مَنذ بداية الجائحة شهدنا حرصا شديدا على صحة المواطنين,و فجأة أصبحت الأنظمة حريصة على صحة مواطينها,و لأجل ذلك استعملت الجيش,و الشرطة,وجميع الوسائل المتاحة,حتى العقوبات الزجرية أصبحت متاحة في سبيل تحقيق هذا الهدف,فالأقلية يجب أن تخضع للأغلبية فصحة المواطن أهم من كل شيء.
فالحرص الشديد و الخطاب الإعلامي المتكرر, يجعلنا نتساءل ,لماذا و كيف لوباء معدل إماتته 2 في المائة يدخل العالم في متاهة ,اغتنى منها الأغنياء و تضاعفت ثرواتهم و يؤدي الثمن الفقراء الذين فقدوا وظائفهم, ينتظرون حجرا صحيا اخر,يكون أو لا يكون.
جميل أن يكون الحرص على صحة المواطنين أولوية, و أن نستخدم جميع الوسائل,حتى ما يقضي على حق الإنسان في اختياراته و انسانيته برفض التلقيح أو دواء يعتقد أنه لا يمكن أن ينقذه كما يصور له, لكن الأجمل هو أن نبني مستشفيات تنقذ الأرواح و أن نغير نظامها لخدمة المواطنين خصوصا في الدول النامية.
فالحديث عن النظام الصحي بشكل شمولي , هو ما يمكننا من إنقاذ الأرواح , و تبيان حقيقة الحرص على صحتهم, أن تدخل مستشفى و تنال الاهتمام و الرعاية اللازمة هي ما يجب أن يوجه سياسة الحفاظ على الحياة, و لما لا تسخير الوسائل المستعملة حاليا, جيش و شرطة و إعلام في إبراز التغيير, و محاربة جشع القطاع الخاص في بلدنا المغربي خاصة.
إن الاسئلة المنطقية مغيبة, يتم الترويج لأطروحات تتنافى مع الفهم المنطقي بعض اللحظات, على أنها حقائق و مسلمات, و يظهر العلاج , التلقيح مثلا على أنه حبل إنقاذ, إلا أنه برهن أنه ليس حلا سحريا, و لا بديل سوى التعايش مع هذا الفيروس , من أجل استمرار الحياة كما نعرفها
من هنا وجدنا أنفسنا أمام خطاب يجرمك لأنك لم تأخذ جرعتك, هي مجانية طبعا, يجرمك لأنك جلست في المقهى أو المطعم , أو دخلت إدارتك لأنك لم تأخذ جرعتك, تحولت الجرعة بفعل فاعل إلى مبرر لتجريدك من حقوقك, تحولت إلى وسيلة لتبرير القمع و الدوس على الحقوق, سنتحول هكذا إلى نظام الجرعات, بقدر تلقيك جرعات بقدر وطنيتك و مواطنتك, لكن ما إن تذهب للمستشفى لن تحصل على سرير, و سنضرب لك موعدا بالسنة و السنتين و أنت على حافة الموت.
في بداية الجائحة قلنا أننا لا نريد فئران تجارب , لكن هذا ما نحن عليه, فئران في مختبر, تتصارع داخله قوى رأسمالية عظمى, تحاول أن تبسط سيطرتها على السوق, و موت فأر للتجارب , هو من اجل تطور التجربة, لا يعوض و قد يكون السبب إدمانه على القنب الهندي, لا لتلقيه جرعة لقاح, كما حدث في المغرب.
إن هذه اللحظات تذكرنا بحرب العراق , و أفغانستان, حيث رواية إعلامية تكررت و أصبحت حقيقة, العراق يملك أسلحة دمار شامل, و طالبان مسؤولة عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر, تم غزو أفغانستان, و العراق, و دمر ما دمر و هاجر من هاجر , ليظهر بعد ذلك أنها أكبر كذبة في التاريخ, أخاف أن نعيش كذبة ثانية, بل اكبر, لأن المستهدف المواطن و الحقوق و الحريات, وإحكام قبضة السجن يتطلب عقودا من اجل التحرر.
محمد الشبراوي
التعليقات (0)