مواضيع اليوم
هجمات عنيفة من الكاتبات والصحافيات ضد الحكام والوزراء العرب.. خلافات حول تحديد المنتصر والمهزوم في مذبحة غزة 28/01/2009 |
م:
كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة أمس عن استقبال الرئيس مبارك أعضاء اللجنتين العامتين لمجلسي الشعب والشورى برئاسة رئيسي المجلسين، فتحي سرور وصفوت الشريف، وفي تقرير الغد ان شاء الله سنفسح مساحة واسعة لما قالاه إشادة ببارك الله لنا فيه، مع استئذان القراء، بأنني لن أشير إلى ما كتبه الحاقدون إياهم، حتى لا أفسد جمال ما قيل. ونشرت الصحف عن أول مفاوضات بين ممثلي فتح وحماس برعاية مدير المخابرات العامة المصرية، وان كان كاريكاتير زميلنا بـالأخبار الرسام الموهوب مصطفى حسين - شفاه الله وعافاه عنوانه - القضية الفسطينية ضحية صراع السلطة والرسم لفلسطينيين يتقاتلان على شريط سكة حديد والقطار قادم نحوهما، وأحدهما يقول يمين، فيرد الثاني، شمال، ويقول حرام فيقول الثاني، حلال، ويقول ابيض، فيرد عليه اسود. ونشرت الصحف عن الاجتماع الوزاري برئاسة رئيس الوزراء الدكتور احمد نظيف وتصريحات لعدد من الوزراء ولا جديد فيها لأنها عن خطط لمشروعات سبق وأدلوا بها مرات عديدة، ومناقشات مجلس الشعب وموافقة الأزهر، على الاقتراح بمشروع قانون تقدم به عضو مجلس الشعب مصطفى الجندي لتعديل قانون العقوبات ليسمح بتجريم كل من يصدر فتوى دون الترخيص له بالإفتاء، ونشرت المصري اليوم في صفحتها الثالثة لزميلنا محمد عبدالقادر الآتي: قال علي عبدالله الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية خلال اجتماع لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس الشعب أمس أن هناك فوضى في الافتاء ساهمت فيها القنوات الفضائية المختلفة وأن الفتوى ليست هبة وانما لها شروط، وكشف عن عدد من الإجراءات التي حددها الأزهر لمواجهة فوضى الافتاء وفي مقدمتها اعداد قانون يجرم الفتوى التي يطلقها غير المختصين استنادا الى الافكار المستوردة التي تحاول نشر العنف والتطرف والتشيع، مثل الفتاوى الصارخة التي تبثها الفضائيات كإباحة المعانقة بين الشباب وزميلاتهم في الجامعات. وهكذا وجدنا أنفسنا أمام الأزهر وهو يخطو أولى خطواته لتحويل مصر إلى دولة دينية يحكمها شيخه ويحول نفسه إلى مرشد لها، يمنح هذا صك الفتوى ويحرم منه ذاك، وينشر التطرف ضد مذهب إسلامي يعترف به وهو الشيعة ويشيد به شيخ الأزهر نفسه، مما يثير تساؤلا وهو، من يمثل الأزهر شيخه أم الأمين العام لمجمع البحوث التابع له؟! ونشرت الصحف عن تأييد محكمة النقض حكم الجنايات بإعدام التوربيني وحناطة في قضية عصابة قتل واغتصاب أطفال الشوارع، وتذكير وزارة الداخلية أصحاب السيارات بأنه في الثاني من الشهر القادم ستنتهي المهلة المحددة لضرورة وجود شنطة الاسعافات والمثلث العاكس وبدء الأوكازيون الشتوي يوم الاثنين. وإلى شيء من أشياء عندنا. هجوم نسائي على رخوية القادة العرب ونبدأ بتوالي ردود الأفعال على نتائج المذبحة الإسرائيلية لأشقائنا الفلسطينيين في غزة وبحسب قاعدة ليدز - فيرست، أو السيدات أولا، نبدأ بهن حيث أبدت زميلتنا الجميلة والرقيقة سناء السعيد في الأسبوع دهشتها البالغة من نتائج قمة الكويت والمصالحات التي تمت فيها بالقول: يبدو أن الأمور تسير وفق حسابات كل دولة، ومن ثم جاء اجتماع وزراء الخارجية مخيبا للآمال عندما تمسك كل بوجهة نظره، فظهر من لا يريد أخذ المقاومة بعين الاعتبار ولا أدري لماذا؟ وهي التي صمدت أمام محرقة إسرائيل النازية، المحرقة التي وقف المجتمع الدولي أمامها صامتا وتحول قادة الدول العربية والإسلامية أمامها إلى متفرجين!! المصالحة التي تمت في افتتاح القمة لم تصمد طويلا وبالتالي غابت عن اجتماع وزراء الخارجية الذي عكس الخلافات من جديد، الأمر الذي حال دون صدور بيان ختامي مفصل بخصوص المقررات التي تم التوصل إليها بشأن غزة، ولا غرابة فهذا ديدن العرب. أما الجميلة الثانية وهي الناشطة الدكتورة كريمة الحفناوي فكان عنفها لا حدود له وهي تقول في صوت الأمة: الحكام التابعون الذين راهنوا على استسلام المقاومة في غزة والذين أفاقوا من نومهم بعد اثنين وعشرين يوما من الحرب والعدوان الصهيوني على شعب غزة بعد آلاف الشهداء والجرحى أفاقوا من نومهم وتمطعوا وأدانوا العدوان وطالبوا بدعم الأشقاء في غزة وإعادة إعمارها. لم يعد هناك موقف وسطي فإما مقاومة وإما خيانة. يا غزة يا عروس عروبتنا إن الشعوب العربية معك مع صمودك تحتفل بانتصارك على الكيان الصهيوني، اثنان وعشرون يوما تواجهين واحدا من أقوى الجيوش بصدورك العارية ونسائك وأطفالك العزل من السلاح تواجهين بإيمانك القوي، بمحاربة ومقاومة المحتل. اثنان وعشرون يوما لم يستطع فيها الغاصب المحتل رغم الدمار وآلاف الجرحى والشهداء أن يحقق أهدافه من إضعافك وإضعاف المقاومة، لم يستطع تركيعك أو استسلامك، لم يستطع كما قال القضاء على منصات الصواريخ. يا غزة يا عروس عروبتنا المذبوحة على موائد الحكام الذين ارتكبوا أكبر الآثام في الرهان على استسلامك وعملوا مع جناح الاستسلام والفساد في السلطة الفلسطينية. الجناح الذي سرق منظمة فتح وادعى انه يمثلها، الجناح الذي فاوض السفاح ويده تقطر دما. سكينة فؤاد تسخر من حكم ابو مازن وثالث جميلة هي زميلتنا والكاتبة والأديبة، ونائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية سكينة فؤاد التي صوبت قذائفها على أبو مازن وأبو الغيط قائلة في الوفد: في نهاية الأسبوع الماضي أطلق وزير الخارجية أبو الغيط تصريحا لا يقل عما سبقه من مفاجآت، وقال: إن مصر تعترف بحماس كأحد فرق وأجنحة القضية الفلسطينية ولكن مصر تدين انقلاب حماس على الشرعية - مصيبة والله العظيم، من الذي انقلب على الشرعية حماس المنتخبة من شعبها وصف وزير الخارجية هذه الشرعية بأن حماس جاية بالبرلمان أم أن الذي انقلب على الشرعية السلطة وما يطلقون عليه حكومة تصريف الأعمال في رام الله، وأن هذا الانقلاب هو الذي قاد إلى جميع المصائب التي يعانيها الشعب الفلسطيني ودفع ثمنها بالدم والحياة أبناء غزة. أخشى أن إبقاء سلطة رام الله أصبح ضرورة لتبرير ما يرتكبه الكيان الصهيوني، ومع عظيم التقدير والاحترام لدور المقاومة فقد آن الأوان أن تستكمل النصر بأن تنسحب حماس إلى موقعها الأخطر كفصيل مقاوم وأن تجتمع الفصائل لإنهاء سلطة رام الله المنتهية وتكوين حكومة وفاق وطني تحفظ وهج تعاطف الشعوب مع القضية والشعب الفلسطيني، وحتى لا تهدر دماء وأرواح الشهداء مرة ثانية في متاهة الخلاف الفلسطيني والصراع العربي والدهاء الشيطاني الصهيوني الذي يتوحش بالانقسام ويواصل تضليل الضمير الإنساني عن حقائق ما تبقى على الأرض من حقوق الشعب الفلسطيني. نور الهدى زكي: عن اي انتصار تتحدث حماس؟ وأما رابع الجميلات فقد عثرنا عليها في العربي وهي زميلتنا نور الهدى زكي، التي غضبت مما سمعت فقالت في عمودها - قف - لم أصدق صيحات الانتصار الكاذبة التي روجت لها حماس على لسان قادتها، ولم أصدق كل من توقعوا أن حماس سوف تحتفل بالنصر، وراهنت دائما على أن المأساة والدمار وصور الأيدي والأرجل المقطعة والأجساد المحترقة ووجوه الأطفال المشوهة أكبر كثيرا من كل دواعي السياسة التي تروج لما هو غير موجود، وتصدق أن الهزائم والكوارث يمكن أن تتحول لانتصارات في عالمنا العربي، ولكني ومن موقعي الذي يبتعد - عن الكارهين للمقاومة والموالين لنظرية سلام التابعين والمستضعفين وأصحاب الكراسي والحسابات بعد السماء عن الأرض لم أر انتصارا، ولم تكن هناك أصلا حرب حتى تنتصر فيها حماس أو تنتصر إسرائيل، ما حدث ليس حربا وإنما عمليات إبادة وتدمير وقتل مدنيين، لم تكن حربا بين جيشين أو بين جيش وميليشيا مسلحة تستطيع أن تكبد الجيش النظامي خسائر في الأرواح والمعدات، لم نر قتلى لإسرائيل، ولم نر جرحى ولا مشوهين ولا فاقدي أيدي وأرجل، ولم نر الرعب والهلع على وجوههم في المخابئ ولو لمدة أيام أو ساعات ولم نعرف أيضا أن المقاومة دمرت لهم دبابات ولا أسقطت لهم طائرات، كل هذا الذي كنت أتمنى أن أراه ويراه العالم لم يحدث وإنما رأينا نمطا من حروب الإبادة تعرض لها شعبنا العربي في غزة، شعب استطاع أن يقدم لنا دروسا في الصمود وعدم رفع الرايات البيضاء، كل هذا ليس انتصارا، وما كان يصح أبدا أن نحتفل بالنصر الذي لم يأت، خاصة وإسرائيل تحاول الآن الإفلات من جريمة الإبادة الجماعية والقتل الجماعي والمدافن الجماعية التي لم تكتشف بعد، ما علينا إلا أن ندفع الآن في اتجاه محاكمة إسرائيل دوليا وفي اتجاه تكثيف جهود العون والمساعدة للأهل في غزة، ما علينا إلا أن ندفع في اتجاه رأب الصدع الفلسطيني وتبني طريق المقاومة وتقديم أنفسنا للعالم بتصور يحرر الأرض ويحرر الإنسان العربي الذي يستطيع أن يحتفل بنصر حقيقي. المصري اليوم: لم ينتصر أحد! وسنضطر إلى تغيير النوع، أي المذكور، ونبدأ بزميلنا بـ الأهرام نبيل شرف الدين الذي سخر يوم الأحد من الجميع، لأن كل واحد منهم أعلن أنه انتصر، فقال في المصري اليوم عن ممثل حماس: أبو العبد يطل عبر شاشة الأقصى متورد الخدين ليزف إلى الأمة - لا أعرف بالضبط أي أمة يقصدها - نبأ النصر المبين، وتعود لصدارة نشرات الأخبار مشاهد الغلمان الملثمين وهم يعلنون بطريقة سينمائية الانتصار في غزوة غزة، والعم أبو مازن انتصر أيضا، فقد أثبت للقاصي والداني ان لا سلام من دون فتح، ولا حرب إلا من جانب حماس وأنه لم يزل قابضا على مفاتيح الشرعية. كان الساسة الإسرائيليون يعلنون بثقة أنهم انتصروا، وحققوا الأهداف المنشودة، وسورية وحليفتها إيران أعلنتا أيضا الانتصار بعد أن أوصلتا للغرب والشرق رسالة مفادها أن بوسعهما إشعال الحرائق وإطفاءها في المنطقة. ومصر أيصا انتصرت، وأثبتت أنها الدولة العربية الوحيدة التي استجابت إسرائيل لدعوة رئيسها، والقادرة على حشد جميع قادة أوروبا والدول الكبرى في الشرق الأوسط، ليحتضنهم منتجع شرم الشيخ الرئاسي. كما أنه ليس بوسعنا إنكار انتصار السعودية، فقد أكد عاهلها عمليا ومعمليا أن الكبير، كبير وأنه على قدر أهل العزم تأتي العزائم وأن منحة المليار دولار ليست سوى دفعة أولى من نهر الخير الذي سيعيد الخضرة لضواحي غزة، بدلا من الأنقاض والجثث. حتى قطر انتصرت. وأخيرا انتصرت واشنطن، فعلى الرغم من مرورها بلحظة تاريخية، يدخل فيها أول رئيس أسمر للمكتب البيضاوي، فقد استطاعت أن تواصل دعمها الاستراتيجي لإسرائيل، وتحافظ على تماسك حلفائها بالمنطقة دون حدوث شروخ تؤثر على مصالحها. إنها حرب عجيبة انتصر فيها الجميع باستثناء الغزاوية المساكين الذين فقدوا حياتهم أو أحبتهم لكن يبدو أنها لم تكن كافية ليكف مشعل وإخوانه عن مغامراتهم الخرقاء، ويتصرفوا بروح تدرك حجم المسؤولية عن الشعوب أو يتخلوا عنها بسلام. اسرائيل وحماس اتفقتا على هزيمة مصر! لكن زميلنا في المصري أحمد الصاوي أكد أن الخاسر الوحيد مصر بقوله: فشلت إسرائيل ومن معها في تحقيق انتصار عسكري خالص، في تأكيد جديد على أن الدولة العبرية باتت عاجزة عن حسم أي معركة عسكرية على الأرض، وفشلت حماس ومن معها في تكبيد إسرائيل خسائر موجعة تدفعها للتفكير ألف مرة قبل أن تحاول تكرار هذا العدوان، لكن الطرفين اللذين عجزا عن الانفراد بنصر أو هزيمة نجحا سويا في شيء واحد - بات واضحا وجليا بعد انتهاء المعارك وتوقف آلة القتل الإسرائيلية - وهو هزيمة مصر. فقدت مصر نفوذها في غزة إلى حد كبير، بعد تثبيت حماس لدعائم حكمها للقطاع وفشلت مصر طوال السنوات الأخيرة في احتواء الحركة والدخول في دوائر استقطابها وتقريبها بعيدا عن المحاور المناوئة لدورها. وفي نفس عدد المصري عثرنا على مقال قيم لزميلنا وصديقنا ورئيس حزب الجبهة الديمقراطية الدكتور أسامة الغزالي حرب، عالج فيها، قضية ما يشاع عن انتصار إسرائيل، فقال: الأغلب أن إسرائيل استطاعت تدمير مخازن للصواريخ، وورش لتصنيعها وأنفاق لتهريبها، وأنها استخدمت في ذلك معدات عسكرية وتكنولوجية فائقة التقدم، كما استهدفت إسرائيل قتل أكبر عدد من جنود وكوادر حماس، غير أنه من المؤكد أنه ليس بإمكان أي قائد إسرائيلي بل ولا أي محلل عسكري في العالم أن يقول إن إسرائيل قد حققت نصرا عسكريا بالمعنى الدقيق للكلمة! وليس في هذا الاستنتاج أي مبالغة، فلم يحدث أبدا، في أي مواجهة من هذا النوع بدءا من حرب فيتنام، وحتى حرب الجزائر، ومرورا بحروب التحرير والحروب الشعبية العديدة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، التي انطوت على مواجهة بين جيوش نظامية، وقوات مقاومة غير نظامية - أن استطاعت تلك الأولى أن تهزم الثانية. وليست المواجهة في فلسطين استثناء من تلك القاعدة! لذا فمن المؤكد أنه لا يزال في إمكان حماس تهريب صواريخ، وتصنيع صواريخ وإطلاق صواريخ. إن هذا ينقلنا إلى الهدف الثاني - السياسي والأكثر أهمية، القضاء على حماس وكوادرها، وكذلك مؤسساتها وبنيتها التنظيمية، بحيث يتم - ماديا وسياسيا - استئصال حماس من غزة تماما، وأن يتم استهداف حماس في إطار استهداف المؤسسات الفلسطينية، والمواطنين الفلسطينيين، إلى الدرجة التي تجعل سكان غزة أنفسهم - بعد أن تنتهي الحرب - يمنعون حماس من العودة إلى إطلاق الصواريخ على إسرائيل، خوفا من تعرضهم مرة ثانية للأهوال التي شهدوها في أثناء الحرب وحماس لا تزال قائمة! ولكن الأهم من ذلك كله أن الإنجاز الذي تحقق تكتيكيا أصاب في مقتل - الهدف الإسرائيلي الاستراتيجي الأهم، وهو أن تتقبل شعوب المنطقة أن تعيش إسرائيل بينها في سلام وتلك هي النتيجة الوحيدة المؤكدة للحرب التي شنتها على غزة. الوفد تسخر من الاعلام المصري ونتحول إلى الوفد مع الوفدي المهندس يحيي حسن عمر وقوله وهو في حالة تأفف: المتابع لكثير مما يكتب في الإعلام المصري حاليا مع بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة يكاد تلتبس عليه ماهية العدو من وجهة نظر هذا الإعلام، فالحملات التي تطلق والمقالات التي تدبج في الإعلام الحكومي ضد حماس خاصة في الأسبوع الأول تكاد تفوق ما يكتب ضد إسرائيل. وأصبح حسن نصر الله هو العدو حاليا لأنه خرج بتصريح قال فيه كذا. العجيب أن التائهين من حملة المباخر وسدنة الإعلام الحكومي يتعجبون من أن تتجه الأنظار الى مصر، كأنهم لا يعرفون ما يعرفه الطفل في المرحلة الابتدائية أن مصر هي أكبر دولة عربية وأعرقها وأقدرها على الفعل محليا ودوليا، وكأنهم لا يعرفون ما يعرفه الطفل أن مصر هي منفذ غزة التي تجري تصفيتها حاليا، فلمن يريدون أن تتجه الأنظار؟! صحيح أن هناك مزايدات من هنا وهناك، لكن الفارق بين الصغير والكبير أن الصغير ينشغل بها، والكبير يتشاغل عنها، فكيف للإعلام المصري ولوزير الخارجية الموقر أن تصبح ردود أفعالهم وكأن العداء ضد حماس وبعض الأطراف العربية أصبح مسألة شخصية تقدم على ما سواها!! وإذا كنا نشتكي من المزايدات باسم مصر، فكثير من الأقلام الحكومية كتبت تقول مصر قدمت كذا وكذا من أجل فلسطين. لقد قدمنا بالفعل كل ما نستطيع أيام صلاح الدين وقطز ثم ايام عبدالناصر!! نعم هذا ما قدمته مصر سابقا، فما الذي قدمته الآن؟ ألا تستحون أن تستهلكوا ماضي مصر الكبير في سبيل دعم حاضر باهت، ان كثيرين ممن يقولون اننا قدمنا الكثير من أجل فلسطين هم أنفسهم لم يقدموا أي شيء وإلى المرجفين الذين يخوفوننا بالحرب نقول ليس مطلوبا أن نحارب، ولكن علينا أن نستخدم كل ما عندنا من وسائل سياسية واقتصادية لننقذ اخواننا، اللهم انصر اخواننا في غزة فليس لهم ناصر سواك. لا، لا شأن لنا بالمرجفين، وبأي مرجف، ولا حتى بالإخوة في قوات الاعتدال، كما أنبأنا نفس العدد معارض عنيد للنظام هو الدكتور طبيب حمدي عبدالمعطي باشا، استشاري جراحة التجميل بمستشفى المطرية التعليمي وقوله في نفس العدد: بالرغم من أن مصر لا تحتاج مني أو من آخرين للتذكير بصمودها إلا أن الأمر يستلزم التذكير فالذكرى تنفع المؤمنين هذا إن كانوا كذلك. ان مصر عندما تخلت عن دورها قدرا ومقدارا لم نجد من الدول العربية من يملأ هذا القدر والمقدار، واضطر البعض إلى آخرين وهذا ما زاد في لخبطة العقل! إلا أن الإخوة في معسكر المدعو بالاعتدال عدم المقاومة لم يطرحوا بديلا للمقاومة بل اكتفوا بالدعوة لعدم المقاومة فقط بالرغم من أنهم قد أخذوا الكثير من الوقت لاثبات وجهة نظرهم وهو التفاوض بالسياسة، إلا أن الأمر برمته لم يكن سوى نكتة سخيفة هم يسألون السلام والحقوق المشروعة وإسرائيل تتحدث معهم عن انبطاحهم أولا ثم إذا انبطحوا تسألهم ما تحت الانبطاح ثانيا؟! الأمر لا بد أن يأخذ مسارا جديا بمعرفة الشعوب بما في عقلها قبل أن تخرجه الى العلن، نعم نحن نعاني من لخبطة في العقل العربي والآن وليس بعد لا بد أن تقوم الطبقة المتعلمة الحقيقية والتي توظف عملها لخدمة شعوبها لتبين للشعب ما هو الخطأ وما هو الصواب، الصواب هو المقاومة ودعمها سياسيا والعمل على تقويتها شعبيا والخطأ هو الانتحار فرديا أو جماعيا تحت دعاوى زلزلة العدو، الصواب هو معرفة العدو وهو الصهيونية والاحتلال والخطأ هو توهم أن مصر هو العدو، الصواب هو تنحية الأنظمة الفاسدة والخطأ هو اعتبارها أنها أنظمة!. نهضة مصر: لا مصالحة ولا يحزنون! لا، لا، هذه قسوة في الأحكام تحتاج إلى مراجعة وتأن مارسه في نفس اليوم زميلنا محمد الشبه رئيس التحرير التنفيذي لـنهضة مصر بقوله: لا مصالحة ولا يحزنون، واللي في القلب، في القلب! وعاد زعماء جبهتي الممانعة والاعتدال الى بلادهم بعد السلامات والقبلات والعيش والملح على مائدة العاهل السعودي ولكن لا أحد منهم طلب من أبواق الفتن والنفاق في بلاده أن تكف عن الهجوم على الفريق الآخر، وها هي قناة الجزيرة تذيع طوال اليوم بيانا قالت إن أطباء فلسطينيين في أوروبا يتهمون مصر بأنها منعت عبور أطفال غزة للعلاج في فرنسا!!، وتشعر على الفور بالغثيان وأنت تسمع الجزيرة وهي تكرر هذا الافتراء. وليس مهماً في نظر مشعلي الحرائق أن تكرس هذه الحملات حالة الانقسام عربيا وفلسطينيا المهم أن تقوي شوكة حماس ضد السلطة وأن ينتشر السخط في العالم العربي ضد النظام المصري والحكم السعودي، ومع أن البعض قد يرى أن هزيمة تيار الاستسلام ودعم الثوريين الجدد من أمثال دولة قطر هو أحد أهداف النضال الميكروفوني هذه الأيام إلا أن الكارثة المحققة على المدى البعيد سوف تتمثل في سقوط النظام العربي كله في هاوية الخلافات والحروب الكلامية وعودة شبح الخمسينيات والستينيات عندما كان العرب مقسومين الى رجعيين وتقدميين، وفي النهاية ذهب الاثنان لتجد الشعوب العربية نفسها غارقة في وحل الهزيمة والفساد السياسي عام 1967. وإلى أهرام امس الثلاثاء - حيث أسعدنا لابعد الحدود، رئيس مجلس إدارتها ورئيس تحرير الأهرام المسائي زميلنا وصديقنا مرسي عطا الله، لأنه وهو يحدثنا عن بعض نتائج المعركة قال عن رئيسنا: الرئيس مبارك رأى في لحظة معينة أن يمسك بكل أوراق الأزمة في يديه حتى يضمن للجهد المصري أن يتوافق مع القراءة الدقيقة والفهم الصحيح للواقع الذاتي والواقع الاقليمي والواقع الدولي، وبما يكفل توفير القدرة اللازمة لمحاصرة العدوان تحت اقصى درجات الامن والأمان وبأقل قدر من الخسائر، بل انني استطيع القول انه مثلنا يحسب لمصر قدرتها الفذة على قراءة مقدمات العدوان وتحذيرها الصريح من مغبة توفير الذرائع لإسرائيل يحسب لها اليوم قدرتها على محاولة احتواء وحصر التداعيات المؤلمة للعدوان حتى لا تقف أي عقبات جديدة أمام ما كان ينبغي علينا عمله قبل نشوء المأزق، ان مصر التي يزايد عليها البعض لتعطيل قدرتها على استمرار دفعها للرياح التي تحمل لقاحات السلام هي ذاتها مصر التي تهيئ نفسها لكل الاحتمالات لأن ذلك هو قدرها التاريخي قبل ان يكون مسؤوليتها القومية ودورها الإقليمي. روزاليوسف تشيد بموقف سوزان مبارك طبعا، طبعا، وهل هناك من يتجرأ أو يشك في ذلك؟ لا، ولا في ما قدمته مصر من معونات اسعدنا جدا، جدا، ان يعترف بها من ليس مصريا ولا عربيا، وقالت عنه زميلتنا في جريدة روزاليوسف رغدة أبو رجب أمس: أشاد جون هولمز وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة بجهود السيدة سوزان مبارك واتصالاتها وتحركاتها داخل مصر، ومع الجهات المعنية في الخارج لكفالة توصيل معونات الإغاثة لأبناء غزة، كما أشاد بالجهود التي قام بها الهلال الأحمر الذي ترأسه سوزان مبارك في ادخال المساعدات الانسانية ونقل الجرحى وتقديم خدمات العلاج والإسعاف وأنه أجرى محادثات بناءة وايجابية مع السيدة سوزان مبارك تناولت كيفية التعاون والعمل والتنسيق في الفترة المقبلة بشكل فعال لادخال احتياجات سكان غزة من المعونات الانسانية بما في ذلك المواد الغذائية والأدوية الى جانب تقديم الخدمات التي يحتاجونها في مجالات الرعاية الصحية والتعليم ومياه الشرب والكهرباء والصرف الصحي، وأن وزارة الصحة في مصر قامت ايضا بدور مهم في توفير خدمات العلاج والأطباء والمسعفين للمصابين الفلسطينيين وعلاجهم في المستشفيات المصرية. لا، ليس المساعدات الانسانية فقط، وانما مصر سمحت بادخال السلاح الى حماس، وهو ما اعترف به امس ايضا زميلنا محمد علي إبراهيم، رئيس تحرير جريدة الجمهورية الحكومية وعضو مجلس الشورى المعين، بقوله: المستشار الخضيري ودعاة إعلان الحرب على إسرائيل يفهمون أن انسحاب إسرائيل الأحادي من القطاع يعني أنه أصبح محررا، وهذا خطأ بالغ. إن مصر يا سيد خضيري عندما تساهم في منع تهريب السلاح إلى غزة، فإنها تفسد المخطط الإسرائيلي لإلغاء القضية الفلسطينية، مصر تتصدى لمخطط أكبر من المقاومة وسقوط الشهداء، مصر تسعى لإعادة تحميل غزة على إسرائيل باعتبارها ارضا محتلة وتعمل في الوقت ذاته على ربط غزة بالضفة وإنهاء الشقاق الفلسطيني لتحافظ على حيوية القضية الفلسطينية، مصر تغاضت كثيرا عن الأنفاق ولحقها ما لحقها من اتهامات بالعمالة والتآمر والتواطؤ، كما دخلت في مواجهة مع واشنطن كادت تنتهي بإلغاء المعونة الأمريكية نهائيا بسبب هذه الأنفاق التي كنا نغض الطرف عن السلاح الذاهب للمقاومة منها، وكان جزاؤنا التشهير والهجوم والتطاول من قادة حماس وضيوف الفضائيات، مصر يا سيد خضيري ويا جماعة الإخوان لا تخشى أمريكا ولا إسرائيل، تصادمنا مع واشنطن أكثر من مرة ورفضنا منح تسهيلات عسكرية لهم أو إرسال قوات للقتال معهم في العراق وما زلنا نعاقب من أجل هذا الموقف الذي لم يتنازل عنه الرئيس مبارك أبدا. اتهام الحكومة بالتواطؤ مع التجار وإلى حكومة البيزنيس وما أشبه، وطبعا لا داعي لأن أكرر ما يسبقها من شؤم ونحس، والتي قال عنها وعن تواطؤها الخفي مع التجار ورجال الأعمال ضد أحد أعضائها وهو وزير التجارة والصناعة زميلنا بـالأهرام محمد السعدني يوم الاثنين: في مشهد غريب غير قابل للتصديق انقلب رجال الأعمال على الحكومة والدولة غير عابئين إلا بأعلى قدر من المكاسب الجشعة ولو على حساب دماء مواطنيهم، تماما كما الوحش الذي ينقلب على من قام بتربيته وينقض عليه في الوقت الذي يظن المربي انه حان الوقت ليقوم الوحش بحمايته. آليات السوق والاندماج مع الاقتصاد العالمي تعني عند رجال أعمالنا فقط المزيد من تحقيق الثروات، عندما ترتفع الأسعار عالميا تباع السلع المنتجة محليا والمستوردة طبقا للاسعار الجديدة، وعندما يحدث العكس لا تنخفض الاسعار بل تستمر في الزيادة. اشتباك ومشادات كلامية عنيفة دارت بين المهندس رشيد محمد رشيد وبين رجال الأعمال أعضاء غرفة تجارة القاهرة، لأن الرجل يطالبهم بالاستجابة لمتطلبات السوق والاقتصاد العالمي بأن يخفضوا من اسعار السلع التي يتحكمون فيها ويحتكرونها بعد أن وثقت الدولة في قدرتهم على تحمل أعباء الاقتصاد الحر، رجال الأعمال اتهموا رشيد بالتسبب في إحداث ركود في الأسواق بعد تصريحاته قبل نحو ثلاثة أسابيع بضرورة تخفيض الاسعار، تماشيا مع الأسعار التي انخفضت في أنحاء العالم. وفي الوقت الذي ينصح فيه رشيد المخالفين ويطالبهم باحترام قواعد السوق، إلا أنه يقف وحده يؤذن في مالطة، فلم نسمع عن أي مساندة حقيقية من الحكومة لموقفه، ولم نلمس أي إجراء يردع هؤلاء المتاجرين بأقوات الشعب، والمصيبة أن الحكومة تعرف جيدا أن ضعف الرقابة هي التي أودت بالاقتصاد العالمي إلى هذه الهاوية، وكأن هناك سرا ما لا نفهمه فإلى متى تستمر هذه المهزلة؟!. هجاء حكومة البزنس شعرا ويبدو أن زميلنا السعدني طيب القلب لأنه يندهش من موقف الحكومة، ولا يعلم انها بقلبها وسيفها مع رجال الأعمال، ولو كان قد قرأ قصيدة الشاعر الجميل علي سلامة في المصري اليوم يوم الأحد، بعنوان - سيناريو فيلم خيال علمي، لما اندهش من موقف هكذا حكومة بيزنيس، لأن علي قال: المشهد الأول.. مصر نهار خارجي طاهر زي الحليب صباح النور من قلب عصفور حر بيزقزق مفيش خوف ولا خندق ولا دبابة بيوت بتحضن بعضها وبلد بنحبها بجد صبحت جناين ورد مش خرابة مفيش سور ولا بوابة ماتت كل الوحوش والديابة المشهد التاني. ليل جميل في أرض مطار إمبابة قمر وشجر وضل وونس ورئة ونفس طالع بالراحة وأمل وتلامذة شاطرين حفظين أغاني العشق يا مصرع الغايب ليل بطعم الفرح وريحة الحبايب من غير وشوش كدابة والبطل بأمر سيادة القانون وإذن النيابة بيعلن خبر القبض على جميع أفراد العصابة ابقى اكتب تنويه يا فتحي في بداية الفيلم إنه خيال علمي عشان الرقابة. والغريب انه في اليوم التالي - الاثنين - كان كاريكاتير زميلنا وصديقنا عمرو سليم في المصري عن جد يقول لحفيده. - أيامنا غير أيامكم خالص يا ابني، على أيامنا كانوا الحرامية وشيوخ المنصر بيروحوا على طره وسجن أبو زعبل، دلوقتي بقوا بيروحوا على لندن عدل. وبالإضافة لهذه الحكايات، فهناك حكاية مدهشة نشرتها الأحرار يوم الاثنين مع صورة زنكوغرافية تحت عنوان - صدق أو لا تصدق بسؤال: لطلاب الإعدادية حول جهود حكومة نظيف في تطوير التجارة في عهد محمد علي - ونص الخبر هو: صدق أو لا تصدق، امتحان مادة الدراسات الاجتماعية للشهادة الإعدادية بمحافظة القاهرة تضمن سؤالا غريبا، مضمونة، أذكر جهود حكومة نظيف في محاصرة الفقر ومساندة الطبقة الوسطى مع أن المنهج الذي درسه الطلاب طوال التيرم الأول في مادة الدراسات تناول فترة محمد علي والمماليك وثورة القاهرة الأولى والحملة الفرنسية، وفي نفس الفقرة يطالب السؤال التلاميذ بكتابة أمثلة حول جهود الدولة في تطوير عمليات الإصلاح الاقتصادي كما يشمل السؤال مطالبة التلاميذ بالمقارنة بين التجارة في عهد العثمانيين والتجارة في عهد محمد علي. الأقباط واخفاء اسرار الكنيسة وإلى أشقائنا الأقباط، والهجوم المفاجىء الذي شنه يوم الأحد - في المصري اليوم زميلنا وصديقنا حمدي رزق ضد البابا شنودة الثالث، قائلا عنه في عموده اليومي - فصل الخطاب - أسرار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية سبعة ليس بينها مرض البابا، وأسرار الكنيسة هي: سر المعمودية، وسر الميرونو وسر الإفخار ستيا، وسر مسحة المرضى، وسر الزواج، وسر الكهنوت، والقبطي الأرثوذكس الصالح لا يذاع له سر. تنشط سكرتارية البابا شنودة الثالث في غيبة مسؤول كنسي للإعلام ليس في طمأنة الشعب على صحة البابا ببيانات واضحة لا لبس فيها، ولكن تبذل قصارى جهدها للتعمية على ما يتسرب من أخبار حول حقيقة مرض البابا، وكأنه عيب أن يمرض البابا، ومن فرط التعمية والنفي والتكذيب صارت أخبار مرض البابا مقررة على أبواب النميمة الصحفية. الثابت إذن، أن البابا مريض ويحتاج الى علاج مكثف في الداخل او في الخارج وإذا كان حتما ولا بد، فلماذا لا يترك البابا الكنيسة أمانة في ايدي من يحسنون رعايتها، ويتفرغ تماما للعلاج طالبا الشفاء، لأن استمرار معاناة البابا يعني استمرار معاناة الكنيسة. لا معاناة ولا يحزنون، فالبابا في صحة جيدة، وسيكون قادرا بإذن الله تعالى وبمشيئته على أن يسافر لا الى كليفلاند، وانما الى استكهولم في السوير لتسلم جائزة نوبل التي سيحصل عليها إذا عاونه المسلمون كما نادى بذلك يوم الاثنين في بريد المصري المهندس الاستشاري ممدوح الشرقاوي قائلا: كمواطن مصري مسلم أدعو كل مصري أن يؤيد ويدعم ويزكي ترشيح قداسة البابا شنودة لنيل جائزة نوبل للسلام، ودون شك فإن هذه الجائزة ستشرف بمنحها لقداسته، لمواقفه الداعية للسلام والتآخي والمحبة ونبذ الطائفية بكل صورها وأشكالها، ولمساندته الدائمة للشعب الفلسطيني وحقه في أن يكون له وطن مستقل، واستنكاره وشجبه للعدوان الغاشم على أهل غزة الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة، وللدور الوطني الذي يؤديه من أجل وحدة عنصري الأمة من مسلمين وأقباط، ليعلو شأن الوطن وتصفو نفوس المواطنين وليفوت الفرصة على أعداء هذا البلد الآمن المستقر، الذين يبثون سمومهم ويروجون لأفكارهم الطائفية والعنصرية، وهم يؤمنون بأن مصر هي أكثر أمم العالم أمنا وسلاما، أتمنى أن يقود فضيلة شيخ الأزهر حملة مساندة ودعم لهذا الترشيح وستكون هذه الخطوة محطة مهمة في توسيع أواصر المحبة والإخاء بيننا جميعا. وأنا موافق، خاصة بعد أن قرأت في وطني للبابا قوله: اللهم يهتم بالعمل الصغير، ويطوبه، ويجعل منه شيئا كبيرا، ويكافئ عليه، وهذا من فرط محبته للبشر، انظروا كيف يقول: من سقى أحد هؤلاء الصغار كأس ماء بارد فقط باسم تلميذ، فالحق أقول لكم إنه لا يضيع أجره مت 10: 42. مجرد كأس ماء بارد، لم يتعب مقدمه فيه، ولم يضف إليه شيئا، يؤكد الأمر كلمة فقط، ويزيد العمق أيضا أنه لأحد الصغار، وأنه باسم تلميذ، ولكن محبة الله لا تترك عملا بدون أجر مهما صغر شأنه. نرى كذلك قبول الله للعمل الصغير في حياة الملوك القديسين في العهد القديم. قيل عن سليمان الحكيم إن النساء الغريبات أغوينه في زمن شيخوخته وأمتن قلبه وراء آلهة أخرى، ولم يكن قلبه كاملا مع الرب كقلب داود أبيه 1 مل 11: 4 ونحن نعلم أن داود النبي كانت له أخطاؤه المعروفة والتي عاقبه الرب على بعضها 2 صم 12 2 صم 24: 10- 15 ومع ذلك يقول الكتاب إن قلبه كان كاملا أمام الرب، لعل الله كان يقصد مجرد إيمان داود وعدم اتباعه آلهة أخرى، وهكذا قيل عن باقي الملوك القديسين في العهد القديم، كانوا كاملين من حيث الإيمان، وقبل الله منهم ذلك، وكان يعفو عن أخطائهم بالتوبة. وعبارة كامل قيلت ايضا عن كثير من أنبياء العهد القديم وكانت لهم أخطاء.. أيوب الصديق مثلا، قال عنه الرب أكثر من مرة إنه رجل كامل ومستقيم وعلى الرغم من ذلك سجل الوحي الإلهي عنه أنه كان بارا في عيني نفسه وقد وبخه إليهو بن برخئيل البوزي، بل وبخه الله نفسه، وسأله أسئلة ليثبت له جهله، الى أن اعترف أخيرا بضعفه وندم في التراب والرماد وحينئذ رفع الرب وجهه، وقال لأصحاب أيوب لم تقولوا في الصواب كعبدي أيوب..
26 مشردة فلسطينية - حقيقة الأمر في حقيقة الأمرلم يكن هناك مقاومة ولا ما يحزنون نحن ليس عندنا جيش مسلح ومجهز ليواجه قوة الألة الاسرائيلية وانما كل تنظيم لديه مجموعة من الشباب الذين وهبواأ نفسهم فداء للوطن ليس هناك أي تنسيق أو ترتيب بين الفصائل الفلسطينية على تشكيل قوة عسكرية موحدة تتصدى للعدوان الاسرائيلي وبالتالي كان المقاومون يتنقلوا بين الأبراج السكنية ليطلقوا منها الرصاص على الدبابات أو الطائرات الاسرائيلية مما أعطى مبرر للاسرائيليين بنسف هذه الأبراج وكانت الناس تستنجد بالمسئولين أن لا تدعوا هؤلاء يختبئون بين الأبراج العامرة بالسكان ولكن ما من مجيب مما اضطر السكان من النزوح من هذه العمارات وقتل منهم من قتل حتى وهم هاربون من منازلهم فأي مقاومة هذه التي تضحي بأرواح المئات من الأبرياءالذين دفعوا دم قلبهم من أجل أن يشتروا شقة في برج وهم محملون بالديون والقروض. Zack, U.S. - Victory is a strange term Ms. Nur Al-Huda Zaki got it right, there was NO war in Gaza, it was a one-sided 22-day extermination campaign by one side - the Jewish Nazis that practically met very little or no resistance, simply because it was conducted largely from the air and long-range bombardment. It is also true there was no victory for either side. In 2002, less than 300 true fighters in Jenin Refugee Camp - a camp that is less than 1 mile square by size - managed to kill at least 26 Jewish Nazis with at least 3 dozens other wounded, using AK-47, a few pounds of dynamite and a few RPG-7s. They held a 30,000 Jewish Nazi force, supported by F-16s, Apache Helicopters, tanks and artillery at bay for 10 days. That was a clear victory for Palestine محمد البدري - رخوية ام ارتخاء؟ يا استاذ كروم، تبدو لغتك العربية في حالة لا تسر احد وربما انت في حاجة الي منشط لغوي بدلا من المنشطات الاخري التي يتداولها المصريون ولها سمعة سيئة. تصحيحا لما قلت فان العنوان الفرعي "هجوم نسائي على رخوية القادة العرب" ينبغي ان يكون "هجوم نسائي على ارتخاء القادة العرب" ربنا يديم عليك الرخاء وليس الارتخاء في اللغة فقط لا غير. |
التعليقات (0)