روزاليوسف والجمهورية تحذران البشير من القبض عليه.. وخشية من توجه لبيع الصحف القومية
21/03/2009
كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة الجمعة عن محادثات الرئيس مبارك في سلطنة عمان مع السلطان قابوس وتصريحات وزير الخارجية احمد أبو الغيط التي هاجم فيها السياسة الإيرانية واتهمها بأنها تتعمد استفزاز مصر، والعثور على اللوحات المسروقة من قصر محمد علي باشا في شبرا الخيمة ملقاة خلف السور وبعضها ممزق بعد فشل اللصوص في بيعها، وكان كاريكاتير زميلنا وصديقنا جمعة فرحات في أهرام أمس، عنوانه - أمينة قصر محمد علي تقول: قوى خفية وراء سرقة اللوحات، والرسم لأشباح عن التسيب والإهمال والفساد، كل منها يحمل لوحة.
ونشرت الصحف تصريحات صفوت النحاس رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة التي اكد فيها انه لا تفكير في الاستغناء عن العمالة المؤقتة في المصالح الحكومية، رغم الأزمة الاقتصادية العالمية والتي بدأت آثارها تصل الينا، وأنه سيتم صرف العلاوة الدورية في شهر تموز (يوليو)، وكذلك العلاوة التشجيعية للعاملين في الدولة والتي سيستفيد منها عشرة في المائة منهم. واستمرار نيابة شبين القناطر في التحقيق في مقتل نقيب الشرطة احمد عبداللطيف علي أيدي تجار المخدرات أثناء معركة معهم، وإعلان عبدالمنعم أبو الفتوح الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب عن منع السلطات المصرية، دخول بعثة من الأطباء الى قطاع غزة.
وإلى كل ما لدي في نهاية الاسبوع، وان كانت الأمانة تتطلب الاعتراف بأنني منعت الإشارة الى حملة ضد بارك الله لنا فيه بسبب تحيزي لرئيسنا ضد حساده في صحف محور الشر، ولا أعرف ان كنت سأواصل الثبات على موقفي أم لا، وفي الأغلب الأعم، سأثبت وبالله التوفيق وعليه قصد السبيل.
نصيحة الرئيس السوداني
بمعالجة المحاكمة بحكمة
ونبدأ بتوالي ردود الأفعال على قرار المحكمة الجنائية الدولية اعتقال الرئيس السوداني، ومواصلة زميلنا وصديقنا كرم جبر رئيس مجلس إدارة مؤسسة روزاليوسف إثارة هلع البشير من نهايته عما قريب، بأن قال يوم الأربعاء في جريدة روز: الرئيس السوداني مهتم جدا الآن بأن يجوب المناطق السودانية ليحصل على طبيعة الفداء والموت، محذرا الدول الغربية من المقابر التي تنتظرهم في السودان.
- البشير يستخدم سلاح التصعيد يوما بعد آخر، متصورا أن المظاهرات التي تنطلق في المناطق التي يجوبها، سوف تلقي الرعب في قلوب الأعداء فيفكرون ألف مرة قبل الاقتراب منه.
- البشير يتعامل مع الجانب التظاهري من القضية، متجاهلا المظلة العربية والدفوع القانونية والجدية، والعقلانية، ويبدو أنه يمشي خطى قد كتبت عليه.
وفي جمهورية نفس اليوم أيضا، عاد رئيس تحريرها وعضو مجلس الشورى المعين محمد علي إبراهيم بممارسة هوايته في تخويف البشير بالقول: تلقى البشير بيعة الفداء والموت من الجيش والشرطة، اعتقد أن كثيرين - وأنا أولهم - سيتوقفون عن نصح الرئيس السوداني.
ماذا قدم العرب ليحموا السودان؟
لا، لا، هذا كلام غير صحيح، والدليل على عدم صحته أن زميلنا بـ الأهرام مسعود الحناوي واصل في نفس اليوم توجيه النصح قائلا: يدفعنا هذا الموقف العسير والتصعيد المتزايد لأن نسأل بمزيد من الدهشة والحزن عن مصير حزمة الإجراءات السياسية والقانونية التي توصل إليها وزراء الخارجية العرب - بعد جهد وعناء - منذ بضعة شهور وأعلنوا ضرورة تنفيذها من جانب السودان الذي أعلن بدوره قبولها لتلافي صدور قرار الجنائية الدولية.
فلماذا لم تنفذ الخرطوم هذه الإجراءات؟ وما هي نتائج الزيارات العديدة والمباحثات الطويلة التي قامت بها جامعة الدول العربية مع المسؤولين السودانيين؟ وهل لا تزال هذه الإجراءات قابلة للتطبيق أم أنها ذهبت مع الريح وسبق السيف العزل، ولم يعد أمامنا سوى انتظار مشهد مسرحي درامي جديد لاعتقال البشير بسيناريوهات أظنها الآن قيد البحث والإعداد، تعيد لأذهاننا صورة اعتقال صدام حسين، وتذهب بخيالنا بعيدا لمشهد اعتقال من هو بعد البشير!!.
مطالبة المثقفين بنصرة الشعب السوداني
وإلى الأديب الكبير، صديقنا فؤاد قنديل الذي نشرت له البديل يوم الخميس، مقالا قال فيه: الذي حدث في السودان، حدث مثله في غيره من البلاد العربية فليس غائبا ما جرى في العراق علي يد صدام، وبعضه يحدث متفرقا وفي حدود أقل في مصر، لكنه في كل الأحوال يستحق المقاومة والإدانة، والحق أيضا أن الكتاب والمثقفين بشتى طوائفهم إلا من رحم ربي، لم يتحركوا في الوقت المناسب ضد هذه الصور البشعة من العدوان على حقوق الإنسان العربي، التي تهدر كرامته وتبدد حريته وحقوقه في مساحات عريضة من الوطن العربي، إذا كانت هذه أحوال بعض حكامنا وحكام دول كثيرة في العالم وإذا كانت الشعوب لا تستطيع أن تقاوم لا بالكلمة ولا بالسلاح ولا حتى بالمظاهرات في ظل تعاظم القبضة الأمنية التي أصبحت الملجأ الرئيسي للحكومات الفاشلة والضالة المظلة والديكتاتورية.
فقد لجأ المجتمع الدولي الى تشكيل المحكمة الجنائية الدولية. وكان يجب أن تتولى هذه المحكمة التي نشأت عام 1998 محاكمة صدام حسين بدلا من قيام بوش الأحمق باجتياح العراق وقتل نحو مليون عراقي، ولو تم التعامل مع صدام وحده، فمن المؤكد أن المأساة التي عاشها شعب العراق ولا يزال ما كانت لتحدث على هذا النحو الدامي. أنا مع اعتقال البشير وأمثاله، وأنا مع ملاحقة المحكمة الجنائية له أينما كان ولكن أليس من العدل الذي يسعى الجميع - على الأقل نظريا - لتطبيقه أن يتم اعتقال مجرمي الحرب الصهاينة ليس فقط من خططوا للهجوم على غزة وإنما من سبقوهم بالعدوان على الأرض العربية وسفكوا دماء مئات الآلاف، وطردوا مئات الآلاف غيرهم وهدموا آلاف البيوت والمؤسسات والمصانع والمدارس، وأن يتم اعتقال مجرم الحرب الكبير جورج بوش الابن، المشكلة أن دولة الاغتصاب الكبرى وربيبتها لم توافقا على الانضمام الى الاتفاقية الخاصة بالمحكمة الدولية لكي تكونا في حرية كاملة بحيث تقتلان ولا تحاسبان.
البنوك بخير لكن مستوى المعيشة تراجع
وإلى الأزمة الاقتصادية العالمية، وآثارها على الاقتصاد المصري، وقد أكد محافظ البنك المركزي الدكتور فاروق العقدة، في لقاء له يوم الأربعاء في الصالون الثقافي للسفير السعودي في القاهرة صديقنا هشام ناظر، أن القطاع المالي في مصر الذي يضم البنوك، بعيد عن هذه الآثار، بسبب السياسات التي اتبعناها من وقت مبكر، كما أكد أن القطاع العقاري لن يشهد مشاكل ذات بال، لأن الذين تعاقدوا على شراء وحدات سوف يواصلون تسديد الأقساط، في غالبيتهم، بالإضافة الى أن البنوك لم تقم بعملية تمويل واسعة لقروض الإسكان، لكن هناك قطاعات سوف تتأثر في الصناعات مثل السيارات والسلع المعمرة، وهناك من سيفقدون وظائفهم في القطاع الخاص، وأكد أن مصر رغم ذلك لا تزال في مأمن.
ونشرت مجلة آخر ساعة تحقيقا عن المصاعب التي بدأ أصحاب مزارع انتاج الألبان يواجهونها، أعده زميلنا عبدالمحسن الفرماوي، جاء فيه: يقول أمين أباظة وزير الزراعة واستصلاح الأراضي: أدت الأزمة العالمية الى انخفاض ضخم في أسعار الألبان البودرة وبنسبة تصل الي 50، ومن ثم فعدم انخفاض أسعار الألبان محليا سوف يؤدي الى اتجاه المصانع الى التوسع في استخدام ألبان البودرة بل وإلى الاتجاه الى استيراد الألبان المعبأة من الخارج الأمر الذي سيؤدي الى إغلاق مزارع إنتاج الألبان بداية من المنتج الصغير ونهاية بالمنتج الكبير، وسيؤدي ذلك إلى تسريح عشرات الآلاف من العمالة وتدمير استثمارات ضخمة، ولتفادي تلك الأضرار تقرر السير في أكثر من اتجاه لخفض أسعار إنتاج الألبان في المزارع، وفي الوقت نفسه رفع مستوى جودة انتاجها، وبالفعل تم التفاوض مع منتجي الألبان لخفض أسعار إنتاج الألبان بعد التراجع الذي حدث في أسعار الأعلاف وتم خفض سعر الكيلو إلى 230 قرشا فقط، علما بأنه يحكم المزارع قاعدة عالمية أن يكون العلف نصف سعر اللبن حتى تستطيع المزرعة الاستمرار والتوسع.
يقول صاحب مصنع منتجات ألبان: إن نوعيات عديدة من الجبن المحلي والمستورد هبط سعر بيعها بما يتراوح بين 15 و20 إلا أن تجار التجزئة يبيعون بنفس الاسعار القديمة رغم انخفاض أسعار منتجات الألبان عند المنتج.
علما بأن منتجات الألبان بصفة عامة هي فاكهة المحل التجاري كبيرا أو صغيرا وهي سلعة بياعة تجذب المستهلك لشراء سلع أخرى، والحقيقة أن السعر الحالي في الأسواق غير عادل للمستهلك الذي حان الوقت ليستفيد فعلا.
- حقيقة أخرى يثيرها أحد مستوردي منتجات الألبان وهي أن أسعار مستلزمات الانتاج المستورد من الدول الاسكندنافية وهولندا والدنمارك والنرويج انخفضت تكلفتها بمتوسط 43 ورغم ذلك فإن تقارير تداول السلع تؤكد أن سوق منتجات الألبان في حالة جمود ولم يظهر عليه أي حراك لصالح المستهلك، وأنه لا توجد بادرة مؤثرة في سوق بين الصورين وشارع بورسعيد وهما أقوى الأسواق التي تغير ترمومتر الأسعار، فتجار التجزئة والوسطاء هم وراء عدم خفض الأسعار.
أي أن رئيس الغرفة طارق توفيق يوافق على أن يقدم أصحاب المصانع الدعم المطلوب لمنتجي الألبان مقابل عدم قيام الحكومة بالاستجابة لمطالبهم بفرض رسوم على اللبن البودرة الذي تستورده، بينما يريد صفوان ثابت وهو صاحب مصانع أن تتحمل الحكومة الدعم، ومن الواضح أن الحكومة تلعب بورقة فرض الرسوم لاجبار اصحاب المصانع بتحمل مبلغ الدعم بدلا منها، ومعنى موافقتهم انهم يحققون أرباحا كبيرة، لا يريدون التضحية بجزء منها.
الدستور تطالب وزير الزراعة بكشف سبب اقالته
وإلى المعارك السياسية التي تمس أوضاعا ومشاكل داخلية متنوعة، لكن أصحابها يهاجمون النظام تارة، والشعب تارة أخرى، فمثلا تساءل يوم الأربعاء رئيس تحرير الدستور، زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى، قائلا عن وزير الري السابق الذي تمت إقالته: هل يمكن أن يتكلم الدكتور محمود أبو زيد؟ قد نرجوه أن يحترم نفسه وشخصه ومكانته وتاريخه وشعبه ويجيب عن السؤال من وجهة نظره وعلى قد معلوماته: لماذا أقاله الرئيس مبارك فيما يشبه التنكيل بإخراجه وحده من بين أكثر من ثلاثين وزيرا أو من بين عشرة وزراء كان الجميع يجمعون على أن بينهم وبين أنتريه بيتهم مترين تلاتة؟ هل يستجيب ابو زيد؟
أشك تماما، فالرجل ابن الوظيفة المصرية ويخشى على نفسه مزالق العداء مع نظام يخفي مخالبه في ابتسامته، ويخبىء غضبه في هدوئه ويعرف أن هناك أوراقا جاهزة أو مجهزة وأن الوزير السابق أضعف من الفنان المعتزل في دنيا المشاهير والأضواء، وأن الإطاحة به هي أخف الأضرار مع نظام يجيد أثقلها!
أخشى أن هذا الصخب الذي يدور حول إقالة محمود أبو زيد قد يدفع أطرافا في الحزب الوطني الى أن يطلبوا من الرجل أن يتكلم فعلا في منابر معينة ليقول كلاما من عينة حكمة الرئيس مبارك حتى يكتموا نفث البخار!.
قصة اختطاف السفينة المصرية كما رواها الناجون
والغريب، والمتين والمدهش في نفس اليوم أن صاحبنا اليساري الساخط على كل شيء، إبراهيم السايح أشار الى من تكلموا، وأفاضوا في الكلام، وهم طاقم السفينة (بلو ستار) بعد الإفراج عنهم، ومع ذلك لم يعجبه كلامهم فقال عنهم في البديل:
عادت مشاعر العزة والكرامة الى الناس مرة أخرى وهم يشاهدون على القنوات التليفزيونية استقبال طاقم الباخرة المصرية التي كانت أسيرة لدى إخواننا قراصنة الصومال، ركز التليفزيون المصري على الكلام الجميل الذي قاله العائدون وذووهم في مدح النظام والحكومة والأجهزة السيادية بمناسبة هذا الانتصار البحري العملاق!!
قال العائدون إن مصر العظيمة لم تتوان لحظة واحدة عن إنقاذهم من براثن القراصنة وشكروا الرئيس الإنسان محمد حسني مبارك على متابعة عمليات الإنقاذ لحظة بلحظة رغم مشاغل سيادته، وشكروا الحاج أحمد أبو الغيط على اتصالاته الدبلوماسية رفيعة المستوى التي أنقذتهم من الهلاك ثم شكروا بعد ذلك الجهاز السيادي الذي لولاه لكانوا الآن في أعماق البحر الأحمر مع إخوانهم ضحايا عبارة ممدوح إسماعيل!! والحكومة لا تتدخل لأنها سعيدة بنفاق وتخلف وغباء مواطنيها وإعلامها الذين ينسبون لها انتصارات زائفة وأمجادا كاذبة، وربما يبادر القراصنة الصوماليون بإصدار بيان يشاركون به في شكر الرئيس المصري والوزير المصري والأجهزة السيادية المصرية على منحة المليون دولار، ويستعجلون فيه إرسال سفن جديدة من مصر الشقيقة!!.
الاهالي: عندما يتحول الوطن الى سوق
أما في الأهالي لسان حال حزب التجمع اليساري فقد أرجع أستاذ الاقتصاد وعضو المكتب السياسي الدكتور عبدالخالق مصائب مصر إلى ما هو آت:
ما يجري في مصر الآن يطرح علينا السؤال التالي: ما الذي يحدث عندما يتحول الوطن الى سوق؟
وقد يبدو السؤال غريبا بالنسبة للقارىء، لكني أراه يزداد إلحاحا كل يوم وسط مشاهد مجتمع أصابه تحول جذري نحو الأسوأ.
وما أفظع أن يتحول المجتمع من وطن إلى سوق! فلدينا تفكك في العلاقات وتفسخ في المؤسسات، لدينا انحطاط في القيم وانحراف في السلوكيات، لدينا غياب للقدوة واضطراب في الأولويات، أصبح الخطأ صوابا والحرام حلالا، طغت المظهرية على كل شيء، فصار العنين رجلا والصغير كبيرا والتافه زعيما، ربما تكون هناك أسباب كثيرة وراء هذا الخلل المجتمعي المتزايد، هناك من يقول: القوالب نامت والانصاص قامت وهناك من يضيف أن هذه كلها أعراض حالة ينطبق عليها قانون جريشام الشهير: النقود الرديئة تطرد النقود الجيدة من التداول ولا شك أن هناك اجتهادات أخرى.
لكن كل ذلك هو مجرد وصف للحالة وليس تشخيصا لها، وفي رأيي المتواضع أن السبب الرئيسي لما نعايشه من خلل مجتمعي هو أننا قد حولنا الوطن الى سوق.
فتوى لشيخ الازهر عن أخذ أعضاء المعدمين
بقضايا الاغتصاب وإهماله الذين يغتصبون الأوطان
وإلى الإسلاميين ومعاركهم، ونبدأها بالهجوم الذي شنه زميلنا بـالأخبار، ورئيس تحرير اللواء الإسلامي التي تصدر عن المؤسسة، محمد الزرقاني - ضد شيخ الأزهر بقوله عنه: أفزعتني فتوى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، والتي صرح بها خلال أعمال مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية الأسبوع الماضي، والتي أفتى فيها بإمكانية الحصول على أعضاء المحكوم عليهم بالإعدام بعد تنفيذ الحكم فيهم بدون إذن منهم أو موافقة من ذويهم، وصحيح أن البيان الصادر عن المؤتمر قد صحح هذه الفتوى، وجعل موافقة المعدوم قبل إعدامه أو إذن ذويه من شروط أخذ أعضاء من جسده، لنقلها إلى أحياء يحتاجونها، ولكن تبقى فتوى شيخ الأزهر لها مرجعيتها باعتبارها صادرة عن شيخ الأزهر والإمام الأكبر للمسلمين، ولا بد ان يبادر بتأكيدها أو التراجع عنها حتى لا تحدث بلبلة وتأخذ بها بعض الدول الإسلامية متجاهلة ما جاء في البيان، وأيا كان الأمر فلا بد من مناقشة هذه الفتوى.
ثورة سعد زغلول في عيون المصريين
وانضم الى هذه التشكيلة المتنوعة المحامي الوفدي وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد أحمد عودة الذي هاجم ثورة خالد الذكر قائلا يوم الأربعاء في الوفد: نحتفل في هذه الأيام بالذكرى التسعين لثورة عام 1919 بقيادة وزعامة الزعيم خالد الذكر سعد زغلول باشا وقد تناول العديد من الكتاب والمؤرخين تاريخ تلك الثورة بالتحليل والتعليق، ولم يختلف أحد على أنها كانت ثورة الشعب المصري الحقيقية بغير رياء أو مجاملة، حتى جاءت حركة الجيش المباركة عام 1952، لتلغي الدستور وتحل الأحزاب وتعلن النظام الجمهوري مع الوعد بعودة الحياة الدستورية والنيابية وتحقيق الديمقراطية الكاملة خلال ستة شهور أو سنة، وهو الوعد الذي لم يلبث أن تبخر وجاءت الديكتاتورية بوجهها القبيح إثر أزمة آذار (مارس) سنة 1954 التي عصفت بالرئيس محمد نجيب واعتدت على الدكتور السنهوري في مقر مجلس الدولة، وقتلت الحريات وزرعت الذلة والمهانة في النفوس وخرجت طائفة منهم يدعون إلى عبادة الحاكم من دون الله والعياذ بالله من شرورهم وأعمالهم، ورغم أنها كانت انقلابا عسكريا، إلا أن فلاسفة ذلك العد الديكتاتوري قالوا إن الشعب التف حولها، فصارت ثورة شعبية!!
وقد عاشت مصر بغير دستور حتى عام 1971، عندما خرج إلى النور ما سمي بالدستور الدائم عن لجنة معينة من رئيس الدولة، وإن قيل في وثيقة إعلانه إنه صادر عن الإرادة الحرة للشعب، إلا أن ذلك كان افتراء على الحق، وقال الناس عنه إنه بمثابة شيء أحسن من لا شيء إلا أن النظام الديكتاتوري رفض أن يصدع بالحق واستمر الحاكم يقول انه لا حاجة لمصر في تعديل دستوري، ثم خرج فجأة يطلب تعديل المادة 76 ثم تبعها بتعديل 34 مادة من دستور 1971 وجرى أسوأ تعديل جعل منه مثل خيال المآتة - أي مسخ دستوري وهذا ما جعلنا في هذه المناسبة ومنذ عدة سنوات نطالب بانتخاب جمعية أو لجنة تأسيسية لاعداد دستور جديد وأننا في مسيس الحاجة إلى ذلك سريعا - ولكن السلطة ومن ورائها مجموعات الموالين والمنافقين تأبى.
لا، لا، طلبه مرفوض ما دام قد قال ما قال عن خالد الذكر، رغم أنني من مؤيدي هذا المطلب.
الاهرام: هل يجوز نقل اعضاء المحكوم عليهم؟
ولم يكد الزرقاني ينتهي من هجومه على شيخ الأزهر حتى فاجأه يوم الخميس في الأهرام زميلنا أنور عبداللطيف بهجوم عنيف آخر قال فيه: بخصوص جواز نقل أعضاء المحكوم عليه بالإعدام في جرائم هتك العرض دون موافقته أو موافقة أهله وذلك بعد تنفيذ الحكم فليسمح لي فضيلة الإمام أن اختلف معه في هذه النقطة على وجه التحديد للأسباب الآتية:
أولا: إذا كان علماء الدين لم يتفقوا بعد على أحقية الإنسان وهو بكامل قواه العقلية على التبرع بأجزاء من جسده بعد مماته، فكيف نسمح لغيره بأخذ هذه الأعضاء دون موافقته أو موافقة أهله مهما كانت أسباب الوفاة حتى لو كان محكوما عليه بالإعدام.
ثانيا: إن ولايتك على المسلمين الأحياء الذين ارتضوك إماما لعلمك ورضوا بعقولهم وأبصارهم وأسماعهم أن تكون لهم وليا تفتي وتشرع في أمور حياتهم لما ينفعهم في شؤون دنياهم وأخراهم وهذه الولاية قاصرة فقط على من يسمع ويرى ويعقل ويختار وتنتهي بانتهاء حياتهم.
ثالثا: بعد تنفيذ حكم الإعدام أرى أنه لا يملك إنسان الحق في توقيع عقوبة على ميت! إلا إذا استحدثنا مادة في قانون العقوبات تنص على أنه من حق الولي أن يمثل بالجثة بعد إعدامها أو تقطيع أجزائها وتوزيعها على الأهل والجيران والفقراء.
رابعا: إن قولكم بأن المحكوم عليهم بالإعدام قد أفسدوا المجتمع وأن اخذ أعضائهم عنوة بعد تجريدهم من الحياة هو إصلاح لما افسده مردود عليه لأن فساد هؤلاء إدانة لمنظومة حياتهم تربويا وسياسيا ودينيا فيهم ضحايا لأسر ومدارس وإعلام وثقافة ورجال دين، واقتصاد، وبالتالي فهذه المنظومة تعد شريكا غير مباشر في انحراف هؤلاء وينبغي أن تشارك ايضا في تحمل العقوبة.
خامسا: اتعجب ايضا من رأي فضيلة الإمام طنطاوي في قصره نقل أعضاء المحكوم عليهم بالإعدام على الجرائم الخاصة بهتك العرض والشرف فقط، وكأن جرائم اغتصاب الأوطان ضررها أقل حتى ولو تمت بالخيانة والتجسس والإرهاب ونهب المال العام.
خشية من خصخصة الصحف القومية
وإلى معارك الصحافيين، واستمرار الجدل حول المؤسسات القومية التي قال عنها يوم الأربعاء زميلنا في الأهرام وعضو مجلس نقابة الصحافيين عبدالمحسن سلامة: هناك بعض الأصوات تنادي بخصخصة الصحف القومية والقنوات التليفزيونية الرسمية تحت حجج ومبررات عديدة، أبرزها أن الإعلام في معظم دول العالم هو إعلام خاص، ونسوا أن دولا رأسمالية عتيدة مثل بريطانيا لا تزال بي. بي. سي هي واجهتها الإعلامية حتى الآن، بالإضافة الى نموذج جريدة اللوموند الفرنسية، فما بالنا بدولة مثل مصر لا تزال حديثة العهد بعصر السوق، وأعتقد أننا لم نصل بعد إلى رأسمالية وطنية رشيدة قادرة على تقديم إعلام موضوعي متوازن بعيدا عن الأجندات والمصالح.
تبقى ضرورة إسقاط المديونيات المتراكمة على المؤسسات الصحافية القومية التي لا ذنب للاجيال الحالية فيها، لأن إضافتها الى رأس المال تعني تضخما له غير مقبول بالإضافة إلى الخوف من أن يكون ذلك بداية لتدخل الحكومة في إدارة شؤون تلك المؤسسات وهو ما لا يرضاه أحد.
رئيس تحرير يتهم
زملاء له بالشذوذ والزبل
اما محمد علي إبراهيم، فقد شن هجوما قاسيا وطريفا يوم الخميس ضد بعض من يهاجمونه، خاصة الخبر المنشور عنه بأن أمين شرطة رفع دعوى ضده يطالبه بتعويض ستة ملايين جنيه، لنشره خبرا غير صحيح عنه رغم أن الدعوى مرفوعة ضد الصحافي الذي كتب الخبر، ومسؤوليته هو كرئيس تحرير، وقال إبراهيم غاضبا: لا أحب أن أتعرض لزميل صحافي إذا قرر لشيء في نفسه أن يهاجمني دونما سبب ولغرض في نفسه - لا يربطني بمسؤولي صحيفة خاصة اي علاقة سواء صداقة أو عداوة، لكني أحيانا ألاحظ عمدهم كتابة أخبار عن الجمهورية ورئيس تحريرها بنوع من التشفي أو الغل ليس له ما يبرره، عندما كانت مهنة البحث عن المتاعب مهنة شيك احترفها علية القوم وكبار الأدباء ولكن ارتادها مؤخرا مطاريد الصحف القومية والعشوائيون فأثروا من حرام ومارسوا الدعارة السياسية والفكرية، وتصوروا أنهم بعد أن أفاء الله عليهم وتحولوا الى الثراء، ستتغير نظرة الناس لهم، لكن هيهات أن نحترم لصوصا وشاذين ومبتزين وأصحاب صفقات مشبوهة لمجرد أنهم قادوا سيارات مرسيدس، فلن ننسى منظرهم وقد دخلوا المهنة بصندل وحيد، ويرتدون بنطلون البيجامة تحت البنطلون لزوم التدفئة في برد الشتاء. إن الذين يمارسون الآن صحافة عشش السطوح لن يحظوا أبدا بالاحترام ومهما امتلكوا من نقود وأطلوا علينا يوميا من الفضائيات، ومهما ارتادوا مطاعم فنادق الفوسيزون أو شربوا السيجار تقليدا للكبار، فسيظلون في نظري جرد بوابين سكنوا سطوح عمارة الصحافة، فتركوا رائحة ولم يتركوا بصمة، وبين الاثنتين فارق كبير!! نعم، الذين سكنوا سطوح عمارة الصحافة، فاحت رائحتهم على سكان العمارة، وهي رائحة عشش الفراخ وزبل الحمام التي كان يربيها الخدم على أسطح العمارات.
لا، لا، لقد أثبت إبراهيم أن معلوماته عن زبل الحمام في حاجة الى الكثير، إذ له فوائد جمة، وكان له مشترون يمرون في الحواري وينادون على السكان الذين يربون الحمام في عشش قائلين: زبل حمام للبيع.
وكانوا يشترونه منهم، لأنه يستخدم كسماد فعال في الأرض الزراعية، ثم ظهرت له في احدى الفترات في الخمسينات وبداية الستينيات، فائدة علاجية للصلع، بوضعه على الأماكن الخالية من الشعر، لينبت من جديد مثلما ينبت الزرع، إييه، إييه، ذكرني إبراهيم بالأيام الجميلة حيث كنت أهوى تربية الحمام، وأقمت عشة ضخمة له فوق سطح منزلنا.
أزمة صحافيي الاهرام ما زالت قائمة
ومن منزل أمي - عليها رحمة الله - الى مبنى الأهرام ومشاكله التي قال عنها وعن رئيس مجلس إدارتها زميلنا وصديقنا مرسي عطا الله زميلنا بـالدستور تامر أبو عرب: فجأة نسيت الأقلام مؤسسة الأهرام كقيمة ومرسي عطا الله وانسلت لتهاجم الاثنين معا بمجرد نشوب أزمة بين صحافيي الأهرام وعطا الله بعد قرار مجلس إدارة الأهرام (وليس عطا الله بالمناسبة) بمنع الصحافيين من العمل خارج المؤسسة، والغريب ان المدافعين عن المؤسسة ورئيسها انتقوا أساليب اساءت لموقفهم أكثر مما أفادته، ولو تحدث هؤلاء بلغة الأرقام لكانت كفيلة بالدفاع عن مرسي عطا الله بصورة لا تقبل التأويل والبحث في النوايا. وبصرف النظر عن موقفنا المعارض لسياسة الأهرام التحريرية فإن ذلك لا يمنع الشهادة الحق بأن الحقائق تؤكد نجاح الكاتب الصحافي مرسي عطا الله في فترة وجيزة من تحويل المؤسسة من كيان خاسر وعالة على ميزانية الدولة التي كانت تتحمل خسائر الأهرام عن طيب خاطر لأنها تقوم بدور المدافع عن سياستها، ومن ثم فلا مانع من تحمل الخسائر القادمة ما دامت تقوم بهذا الدور.
عندما وصل مرسي عطا الله الى مقعده على رأس مؤسسة الأهرام العريقة كانت المؤسسة مدينة للبنوك بنحو سبعمائة مليون جنيه، كما كانت هناك خسائر مرحلة من السنوات الماضية تبلغ 669 مليون جنيه، وبعد عامين فقط نجح عطا الله في تسديد كل هذه الديون، وتغطية الخسائر التي كانت مرحلة من السنوات السابقة لتصل الى الرقم صفر ولاول مرة منذ 28 عاما يتحول صافي رصيد مؤسسة الأهرام في البنوك من مدينة الى دائن بأكثر من ثلاثين مليون جنيه، ويتحول نشاطها الجاري الى رابح.
أما أرباح العاملين في المؤسسة فكانت لا تتجاوز 4 أشهر ونصف الشهر في السنة الاخيرة في رئاسة إبراهيم نافع لكنها ارتفعت الى 6 أشهر ونصف تحت رئاسة صلاح الغمري قبل أن تقفز إلى 11 شهرا في السنة الثانية لعطا الله على رأس الأهرام كان قد رفعها في السنة الأولى إلى 9 أشهر، وهذه الأرباح شديدة الأهمية للعاملين في المؤسسة لا سيما الذين ليس لهم عمل إضافي ومنهم العمال والفنيون والموظفون علاوة على الصحافيين، كذلك أبناط وحوافز الصحافيين التي كانت مائتي جنيه فقط في أواخر عهد إبراهيم نافع ووصلت حاليا إلى ألف وخمسمائة جنيه مع عطا الله.
هذه الأرقام مثبتة في الكشوف ومن السهل التحقق منها، فإذا كان مرسي عطا الله بشرا يخطئ ويصيب - كشأن كثير من المسؤولين في مصر الذين للمفارقة ممن يخطئون فقط على طول الخط دون حساب - فلا ينبغي أن يتحول الأمر الى استهداف لقيمة مرسي عطا الله وذبح مؤسسة عريقة عتيقة مثل الأهرام المؤسسة الصحافية الأعرق في مصر والشرق الأوسط، لمجرد قرار يرى صاحبه أنه صائب ويرى بعض المضارين منه أنه خاطىء.
نعم إدارة الأهرام تفوقت وارتقت أما عن سياسة تحريرها وصفحاتها فهي - كما أغلب الصحف الحكومية في عهد أمانة السياسات - تحولت إلى صحافة الحزب الشيوعي السوفييتي - مع الاعتذار للحزب الشيوعي وللسوفييت، وللصحافة طبعا.
وبهذه النهاية فسوف أغلق الباب على قضية الأهرام، والذي أود أن أقوله، أن مرسي يحظى بتقدير واحترام الغالبية داخل الأهرام، وأن قرار منع الصحافيين من العمل في جهات أخرى، كان قرار مجلس الإدارة بالإجماع، ومن بينهم ممثلون للصحافيين، وعلى كل حال، فان الأزمة في طريقها للتسوية.
الظرفاء ووزير الزراعة ومياه النيل
وإلى الظرفاء، ومنهم بلا أدنى شك زميلنا بـالبديل جلال عامر، وقوله في عدة فقرات بديعة يوم الاثنين: يجب أن نتوصل الى السبب الحقيقي للحريق في عمارة وسط البلد، فإذا كان السبب هو ماس كهربي نعزل وزير الكهرباء، وإذا كان السبب هو وجود مخزن كاوتش نعزل وزير النقل، وإذا كان السبب هو القضاء والقدر نعزل وزير الري.
- الأسبوع الماضي انشغلت مصر بسيرة أبو زيد وحكاية ذات الهمة.
- بعد عزل السيد وزير الري لم يعد له أي صلة بالنيل، لذلك سوف يقطعون الماء عن منزله.
- اقترح أن تأخذ جمهورية مصر العربية إجازة سنة بدون مرتب لتتفرغ لإرضاع فتح وحماس.
- المشكلة أن معظم السادة الذين يناقشون قانون نقل وزراعة الأعضاء لا يعرفون الفرق بين جذع المخ وجذع النخلة.
- يستحق البشير إحالته من المحكمة الدولية الى الفنون الشعبية.
- الحكم بسبع سنوات على ممدوح إسماعيل الموجود في لندن مثل يمين الطلاق الذي يلقيه أعزب أعذب الشعر أكذبه..
ومنه إلى إمام الساخرين زميلنا أحمد رجب وقوله يوم الأربعاء في بابه اليومي - نص كلمة - كل يوم نقرأ سببا مختلفا لخروج وزير الري بينما الحكومة سعيدة بحيرتنا ونحن نبحث عن ابسط حقوق المواطنة: حق المعرفة، ولذلك قررت الوقوف على سلم نقابة الصحافيين رافعا هذه اليافطة: الله حي الله حي ليه خرجتوا وزير الري ثم وقفة على سلم رئيس الوزراء بهذه اللافتة لا زيد عارف ولا عبيد ليه رفدتم عم أبو زيد.
قصة تحية كاريوكا وصباح وخيانة الازواج
وأخيرا إلى ما تبقى من قصة الفنانة والراقصة الراحلة تحية كاريوكا مع الفنانة والمطربة صباح والتي نشرتها في مجلة روزاليوسف عام 1958، وأعادت الكواكب نشرها، قالت عنه: وحينما جاء موعد عودتي إلى القاهرة ذهبت الى الاستديو بأول انتاجي المعلم توحة طلبت منه أن يعود معي: قلت: لا معنى لأن يتركني أعود وحدي ليظل هو إلى جوار صباح، وأمام الأمر الواقع وعدني بالعودة الى القاهرة بعد ثلاثة أيام، عاد فعلا الى القاهرة في الموعد الذي اتفقنا عليه وفي اليوم التالي لعودته كان عليَّ أن أسافر الى رأس البر، وغبت هناك 24 ساعة ثم عدت لأفاجأ بأحد الزملاء يقول لي: أسألي زوجك أين تناول غداءه بالأمس؟
ومع أني قابلت هذا السؤال وصاحبه مقابلة سيئة إلا أني لم أتمكن من السكوت وسألته، فقال في القاهرة، وعدت أسأله: ألم تكن في الاسكندرية؟ ألم تتناول غذاءك في المعمورة؟
كنت ألقي الكلام على عواهنه فلم أكن أعرف شيئا ولكنها الحقيقة.
وانهار حسن حسني، كنت أكلمه من الاستديو فرجاني أن أذهب اليه في المنزل لأنه - كما قال - لم يعد يحتمل وأن ضميره يؤنبه وأنه يريد أن يعترف بكل شيء ويريح ضميره، وتركت تحية العمل في فيلمها، ضحت بكل شيء، لقد طعنت طعنة نجلاء وشعرت أن كرامتها وأنوثتها فوق بركان وفي المنزل جلس حسن على كرسي الاعتراف، وقال كل شيء.
قال إن صباح اختطفته ذات أمسية وكان حسن صادقا في اعترافاته.
ونظر إلى عينيها، وبدأ يخاف، وعاد يقول: أنا أعدك، لقد أخطأت، أنا أقدر موقفك، ولكن من منا بلا خطيئة؟ أنا أطلب السماح، أطلب الغفران.
وقفت تحية، ووقف حسن حسني انتهت مقابلة المذنب للكاردينال، وخرج حسن حسني! استأذن ولم ترد عليه هي، في نفس الأمسية بعد دقائق رن جرس الباب فتحت الخادمة السمراء، ودخل الطارق، كان صديق صباح يسأل عنها، ويقول انه ذهب يبحث عنها في الإسكندرية فعلم أنها سافرت الى القاهرة بعد ظهر اليوم السابق مع حسن حسني، وقالت تحية: اجري اسأل عليها في عيادته، هو حيجيبها هنا كمان؟ وعاد صديق صباح يسأل: هل قابلت حسن؟ نعم.. ماذا قال لك؟
اعترف بكل شيء قال انه تجرع العسل مرتين..
في اليوم التالي الاثنين الماضي جاء إلى بيت تحية كاريوكا من يقول لها:
لقد أمضت صباح طيلة اليوم السابق، يوم الأحد، في الكنيسة تصلي.
تطلب الغفران، وصدر صوت ساخر من فم تحية! وكان على تحية كاريوكا أن تنسى كل حياتها الخاصة وكل مشاكلها لتعود إلى عملها في فيلمها الأول المعلمة توحة وذهبت شيتا خادمتها السمراء الى صيدلية الزمالك وعادت تحمل ثلاثة أنابيب باسيلفورين.
وأمسكت تحية سماعة التليفون وقالت كلمتها أريد الطلاق، وحاول المحامي أن يسترجعها عن قرارها ولكنها أصرت وأقفلت الخط، ان تحية تنتظر الطلاق هي تبتلع أقراص المهدىء القوي الباسيلفورين.
وعلقت الكواكب على الحادثة قائلة: تذكرت هذا الموضوع بعد الضجة التي أثارتها تصريحات الشحرورة صباح باعترافها بأنها خانت أزواجها ردا على خيانتهم لها، فهذا الموضوع الذي نشرته مجلة روزاليوسف سنة 1958 يؤكد أن الشحرورة لم تكن دائما رد فعل، وانما كانت في أحيان أخرى البادئة بالخيانة. في واقعة تحية كاريوكا وزوجها الطبيب لم تكن صباح على ذمة رجل، ولم تكن تخلص تارها من أحد، ولذلك فإنني أدعو الشحرورة الى الصمت التام احتراما لاسمها وتأريخها وسمعتها التي لم تكن بحاجة الى مثل هذه الاعترافات.
القاهرة - - من حسنين كروم:
26
--------------------------------------------------------------------------------
سعد السودانى - الرئيس السودانى عمر البشير
اقول للمدعو محمد على ابراهيم رئيس تحرير الجمهورية والمدعو كرم جبر رئيس تحرير روز اليوسف للمرة الثالثة اتركوا السودان ورئيسه وشعبه فى حالهم فهم قادرون على التعامل مع مشاكلهم بأنفسهم فهم بألف الف خير واحتفظوا بنصائحكم لأنفسكم . الشعب السودانى كله وبكل اطياف المعارضة يقف خلف البشير صفا واحدا. انتم لا تعرفون الشعب السودانى. الا تشاهدون الفضائيات الا ترون مئات الالوف من شعب دارفور يلتحمون به وهو يعتلى المنصات او اسطح الشاحنات يخطب فيهم ويؤدى رقصة الحماسة المشهورة هل شاهدتم عشرات الوف الأمن المركزى تحيط به ... هل شاهدتم اى حراسة من اى نوع تحيط به ... الا ترونه يرتدى يدلة سفارى بسيطة مفتوحة الصدر لا تحتها ولا فوقها صديرى واقى من طلقات الرصاص ... هل يأتى يوم ونرى فيه الرئيس مبارك يمشى فى الشارع او يخطب فى ميدان عام بدون حراسة ؟
--------------------------------------------------------------------------------
الجعلى - الجمهورية وروز اليوسف
السيدان محمد على ابراهيم رئيس تحرير الجمهورية وكرم جبر رئيس تحرير روز اليوسف اؤيد طلب الاستاذ سعد المنشور اعلاه بالابتعاد عن مشاكل السودان ورئيسه. وردا على نصائحكم فاننى انصحكما ان تتفرغا لابتكار وسائل جديدة لزيادة توزيع جريدة روز اليوسف ولذلك فأنى اقترح عليكما ان تزودا نوافذ بيع التذاكر فى محطات مترو الانفاق باعداد كافية من الجريدتين بحيث لا يسمح لأى شخص ان يبتاع تذكرة ركوب المترو الا ومعها جريدة (يعنى تذكرة + جريدة) وللتخفيف على المواطن اقترح ان يكون توزيع روز اليوسف مثلا من نوافذ خط حلوان المرج والجمهورية من خط المرج حلوان ويمكن لروز اليوسف ان تطبق هذا الأبتكار على مدخل المجمع فى ميدان التحرير بحيث لا يسمح لأى صاحب طلب الدخول الى المجمع الا بعد شراء جريدة روز اليوسف. وشكرا.
التعليقات (0)