذلك تكون ولادتها غالباً أكثر سهولة من زميلتها التي لا تهتم بالقراءة و الثقافة .
العقل السليم
ويشير الدكتور على شوشان أخصائي الطب النفسي إلى أن القراءة تؤدي إلى قلة الإصابة بالأمراض النفسية بأنواعها المختلفة مثل القلق و التوتر و فصام الشخصية و الوسواس القهري و غيرها . يرجع ذلك إلى أن الإنسان المثقف أكثر قدرة على التكيف مع الظروف المحيطة به و يستطيع فهم و استيعاب سلوكيات الأشخاص الذين يتعامل معهم و لذا يفسر كل قول أو فعل يقومون به بشكل صحيح كما أنه غالبا ً ما يتمتع بميزة تجعل كل من يعيشون حوله يحبونه و هي أنه شديد الإنصات و هادئ الطباع و لذلك يصارحه زملاؤه و أصدقاؤه بما يخفونه في صدورهم . و هو كذلك لديه قدرة على وضع حلول للمشاكل و النظر إليها بموضوعية دون تهويل أو تهوين و لذلك يتمكن من التغلب على العقبات التي تواجهه و إذا فشل لا ييأس و لكن يحاول تجربة و سائل بديلة لقهر العراقيل .
و بصفة عامة فإن نسبة إصابة الذين يعشقون القراءة بالأمراض النفسية أقل من 8% بينما تتجاوز 25% بين الأشخاص العاديين . و عندما تقل نسبة المعاناة بالمرض النفسي تنخفض كذلك احتمالات الإصابة بالأمراض العضوية مثل الصداع و القرحة و القلب و ضغط الدم فالعلاقة بين النفس و الجسم وثيقة جدا ً فإذا كانت الأولي سليمة كان الثاني قويا ُ . وهناك حكمة تقول أن العقل السليم في الجسم السليم . و العكس صحيح أيضا ً فلا يمكن أن يكون الجسد طبيعيا ً و خاليا ً من الأمراض في وجود عقل صغير و غير سليم لا يحترم الكتب و لا يعترف بقيمتها في زيادة الذكاء و القدرة على التفكير و التحليل و الفهم و الاستيعاب و غيرها من القدرات التي تجعل الفرد أكثر نجاحاً وقوة و أقل معاناة من المرض النفسي و العضوي .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !