مواضيع اليوم

صحافة مصر اليوم

نور حمود

2009-06-30 12:46:55

0

النيابة تحقق في تحويلات مالية لـالإخوان من الخارج والجماعة تتهم النظام بضربها ارضاء لأمريكا وإسرائيل

30/06/2009


 
كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف الصادرة أمس الاثنين، عن محادثات الرئيس مبارك في السعودية مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وامتحانات الثانوية العامة، ومحادثات فتح وحماس برعاية مدير المخابرات العامة اللواء عمر سليمان، وموجة حارة جديدة، واكتشاف ست حالات اشتباه بأنفلونزا الخنازير، وتفقد رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف مشروعات إنشاء أهوسة وقناطر جديدة، في منطقة القناطر الخيرية ومناقشة خطط تنمية الموارد المالية، ونفي سحب أموال المودعين بالبنوك لتغطية عجز الموازنة العامة، وأعطى تعليمات لمحافظ حلوان حازم القويضي بإزالة جميع المناطق العشوائية على النيل، وإعداد مساكن بديلة لائقة، وحضور جمال مبارك حفل تخريج مجموعات جديدة من جمعية جيل المستقبل وسنشير غدا بتوسع إلى كلمته، وحضور المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع حفل تخريج خمس دفعات من أكاديمية ناصر تضم ضباطا من دول عربية، وضبط أغذية ولحوم فاسدة، وكان كاريكاتير زميلنا شريف عرفة بجريدة روزاليوسف عن الموضوع.
وإلى شيء من أشياء لدينا:

ردود الفعل على الحكم
باعدام هشام ومحسن

نبدأ بردود الأفعال على حكم الجنايات بإعدام هشام طلعت مصطفى ومحسن السكري، وغضب ودهشة زميلنا عبدالله كمال رئيس تحرير مجلة روزاليوسف من استضافة التليفزيون الرسمي لمحامي هشام، فريد الديب بقوله عن هكذا عمل: ليس على التليفزيون الرسمي أن يقع في الخطيئة المتكررة في معالجته لهذه القضية بأن يستضيف محامي هشام طلعت، الأستاذ فريد الديب لكي يجدد الدفاع عنه حتى بعد صدور الحكم بإعدامه، فقد أثارت الاستضافة الماضية بعد إحالة الأوراق للمفتي جدلا لا اعتقد أن وزارة الإعلام في حاجة جديدة إليه، يكفيها ما جرى من قبل.
أما الشروق يوم الأحد فنشرت تحقيقا لزميلنا هشام المياني، ذكر فيه القراء بزيجات هشام قائلا عنــــها: جاء زواج هشام من نورا في بداية التسعينيات وكان عمره وقتها (34 عاما)، فيـــما تكبره في السن بخمس سنوات ولم تستمر الحياة الزوجية بشكل طبيعي بينهما، لأن هشام رجل متقلب المزاج، فنشبت بينهما خلافات شديدة، فألقى عليها يمين الطلاق مرتين، وعادت إليه مرة ثالثة ثم تجددت الخلافات فتدخل والده وضغط عليه ليطلقها نهائيا.
أراد هشام أن يعيد نورا مرة أخرى، فعلم أن ذلك يحتاج الى فتوى شرعية من دار الافتاء لأن الطلاق وقع ثلاث مرات والمرة الثالثة مثبتة في أوراق رسمية، فتوجه هشام طلعت الى دار الافتاء وقال انه رفض الطلاق أمام المأذون واسمه احمد عبدالحكيم الدويب وهو مأذون بولاق، وأن والده أجبره أن يوقع على الطلاق دون رضاه، إلا أن دار الافتاء خيبت ظن هشام، وأكدت له ان اثبات بطلان الطلاق إذا تم أمام مأذون لا بد له من اللجوء إلى المحاكم الشرعية، ولكن هشام تراجع ولم يكمل لعبته في العودة لنورا، حتى لا يصطدم بوالده الذي كان يعارض ذلك.
- السيدة الثانية هي هويدا التي اختارها له والده لتكون سنده في مشوار الثروة والسلطة وبالفعل استقر هشام معها.
- المرأة الثالثة هي سوزان تميم صاحبة قضية الموسم، ارتبطت مع هشام طلعت مصطفى بقصة حب منذ قدومها إلى مصر هاربة من زوجها اللبناني عادل معتوق في أوائل آذار (مارس) 2003.
- المرأة الرابعة هي المذيعة هالة عبدالله ربطته بها علاقة عاطفية، وحتى يقال إن سوزان تميم مرحلة انتهت من حياته بدليل زواجه بأخرى بعد خروج سوزان من حياته، وبالفعل تزوج هشام من هالة عبد الله في 31 آب (أغسطس) 2008، وفي اليوم التالي تم القبض عليه وخضع للتحقيقات في مكتب النائب العام بتهمة التحريض على قتل سوزان تميم، وبرغم ساعات العسل القليلة التي عاشتها هالة عبد الله مع هشام إلا أنها نصبت نفسها مدافعا قويا عنه، وأشادت كثيرا بخلقه وبسلوكه وبراءته من دم سوزان، لكنها لم تحضر جلسات محاكمته.
وإذا كانت هالة عبد الله لم تحضر، فقد حضرت سيدة أمريكية قال عنها زميلنا بـالعربي صالح رجب في عموده كرسي في الكلوب: أثلج صدري حضور وفد جامعة أيوا الأمريكية لجلسة النطق بالحكم في قضية هشام طلعت مصطفى حيث أكدت لي رئيسة الوفد الدكتورة مارغريت أنها حضرت خصيصا وبصحبتها أربعة طلاب من دارسي درجة الدكتوراه لعقد مقارنة بين القضاء المصري والامريكي، وأضافت انها قامت بزيارة محكمة شمال القاهرة ومحكمة الأسرة قبل أن تنهي رحلتها بمحكمة الجنايات. وأعربت رئيسة الوفد عن دهشتها من الحكم الذي حصل عليه هشام والسكري قائلة انها توقعت ان يحصل المتهمان على حكم البراءة أو أحكاما مخففة وذلك لأهمية هشام ووضعه السياسي والاجتماعي.

جمال مبارك
ولعبة الفايس بوك

وإلى جمال مبارك الأمين العام المساعد للحزب الوطني الحاكم وأمين أمانة السياسات، الذي تعرض يوم الجمعة في الدستور الى هجوم من القيادي في حزب الغد ـ مجموعة أيمن نور ـ وائل نوارة، بقوله عنه: الشباب العاقل اللي بيدور على مصلحة البلد ينتخب جمال مبارك، هذه هي الجملة التي ينسخها مجموعة من الشباب ذوي الصور المنمقة والشابات ذوات الصور المزوقة جدا ويتنقلون في الفيس بوك، عندما أدركت الأجهزة مدى انتشار الفيس بوك وتأثيره ويبدو أنها، الأجهزة يعني، قد استخدمت مجموعة من الشباب ووظفتهم في هذا الغرض النبيل وهو الترويج للسيد جمال مبارك بطل الضربة الحزبية الخاصة بالفكر الجديد.
وبدأت حكايــــة الاستعـــــدادات لإحداث تغييرات لتمهيد الطريق أمام جمال مبارك في التزايد مع استمرار التوقعات عن حل مجلس الشعب، رغم النفي المتكرر من جانب مســـؤوليه، مما زاد من حالة الغموض، ودفع زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير الفجر عادل حــــمودة لان يقـــــول: نشعر بتوتر مكتوم إزاء مستقبل غير معلوم، وتأتي لنا من بعيد رائحة طبخة تجهز بعيدا في الكواليس الحساسة، لا نعرف هل نستسيغها أم نرفضها؟ وتتوقع الغريزة السياسية حدوث مفاجأة عليا خلال الستة أشهر المقبلة، مفاجأة ترسم خارطة طريق تحدد صورة السلطة القادمة، وهي صورة غائمة، غير واضحة.
لقد طرحت مرة أخرى على ما يبدو فكرة أن يكون عمر سليمان نائبا للرئيس، حاميا، وداعما، ومساندا لجمال مبارك الذي تسعى مجموعته في السلطة الى تمهيد الطرق المختلفة له، وسفلتتها وتسوية مطباتها، لضمان وصوله الى الحكم في الوقت المناسب، مهما فرضت الأقدار من صعوبات واحتمالات ومفاجآت. وأغلب الظن ان هناك من يحاول استغلال اللحظة العاطفية الحزينة التي يعيشها الرئيس بعد وفاة حفيده لوضع ترتيبات الخلافة بما يتيح لجمال مبارك فرصة أكبر ليكون مرشح الحزب الوطني للرئاسة القادمة، لو لم يرشح الرئيس نفسه.
ان مثل هذا الاستغلال ـ للحظة العاطفية ـ حدث بصورة ما قبل سفر الرئيس لإجراء جراحة العمود الفقري في المانيا ـ بأن جرى نزع صفوت الشريف من موقعه المميز في وزارة الإعلام، ليتخلصوا من شخصية مؤثرة في صناعة القرار، ولكن، في اللحظات الأخيرة امتدت يد الرئيس إليه لإنقاذه، واصبح رئيسا لمجلس الشورى وهو منصب مثل النيشان، له قيمة، لكن، ليست له فاعلية، إلا أن صفوت الشريف بخبرته وحنكته نجح في أن يرفع من تأثيره ونجح ايضا في أن يكون الأمين العام للحزب الوطني في ظل ضغوط القوى الجديدة في الحزب التي حاولت إقصاءه بعد أن نجحت في إبعاد كمال الشاذلي من أمانة التنظيم ووضعه في المجالس القومية المتخصصة وبرز دور البديل وصانع الخطط السرية في الحزب، أحمد عز.
إن احمد عز عقلية لا يستهان بها، حفرت أنفاقا تحت الأرض في انتظار اللحظة المناسبة كي يخرج ومن معه الى السطح حاملا في يده كأس التفوق والسيطرة وتحقيق ما يخطط له، وإن كان الثمن مؤلما، تزايد مساحة الكراهية له.
ترتيب الاوضاع للإبن

وبعدها انطلقت التحليلات والمقالات في ما يعبر عن التأثر بما يقال عن قرب ترتيب الأوضاع لجمال، فقال استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة في المصري اليوم يوم الأحد: إذا لم يكن مشروع التوريث حقيقيا كما تصر الرواية الرسمية، فكيف يمكن تفسير كل ما يحدث على الساحة المصرية ولمصلحة من؟ أما إذا كان للمشروع أساس من الصحة فلماذا لا يحسم الأمر على وجه السرعة، ولماذا الانتظار؟ أظن انه بات من الأفضل للجميع ان يحسم الأمر نهائيا وبأسرع ما يمكن، فإما أن يقرر الرئيس مبارك سحب جمال نهائيا من بورصة التداول السياسي لكي يقطع الطريق على المضاربين والساعين لإثراء سياسي غير مشروع، وإما أن يتقدم جمال لتولي القيادة الفعلية كي يبدأ فك القيود التي تحيط بأيدي مصر وأرجلها دون مبرر.
وفي نفس اليوم ـ الأحد ـ أراد زميلنا وصديقنا بـالعربي وعضو مجلس نقابة الصحافيين جمال فهمي المشاركة بطريقته التي لا تعجبني لأنه يهاجم بارك الله لنا فيه قال في عموده ـ شكل للبيع ـ بـالدستور: الشكل ليس مهماً، المهم المضمون، ففي أمريكا مثلا عيد للأب يحتفل به الرئيس وأسرته في المحال العامة على ما رأينا في الصور المنشورة لباراك أوباما، وهو يلحس الآيس كريم مع أولاده والسيدة حرمه ميشيل هانم أوباما غير أن الأمريكيين، كما أغلب شعوب الكوكب يغيرون رؤساءهم بانتظام ممل، أما نحن فليس لدينا عيد للأب ولا نحتفي أو نحتفل به أبدا، ومع ذلك نحن لا نغير ولا نبدل في الرؤساء ونخاف عليهم من الوجود في أي حاجة عامة قد يتسرب اليها شيء من الشعب، وعندنا الرئيس الأب يبقى ويستمر في مكانه حتى يرثنا ولده ويصير هو ابانا، لأن من تقاليدنا وقيمنا الأصيلة ان اللي يتجوز مامتنا مصر نقوله، يابابا، ثم نشيد بحكمته التي يختال بها علينا، في الصباح وفي المساء، إلى أن يشيب ويشب نجله ويكبر ويلعب في السياسات ويورثنا، وهكذا، فما أجمل الوفاء.
وإذا انتقلنا لـالعربي لسان حال حزبنا العربي الديمقراطي الناصري الذي لم أعد عضوا في لجنته المركزية، سنجد هجمات عدة، أولها لزميلنا وصديقنا محمد حماد، ومحاولته تخويف من يمهدون الطريق لجمال من مصيرهم الأسود من قرن الخروب، فقال لهم: أكاد أرى الدمع يفيض من أعينهم على ما يفعلونه بمصر هذا إذا أحسنا الظن بهم، أولئك الذين يسهلون عملية استيلاء نجل الرئيس على السلطة، وأبشرهم بأنهم سيكونون هم أول ضحايا الوضع الجديد وأول من يدفع الثمن، لن يبقى منهم واحدا مع الرئيس الجديد، إلا من كان جزءا أصيلا من لعبته الكبرى.
أما هؤلاء الدكاترة وأساتذة الجامعة المستوزرون والمتنصبون مراكز كبرى في لجنة سياسات النجل، فسيقذف بهم جميعا خارج التركيبة الحاكمة الجديدة، ذلك انها بطبيعتها تتشكل من رجال مال اجتمعت مصالحها مع المصالح الكبرى، وهم مقبلون على زواج محرم مع أوضاع إقليمية لن ترضى بدكاترة تمرير التوريث ولا بأمثالهم في تركيبة صنع القرار.
أغلب هؤلاء أحرقتهم مرحلة الرئيس الأب ولن تحتاج اليهم مرحلة الرئيس الابن.
وبصراحة، لم استطع ان اعرب ما إذا كان زميلنا الرسام نبيل صادق في الأحرار نفس اليوم ـ الأحد ـ أراد ان يقول شيئا ما من وراء رسمه، عن ممثل للحزب الوطني، واثنين من اللصوص يضحكان ويقول احدهما للآخر: قال فاكر اننا دخلنا عنده عشان نشتغل في السياسة؟

مقال الريس
في وول ستريت جورنال.. المزيد

وإلى بارك المولى لنا فيه، حيث لا يزال زملاؤنا يمتعوننا بالإشادة بمقاله في الصحيفة الامريكية ومنهم زميلنا وصديقنا مجدي الدقاق رئيس تحرير مجلة أكتوبر والقيادي بالحزب الوطني الحاكم وقوله: أراد الرئيس مبارك بمقاله المهم ان يعطي دفعة جديدة للطرح الأمريكي، ويشيع مناخا من التفاؤل والأمل بين شعوب المنطقة والتي اصابها خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بالإحباط، بشروطه التي اعتبرها الكثيرون لا تصنع سلاما، بل تعيد المنطقة لأجواء التوتر والأزمات وتنذر بانفجارات قد تطيح بكل الجهود المبذولة لتلافي حدوثها.
مقال الرئيس مبارك لقي ترحيبا واسع النطاق حيث أيدت الإدارة الأمريكية بشكل كامل رؤية مبارك للسلام في المنطقة، ورحب المسؤولون الأمريكيون بكل ما كتبه، وبرؤيته حول إقرار تسوية سلمية شاملة بين إسرائيل والدول العربية، وأعادت واشنطن إعلان التزامها بالعمل مع مصر وكل شركائها في المنطقة لتحقيق هذا الهدف، ومع الترحيب الأمريكي والدولي بهذه الرؤية المصرية والعربية التي عبر عنها الرئيس مبارك بكل وضوح، بات على جميع الأطراف في المنطقة والعالم أن تمارس دورها للوصول الى ما يمكن تسميته بحل وسط تاريخي واقتناص الفرصة النادرة لإحلال سلام عادل وشامل لكل شعوب المنطقة.
وأراد الكاتب جميل جورجي ان يزيد من سعادتنا فقال يوم الأحد في الجمهورية عن المقال: أقوال وتصريحات الشخصيات السياسية المحورية والتي تتمتع بحضور سياسي قوي ولها تأثير على مجرى الأحداث الأخيرة والتي لعبت أدوارا هامة عبر التاريخ ولا سيما الخطب السياسية والمقالات والمحاضرات التي عادة ما يتم إخضاعها لنوع من التحليل العلمي والمنهجي، أي تحليل المضمون، لا تعبر عن الرأي الشخصي لصاحبها وإن كان صحيحا في جزء منها ولكنها في النهاية تعبر عن شخصية الدولة ومكانتها وتوجهاتها السياسية الداخلية والخارجية ومدى ما تتمتع به من نفوذ وتأثير في العلاقات الخارجية على المستويين الإقليمي والدولي، بيد أن هناك مجموعة من العوامل والمحددات التي تجعل وثيقة سياسية ما ذات قيمة وأهمية عن غيرها.
في ظل هذه المحددات يجب التعامل مع مقال الرئيس مبارك لصحيفة وول ستريت الأمريكية والذي كانت له ردود فعل ايجابية من كافة الدوائر السياسية سواء على المستوى الإقليمي العربي والإسلامي أو على المستوى الخارجي.
وهكذا يكون الكلام وإلا، فلا، وفلا هذه تتجه أول ما تتجه ألى زميلنا بـالعربي الذي يثير أعصابي باستمرار وأنا المريض بداء ضغط الدم المرتفع، وهو حمادة إمام ـ لأنه قال كلاما من نوع: فجر الرئيس مبارك حزمة من المفاجآت ذات صلة بالكتابة لتضاف إلى سلسلة مفاجآته ولتكشف عن امكانيات وطاقات لم يعرفها المصريون عنه وموهبة دفينة تحت جلده كانت تنتظر فقط إشارة الخروج وظلت حبيسة الوجدان بسبب كثرة انشغالاته السياسية وتحمله مسؤولية ثمانين مليون مصري، وهي موهبة الكتابة وتحديدا كتابة المقال السياسي التي تعد أصعب انواع الكتابة لما تتطلبه من قراءات متعددة ورؤية شاملة، والأسبوع الماضي كشفت صحيفة أمريكية سر هذه الموهبة بنشرها مقالا سياسيا موقعا باسم مبارك عن مستقبل الأمريكان بالكون له.
المفاجأة لم تكن في المقال ولكن في الصحيفة التي نشرت المقال وتوقيت النشر فالمقال نشر في صحيفة وول ستريت جورنال وهي ليست صحيفة اقتصادية فحسب بل لها مواقف سياسية، فهي ذات توجه محافظ وشديدة التأييد لإسرائيل، ولها علاقة بالمحافظين الجدد بالولايات المتحدة. بالإضافة لذلك تصادف بعد نشر المقال أن قرر ملك الصحيفة اتخاذ قرار بإعادة ترتيب جهازها التحريري لمواجهة احتمال بيعها قريبا لروبرت ميردوخ.
أما المفاجأة الأهم فهي أن الصحيفة التي نشرت مقال مبارك الأب قالت في نفس العدد إن مبارك الابن مستقبله السياسي مهدد.
ولم تكتف هذه الجريدة بذلك، وانما سمحت للإعلامي حسين فهمي مصطفى ان يدعي بالباطل قائلا: ليس عيبا أن يكون للرئيس من يعد خطبه ويحرر مقالاته، وإذا كان الرئيس مبارك هو الذي كتب المقال، فمرحبا به في بلاد صاحبة الجلالة، إذ نحبذ أن يكون الرد على الكلمات بالكلمات ولا داعي للمعتقلات لاحتجاز المخالفين في الرأي ولا لزوم لمدرعات الأمن المركزي لتفريق المتظاهرين الذين يريدون التعبير سلميا عن آرائهم ومواقفهم وبقي سؤال ـ عن سبب اختيار صحيفة وول ستريت جورنال لنشر المقال وعدم ارساله مثلا الى صحيفة نيوروك تايمز أو واشنطن بوست اللتين تعدان أكبر الصحف الصادرة بالولايات المتحدة، والجواب في ظني أن الرئيس يود التأكيد على الطابع الاحتكاري الرأسمالي لحكومته ولذلك تم النشر في صحيفة الأموال والأعمال التي تصدر في نيويورك.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وانت مالك ومال الجريدة التي يختارها بارك الله لنا فيه لينشر فيها؟ ولماذا لم يتكلموا عن قيام صديقنا ومسؤول الملف السياسي في جماعة الإخـــوان المسلمين الدكتور عصام العريان بنشر مقال فيها ايضا؟ أم انه حلال للمحظورة، حرام على بارك الله لنا فيه؟

المعركة المقبلة مع البراغيث

وإلى المعارك والردود المتنوعة بمجلة أكتوبر عاطف عبد الغني عن الطاعون والفئران والبرغوت، فقال: مسألة تأجيل الحج والعمرة المتعلقة بتحول مرض انفلونزا الخنازير الى وباء من عدمه، ذكرتني بأمر آخر قريب يتعلق بهذه المرة بالسنة الشفهية التي وضع فيها الوضاعون حديثا ونسبوه الى الرسول صلى الله عليه وسلم يتعلق بالبراغيت فزعموا أن هذا الرجل العظيم حرم أو نهى عن قتلها لأنها توقظ النائمين لصلاة الفجر!
فما قول المصدقين لهذا الحديث الآن وقد تحولت البراغيت الى ناقلات للطاعون الذي يكاد يداهمنا الآن وناقل وسيط بين الفئران والإنسان تأخذ من الفأر المرض وتقفز الى جسد الإنسان فتعضه بأنيابها للبراغيت أنياب وتنقل له الطاعون، وسؤالنا: إذا صادف أحدهم برغوثا هل يقتله ويدخل النار أم يموت مطعونا ويدخل الجنة؟
وهل معنى أن أرفض حديث البراغيت أنني انكر السنة الشفهية؟
حاشى لله ولكنني أرفض أن يشغل المسلمون أنفسهم بطحين الأفك والفتنة والتغلف بينما يتقدم الآخرون ويركبونهم ركوب الدواب ويلقون إليهم طعوم الفتنة فيبتلعها الشيعة والسنة ويتقاتلون على استحقاق خلافة علي رضي الله عنه في فتنة حمتها السيوف منذ ما يزيد على 14 قرنا، فصارت منذ هذا الزمن البعيد الخلافة الرشيدة وآخر خلفائها أثرا من بعد عين.
صحيح، ماذا نفعل في البرغوث بعد هذا الخطر الذي يأتينا منه؟

معارك سريعة

وإلى المعارك السريعة والخاطفة، وأولاها لزميلنا عبد الله كمال رئيس تحرير جريدة روزاليوسف، يوم الأحد، وكانت ضد مرشد الإخوان خفيف الظل محمد مهدي عاكف بقوله عنه في بابه -ستة في ستة- الذي يوقعه باسم جدول الضرب: اقترح على جماعة الإخوان المحظورة ان تشتري وردة وتعطيها للمرشد مهدي عاكف بحيث يقطف أوراقها وهو يقول: انشر البرنامج؟ لا أنشره؟ تماما كما يفعل المحبون القلقون من مشاعر الطرف الآخر، بتحبني؟ ما بتحبنيش؟
فإذا خالفت النتيجة ما يريد المرشد، يشترون له وردة ثانية.
وثاني المعارك السريعة ستكون من مجلة روز ايضا ولكن لزميلنا وصديقنا والكاتب الساخر عاصم حنفي وهي ضد الداعية والشيخ خالد الجندي وقوله عنه في احدى فقرات صفحتيه ـ التنكيت والتبكيت ـ والتي يرسمها زميلنا سامي أمين:
يا سادة ان الدين ليس مشروعا تجاريا، والتربح باسم الدعوة حرام، حرام، وتعظيم سلام للعالم الجليل الدكتور عبد المعطي بيومي الذي رفض رفضا قاطعا القناة الدينية الجديدة التي ينوي خالد الجندي إطلاقها في رمضان القادم بعد أن تلقى دما مباشرا يقدر بحوالى خمسة عشر مليون جنيه من رجل أعمال ليبي يعمل بالتجارة والبيزنيس، الدكتور عبد المعطي بيومي قال بوضوح، ان الغرض من القناة هو التربح وأنها قناة غير جديرة بالثقة وانها مثيرة للريبة في أهدافها، خالد الجندي لا يزال مستميتا في الدفاع عن القناة الجديدة التي أطلق عليها اسم أزهري.
ومن أزهري الى أقباط المهجر وهجوم سريع ضدهم في احدى فقرات ـ مختصر ومفيد ـ لزميلنا محمد علي إبراهيم رئيس تحرير الجمهورية يوم الأحد وقوله عنهم: عبر أقباط المهجر عن شماتة واضحة في المنتخب المصري وقالوا في موقعهم الالكتروني ان منتخب الساجدين انهزم بلعنة إلهية لأنه لم يضم لاعبا قبطيا واحدا، إلى هذا الحد وصل الحقد على مصر، عندما كان يلعب هاني رمزي بالمنتخب وهو قبطي، كنا ننهزم أيضا.
أما آخر المعارك السريعة في تقرير اليوم فستكون من الأهرام المسائي يوم الأحد أيضا، وقول زميلنا حازم منير ـ من خارج الصحيفة ـ عن الحريات الصحافية في مصر: ويمكن وبسهولة لأي متابع يوحي التيقن من توافر قدر هائل من مساحة التعبير عن الرأي المتمثل في المقالات والأعمدة الصحافية ورسوم الكاريكاتير، وغيرها من الألوان الصحافية الأخرى.
وإذ يعتبر البعض أن الهجوم على الحكومة شجاعة في حد ذاتها، فإن الأوضاع الصحافية القائمة قلبت الموقف، وأصبحت الشجاعة الآن هي أن تدافع عن الحكومة لا أن تنتقدها، بل يمكن القول ان اتساع الهجوم على الحكومة في العديد من الصحف أفقد هذا النوع من الكتابات النقدية جانبا من مذاقه.
كل تلك المعطيات التي نراها يوميا ونقرأها ونتابعها، تشير الى انطلاقة مهمة للصحافة المصرية، وتحرر من العديد من القيود التي كانت مفروضة في حقب ومراحل سابقة.
غير أن كل تلك المتغيرات ما زالت حتى الآن غير قادرة على محو مفهوم جملة كلام صحافة من أذهان العديد من المتابعين والقراء فالواقع يقول أيضا ان حرية الحصول على المعلومات وتداولها ما زالت مقيدة وتحتاج الى تطوير تشريعي.

الحملة على الإخوان

وأخيرا، إلى الاعتقالات التي شنتها أجهزة الأمن ضد عدد من قيادات وعناصر الإخوان المسلمين، وجاء في تحقيق زميلنا وصديقنا بـالأهرام، وأحد نواب رئيس تحريرها أحمد موسى: ستبدأ النيابة اليوم في سماع اقوالهم في الاتهامات المنسوبة اليهم في الوقت الذي تكشف فيه دور الخلايات التنظيمية في مصر وخارجها والتي تعمل من محاور عدة، وتشكيلات سرية عنقودية، واستخدام اسماء حركية لعناصر الجماعة في تحركاتها، وهناك عناصر أخرى جرى الدفع بها الى قطاع غزة لتلقي تدريبات عسكرية بمعرفة عناصر من حركة حماس، وشكلت الجماعة خلاياها وحركت كوادرها في مصر والخارج لاستغلال التعاطف الجماهيري مع القضية الفلسطينية في جمع التبرعات وتحويلها لحساب الجماعة، وإصدار تكليفات من قيادة الجماعة لتكثيف تحركاتهم في عدة محافظات، ويترأس قيادي تلك المحافظة مهمة أخذ حصيلة تلك التبرعات وتسليمها إلى الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح مسؤول وحدة الأنشطة الخارجية وعضو مكتب الإرشاد، والمكلف بإدارة ما سمي ـ الوعاء المال للجماعة ـ بعد تغيير سياستها المالية عقب سقوط خيرت الشاطر وحسن مالك المعروفين بالذراع المالية للمحظورة، ووقع الاختيار على أبو الفتوح، وفي هذه المرحلة حركت الكوادر لجمع التبرعات وضخها في المشروعات الاقتصادية للجماعة لتمويل حركتها التنظيمية وحددت بعض المؤسسات الاقتصادية الخاصة في مصر والمسجلة بالجهات المعنية الرسمية بأسماء بعض عناصر التنظيم كساتر وغطاء تجاري، أو بأسماء بعض أقاربهم واستثمار تلك المؤسسات في تخصيص جزء منها لدعم تحركاتهم التنظيمية واستغلال أموال التبرعات التي تجمع بدعوى مساندة الفلسطينيين، في دعم وتمويل تلك الأنشطة وهو ما يعد مخالفة للأمر العسكري والذي يحظر جمع التبرعات بدون ترخيص، واعتمدت الجماعة كذلك على أرباح المؤسسات الاقتصادية، والاشتراكات الشهرية وإخفائها في وعاء شرعي، مع ايجاد مصادر لجمع الأموال وتلقي اموال من مستثمرين في الخارج بزعم استثمارها في البلاد على غير وجهتها الحقيقية، وامتد نشاطها في جمع الأموال بدعوى دعم الفلسطينيين، ونظمت حملات لجمع البرعات وضخها في وعاء الجماعة وتهريبها لقياداتها وبين هذه الحملات ما نظمته دار الرعاية التابعة لجمعية الدعوة الإسلامية في بريطانيا وهي احدى مؤسسات الجماعة، وجمعت نحو مليوني جنيه استرليني، وكذلك المؤتمر الذي نظم في أيار (مايو) الماضي في العاصمة البريطانية تحت عنوان ـ حياة أسرة أفضل ـ وشارك فيه السعودي ـ عائض القرني ـ وتم تنظيم المؤتمر بمعرفة قيادي الجماعة إبراهيم منير وجمع أكثر من مليوني جنيه استرليني، والمفاجأة التي لم تتوقعها الجماعة، هذه الضربة التي وجهت من جانب جهاز مباحث امن الدولة الى هيكلها الاقتصادي والتي ستؤثر على حركتهم على الساحة الداخلية، إذ جرى تحويل مبلغ مليونين وسبعمائة الف يورو من لبنان في الفترة من أول ايار (مايو) وحتى يوم 9 ايار (مايو) الماضي لحساب أسامة محمد سليمان رئيس مجلس إدارة شركة الصباح للصرافة ونائب رئيس مجلس إدارة شركة البركة للمقاولات، ولم يتم اخطار البنك المركزي ووحدة غسل الأموال بحجم التحويلات الواردة من الخارج والتي ترتبط بالوعاء المالي للجماعة، وتأتي هذه الضربة الأمنية الجديدة، لتجفيف منابع الحركة المالية للجماعة والكشف عن استغلالها القضية الفلسطينية في جمع التبرعات من المواطنين والحصول على هذه الأموال دون تقديم أي دعم مالي الى المحتاجين في غزة، وهو ما يلقي بعلامات الاستفهام عن اسباب جمع الملايين تحت زعم مساندة الضحايا، وأدت هذه العملية الأمنية الى ترديد الإخوان مزاعمهم المستمرة باستهداف قياداتهم لأسباب سياسية، في حين أن جميع القضايا بعيدة عن السياسة.
وأنا لا أود التعليق على قضية بدأت الشرطة والنيابة تحقيقاتها فيها، لكن من الواضح ان الضربة ليست إلا استمرارا للسياسة الأمنية التي بدأت تنفيذها بالفعل من سنوات، وهي اضعاف الجماعة ـ لا القضاء عليها ـ عن طريق تجفيف مصادرها المالية الواردة إليها من المشروعات الاقتصادية التي يقيمها أفرادها، حتى ولو كانت تعمل وفقا للقوانين، أو إجبارها على تصفية أعمالها، حتى لا تجد الجماعة أموالا كافية للصرف على أنشطتها وأعضائها المتفرغين أو المحتاجين للمساعدة، بالإضافة الى توجيه ضربات من وقت لآخر، لبعض المستويات القيادية أو القواعد، لتشتيت أي محاولات لتنظيمها، ومع ذلك، فالجماعة أصبحت لديها قدرة على امتصاص هذه الضربات، والتعود عليها.
ثم ننتقل الى الدستور وتحقيق زميلنا صبحي عبدالسلام، والذي يعكس وجهة نظر الجماعة إذ قال له محامي الجماعة عبدالمنعم عبدالمقصود: يأتي هذا في الوقت الذي أصدرت فيه محكمة جنايات القاهرة امس قرارا بإلغاء القرارات التي أصدرتها نيابة امن الدولة العليا ضد 13 من قيادات الإخوان المسلمين المعتقلين في 14 ايار (مايو) الماضي وأمرت المحكمة بالإفراج الفوري عنهم، وهؤلاء المعتقلون على رأسهم الدكتور أسامة نصر الدين ـ عضو مكتب الإرشاد ـ تم اعتقالهم بتهمة غسل الأموال في قضية التنظيم الدولي للإخوان.
إن محكمة الجنايات أمرت بالإفراج عن موكليه بعد أن اطمأنت الى ان الاتهامات التي وردت في محضر تحريات مباحث امن الدولة غير صحيحة، كما لم تطمئن المحكمة الى صحة الاجراءات التي اتخذتها النيابة بشأن تمديد حبسهم ولذلك قررت الإفراج عن المعتقلين مما يؤكد أن الاتهامات الموجهة لهم سياسية وأن هذه الاتهامات عندما تعرض على القضاء الطبيعي والقضاة المدنيين سيصدرون قرارات بالإفراج الفوري عن المعتقلين.
والمعتقلون الإخوان الذين حصلوا على قرارات بالإفراج عنهم من المحكمة أمس هم: الدكتور أسامة نصر الدين ـ عضو مكتب الإرشاد ـ والدكتور حسام أبو بكر ـ مسؤول المكتب الإداري لإخوان شرق القاهرة ـ والدكتور إبراهيم مصطفى والمهندس هشام صقر والدكتور محمد سعد عليوة والمهندس علي عبد الفتاح وأشرف عبد السميع والدكتور عصام الحداد من الإسكندرية والنائب السابق عن طنطا محمد الغرباوي ومحمود البارة والحسيني محمد الشامي والمهندس حسن شعلان والكاتب الإسلامي السيد شلبي.

القاهرة ـ ـ من حسنين كروم
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !