صحافة مصر اليوم ..!!!!

2009-03-06 10:37:03

رسالة تنسيق من مبارك لملك السعودية.. دهشة من دفاع الصحف الناصرية واليسارية عن أيمن نور

06/03/2009

كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة أمس عن قرار المحكمة الجنائية الدولية، توقيف الرئيس السوداني عمر البشير، ورسالة الرئيس مبارك لملك السعودية ردا على رسالته التي أرسلها إليه، ومحادثات جمال مبارك في أمريكا، واجتماع مجلس الوزراء برئاسة الدكتور أحمد نظيف، ووفاة الإعلامي سعد لبيب عن ثمانية وثمانين عاما، ولجنة الفتوى والتشريع بمجلس الدولة توافق على إجراء انتخابات نادي الزمالك لاختيار رئيس ومجلس إدارة وعدم انتظار قرار المحكمة الدستورية العليا.
وقرار محافظ أسوان مصطفى السيد إحالة المسؤولين الذين أصدروا قرار هدم فندق تاريخي هو فندق جزيرة آمون، وموافقة المفتي على حكم محكمة الجنايات بكفر الشيخ بإعدام عشرة، وسجن صبية خمسة عشر عاما، لقيامهم باختطاف سيدة من منزلها في عز النهار وأمام الناس وتناوب الاعتداء عليها.
وإلى قليل من كثير لدينا وغدا عندنا مفردات مرتب خالد الذكر ومجموعة المعارضين داخل الحزب الوطني الحاكم، وإجراء اختبارات نفسية للكهنة للكشف عليهم والتأكد من صلاحيتهم للعمل.

الدستور تهاجم تجميد الحكومة لنقابة
المهندسين منعا لسيطرة الاخوان عليها

ونبدأ بالمعارك والردود، وأولها من نصيب زميلنا وصديقنا ورئيس التحرير التنفيذي لـ الدستور إبراهيم منصور، الذي هاجم هكذا حكومة بسبب استمرارها في فرض الحراسة على نقابة المهندسين فقال: نقابة المهندسين نموذج مثالي للوضع العام في مصر، فالنظام يريد كل شيء مجمدا ومن ثم لا يريد رفع الحراسة عن نقابة المهندسين بعد 15 عاما من فرضها لأسباب تتعلق بالنظام، أيريد النظام من المهندسين أن يضربوا عن العمل حتى تصل مطالبه إلى رأس النظام المغيب تماما عن تلك النقابة المهمة التي تعد بيت خبرة لمصر في المشروعات الكبرى لقد قرر تجمع مهندسون ضد الحراسة الدعوة الى الانتخابات ورفع الحراسة بما فيها اللجنة القضائية الإدارية المشرفة على الانتخابات وامتناعهم عن تنفيذ الحكم القضائي الذي صدر في فبراير من العام الماضي الذي يقضي بفتح باب الترشيح وإجراء الانتخابات. فمتى يرفع النظام الحراسة عن نقابة المهندسين؟!
هل ينتظر توقف الحياة في مصر وإصابتها بالشلل حتى يفيق النظام من غيبوبته عن تلك العقابة المهمة في حياة المصريين؟!.
هذا ومن المعروف ان السبب في استمرار فرض الحراسة على النقابة، منع الإخوان المسلمين من السيطرة عليها والفوز بأغلبية مقاعد مجلس الإدانة، كما هو حالهم في نقابة الأطباء.

رفض اطلاق لقب شهيد على حسن البنا

لكن يبدو أن الإخوان ضايقوا زميلنا وصديقنا ونائب رئيس تحرير مجلة المصور، حمدي رزق، بسبب احتفالاتهم السنوية في الثاني عشر من شهر فبراير - شباط - وهي ذكرى اغتيال مؤسس الجماعة وأول مرشد لها وهو حسن البنا، وإطلاق لقب الإمام الشهيد عليه، فقال يوم الثلاثاء ايضا في عموده اليومي بـ المصري اليوم - فصل الخطاب - معبرا عن غيظه منهم: فثمة حديث لا ينقطع عن ذكرى الإمام الشهيد وثمة محاولة واضحة للعيان من قبل الإخوان لتأكيد أن البنا لم يقتل وإنما استشهد،ثمة فارق ضخم بين اللفظين، وبين الدلالتين، في الساعة الثامنة من مساء السبت 12 فبراير 1949، كان البنا يخرج من باب جمعية الشبان المسلمين فأصيب بطلقات تحت إبطه وهو يعدو خلف السيارة التي ركبها القاتل، والذي عرف فيما بعد أنها السيارة الرسمية للأميرالاي محمود عبدالمجيد، الذي كان يشغل منصب المدير العام للمباحث الجنائية بوزارة الداخلية! ثمة سياسي شهير آخر يقترن اسمه بمقتل البنا مثلما يقترن اسم البنا بمقتله، وهو محمود فهمي النقراشي باشا، رئيس وزراء مصري الراحل ومن قادة ثورة 1919 وترأس الوزارة مرتين في عصر الملك فاروق أعلن في 8 ديسمبر 1948 - وكان آنذاك رئيسا لوزراء مصر، قراره بحل جماعة الإخوان، ومصادرة أموالها واعتقال معظم أعضائها، وفي اليوم التالى بدأت حملة الاعتقالات والمصادرات، وفي خلال عشرين يوما، كان النقراشي يلقى مصرعه بالرصاص في وضح النهار، وتقبض الشرطة على قاتله الذي يعترف بأنه عضو في النظام الخاص بجماعة الإخوان، رغم تبرؤ البنا وقيادات الجماعة وقتها من اغتيال النقراشي ودمه.
إذن فرواية الإخوان لاغتيال حسن البنا لا تأتي على ذكر الفرضية الأساسية وهي أن تصفيته إنما جاءت ردا على تصفية النقراشي قبله بأقل من شهرين.
إذا كان إمام الإخوان البنا شهيدا، فالنقراشي رئيس الوزراء شهيد، تم اغتيالهما في ظروف واحدة تقريبا ضمن سلسلة تصفيات جسدية بين النظام الخاص للجماعة والحرس الحديدي للملك، البنا ضحية الملك، النقراشي ضحية الإخوان كلاهما اغتيال، الشهادة واحدة، الجماعة الإسلامية اعترفت للسادات بالشهادة بعد عقدين، السادات شهيد، هل تعترف جماعة الإخوان بشهادة النقراشي بعد ستة عقود النقراشي شهيد.

الزمالك يلجأ لرجال الدين والسحرة

ومن الاغتيالات الى الأعمال السفلية التي تعرض لها نادي الزمالك وأدت الى كوارثه التي نشهدها، ولم يكن هناك من حل لفك الأعمال وإزالة النحس، إلا بما جاء في تحقيق زميلتنا بمجلة المصور ايمان النجار وسناء نصار، وهو: بعد النكسات المتوالية التي تعرض لها نادي الزمالك لم يجد النادي مخرجا من أزمته الكروية وتراجعه إلى أندية مؤخرة الدوري سوى اللجوء إلى اثنين من رجال الدين لفك النحس والخروج من كبوته بل وصلت الى أن أحضر أحد المشجعين دجالا مغربيا لفك نحسالزمالك، الذي قام بدوره بعمل أحجبة وإذابتها في المياه ورشها في النادي.
- تصرف نادي الزمالك واللجوء الى تديين الأزمة أثار ردود فعل متباينة بين خبراء الاجتماع ورجال الدين، ففي الوقت الذي رأى البعض أن اللجوء للدين شيء جيد ومحبب وأنه يساعد على تصفية الروح من المشاكل إلا أن آخرين أكدوا انه يعد إقحاما للدين في أمور ليست دينية ونوعا من الاتكالية والبعد عن المنطق الذي يربط الأسباب بالنتائج.
د. هاشم بحري - أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر - يرى أن فكرة تديين الأزمات لها جانب ايجابي وآخر سلبي، فالجانب الايجابي هو استلهام قوة الايمان في النجاح، ووحدة الصف من العمل الايماني لكن على المستوى الآخر هناك ناحية نفسية للاعبين في الألعاب الجماعية تسمى في علم النفس بناء الفريق وهذا هو الأساس في هذا الإطار.
وهناك فرق ليست مسلمة مثل برشلونة وريال مدريد وتفوز وتحقق بطولات كبيرة فالأساس هنا هو العلاج النفسي للاعبين وهذا يتطلب تقنيات تعمل على تطوير سلوك اللاعبين وهي القيادة الواعية وإدارة الجماعة وبناء الفريق والتطوير العلمي وهذه أسس لإنجاح أي علم.
في حين ترى الدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية جامعة الأزهر أن مسألة إقحام الدين بهذا الشكل في الحالة الأخيرة تعكس المبالغة في تمجيد الكرة التي أوجدت حالة من الجنون لدى اللاعب والجمهور في حين أن الأساس هو البعد عن المغالاة في أي أمر من أمور الحياة لأن المغالاة تنتهي غالبا الى الفوضى التي نراها الآن، ايضا مسألة اتقان العمل أيا كان نوع العمل في المدرج أو العمل في الملعب الكروي فاتقان العمل سنة إسلامي خص عليها رسولنا الكريم وهذا بناء أخلاقي له ضوابطه والخروج من هذه الضوابط في أي ركن من أركان الحياة ينتهي بانهيار هذا العمل.

حراك سياسي لافت بالتظاهر والاضراب

ومن الأعمال السفلية وهزائم الزمالك، إلى الإضرابات المتواصلة والتي أراد الناشط السياسي والماركسي، المهندس بهاء الدين شعبان تطويرها ومساعدتها بأن قال في مقال له يوم الأربعاء في البديل، اليومية اليسارية المستقلة: انكسر حاجز الخوف، منذ انطلقت مظاهر الحراك السياسي، أواخر عام 2004، بمظاهرات حركة كفاية وأخواتها، ولم يعد بإمكان النظام، مهما لجأ الى العنف أن يسيطر على تفجرات الحراك الاجتماعي، التي تضيف الى القضايا التي يتصور البعض مخطئا انها ذات طبيعة نخبوية، كالحريات والدستور، قضايا حياتية شديدة الإلحاح.
ويحتاج هذا الوضع، من أجل تطويره، كماًَ ونوعا، وتطوير الياته ووسائل عمله، باتجاه الوحدة والاتفاق على برنامج اجتماعي، سياسي للتغيير الشامل الى جهد كبير على مستوى الفكر والاستراتيجية، كما يحتاج أيضا، وعلى نفس الدرجة من الإلحاح والضرورة، إلى شبكة دعم شعبي لمساندة الحركة الاحتجاجية، هدفها الأساسي توفير كل سبل الصمود والاستمرار لهذه التحركات الاحتجاجية المتناثرة.
إن نجاح وتطوير الموجات الاحتجاجية، القادمة حتما هما مسؤولية وواجب اليسار المصري، والاشتراكي، في المقام الأول، وعليه، في اعتقادي، أن يبادر فورا بإنشاء هذه الشبكة التي أقترحها، بالتعاون مع كل الجهات والأطراف السياسية والحقوقية والإعلامية التي تبدي الاستعداد للتشارك في هذا السياق.
وإلى معركة أخرى خاضها رئيس الوزراء الدكتور احمد نظيف ضد من اتهموه ببناء قصور وفيلات، وذلك في الحديث الذي أجراه معه زميلنا وصديقنا عبدالقادر شهيب رئيس تحرير مجلة المصور، فقال: هذه الشائعات تم طرحها من قبل وقمنا بالرد عليها وسوف نرد عليها مرة أخرى فلا بد للمواطن ان يطمئن على ثقته في الأفراد الذين يتولون العمل العام، ولذا سوف نرد لكن لا ننكر أن بعض النقد الموجه لنا لا أساس له، وبالنسبة لأملاكي فهي معروفة وعندما توليت الوزارة كتبت إقرار الذمة المالية كوزير للاتصالات عام 1999 ثم كتبته مرة أخرى عام 2004 عندما توليت رئاسة مجلس الوزراء، وهذا الإقرار موجود ويراجع من قبل المسؤولين عن الكسب المشروع، وأؤكد أن املاكي وأسرتي قبل تولي الوزارة كانت أكبر من أملاكي الحالية.

عقيدتي غاضبة على عمرو خالد

وإلى الإسلاميين ومعاركهم، وأولها الهجوم الذي شنه زميلنا بجريدة عقيدتي، إبراهيم نصر، ضد عمرو خالد قائلا عنه في الصفحة الثامنة: قال له الشيخ محمد حسان الداعية الإسلامي المعروف يا فاشل، يا أفشل أهل الأرض، أتدرون من هو هذا الفاشل؟ انه المدعو عمرو خالد، أتدرون لماذا؟ لأنه قال في محاضرة عامة، إن النبي فشل في اتفاق الطائف!
كلام عمرو خالد ورد الشيخ محمد حسان عليه متداول على الانترنت في مواقع اليوتيوب وعلى الموبايلات ولا يستطيع واحد من المفتونين بذلك الدعي الأبعد، أن يدفع عنه بأنه قال ذلك زلة لسان أو لم يقصد معنى الفشل، لأنه أكد على هذا المعنى بقوله: هو ينفع نقول إن النبي فشل؟ ثم يجيب نفسه أيوه ينفع نقول بمنتهى البساطة إنه فشل علشان نعرف إن دعوتنا هذه ليست شيئا مثاليا وانما هي تجارب تخضع للنجاح والفشل.
قال هذا الكلام بطريقته المعهودة وعاميته الممقوتة هربا من الالتزام باللغة الفصحى لئلا يفتضح جهله.
كان البعض يعتقد انني أتجنى على عمرو خالد أو اتهجم على داعية من دعاة المسلمين حين أنتقده، وأذكر أنني كتبت عنه مقالا مع بدايات علو نجمه ذكرت في آخره أن هناك وجه شبه بينه وبين شعبان عبدالرحيم في أن كلاهما استطاع أن يحقق جماهيرية في وقت قصير إلا أن شعبان يحب عمرو موسى ويكره إسرائيل، وعمرو خالد يزعم أنه يحب النبي ولكنه يكره احترام المواعيد، وذلك لانه ضرب لنا موعدا لإجراء حوار معه.
بعد هذا المقال تلقيت اتصالا من الاستاذ الدكتور عبدالحليم عويس - أطال الله بقاءه ونفع بعلمه وطلب إليّ ألا أعود الى مثل هذا ووعد بأنه سيجعله يعتذر عن خلف الوعد ويحدد موعدا آخر للحوار ولكن شكرته وأوضحت له أنني صرفت النظر عن هذا الحوار ولست بحاجة الى اعتذاره ووعدته بألا أذكره بسوء بعد ذلك.
ودارت الأيام ثم لقيني الدكتور عبدالحليم عويس وفوجئت به يقول: تصور الولد عمرو خالد بعد ان كان يتصل بي في اليوم أكثر من مرة للسؤال والمشورة وأخذ الرأي، اصبح الآن لا يرد على تليفوناتي ولا يحاول الرد على الرسائل التي أتركها له!! فضحكت وقلت له لا تؤاخذني إذا هاجمته بعد ذلك.

الشروق تدافع عن ضبط الفتاوى

وشارك في معارك الإسلاميين يوسف القاضي وكيل المدرسة الثانوية الصناعية في مدينة ديروط بمحافظة اسيوط برسالة إلى باب البريد بجريدة الشروق يوم الأربعاء قال فيها: الاقتراح الذي تقدم به نائب مجلس الشعب للجنة الاقتراحات والشكاوى بمشروع قانون لتجريم الإفتاء من غير المتخصصين والمطالبة بأن يحصل من يتصدى للإفتاء على موافقة الجهات المعنية وعلى رأسها دار الإفتاء والأزهر الشريف ومعاقبة كل من يخالف ذلك بالسجن أو الغرامة هو اقتراح جاء في الوقت المناسب بمثابة طوق النجاة لفئات عديدة في ظل ما تشهده الساحة الإعلامية الآن من انفتاح إعلامي رهيب اصبحت فيه البرامج الدينية على اختلافها، والتي لم تعد دينية المحتوى بشكل تام، تتنافس على جذب شريحة الشباب والبسطاء من الناس بالدرجة الأولى، ويأتي على رأي هذه البرامج تلك التي تستضيف غير المتخصصين ليدلوا بفتواهم دون علم أو دراسة! قديما كانت هذه الفتاوى تنحصر في أمور الدين والشرع وكانت تصدر عن دار الإفتاء ولكن هذه الأيام أصبحت تديرها القنوات الفضائية.
ومن الإفتاء الى النقاد ومعركته وطار بكاريكاتير زميلنا بجريدة روزاليوسف شريف عرفة يوم الأربعاء، وكان عن منقبة ترتدي نقابا بعين واحدة تقول لمحجبة: - استري نفسك، إيه العري ده؟

البديل
ترى الحجاب حاجزا لحرية المرأة

طبعا، لها حق، لأن المحجبة وجهها ويداها مكشوفتان لتكونا متعة للناظرين، أما هي، فلا، ومع ذلك تعرضت للهجوم في نفس اليوم في البديل في مقال كتبته الطبيبة بسمة عبدالعزيز قالت فيه: هذا الزي الذي تختفي فيه بعض النساء يمثل عائقا حقيقيا أمام وجودهن في مهن كثيرة، وليس التدريس فقط، فكيف تتواصل طبيبة مع مرضاها من خلف ساتر قاتم لا تظهر منه سوى ومضتين غائرتين في مكان العينين - هذا إذا ظهرتا - وكيف يطمئن مريض الى ممرضة تخاطبه من خلف حاجز او رداء يطوق جسدها فلا يظهر لها رأس أو يد أو قدم، بالله عليكم كيف يتواصل طفل مع معلمة تقدم له نفسها باعتبارها كتلة واحدة محرمة، لا يصح أن يرى منها لا وجها ولا ملامح؟!
وكيف يتمكن من التعبير عن احتياجاته واستفساراته في مواجهة كائن غير مرئي؟ كيف يمكنه أن يدرك انفعالاتها ويميز نبرات صوتها وهي مختبئة في داخلها.
ترى ما الأفكار والانطباعات التي تتركها امرأة منقبة لدى مريض يحتاج الى مساعدتها، بخلاف شيء من الكآبة والوحشة وفقدان التواصل الانساني؟ ألا يفترض في التعامل مع أي شخص مريض التبسم في وجهه وإشعاره بالود والاطمئنان حيال مرضه وقلة حيلته؟ وإذا ما فكرنا من منطلق عملي بحت أفلا يتطلب إيصال الخدمة الطبية في فروعها المختلفة، شيئا من النظافة والتعقيم المستمر بدلا من قفازات قماشية لا يمكن التخلص منها كلما اتسخت او تلوثت، وعباءات تمسح ذيولها الأرض في الذهاب والإياب، إن المبالغة والتكلف انما يأتيان بعكس النتائج المرجوة، واعتقد أنه على من تخشى من فتنتها الطاغية الى هذا الحد، أن تعمل في مهنة لا تحتاج فيها إلى التواصل المباشر مع الناس سواء كانوا أطفالا أو مرضى، وإلا فلتجلس في بيتها خيرا لها ولهم.
طبعا بسمة لها حق أن تهاجم النقاب، لأن عينيها جميلتان، وهو واضح من جدوى كلامها، عندما تذكرت انه يوم الثلاثاء، نشرت جريدة القاهرة في باب البريد رسالة من المهندس الزراعي جمال محمد علي الدين، كان فيها سطر قال فيه:
لمين كان يغني عبدالحليم، أغنية، أبو عيون جريئة؟ للنقاب أبو عين واحدة.

معارك الصحافيين ونكتة الصحافة الحرة

وإلى زملائنا الصحافيين ومعاركهم، وقد افتتحها يوم السبت قبل الماضي زميلنا وعضو مجلس الشورى المعين، ورئيس تحرير الجمهورية محمد علي إبراهيم بقوله في احدى فقرات بابه - مختصر ومفيد: نكتة صحافية حقيقية، رئيس تحرير قومي طلب من أحد مساعديه التوقف عن الكتابة اليومية بصحيفة خاصة، فرد عليه طالبا انه يكتب عمودا يوميا في الصحيفة القومية، رئيس التحرير القومي قال له، خليك عندهم فلا ذنب لقرائنا.
وإلى الوطني اليوم لسان حال الحزب الوطني الحاكم صاحب الاغلبية الشعبية الكاسحة التي لا وجود لها، والتي تصدر كل ثلاثاء، وشن فيها زميلنا وحيد رأفت أحد مساعدي رئيس التحرير عدة هجمات، في أكثر من اتجاه، هي: فرحة الصحف الناصرية واليسارية بمساعدة أمريكا لأيمن نور، خلل في عقل اليسار الذي يقاطع المنتجات الأمريكية أم استئجار مواقف لمن يدفع التمويل؟ اسألوا في البديل والعربي الناصري عن الإجابة.
- عندما يصبح النصاب والكذاب زعيما وحافية البيت الأبيض ايزيس، فيجب أن نبكي على أنصار الزعماء: عبدالناصر وسعد زغلول ومصطفى كامل.
- أنصح الزميل إبراهيم عيسى في الدستور أن يطلب من زعيمه أيمن نور أن يوافيه بفصول من رسالته للدكتوراه - ان وجدت - لينشرها تباعا على صفحات الدستور ليتعلم منها طلبة الدراسات العليا طرق البحث العلمي، نصيحة لله والوطن.
- الست كريمة صاحبة عمود مصر التي غابت في البديل زعلانة من رفض نقابة الصحافيين تأجير قاعة لمؤتمر البهائيين، يا ست كريمة، مصر ليست أقليات، مصر في رباط الى يوم القيامة.
وهو يقصد بإيزيس جميلة إسماعيل زوجة أيمن، وكذلك زميلتنا بمجلة صباح الخير كريمة كمال، وما تكتبه في عموده اليومي بجريدة البديل: وحدث في نفس اليوم - الثلاثاء - أن زميلنا وصديقنا بالعربي وعضو مجلس نقابة الصحافيين جمال فهمي كان له بالمرصاد، لأنه قال في عموده اليومي بـالدستور - جر شكل - لا أعرف كم بالضبط عدد الناس في مصر الذين يتمتعون بقوة وصحة الآخ سوبرمان وصبر النبي أيوب، ومن ثم مازالوا صامدين ومواظبين على متابعة وقراءة ومقالات ومطولات وملايات السرير التي يكتبها زملاؤنا الحكوميون في الصحف الحكومية وكذلك أغلب كتابات زملائهم الحكوميين أيضا في الصحف شبه الحكومية المستقلة ذات السيادة.
فكل شيء عندهم حلو وجميل قوي جدا خالص، كل قرار يتخذه النظام وكل موقف يقفه سيادته وأي سياسة خرقاء مدمرة يخترعها أو يفتكسها النجل وصحبه المليارديرات، كلها عظيمة وحكيمة وتاريخية ومهلبية بالمكسرات.
أما صديقنا والكاتب الساخر متعدد المواهب بلال فضل، فقد اختار يوم الثلاثاء في مقاله اليومي بـالمصري اليوم معاودة الهجوم على زميلنا وصديقنا أيمن نور بقوله عنه: أهلا بالدكتور أيمن نور في سوق الكوميديا الضارب أطنابه في البلاد، أضحكني بشدة عندما قال انه قبل أن يذهب لحضور مؤتمر لتكريمه في الإسكندرية أخذ يدرب نفسه على الكلام بقراءة القرآن بصوت عال بعد أن نسي الكلام في السجن لأنه ظل أربع سنوات لا يجد من يكلمه، كدت أسأل نفسي هو ما كانش فيه مصاحف في السجن يا دكتور لولا أنني تذكرت انه منذ يوم خروجه ولمدة أسبوع كامل لم يبطل تدريبا على الكلام في كل وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة والمشمومة، احترم ذكاء الناس يا دكتور ودعك من الدجل السياسي إذا كنت تريد أن تفتح صفحة جديدة مع الناس.

طرائف صلاة هيفاء وهبي والتحرش بالمغنين

وإلى المعارك السريعة والخاطفة، ويبدأها معنا اليوم زميلنا بـالجمهورية محمد فتح الله، بقوله يوم الثلاثاء في فقرتين عن اثنين من المطربين: أخيرا، ظهر منافس للمطرب تامر تحرش وهو المطرب الأمريكي الأسمر ايكون إغماء لكن يا ترى الأخير هارب من التجنيد ايضا؟
- أعلنت الفنانة هيفاء وهبي أنها تؤدي ركعتين تضرعا لله قبل الغناء أو تصوير أي كليب وركعتي شكر بعد الانتهاء!
يا ترى بتصلي الست هيفاء قبل ارتداء الملابس المثيرة والساخنة جدا؟!.
وفي اليوم التالي - الأربعاء - خاض رئيس التحرير وعضو مجلس الشورى المعين، زميلنا محمد علي إبراهيم معركتين في فقرتين من فقرات بابه - مختصرو مفيد - هما: يستطيع المحامون أن يعترضوا كيفما شاءوا على الرسوم القضائية، لكن مسألة حرق الدمى غير مستحبة لأنها مرتبطة في الثقافة المصرية بـاللنبي الذي كان أهالي بورسعيد يحرقون دميته رمزا لانتهاء الاحتلال، من حقنا الاختلاف مع وزير العدل ورئيس لجنة الخطة بمجلس الشعب لكن هذا التباين لا يعني انهم غير مصريين أو انها حكومة احتلال!
- ثار ورثة أم كلثوم على دمية تغني هذه ليلتي ولم يثوروا عندما حولوا الفيلا الخالدة إلى فندق ومقهى! مجرد ملاحظة.

اليوم السابع وشذوذ المرأة الجنسي

وإلى معركة أخرى مختلفة خاضها زميلنا محمد بركة في عموده - تذكرة سينما - بجريدة اليوم السابع الاسبوعية المستقلة، أجرى فيها الحوار التالي:
وهو يهاجم الشذوذ والسحاق في بعض الافلام.
س: من هي المرأة السحاقية؟
ج: هي صاحبة الميول الجنسية الشاذة التي تتجه الى بنات جنسها لاشباع رغباتها.
س: ما هي مواصفات تلك المرأة؟
ج: حاجب طالع، وحاجب نازل وصوت مبحوح وعينها طول الوقت على أي بنت بريئة وصغيرة.
س: ما هي طبيعة ملابسها؟
ج: عريان ومحزق.

الميدان مستاءة من ايناس الدغيدي

أما آخر المعارك السريعة والخاطفة فستكون من نصيب زميلنا بجريدة الميدان عثمان علام المشرف على صفحة - ماسبيرو - وقوله عن المخرجة السينمائية، ايناس الدغيدي: ليس غريبا على إيناس الدغيدي مخرجة افلام الجنس والشذوذ والتي تنادي بعودة بيوت الدعارة في المجتمع المصري أن تنتقد الاستاذ هيكل وأن تصفه بأنه يحقق سبوبة من وراء أحاديثه على قناة الجزيرة.
إيناس الدغيدي قالت في احد حواراتها الصحافية أن هيكل يعيد ويكرر موضوعاته والأمر يتعلق في النهاية بالفلوس، وتؤكد أن هيكل فقد القيمة التي كان يتميز بها عن كل مواطن عربي والسبب لأن الفلوس مغرية جدا ولا يمكن الرفض لأن المبالغ جامدة. اعتقد ويعتقد الكثيرون أن ايناس الدغيدي لا تفهم ربما في المشاهد الساخنة في الأفلام، ولا علاقة لها بما يقوله الاستاذ هيكل أو غيره، هيكل يخاطب الكبار من الكتاب والنقاد والمؤرخين وإيناس ليست منهم، من قبل حصل أحد المحامين على حكم بجلد إيناس الدغيدي، وهناك مئات الدعاوى القضائية ضدها، واعتقد أن تنفيذ حكم الجلد فيها الآن مطلب جماهيري لا يقبل الانتظار أو التسامح، بعد هجومها على استاذها وأستاذ جيلها والأجيال القادمة هيكل.
وعثمان يشير الى حديث نشرته منذ حوالي عشرة أيام جريدة روزاليوسف لإيناس، أجرته معها مها متبولي التي أقحمت الأسئلة عن هيكل في الحديث، وتمادت ايناس في التفلسف.

كيف سيتعامل مبارك مع نتنياهو؟

وإلى رئيسنا بارك المولى لنا فيه ويحفظه، مثلما حفظه من قبل من حسد الحاسدين، الحاقدين، على النجاح الذي حققه في مؤتمر دعم الاقتصاد الفلسطيني لإعادة إعمار غزة، وحضور ممثلي عشرات الدول والمنظمات والاعتراف بدور مصر المحوري، وهو ما أثار حقد الحادين إياهم، وعلى رأسهم زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس تحرير الدستور الذي فوجئ بما يحدث، ولم يجد غير القول يوم الأربعاء: اكتفى المصريون البواسل بأن يشتموا نتنياهو منذ 13 عاما حين كان رئيسا لوزراء إسرائيل بوصفه النتن ياهو، وكانوا في غاية السعادة والفرح بهذه الشتيمة كأنهم حرروا القدس بها، 13 عاما من شتيمة نتنياهو والنفاق للنظام المصري فانتهى الأمر بأن عاد نتنياهو رئيسا لوزراء إسرائيل، وسيأخذه النظام بالحضن كعادة نظامنا مع حكام إسرائيل!
لا أعرف هل خطط النظام المصري لطريقة تعامله مع رئيس وزراء إسرائيل الجديد نتنياهو، وهل استعدت مصر الرسمية لمنهج التعامل مع أفيدور ليبرمان باعتباره وزيرا مهماً في وزارة نتنياهو وربما وزيرا لخارجية إسرائيل؟
أغلب الظن أن الجميع في انتظار تعليمات الرئيس مبارك وح يقول لنا نعمل إيه؟ وأكاد أجزم أن الرئيس مبارك سيلتقي نتنياهو وفي أول أو ثاني مؤتمر صحافي بينهما سيقول في افتتاح المؤتمر: لقد ناقشت أنا والصديق نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل وساعتها سيقول مداحو الرئيس إنها حكمة من الرئيس وسنقول نحن إنها حكمة ربنا!.
مسكين، لم يجد في الورد عيب غير أن يقول له يا أحمر الخدين.

رسالة الرئيس المصري الى الملك السعودي

أما بارك الله لنا فيه، أو الورد المصري البلدي ذات الرائحة الجميلة فقد نشرت الصحف الحكومية أمس رسالته التي أرسلها الى ملك السعودية، ردا على رسالته ومما قاله رئيسنا لشقيقه الملك عبدالله: كانت مصر دائما - وسوف تظل - داعمة لكل ما فيه الخير لشعب فلسطين وقضيته العادلة، ولكل ما يجمع شمل العرب على كلمة سواء توحد صفوفهم ومواقفهم، كي نتحدث جميعا بصوت واحد - قوي ومسموع - دفاعا عن قضايا ومصالح دولنا وشعوبنا وأمتنا، ولكي نواجه معا ما يحدق بعالمنا العربي من تهديدات ومخاطر في محيطنا الإقليمي والدولي.
أدعو الله - عز وجل - أن يكلل جهودنا ومساعينا المشتركة بالنجاح وأن يهيئ لأمتنا العربية والإسلامية من أمرها رشدا ويحمي دولها وشعوبها من عواقب الانقسام والتشرذم وعثرات الطريق، وأدعوه - سبحانه - مثلكم - من أبنائها.
وهكذا يكون الإيمان بالعروبة وإلا، فلا - مثلي بالضبط، ولهذا ايضا لم يكن غريبا أن يكون كاريكاتير زميلنا بالأخبار الرسام الموهوب مصطفى حسين - شفاه الله - أمس عنوانه، نجاح مؤتمر إعادة إعمار غزة، بشرم الشيخ، والرسم لرئيسنا يطير في الجو بسيارة، لا بطائرة مكتوب عليها - مبادرة مبارك، ومعه في السيارة مواطن يقول فرحا:
- الريس مانسيش أنه قوات جوية.

روزاليوسف معجبة بالملك عبدالله

ونهبط نحن على جريدة روزاليوسف لنقرأ لرئيس مجلس إدارتها زميلنا وصديقنا كرم جبر قوله أمس عن الرسالة التي ارسلها الملك عبدالله لرئيسنا: رسالة خالدة في ذاكرة التاريخ، فعاهل السعودية الكبير لا تصدر عنه إلا الرسائل الكبيرة التي تثمن جهود الآخرين وتعترف بها وتشيد بجهودها لأن الكبير يشعر دائما بأنه يكبر بالآخرين، وليس بالانتقاص من شأنهم.
- اين هذا من الصغار الذين انقضوا كالذئاب الجائعة على مصر ودورها ومكانتها وبينما كان القلب المصري ينزف مع نزيف الدماء الفلسطينية كان هؤلاء الشتامون بنفثون سمومهم في مصر ودورها وقيادتها.
- مبارك، زعيم يرتفع فوق الصغائر، يقول الرئيس في برقية الشكر التي بعث بها للعاهل السعودي امس: جاءت رسالتكم لتؤكد ما حباكم الله به من حكمة ورؤية نافذة، وهو قول صادق يؤكده فعل صادق.
- مبارك مازال على عهده ولن يحيد عنه أبدا وهو أن تكون مصر داعمة لكل ما يجمع شمل العرب كي نتحدث بصوت واحد قوي ومسموع دفاعا عن قضايا ومصالح دولنا وشعوبنا وأمتنا.
- مبارك وقف دائما سدا منيعا أمام كل عوامل الانقسام والتشرذم وعثرات الطريق، ولم تثنه حروب التخوين والتشكيك عن المضي في دوره العظيم، لأنه سار دائما على طريق الارتفاع عن الصغائر.

الأزمة الاقتصادية تضرب السياحة وقناة السويس

وأخيرا إلى الحكومة الاقتصادية العالمية، وآثارها على مصر، وهو ما أوضحه رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف في حديث له مع رئيس تحرير مجلة المصور زميلنا وصديقنا عبدالقادر شهيب، قال: إلى الآن إذا سألت أي وزير في أي دولة عن تداعيات الأزمة لن يجيبك إجابة قاطعة حول حجم الضرر من الأزمة أو طول مدة الأزمة، ناهيك عن أنك إذا سألت خمسة خبراء في الاقتصاد عن شيء سوف تحصل على خمسة آراء مختلفة، ولذا ترى ردود افعال مختلفة للأزمة حسب كل فترة، ونحن في مصر نتأثر بنفس الأسلوب، فمثلا إذا كان معدل النمو في الاقتصاد العالمي 1 فهذا الأمر سيختلف في آثاره على الاقتصاد المصري عن عدم وجود نمو في الاقتصاد العالمي، وفي اعتقادي انه لا يوجد اسلوب علمي واضح لاستشراف تداعيات الأزمة العالمية علينا بكل دقة، وما نحدده حاليا هو التأثير الفعلي الواقع علينا في الفترة الراهنة، أي معدل انخفاض النمو الذي حدث، وتراجع إيرادت قناة السويس والسياحة، وعموما فإن الإصلاحات الاقتصادية التي تمت خلال السنوات الأربع الماضية تساعدنا على امتصاص آثار هذه الأزمة اكثر مما لم تكن قد تمت، وهذا يؤكد على سلامة السياسة التي اتبعناها وأهمية الاستمرار فيها وعدم الحياد عنها. ثانيا أنه رغم التأثير الكبير في حجم الدخل الذي يأتينا من الخارج سواء السياحة أو عائدات قناة السويس والصادرات وتحويلات المصريين بالخارج إلا أننا نمتلك اقتصادا داخليا كبيرا، سواء في شكل خدمات أو مصانع، والسوق المصري مازال ينمو وهو ما يشجع الاستثمار على زيادة الانتاج، فالاقتصاد المحلي يصل الى 80 من الاقتصاد المصري، وهذا الاقتصاد سوف يتأثر بالأزمة العالمية لكنه تأثير بالطبع اقل من التأثيرات المباشرة.
وأؤكد ان اقتصادنا لا توجد به عيوب ونحن مستمرون في تحقيق النمو الاقتصادي بناء على مواردنا الذاتية وقدراتنا بدلا من النمو الاقتصادي من خلال التصدير أو السياحة، وأيضا أن أي أزمة سواء طالت أو قصرت سوف تنتهي، وبالتالى لا بد أن نكون مستعدين لما بعد الأزمة خاصة أن اقتصادنا مؤهل للتعافي والاستمرار على نفس معدلات التمويل وتحقيق معدلات أكبر.

اضرابات واعتصامات ضد وزير المالية

ونترك وزير الصناعة وصراعه مع عز وكبار أصحاب مصانع الحديد، لنتحول الى خفيف الظل وزير المالية وعضو مجلس الشعب الدكتور يوسف بطرس غالي والهجمات التي يتعرض لها، بسبب الإضرابات والاعتصامات المطالبة بزيادة المرتبات، واتهامه بأنه يتعمد مضايقة الناس ولكنه حصل امس - الخميس - على دعم من صديقنا وزميلنا ورئيس مجلس إدارة مؤسسة دار التحرير محمد أبو الحديد الذي قال عنه في الجمهورية - التي تصدر عن الدار - نحن نصور وزير المالية للناس على أنه ينفذ سياسة خاصة به، وأنه راكب دماغه، وهذا غير صحيح على إطلاقه - فالوزير - أي وزير - في دولة مؤسسات مثل مصر، ينفذ سياسة دولة وبرنامج حكومة، ويلتزم في ذلك كله بتوجيهات رئيس الجمهورية وتكليفاته، ولا يجرؤ أي وزير على أن يركب دماغه في امر يتعلق بمطالب مشروعة لأي فئة من فئات الشعب، أو يمس الاستقرار والسلام الاجتماعي.
وزير المالية ليس هو الذي يزرع، ولا هو الذي يصنع، ولا هو الذي يصدر أو يستورد، ولا هو المسؤول عن السياحة، أو عن جذب الاستثمارات المحلية والاجنبية، ولا هو الذي يتحكم في إيرادات قناة السويس، ولا الذي يحدد اسعار البترول، ولا المسؤول عن تشغيل المصريين بالخارج.
مسؤول فقط، في نطاق وزارته، عن عنصرين من عناصر هذه الموارد أو الإيرادات العامة هما: الضرائب، والجمارك.
ولو أن وزير المالية كان المسؤول الحقيقي لما تركه رئيس الجمهورية في منصبه لحظة واحدة، لكن لأن الرئيس يعرف أن هذه مشكلة مجتمع تتزايد طموحات أفراده وتطلعاته يوما بعد يوم بما تعجز موارد الدولة عن الوفاء بهذه الطموحات والتطلعات كلها أو بعضها بما يرضي كل الفئات، فإنه يناقش الأمر مع وزير المالية، ومع رئيس الحكومة، ومع الوزراء المعنيين لبحث كيفية تدبير موارد إضافية حقيقية يمكن بها تلبية الاحتياجات العاجلة للمواطنين.
بل أكاد أقول، إن وزير المالية مقيد حتى فيما يتعلق بزيادة إيرادات العناصر التي تحت يده وهي الضرائب والجمارك.

القاهرة - - من حسنين كروم: