خطاب اوباما يقسم مواقف المصريين.. والاخوان راضون.. اجتماع عاجل لمجلس الشعب بعد معارك وشتائم داخله
كانت الأخبار الهامة في الصحف المصرية امس، تدعو للشؤم، فقد اسرع وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي بعقد مؤتمر صحافي أعلن فيه عن اكتشاف حالتين إصابة بإنفلونزا لطالبين أمريكيين في دار الضيافة التابعة للجامعة الأمريكية في الزمالك ومحاصرة المبنى وعدم السماح بخروج من كانوا داخله، على أن يستمر الحصار سبعة أيام كاملة، وقال الوزير في مؤتمره: الحالة الأولى لطالب عمره 23 سنة والثانية لطالبة عمرها 23 سنة، جاءا من أمريكا للدراسة الصيفية بالجامعة الأمريكية ومقر إقامتهما بالسكن الخاص بالجامعة.
وقال انه تم تحويلهما للمستشفى لتلقي العلاج وأضاف: وضع المبنى وجميع المقيمين بداخله تحت الحجر الصحي ومناظرة جميع الموجودين بالمبنى وعددهم مائتان وأربعة وثلاثون وتم قياس درجة الحرارة وأخذ مسحات من الحلق منهم جميعا، وارسالها الى المعامل المركزية لفحصها حيث تبين أثناء فحص الموجودين بالمبنى وجود أعراض ارتفاع في درجة الحرارة واحتقان بالحلق على طالبة أمريكية أخرى قادمة من نيويورك.
وجميع الموجودين بالمبنى تحت الترصد لمدة سبعة أيام وسوف تتم متابعتهم يوميا من خلال تكليف فريق من القطاع الوقائي بالوزارة بالبقاء بالمبنى ومتابعة الموجودين على مدار أربعة وعشرين ساعة، وأن الوضع الحالي لا يتطلب اتخاذ أي اجراء استثنائي.
وانطلقت التحذيرات من الخبراء والأطباء تناشد المصريين الابتعاد عن الأماكن المزدحمة، وأحمد الله انني وزوجتي دخلنا الاسبوع الماضي السينما لمشاهدة دكان شحاته قبل هذا التحذير، ومحاصرة بيت الضيافة الأمريكي ومن بداخله هو بدء تطبيق خطة وزارة الصحة التي كشفها من مدة الوزير في حديث له مع جريدة المصري اليوم، وتضمن حصار مناطق كاملة، لا مبان فقط، باستخدام الأمن والجيش، وغلق مدارس ومصانع وجامعات، وتحديد أماكن المقابر الجماعية، في حالة تحول المرض الى وباء.
وواصلت الصحف الاهتمام بالامتحانات والاستعدادات للثانوية العامة وكان كاريكاتير زميلنا بـالأخبار الرسام الموهوب مصطفى حسين، عن طالبين يرتديان الجلباب وفي يد كل منهما مسبحة، متجهان لباب مسجد، بينما شيخ يقول لهما:
- الزباين بتوع المواسم بس يدخلوا الجامع من الباب التاني.
وأشارت الصحف الى حادث مأساوي عن تصادم سيارة تقل عمال وموظفي أحد المصانع في مدينة العاشر من رمضان مع سيارة نقل أدى لمقتل ثمانية عشر وإصابة عشرين، ووصول خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس للقاهرة للاجتماع مع اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة، وتهليل بعض الصحف الحكومية لفوز قائمة 14 آذار بزعامة سعد الحريري، بالأغلبية في الانتخابات اللبنانية، وكأن الذي فاز فيها هو الحزب الوطني الحاكم، وكانت الدستور يوم الاثنين قد نشرت وهي تتباهى بيان شركة توزيع الأخبار عن توزيعها بالقول:
تكشف أرقام توزيع الدستور الاسبوعي واليومي وها نحن بمنتهى الشفافية ووسط أجواء عاصفة تتعرض لها صناعة الصحافة في العالم كله نقدم أرقامنا، حيث بلغت أربعة وتسعين ألف نسخة للعدد الاسبوعي وسبعة وستين ألف نسخة للعدد اليومي، ولنؤكد أن الدستور هي الصحيفة الأولى اسبوعيا في مصر وفي الترتيب الثاني للصحافة اليومية الخاصة، وكي يكتمل المشهد لقارئنا العزيز فيكفي أن يعرف أن ميزانية الدستور الاسبوعي واليومي - تكاد تبلغ 30% فقط من ميزانية أي صحيفة منافسة، في ظل إمكانات مادية وتكنولوجية تصل الى حافة الكفاف، وهذا ما يطلق عليه بعض خبراء مهنتنا بمعجزة الدستور اليومية.!
ونحن من جانبنا نهنئ الجريدة وكل زملائنا فيها على هذا الانجاز، الذي يستحقونه، أما الجريدة اليومية الخاصة الأولى في التوزيع فهي المصري اليوم التي تقترب من رقم المائتي ألف، والثالثة هي الشروق اليومية المستقلة.
أكتوبر تطالب المسلمين
بالتجاوب الايجابي مع خطة اوباما
يبدو وربكم الأعلم، اننا سنظل فترة لا بأس بها أسرى ردود الأفعال المتنوعة على خطاب أوباما وأعيد التأكيد مرة أخرى - إلى أنه في الصحف الحكومية لا يوجد أي توجيه معين، والحرية متروكة لكل الزملاء لأن يعبروا عن آرائهم كيفما شاءوا، وهذا ما يجعل التناقض فيها واضحا، ولنبدأ بمجلة أكتوبر مع رئيس مجلس إدارتها زميلنا وصديقنا إسماعيل منتصر وقوله: حان الوقت لكي يدرك المسلمون والعرب أن عليهم التزامات حقيقية لتغيير الواقع الذي أدى إلى تدهور أوضاعهم وانتهاك حقوقهم، في مقدمة هذه الالتزامات تغيير الخطاب الديني الذي ساهمت عوامل كثيرة في خروجه عن المسار الصحيح الذي ابتعد بالمسلمين عن الإسلام!
لا بد أيضا أن تنتهي الخلافات بين الدول العربية والإسلامية، فليس هناك أمل في تحسين أوضاع المسلمين والعرب إلا بإنهاء هذه الخلافات التي تساهم بشكل أو آخر في استمرار استنزاف مواردنا وإضعاف قدراتنا.
ولا بد من الاعتراف بأن الخلافات الفلسطينية تمثل واحدة من أهم العقبات لتحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية، وإذا كانت الولايات المتحدة قد أعلنت عن إصرارها على إقامة الدولة الفلسطينية وتحقيق الحلم العربي، فلا بد أن يساعد الفلسطينيون أنفسهم أولا قبل أن يساعدهم الآخرون!...
الأهرام تشيد باعتراف اوباما بان
الاسلام جزء من الأمة الامريكية
وفي نفس عدد أكتوبر، قال زميلنا وصديقنا والكاتب بـ الأهرام رجب البنا: ففي خطاب تنصيبه - أي في اللحظة الأولى التي بدأ فيها ولايته - قال إن الولايات المتحدة ليست مسيحية فقط، ولكنها أمة من مسيحيين ومسلمين ويهود وهندوس وغير مؤمنين، وأن هذه الأمة تعود لتبعث من جديد من عصر الظلام، وكانت هذه الكلمات رسالة، فهي أول مرة يقول فيها رئيس الولايات المتحدة إن الأمة الامريكية متعددة الديانات وأن كل الديانات على قدم المساواة وأن المسلمين جزء من تكوين هذه الأمة، وكان بوش يردد أن حضارة أمريكا حضارة مسيحية ويهودية، دون ذكر لديانات أخرى لها وجود ضمن العناصر التي تتكون منها هذه الأمة، وفي نفس الخطاب حرص أوباما على أن يقول للعالم الإسلامي: إننا نسعى لسلوك طريق جديد يستند على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة ويقول أيضا: لم نعد نحتمل الشعور باللامبالاة بأولئك الذين يعانون خارج حدودنا، كما لم نعد نستطيع استهلاك موارد وخيرات العالم بدون اهتمام لنتائج وانعكاسات ذلك ولأن العالم قد تغير فعلينا أن نتغير نحن ايضا.
وندرك صدق نواياه بمبادرته بتعيين باحثة أمريكية مسلمة من أصول مصرية داليا مجاهد في مجلسه الاستشاري الخاص بالأديان لتكون أول مسلمة محجبة تشغل منصب مستشار الرئيس للشؤون الإسلامية، وعبر بذلك عن حرصه على التعرف على تفكير المسلمين، وماذا يريدون من الولايات المتحدة، وذلك في إطار برنامج أعلنه أوباما لتوظيف المسلمين في البيت الأبيض أطلق عليه برنامج العمل الإيجابي!
الاخبار تطالب الفلسطينيين باغتنام فرصة الدولتين
وإلى أخبار الاثنين وسنمكث فيها قليلا لننتقل من زميل لآخر، وأبدأ بالجميلة رجاء النمر، لأن الجمال له عندنا أولوية، خاصة أنها قالت: إذا كان أوباما أشار إلى ضرورة وجود دولتين فلسطينية وإسرائيلية وأن تكون القدس لكل الأديان فعلى الفلسطينيين أن ينتهزوا هذه الفرصة فلا تضيع الأيام والسنون فتنتهي ولاية أوباما دون تحقيق هذا المكسب بعدما أصبح صعب المنال.
وإذا كانت الجينات التي يحملها باراك حسين أوباما تحمل ملامح ومعتقدات مسلمة مسيحية فإننا مسلمين ومسيحيين نتنفس هواء واحدا، ونأكل من أرض واحدة والماء والدماء التي تجري في عروقنا مصدرها واحد، في السلم والحرب واحد، هكذا نحن في مصر، الكل في واحد، وإذا كان أوباما قد أعلن للعالم أجمع أن أمريكا دولة تريد سلاما يعم العالم أجمع ودليله على ذلك محاربتها للإرهاب وعدم موافقتها على وجود ترسانات نووية، فإن على أمريكا أن تعلم أنه طوال سنوات وسنوات والعالم يشهد ويشاهد الكيل بمكيال يخص العالم ومكيال آخر - للعزيزة على قلوبهم - إسرائيل، لذا لزم التنويه.
وإذا كانت نية أوباما حسنة تجاه العرب والمسلمين فإننا نقول له: ليس بالنوايا الحسنة، ولا بالكلمات المعسولة، ولا بدغدغة مشاعرنا تتحقق الأماني.
- أوباما، لك منا سلاما وعليك وعلينا تحقيق هذا السلاما.
تحدي الرئيس الامريكي
اذا كان يستطيع وقف الاستيطان
ولأن زميلها علاء عبدالوهاب كان مقاله بجوار مقالها مباشرة، فلم نشأ أن نحرجه ونذهب لأحد آخر قبله، ووجدنا عنده رسالة مفتوحة لأوباما قال فيها: كل من سبقوك على مدى 40 عاما طالبوا بوقف الاستيطان لكنه استمر لأنه لم يقترن بضغط حقيقي، وحل الدولتين ليس اختراعا غير أن الجدية غائبة لتنفيذه وإذا كان التطبيع ثمنا لمجرد تعهد بوقف الاستيطان، والقبول بـيهودية إسرائيل هو المقابل لدولة فلسطينية غامضة المعالم فعليك أن تعرف أن سياسة الدفع مقدما مرفوضة لأنها غير مجدية، وتزيد الظالم طغيانا، وتدفع المظلوم الى الانفجار من ثم لن يتوقف ما وصفتموه بالعنف، وهو في جوهره مقاومة مشروعة.
تحدثت عن الهولوكوست طويلا وغضضت بصرك عن محرقة غزة واصفا إياها بـالأزمة الإنسانية متعمدا تجاهل مسؤولية الغرب عن معاناة اليهود، وفي ذات الوقت عدم شعوره بالذنب تجاهنا رغم اننا دفعنا الثمن - وما نزال - بالنيابة عن جرائم ارتكبها غيرنا!
مطالبة المسلمين والعرب بمزيد من التنازلات غير منطقي فهي دعوة يجب أن توجه لإسرائيل، وأمريكا لو صدقت النوايا هي الأكثر قدرة على التأثير في صناعة القرار الإسرائيلي وكلامك عن بعض الحزم مع إسرائيل يضع مصداقيتك على المحك.
وآخر من قابلناهم في الأخبار كان زميلنا وصديقنا نبيل زكي الذي كان رأيه هو: أي تغيير أمريكي في نهج الانحياز المطلق والأعمى للتوسع الإسرائيلي يتطلب نوعا من المواجهة السافرة مع حكومة نتنياهو، وقدرا كبيرا من الضغط على إسرائيل، هذا إذا كنا بصدد تغيير حقيقي وليس مجرد تغيير شكلي او تجميلي.
وهناك من يرى أن أوباما في حاجة إلى الدول الإسلامية لمحاولة ايجاد مخرج سياسي للحرب في افغانستان وباكستان ويسعى وراء إقامة ائتلاف اقليمي واسع، كما انه يدرك ان إلحاق الهزيمة بالإرهاب وبتنظيم القاعدة يكمن في حشد الرأي العام العربي والإسلامي بجانبه، وهذا يتطلب حلا عادلا للقضية الفلسطينية.
الواضح أن أوباما ليس من طراز السياسيين التقليديين، كما أنه يشعر بالثقة بنفسه الى حد تجاهل القواعد التي تحكم العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية ويضغط بقوة من أجل تحقيق ما يعتقد انه الصواب ويمكنه - إذا أراد - أن يوظف التأييد الشعبي الكبير له، داخل بلاده ليصحح الخلل في السياسة الخارجية الأمريكية.
سخرية من اوباما شعرا
وبمجرد خروجنا من الأخبار طلبني زميلي وصديقي بـالعربي محمد حماد، المشرف على باب - مدونون - بإلقاء نظرة على أحد ظرفائه وهو الدكتور عمرو فاروق، وقصيدة قال فيها:
أوباما جاي وفيه حظر تجول
عشان بلدنا جالها تسول
عشان عيونه السير اتحول
وقفلوا بلدنا علينا
أوباما جاي يدينا أوامر
ما هو البعيد من الأول ساحر
ضحك علينا بصوته الآسر
وجاي يمشي كلامه علينا
علشان وسط الاسم حسين
خليناه إمام المسلمين
وافتكرنا بقى لينا معين
وخليناه والي علينا
أوباما جاي يا عالم اصحوا
فين النخوة وفين الغيرة
اسمعوا كلمة ناس جم نصحوا
مستر أوباما دا كدبة كبيرة
مهما اتغير اسم واسم
امريكا هاتفضل أمريكا
حطوا العسل فوق السم
وضحكوا علينا بالشيكابيكا.
روزاليوسف تصف منتقدي اوباما بـلوبي التريقة
لكن هذه السخرية - وما سبقها من آخرين - ضايقت جدا زميلنا وصديقنا ورئيس مجلس إدارة مؤسسة روزاليوسف كرم جبر، فقال عنها في جريدة روز يوم الاثنين: زيارة أوباما للقاهرة كان لها الفضل في الكشف عن تيار سياسي جديد في مصر اسمه لوبي التريقة، فهناك من أيد الزيارة وهناك من عارضها، أما الترياقيون فسلكوا طريقا مختلفا، ليس مؤيدا ولا معارضا ولا كفاية!
- هم - مثلا - أفرغوا الرسالة من مضمونها الحقيقي إلى السخرية من حملة النظافة والتجميل في الأماكن التي زارها أوباما وبقدر أهمية خطاب أوباما، كانت سخافة عبارات السخرية والاستظراف.
- ماذا سيكون موقفهم إذا ظلت جامعة القاهرة في حال يرثى لها وقاعتها الكبرى تعبث بها الفئران؟ وهل كانوا سيدخلون نوبة تريقة أيضا على الزبالة والقذارة؟
- هل كان يتناسب مع مصر وسامها وحضارتها أن تظهر الأماكن الأربعة العظيمة التي زارها أوباما في غير المستوى اللائق، وهل تضيع الأبهة التاريخية والحضارية والمعمارية بسبب التريقة!
- امتدت السخرية أيضا إلى الإجراءات الأمنية المشددة لتأمين الزيارة لدرجة ان أحد نجوم التريقة استنكر عدم قيام أوباما بالسير في الشوارع ومصافحة الناس!
- بالله عليكم، من يسمح بذلك مع رئيس أكبر دولة في العالم، وهل تأمينه مسؤولية الأمن المصري فقط، أم المخابرات الأمريكية التي تفعل ذلك في أمريكا نفسها؟
- كل شيء كان مخططا بالدقيقة والثانية علاوة على السلاسة والهدوء والانضباط والنظام، ولم يشعر أحد أبدا بالأمن الظاهر أو شدة الإجراءات.
- الفضل في ذلك يرجع للدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية وللفريق الذي يعمل معه خبرات هائلة وطويلة في تنظيم المناسبات الرئاسية بمنتهى الدقة والمهارة والانضباط.
وكرم جبر يقصد بأحد نجوم التريقة صديقنا متعدد المواهب بلال فضل.
الناصريون يشككون بمقدرة
اوباما على تجسيد اقواله بافعال
وإلى الناصريين وكيف كانت آراؤهم، في الكرامة قال رئيس تحريرها وعضو مجلس الشعب ووكيل مؤسسي حزب حركة الكرامة تحت التأسيس، زميلنا وصديقنا حمدين صباحي: الشارع المصري شهد تعاطفا وتجاوبا وإعجابا بالرجل، لا ينبغي التقليل من شأنه أو القفز عليه.
هذا الشعور الغالب يعني أن هذا الجمهور يصدق هذا البطل ويثق أنه يعني ما يقول، ولا يمثل عليه أو يكذب ليستدر التصفيق.
شعوب إسلامية تتجاوز المليار نسمة، وفي قلبها الأمة العربية، تشعر غالبيتها بالمهانة وقلة القيمة وسوء المعاملة من حكامهم وأعدائهم معا، يأتيها سيد البيت الأبيض بلونه الأسمر وأصوله المسلمة مدججا ببلاغة نفاذة وحضور شخصي أخاذ ليعبر عن احترامه لهم ويلقي عليهم التحية السلام عليكم فماذا ينتظر منهم إلا أن يردوا التحية بأحسن منها!
لقد ردوها بأحسن منها.
الأجمل هو أن نفس الجمهور الذي غمر أوباما بكل هذا التعاطف البشوش، لم يعرف عن أي درجة من التعاطف أو الثقة في سياسات الإدارة الأمريكية التي يقف أوباما على رأسها، وأكثر المتجاوبين قال: فلننتظر ونرى إذا كانت الأقوال ستصدرها الأفعال.
ولم يكن باستطاعة أي رئيس أمريكي أن يقول للعالم الإسلامي أكثر أو أصدق أو أشجع مما قال أوباما هذه هي الحدود القصوى التي يستطيع رئيس أمريكي أن يصل إليها وما بعدها هو المحظور.
لكن ما يدركه العرب والمسلمون هو أن حلمهم المشروع وحقهم الممنوع يقع تماما وراء هذه الحدود التي لا يستطيع أوباما تجاوزها.
فظاهرها فقط هو الذي يتغير وأن أوباما الذي حصد تعاطفنا عن جدارة ليس إلا وجها جميلا لسياسة قبيحة أو قفازا حريريا لنفس القبضة الحديدية.
باراك حسين أوباما
ليس عضوا في حركة كفاية!
وبعد أن انتهى حمدين من كلامه أكمله رئيس التحرير التنفيذي زميلنا وصديقنا عزازي علي عزازي بقوله: أقسم بالله أن باراك حسين أوباما ليس عضوا في حركة كفاية، ولا ينتمي لفصائل المقاومة الفلسطينية وبالطبع لم يتشرف الرجل بالانتماء لحزب الله، لكنه بكل أسف رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم تلك الحقيقة الساذجة إلا أن ردود الأفعال على خطبته في جامعة القاهرة، كانت تنظر إليه باعتباره واحدا من الجماعة الوطنية المصرية أو من المناضلين العرب، فتطالبه بأكثر مما تطلبه من الحكام العرب، فقد تحدث الرجل عن الإسلام وحضارته السمحة بأفضل مما يتحدث عنه شيوخ الفضائيات الإسلامية، تحدث عن إسلام النهضة والتنوير الذي مهد الطريق لأوروبا وعن علم الجبر والبوصلة والملاحة والطباعة والطب كمنجزات للحضارة الإسلامية.
عن وضع الفلسطينيين الذي لا يطاق وعن آلام النزوح وتحمل الإهانات اليومية الناجمة عن الاحتلال طوال 60 عاما وأكد أن أمريكا لن تدير ظهرها عن التطلعات المشروعة للفلسطينيين، وهي تطلعات الكرامة.
وأشار الى أن الأزمة في غزة قد أصابت المواطنين بالهلاك.
والخطاب مليء بالإشارات المهمة التي يمكن التفاعل معها لكننا اعتدنا أن نغلق الآذان والعيون والعقول، لأن الأسهل دائما هو الهروب من الإشارات الى الإطلاقات التي تبحث عن التطابق المستحيل بديلا عن التفاعل النقدي مع نصوص، أعتقد أنها غير مسبوقة في تاريخ الإدارة الأمريكية وإذا كان العقل السياسي لدوائر الحكم عندنا لا يعي ولا يريد أن يعي أية إشارات جادة وجديدة لأن له مصالح ضدها، فلماذا يقبل عقل النخبة كل هذا الكسل، رغم أن مصلحته نقيضة لأهداف الحكام؟!.
وإلى الأسبوع ورئيس تحريرها وعضو مجلس الشعب المستقل زميلنا وصديقنا مصطفى بكري وقوله: راح أوباما يتحدث عن الصواريخ الفلسطينية وعن عنف المقاومة ويدعوها إلى التوقف عن إطلاق الرصاص، لكنه لم يطالب إسرائيل من جانبه بالتوقف عن مسلسل الموت والاغتيال الموجه ضد الشعب الفلسطيني لم يقل لنا رأيه في حرب إسرائيل على غزة التي قتلت فيها وأصابت أكثر من سبعة آلاف فلسطيني نصفهم من الأطفال، تحدث عن العراق ووعد بالانسحاب وقال: لن تكون هناك قواعد، وأنه سيسحب قواته وهذا شيء جميل ولكنه راح يردد ذات مقولات بوش عن نجاح أمريكا في إسقاط نظام صدام حسين وتحسين أوضاع الشعب العراقي.
صحيح أن هناك فارقا كبيرا بين خطاب أوباما في جامعة القاهرة والخطاب الاستفزازي الأخير لجورج بوش في شرم الشيخ إلا أن ترجمة خطاب أوباما الترجمة الصحيحة تحتاج منه ومن إدارته الى خلق مناخ مختلف على أرض الواقع.
أما رئيس التحرير التنفيذي وزميلنا وصديقنا محمود بكري فقد كان أكثر غيظا من شقيقه مصطفى من ردود الأفعال على زيارة أوباما، لذلك قال وهو يضغط على أسنانه وأضراسه: لم يكن يتبقى غير أن نكسو قبة جامعة القاهرة بالستان الأخضر، ونحيطها بمقام كبير بعد تخصيصها لفضيلة العارف بالله تعالى الشيخ باراك حسين أوباما ثم نأتي برجال اشداء من عينة الثلاثة آلاف حارس الذين جاءوا لحراسة أوباما في قاهرة المعز، وندعو أهل الرغبة والطلب للتبرك باللف سبع مرات لكل باحث عن الشفاء من أمراض العالم الثالث وأخذ البركات الأمريكية لم يتبق غير أن نسجل في صفحات تاريخنا - قديمة وحديثة - ذلك الحدث الفريد، والمنزلة العظمى التي حبانا بها أهل الحل والعقد، يوم منحتنا العناية الكونية مبعوثها الجديد، ليهل علينا ببركاته ومعجزاته التي مست شوارعنا المحملة بجبال الأتربة وتلال القمامة فبدلت حالتها في لحظات سبحان مغير الأحوال، وامتدت لمباني جامعة القاهرة وقبتها العريقة فأعملت فيها آيات من السحر والجمال سبحان من صور ونظرت شزرا الى طرقنا المكدسة ومياديننا الممتلئة ففرغت من محتواها، وانزوت سياراتها ولاذ أهلها في جب سحيق، ليس لهم من أثر ولا عين قادر على كل شيء يا أوباما.
لتباركك السماء يا أوباما فمن أجلك أغلقوا الجامعات، ولخاطر عينيك أجلوا الامتحانات، وحباً لك منحوا الإجازات، وخوفا عليك عطلوا المواصلات، وبسببك قطعت أرزاق الناس بعد أن أغلقوا عنهم المحلات وأبواب الشركات وبفضلك أجبر الناس على السكون والبقاء في البيوت، وببركاتك عادت القاهرة، محافظة خالية من البشر، والحياة.
الاخوان معجبون
بشخصية ووعود اوباما
ونكتفي اليوم بهذا العدد من الناصريين حتى لا يتهمني أحد بالانحياز إليهم بسبب ميولي - ونكمل غدا، من لم يكن له اليوم حظا منهم - لأفسح مجالا واسعا، للإخوان المسلمين الذين عكس موقفهم وتقديراتهم لأوباما وخطابه مسؤول الملف السياسي في الجماعة، صديقنا العزيز عصام العريان، وأبرز ما قاله في الدستور يوم الاثنين: لم يختلف اثنان على قوة خطاب باراك أوباما وبلاغته وكاريزمية الرئيس الأسود، العرب والمسلمون والأوروبيون والأمريكيون الجميع اتفقوا على الترحيب بالقاهرة الجديد المختلف عن الرؤساء السابقين، ليس في لونه فقط، بل في خلفيته الثقافية وإدراكاته المختلفة وثقافته الواسعة وذكائه البالغ ومهاراته المتعددة.
كان خطاب أوباما تنفيذا لقسم الولاء لأمريكا، وجزءا من حملته لرعاية مصالحها، استهدف أوباما أمرين أساسيين بخطابه: الأول: تحسين صورة أمريكا في نظر المسلمين وبقية العالم.
الثاني: عزل القاعدة بالذات ومن يحالفها من التنظيمات وتحييد بقية المسلمين خاصة الحركات الإسلامية بعيدا عن التهديد المباشر للمصالح الأمريكية.
هل نجح أوباما؟
من الإنصاف أن نعترف بأنه نجح بنسبة كبيرة.
وإذا سألت الناس في اليوم التالي أو الساعات التالية للخطاب ستجد أن تركيزهم كان على الأمور التالية: - الرجل لم يقرأ من ورقة ولا من شاشة أمامه.
- الرجل استشهد بآيات من القرآن والإنجيل والتوراه، يحفظها عن ظهر قلب وكانت أخطاؤه قليلة.
- الرجل لم يذكر كلمة الإرهاب التي أصبحت مرادفة للإسلام ولم يصنف أعداء أمريكا كإرهابيين التي كانت تعني مسلمين.
- الرجل دارس للخطاب جيدا ويعي ما يقوله تماما.
- الخلفية الثقافية والتاريخية واضحة في الخطاب تماما.
- الإلقاء كان على مستوى عال جدا، لا يقل إن لم يزد على خطاباته السابقة.
- التصفيق الذي صاحب الخطاب لم يحظ به رئيس سابق.
- التعليقات السريعة عقب الخطاب من جميع الأطراف حتى شيخ الأزهر وأمين عام جامعة الدول العربية مرحبة جدا، بل ان شيخ الأزهر يتفق مع كل ما جاء في الخطاب دون أية تحفظات.
- جميع القوى والتيارات السياسية، خاصة المصنفين في خانة العداء لأمريكا أو ما يسمى محور الشر كانت مرحبة ايضا مع تحفظات قليلة أو بالقول دعونا ننتظر الأفعال.
- السلوك المصاحب للخطاب أثناء الرحلة لاقى ترحيبا، كخلع الحذاء عند المسجد وتغطية رأس وزيرة الخارجية والاهتمام بالآثار المصرية!
إذن يمكننا استنتاج حجم التوقعات الكبيرة التي تملأ صدور الجمهور ويمكننا القول إن الرجل نجح نجاحا باهرا في انجاز سريع الأهداف خطابه.
فهل سيتبدد ذلك الرصيد بعد حين أم يبقى ليبني عليه أوباما المزيد من الرصيد ويراكم عليه في المستقبل، ويحقق ما قاله من توقعات وببدء عهد جديد في العلاقة بين أمريكا والمسلمين؟
رغم كل نقاط الضعف التي يراها المراقبون في الخطاب، وعلى الأخص، العلاقة مع العدو الصهيوني التي قال عنها: إنها لن تنكسر أبدا، وعدم الإشارة إلى معاناة الشعب الفلسطيني في الشتات وغزة والضفة وعدم الاعتذار عن الجرائم التي ارتكبتها أمريكا في العراق وافغانستان وباكستان فإننا يمكننا القول: نعم فلو منع شن حروب جديدة في المنطقة واعتمد سياسة الحوار والتفاهم كبديل للمواجهات الدامية والحروب الاستباقية، فهذا جيد جدا، ولو أدرك أن كسب الشعوب يعني وقف نزيف الدماء في باكستان وأفغانستان والسعي لنهاية الحرب هناك لكان ذلك تقدما هائلا.
ولو نفذ ما قاله: إن أمريكا لن تكون لها قواعد عسكرية في العراق، وليس لها أطماع في ثرواته لكان ذلك عظيما جدا، ولو سمح لدولة إسلامية بحيازة الطاقة النووية لأغراض سلمية لرحبنا بذلك.
ولو التزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول بمعنى ترك الحكومات لحساب شعوبها ورفع الغطاء والحماية الأمريكية عنها.
كل ذلك جيد ونحن في انتظار الالتزام به وهو ما تراكم على مدار العقود السابقة وبذلك نعود مع أوباما الى نقطة البداية وهي القضية الفلسطينية، وهي أعقد القضايا ومشكلة المشاكل يكفينا فيها الآن وقف التدهور المريع الذي سببه بوش وإدارته، لكن هل يقدر أوباما على تنفيذ ما وعد به؟ أم أن التوقعات الكبيرة يمكن أن تتحول إلى إحباطات أكبر؟
إذا كان أوباما يسعى لإقناع المسلمين بجدية مواقفه فعليه ان يتوجه أولا الى المجتمع الأمريكي لإقناعه وكسب الرأي العام الأمريكي خلفه: ثم كسب المؤسسات الدستورية القادرة على تعطيل جميع توجهاته وبرامجه.
هيكل ينتقد التفكك
والتفسخ في مواقف القادة العرب
وغدا إن شاء الله، سنفسح مجالا واسعا لردود أفعال اشقائنا الأقباط، أما الآن، فإلى الجزء الثاني من حوار استاذنا الكبير محمد حسنين هيكل مع الشروق التي مثلها إبراهيم المعلم، وزملاؤنا هاني شكر الله وجميل مطر وفهمي هويدي، قال: فات الوقت كي نتحدث عن سياسات عربية، وأنا أخجل من أن أقول ذلك، ولكن الأوضاع الراهنة تكشف عن عالم عربي منقسم انقسامات حقيقية، جميع التناقضات الكامنة في العلاقات العربية منذ الحرب العالمية الأولى ظهرت على السطح وكلها تمركزت في مواقعها، يصعب علي أن أقول هذا الكلام، ولا فائدة إلا إذا غير العالم العربي نفسه.
أملي يتعلق بجيل سياسي جديد، الجيل السياسي الحالي لست واثقا في قدراته، لا صفا ولا فعلا ولا جمعا، إسرائيل تدرك هذا وتعمل ما في وسعها للاستفادة من هذا الوضع وإكمال مشروعها في أسرع وقت.
وغدا، إن شاء الله، سنشير الى مهاجمي أستاذنا.
سهير البابلي تفضح أصحاب الفخامة
وإلى المعارك السريعة والخاطفة ونبدأها مع زميلنا بـالأهرام سيد علي، وقوله في فقرتين من فقرات عموده كل سبت - ببساطة - هما: - الشكر لأحمد عبدون لبرنامج عما يتساءلون والاحترام للمبدعة سهير البابلي التي فضحت أصحاب الفخامة الذين صدعونا بتقبل الآخر وهم غارقون في وحل الرأي الواحد، الأوحد.
- بعد أن اصبحت الفضائيات هي العمود لوعي الناس، تحتاج الصحف الكبرى لصفحات يومية متخصصة في النقد التليفزيوني، وهي مهمة شاقة لا يقدر عليها إلا متخصص بحجم سليم عزوز. وثاني معركة ستكون من نصيب زميلنا وصديقنا بمجلة روزاليوسف عاصم حنفي، وكانت تحت عنوان - واسعة حبتين - وقال فيها: حكاية تشديد إجراءات الفحص للقادمين من الخارج للتأكد من خلوهم من أنفلونزا الخنازير واسعة حبتين، أنا شخصيا كنت في رحلة سريعة لإيطاليا، وفي مطار القاهرة هالني طابور الفحص الطويل، فابتسمت للعاملين متوددا ومؤكدا انني سليم مثل الحصان، فسمحوا لي بالمرور دون فحص، وسمحوا لزملائي بالرحلة بالمرور أيضا، فكيف إذن نشدد الفحص ونمنع الواسطة، حتى لو تودد القادمون من الخارج للسادة المسؤولين عن طابور الفحص..؟!.
جماعة جمال مبارك يغازلون المرأة
وإلى بعض المعارك المتوسطة، وأولها لزميلتنا فريدة النقاش رئيس تحرير جريدة الأهالي وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع اليساري المعارض وقولها عن مشروع القانون الجديد بتمثيل المرأة في مجلس الشعب الذي أعدته أمانة السياسات بالحزب الوطني الحاكم التي يرأسها جمال مبارك، فقالت عنه: تمكين المرأة الذي طالما كان مطلبا للحركة النسائية والديمقراطية عبر ما يزيد على القرن ارتبط دائما بالقانون وحده وإنما أيضا بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية جنبا إلى جنب الحقوق السياسية للنساء كما بتوفر الحريات العامة. وقبل أن يجري حرمان القوى الاجتماعية والشعبية الضعيفة - وفي القلب منها النساء - من المرجعية الدستورية الاشتراكية تدهورت أوضاع هذه القوى بإيقاع متسارع، وهو ما انعكس في شكل زيادة الفقر والبطالة والأمية في أوساط النساء إضافة للتأثير الكبير للثقافة المحافظة القديمة التي شوهت وعي النساء بذواتهن وعطلت طاقاتهن.
وفي الغالب الأعم سيكون حصاد هذه الخطوة الجزئية بل والشكلية لتمكين النساء إذا ما جرت الانتخابات في ظل المال والبلطجة ودون إشراف قضائي هو المزيد من المقاعد في مجلس الشعب للحزب الحاكم الذي سيدفع بنساء جديدات ملتزمات بسياسات والتي كانت قد أدت في الواقع العملي الى تراجع اوضاع ملايين النساء ووعيهن.
ولكن ستبقى لكل من الحصة والتمييز الايجابي للنساء تلك القيمة الرمزية سواء بتأثيرها على ثقافة المجتمع أو على النساء أنفسهن حين يتطلعن الى الانفلات من قبضة المجتمع الأبوي الطبقي الذي يخنقهن ويصادر حرياتهن ويعزلهن عن المجال العام.
مطالب بتمثيل نسبي للاقباط بمجلس الشعب
وقد استغل صاحبنا القبطي الفونس حنا المناسبة ليطالب بتمثيل نسبي للأقباط في مجلس الشعب قائلا يوم الاثنين في الدستور: وأود هنا أن أذكر المجلس الأعلى الموقر برئاسة السيد جمال مبارك بأن هناك فئة أخرى من الشعب تحتاج الى إعادة النظر في تمثيلها بمجلس الشعب وهم جموع المواطنين الأقباط الذين يعتبرون نسيجا واحدا مع إخوانهم المسلمين، والدليل على ذلك أن انتخابات مجلس الشعب عام 2005 على سبيل المثال لم ينجح أحد منهم سوى معالي الوزير يوسف بطرس غالي وأصبح سيادته القبطي الوحيد المنتخب بين أعضاء مجلس الشعب، إن نص المادة الثانية من الدستور ينص على حق المواطنة وهذا ما يطبقه فخامة رئيس الجمهورية محمد حسني مبارك في أحاديثه الرسمية المتكررة عندما يقول: أنا ما عنديش فرق بين مسلم ومسيحي فالجميع مواطنون مصريون وإذا كان نص الدستور كذلك وتصريحات السيد رئيس الجمهورية واضحة فلماذا لا يعاد النظر في تمثيل الأقباط بمجلس الشعب بنسبة وجودهم بالمجتمع داخل هذا النسيج الواحد من الشعب؟.
قصص وفضائح طريفة من داخل مجلس الشعب
وأخيرا إلى القصص والحكايات الطريفة ورواية في الأحرار يوم الاثنين قالت فيها: نشبت خناقة ساخنة في اجتماع لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس الشعب أمس بين نائب الوفد محمد عبدالعليم الذي كان يعرض طلب إحاطة قدمه إلى الحكومة ومجدي عرفة نائب الحزب الوطني، وقد لعبت الصدفة فيها دور البطولة وأيضا المعاني الغامضة التي انطوت على كلمة دارجة وكانت مثارا للابتسامة والضحك ولكنها تحمل أكثر من معنى. كان مجدي عرفة قد وجه حديثه الى عبدالعليم الذي كان يقوم بضبط الميكروفون الذي يتحدث فيه والخاص به وقال له متلعبش فيه وهنا ظهرت ابتسامات مكتومة من البعض وضحكات بصوت عال من البعض الآخر وأصيب عبدالعليم بالحرج ورفض اسلوب عرفة وتراشق الطرفان بالكلمات الساخنة والحادة وعبارات قلة أدب وأنت مش محترم وانت قليل الأدب واشتعلت الخناقة وضجت القاعة ما بين محاولات فض الاشتباك وأخرى ترغب في تحويل الموقف الى دعابة وانتهت الأزمة بمصالحة بين النائبين وواصلت اللجنة مناقشاتها.
وأما المعركة الأخرى بين النائب المستقل علاء عبدالمنعم الذي وصف عضو الحزب الوطني عمر هريدي بأنه مثل العاهرة ردا على وصف عمر له بأنه - لعوب - فقد اشتعلت عندما تناولتها الفضائيات ودفعت عضو المجلس ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية زكريا عزمي ان يقف ويقول - نقلا عن زميلنا بـالدستور جمال عصام الدين - أمس - احنا بقينا فرجة في البلد ومجلس الشعب بقى فرجة واحنا بنشرع لمصر، وأنا مش عايز استخدم الألفاظ التي قيلت وده قال ايه، ولكن ارجو أن احنا كنواب وطني قبل المعارضة ان نقعد قعدة ونحل هذا الموضوع، لكن مش عاوزين نحول الأمور للجنة القيم وغيره وارجح أن تشكل لجنة من المعارضة والأغلبية لحل هذا الموضوع لأنه لا يجوز أن يتحول المجلس الى هذا المستوى المتدني من الحوار.
أما زميلنا وصديقنا والرسام الكبير عمرو سليم فقد تدخل بنفسه رغم عدم عضويته في المجلس لحل المشكلة، وكانت عن ضابط آداب يشاهد ما حدث في المجلس من اتهامات ثم صاح في العسكري: - سيبكم من شقة الدعارة اللي في الزمالك واطلعوا على مجلس الشعب، بيقولوا ان عندهم عاهرة وفتاة لعوب.
26 القاهرة - من حسنين كروم:
--------------------------------------------------------------------------------
salim - اوباما اوباما
تاني اوباما وكلمة اوباما.. الا صحيح هي المبادرة العربية للسلام فين دلوقتي ؟ولماذا لم يتطرق لها اوباما؟
التعليقات (0)