المزيد عن مؤامرة محاولة تلويث سمعة قاضي هشام طلعت والاخوان يواصلون هجومهم على ولاية الفقيه
25/06/2009
كانت الاخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة امس الأربعاء عن محادثات الرئيس مبارك مع الرئيس الروسي، والاتفاق على الشراكة الاستراتيجية بين البلدين واستقباله السياسي اللبناني سعد الحريري وتسلمه أوراق اعتماد أربعة عشر سفيرا جديدا، واستقبال جمال مبارك أعضاء المنتخب المصري القادم من جنوب افريقيا وإشادته بما قدموه لمصر، وامتحانات الثانوية العامة وإعلان النتيجة منتصف الشهر القادم وارتفاع درجة الحرارة الى اثنين وأربعين درجة طبعا، فهذا من أفاعيل حكومة النحس، والمخابرات الأمريكية، خاصة بعد أن اتهمها أمس زميلنا وصديقنا بالوفد محمد أمين بأنها التي دبرت فضيحة المنتخب الوطني، وضبط شاب بريطاني في شرم الشيخ مصاب بانفلونزا الخنازير ليصل عدد المصابين الى واحد وأربعين تم شفاء ثلاثين منهم، وإعلان وزير الصناعة والتجارة رشيد محمد رشيد، اتخاذ إجراءات رادعة، ضد شركات استيراد القمح المخالف للمواصفات، وظهور الحمى القلاعية بين المواشي في الفيوم واستمرار عملية مكافحة الفئران للقضاء عليها مع تحذيرات من هجوم الثعابين على البشر وهي تتغذى على الفئران كما جاء في تحقيق طريف وملفت لزميلنا في المصري اليوم فاروق الجمل، كما انفرد زميله أبو السعود محمد بتحقيق آخر، مدعم بالصور عن الحفلة التي أقامها المعهد العالي للخدمة الاجتماعية بحي مدينة نصر على هامش مؤتمر الأمن الإنساني ودور المهنة الاجتماعية بين المفهوم والتطبيق، ووصلة الرقص فيها التي شاركت فيها عميدة المعهد وأساتذته وتحقيق الرقابة الإدارية في تكاليفه.
وإلى قليل من كثير لدينا.
المنتخب والعاهرات
نبدأ بتوالي ردود الأفعال العاصفة على ما نشر عن حكاية عاهرات جنوب أفريقيا وأفراد المنتخب لنكون مع زميلنا المحرر الرياضي بـالوفد علي البحراوي وقوله غاضبا يوم الثلاثاء: منتخب الساجدين لا يجب أن ينال منه أحد في النواحي الأخلاقية، أما كرة القدم والفنيات والتشكيل والأداء والاختيارات فكلها قابلة للنقد الموضوعي البناء وهي أموالا تغضب حسن شحاتة وجهازه المعاون واللاعبين، ولكن يبدو أن بعض الذين لا يفهمون في فنيات الكرة يلجأون إلى قصص وهمية ليجدوا مدخلا للحديث عن المنتخب واللاعبين ويظهروا في الصورة التي ترفض اصلا تواجدهم لأنهم حقا لا يستحقون. أخطأ الجهاز الفني واللاعبون وقصروا أمام أمريكا ولكن محاولة الخوض في الأعراض مرفوضة تماما.
طبعا، طبعا، لا بد من احترام منتخب الركع الساجدين، ولا أعلم ماذا سيكون الوصف لو انضم إليه أربع لاعبين اقباط وواحد بهائي ينكر مذهبه.
ولهذا فإن زميلتنا بـالأخبار إلهام أبو الفتح قالت في نفس اليوم ـ الثلاثاء: هي حرب قادتها تلك الصحيفة حماية لسمعة جنوب أفريقيا وقدرتها على حماية أمن الوفود المشاركة في بطولة القارات حتى لا يتم إلغاء البطولة وضحت بسمعة فريقنا وتاريخه الطويل والمحترم طوال الدورات الماضية. الحقيقة كشفها الله عندما أعلن المدير الفني لفريق البرازيل أيضا سرقة أمواله وملابسه من غرفته في الفندق عند غيابه عن الفندق. إذن فالأمن مفقود وأمانة الكلمة غائبة والتهم جاهزة لمن يكشف عن ذلك وتشويه السمعة هو الحل. والذي يحيرني لماذا لم يتقدم منتخبنا القومي ببلاغ فورا للشرطة عن تلك السرقة ويثبت في محاضر رسمية؟ لماذا لم تتحرك السفارة المصرية في جوهانسبرغ بتقديم احتجاج رسمي ورفع قضية تعويض ومطالبة الصحيفة بإثبات اقوالها، يقول البعض انها شوشرة لا داعي لها وأنه في تلك الدول تلفيق الاتهامات وارد واستئجار عاهرات للشهادة وارد، ولكن يجب ألا يخشى منتخبنا القومي واتحاد الكرة والسفارة المصرية من شيء، الحقيقة لا بد أن تظهر يوما ما.
لا، لا، المؤامرة لم تشارك فيها العاهرات فقط، وانما، لأن هناك تواطؤا من الساجدين مع أمريكا، وهو ما كشف عنه وعن غيره من خفايا، وفي نفس اليوم كذلك، زميلنا وصديقنا عصام كامل مدير تحرير الأحرار، وقال: خسارة المنتخب المصري بثلاثية أمام أمريكا ليست هزيمة كروية، ولكنها هزيمة سياسية، في إطار العين متعلاش عن الحاجب. وفسر آخرون، أنه في حالة فوز حسن شحاتة على أمريكا، فإن ذلك يعني وضع اسمه في قائمة الإرهابيين المطلوبين. اعتقد ان هزيمتنا المهينة، أمام أمريكا بهذا الشكل ستكون قضية التسجيل الصوتي القادم للشيخ أسامة بن لادن.
وهذا ما دعا زميلنا وصديقنا ورئيس مجلس إدارة مؤسسة روزاليوسف كرم جبر لأن يناشد المصريين قائلا في جريدة روز: من هو المجنون، في بلد يحتل المركز الأول عالميا في انتشار الإيدز، من الذي يغامر بصحته وحياته ويصطحب فتاة ليل تحمل المرض بنسبة مائة في المائة؟ كيف يستطيع لاعب أن يصطحب فتاة وهم يقيمون في غرف ثنائية وثلاثية؟ وهل يجرؤ أحد أن يفعل ذلك في وجود الشيخ أبو تريكة وبقية اللاعبين الذين يحرصون على الصلاة؟ نعم، من حق اللاعبين أن ينفعلوا ومن حق مدربهم حسن شحاتة أن يخرج عن شعوره، وهم يواجهون الاتهام الكاذب، ولهم أسر وزوجات وأطفال وأهل وأقارب. هذا الاتهام البشع، بمثابة تحريض للرأي العام على هؤلاء اللاعبين حتى تطاردهم الجماهير في الشوارع وتقذفهم بالطوب والحجارة وتهدد حياتهم وأرواحهم. هذا الاتهام اعتمد على وشاية كاذبة مجهولة المصدر، ونقلتها وسائل الإعلام والصحف كالعميان، ثم صنعت منها ضجة كاذبة، مصدرها غير معلوم. أقول للجمهور المصري الحزين، استقبلوهم بالورود، قولوا لهم الجايات أكثر من الرايحات، فمن قسوة الهزيمة سوف تصنعون لنا نصرا جميلا.
ولكن هذا لا يمنع زميله بـالشروق وائل قنديل لأن يقول في ذات اليوم: لم نضبط لاعبي المنتخب وجهازه الفني في وكر للأعمال المنافية للآداب لكننا شاهدناهم يترنحون في مباراة كرة قدم منافية للأداء الرجولي، وبدوا أمام الامريكان أشبه بمجموعة من المصطافين التقوا فجأة فريقا يعسكر في أحد المنتجعات فاختاروهم لتنفيذ بعض الخطط عليهم في حصة تدريبية.
وننتقل الى الوطني اليوم ـ لسان حال الحزب الوطني الحاكم ونشرها في صفحة الرياضة التي يشرف عليها زميلنا شريف شوقي نص كلام عمرو أديب في برنامج ـ القاهرة اليوم ـ ومداخلات اللاعبين، وكان الفنان عزت أبو عوف حاضرا مع عمرو: كابتن المنتخب أحمد حسن: يا أستاذ عمرو عيب اللي بتقوله احنا لاعبينا محترمة، وأنا ممكن أكلمك في الماتش زي ما انت عاوز.
عزت أبو عوف: ثانية واحدة يا كابتن أحمد، أنا عزت أبو عوف مع حضرتك، مساء الخير، حضرتك انا من الأول قلت ان جاءكم فاسق فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة، كويس، انسى وانسى الموضوع ده الوقت، ممكن اعرف من حضرتك حتى أبرد واستريح.
أحمد حسن: وحتى نبرد احنا ايضا، المفروض يطلع اعتذار رسمي على ما قاله الأستاذ عمرو أديب، واتهامه للمنتخب بالكامل أنه أحضر فتيات ليل للغرف.
أديب: اعتذار من مين؟ المفروض تطلبوا اعتذار من شرطة جنوب أفريقيا.
أحمد حسن: احنا معنا عائلات في المنتخب.
أديب: اطلبوا اعتذار من الصحف في جنوب أفريقيا والمواقع التي نشرت الموضوع وتطلبوا من كل جرائد مصر واليوم السابع والقدس.
أحمد حسن: المفروض انك من خمسة أيام كنت تشيد بالمنتخب لماذا تحولت هكذا وترجع تقول ان لاعبينا غير محترمين وعاوز أقول لحضرتك ان اتوبيس اللاعبين بالكامل ولع نار.
أديب: الأتوبيس بتاعكم فيه عشرين فرد، هنا ثمانين مليون مواطن مولعين نار.
أحمد حسن: لا تتلاعب بمشاعر ثمانين مليون من فضلك وعاوز أقول لك انك مش هاتحب بلدنا أكتر مننا واحنا بندافع عن بلدنا.
أديب: هو انتم النهارده فرحتوا بلدكم كلها، ويوم زامبيا فرحتم بلدكم كلها، ويوم الجزائر فرحتم بلدكم كلها.
أحمد حسن: سوف اعطي لك الكابتن أبو تريكة يكلمك وعلى فكرة ده من بين الناس اللي اتسرقت، هل يا ترى يكون كمان ضمن الناس اللي متورطة في موضوع الفتيات؟!
أديب: طبعا لا يمكن يكون أبو تريكة من بين هؤلاء.
أحمد حسن: وبالمناسبة اللي كتب هذا كان بغرض التغطية على موضوع سرقة اللاعبين في الفندق وأنا والكابتن حسن سألونا على موضوع السرقة فرفضنا نرد.
أديب: يعني البلد أحرجتكم، لماذا لم تردوا وتدافعوا عن نفسكم وعاوزينا احنا ندافع عنكم؟
أحمد حسن: وسعادتك كنت المفروض تدافع عننا لأن ولادنا ما يعملوش.
أديب: إذا كان انتم لم تدافعوا عن أنفسكم عاوزني أنا أدافع عنكم؟
أحمد حسن: احنا مش لاعبية بخسة، على فكرة، ولو سمحت، أي واحد بعد كده يحترم نفسه ولا يتحدث عنا بهذه الطريقة.
فيلتقط ابو تريكة الهاتف ويقول لأديب:
ـ كيف تتحدث عن منتخب مصر بهذه الطريقة عندما كسبنا إيطاليا وأحرجنا البرازيل وعلشان مباراة يا جماعة تقولوا هذا الكلام، حرام عليكم.
أديب: قول يا كابتن أبو تريكة مش ها اقدر أرد عليك.
أبو تريكة: يا استاذ عمرو الناس متجوزة وعندها أولاد أنا معاك اننا خسرنا مباراة، لكن اللاعبين تعبوا جدا على مدار المباريات الماضية، يا جماعة ده شرف لاعبيه، وعلى فكرة، هذا شرف جيل في كرة القدم وهذه شهادة اسأل عنها يوم القيامة.
أديب: يا كابتن محمد، أنا لا يمكن أرد عليك.
أبو تريكة: يا أستاذ عمرو، قطع في اللاعبين والنواحي الفنية زي ما انت عاوز، لكن تقول ان اللاعبين احضروا فتيات ليل لغرفهم، هذا عيب.
أديب: يا محمد أنا ما قلتش، انتو ليه مش سامعين اللي أنا بقوله، يا حبيبي الكلام ده موجود على كل المواقع ولما تنزلوا بكرة مصر هاتلاقوه موجود في كل الصحف وسايبين الدنيا كلها، وماسكيني أنا، لا انتوا قاعدين في المؤتمر، ماردتوش يا راجل.
أبو تريكة: يا أستاذ عمرو، احنا لو مش هانخاف من الناس هانخاف من ربنا سبحانه وتعالى، وإيه يعني لما نخسر مباراة كرة.
عزت أبو عوف: لأ، أنا مش معاك في الموضوع ده يا كابتن أبو تريكة.
فيلتقط حسن شحاتة الهاتف ويقول لأديب:
ـ هو ده الكلام يا أستاذ عمرو اللي المفروض يتقال على لعيبة مصر؟ انت كمان ركبت الموجة يا عمرو.
أديب: لو عندك يا كابتن حسن رد هاسمعك ومش هاقاطعك.
شحاتة: احنا لاعبينا محترمة جدا، ومحترمة عن أي حد فيكم، وشرفنا فوق الجميع، ولا حد يقدر يمسه، وبتجيب فنانين عشان يشتموا في اللاعبين ده عيب.
أديب: أنا لم أدخل فنانين.
شحاتة: كرهتونا في الكرة وطظ في الكرة، ومش عاوزين نلعب كرة تاني، الله يخرب بيوتكم.
ويغلق الهاتف في وجه أديب.
أديب: أحسن برده، هي دي أخلاق الناس اللي بتصلي.
المهم، ان أديب اعتذر للمنتخب، بينما تعرض أمس ـ الأربعاء ـ الى هجومين سريعين، الأول في الأحرار من مدير تحريرها زميلنا وصديقنا عصام كامل وقوله عنه: الجماهير غاضبة من عمرو أديب بسبب ألفاظه الجارحة ضد المنتخب، مع أن هذا الرجل لا يجب أن نغضب منه.
والهجوم الثاني جاء من رئيس تحرير جريدة روزاليوسف زميلنا عبدالله كمال الذي خصص له الفقرات الست من بابه اليومي - ستة في ستة - الذي يوقعه باسم جدول الضرب.
إعدام هشام ومحسن
اليوم ـ الخميس ـ سينطق المستشار المحمدي قنصوة ـ الحكم في قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، المتهم فيها رجل الأعمال وعضو مجلس الشورى وعضو أمانة السياسات بالحزب الوطني الحاكم هشام طلعت مصطفى، وضابط أمن الدولة السابق محسن السكري ـ وكان قد أحال أوراقهما الى المفتي، وقام رئيس تحرير مجلة المصور، زميلنا وصديقنا حمدي رزق باستئناف الهجوم على عائلة هشام وفريق الدفاع عن والده، بعد ان اتهمهم في العدد الماضي، عن الخطة التي أعدوها لتلويث سمعة القاضي، كما رد على تقدمهم ببلاغ للنائب العام ضده، وقال عنهم: نعلم مسبقا أن الثمن باهظ، وأن المواجهة ليست يسيرة مع من يشترون كل شيء حتى أدلة البراءة قانونهم من لا يأتي بشراء النفوس يأتي بدق الرؤوس، اللهم أبلغت اللهم فاشهد بعد كشف مخططهم الأسود لاغتيال سمعة قاض جليل، ومحاولتهم البائسة لإنقاذ المتهم المغلوب على أمره في سجنه كان الله في عونه وبدلا من أن يتخفوا من فعلتهم ويتداروا من جرستهم، ويخفوا وجوههم في الحائط طفقوا يمرون على الفضائيات واحدة تلو الأخرى.
يسوقون بضاعتهم فاسدة، عريضة شكوى رقم 38 باعتبارها دليل براءتهم مما خططوا كان حريا بهم الدعاء لموكلهم بالبراءة بعد ان عجزوا عن توفيرها قانونيا فلجأوا الى أساليب تحريضية جلبت على موكلهم اقصى عقوبة وها هو الرجل يتخبط ويخبط في الصحافة ويتهمها بما ليس فيها، كان الله في عونه وأعانه الله على ما بلاه من أمثال هؤلاء، لن نزيد الطين بللا بنشر المزيد من مياه العملية القذرة لتلطيخ سمعة القاضي المحمدي قنصوة ونملك منها الكثير، ومن مصادر عليمة ووثيقة الصلة بالاسرة وبالقضية، ولن نؤلم الأسرة المكلومة في ولدها الذي ينتظر رحمة من السماء، ولن نفتح جرحا جديدا..
كما أسرع أمس أيضا زميلنا وصديقنا كرم جبر رئيس مجلس إدارة مؤسسة روزاليوسف بالمشاركة في الهجوم بقوله في جريدة روز: المستشار المحمدي قنصوة، أنا متأكد من أنك ستحصل على حقك وعلى حق السلطة القضائية ممن شككوا في نزاهتك ولكن بعد أن تصدر حكمك وينتهي دورك في القضية.
ـ من تطاول على القضاء ونزاهة القاضي يجب أن يدفع الثمن، وأن يتحمل نتيجة أفعاله بجرأة وشجاعة، مثلما اتهم القاضي بجرأة وشجاعة فسمعة القضاء المصري أهم مليون مرة من مكاسب المحامين.
ـ هذا المستشار العظيم مشهود له بالكفاءة والنزاهة والشرف بين زملائه القضاة الذين يعرفونه جيدا، وكان أستاذا لهم وأشرف في التفتيش عليهم وترقيتهم، ورد اعتباره مسؤولية الجميع.
ـ الإعلام والصحافة والفضائيات، غدا يومكم وبثكم المباشر من الثامنة صباحا، وسوف يكسب معركة التغطية النظيفة من يتسلح بأقصى درجة من الشفافية والحياد والموضوعية.
ـ الجري وراء الإثارة وألاعيب المحامين والبراءة في جيبي وغيرها من وسائل الغش والتمويه، لن تنطلي على الناس حتى البسطاء توجههم حواسهم الى الاتجاه الصحيح.
ـ غدا سوف يبدأ فصل جديد من المسلسل السخيف، بعض الأطراف ستتفرج عليه بغرض التسلية ـ ولكن هشام وحده هو الذي لن يتسلى به.
عادل إمام.. تكلم فرأيناه!
وإلى المعارك والردود، وابننا أحمد جمال بدوي ابن زميلنا وصديقنا الراحل، وأخي الذي لم تلده أمي، جمال بدوي، وقيامه في الوفد يوم الثلاثاء بمهاجمة صديقنا وصديق والده نجم النجوم عادل إمام بالقول عنه وعن كثرة أحاديثه: لا تجد برنامجا ولا قناة أو فضائية إلا وتجده متحدثا بها في كل شيء من السياسة إلى الكرة الى الدين حتى المداخلات التليفزيونية لم تعتقها فكانت بذلك غلطته الكبرى وكما قال أرسطو لأحد حواريبه تكلم حتى أراك تكلم عادل إمام فرأيناه وعرفناه فخسرناه فنانا موهوبا وممثلا محبوبا، والمشكلة لست أراها كما يرى البعض في آرائه السياسية التي يرونها صادمة لجمهوره من البسطاء والمقهورين باعتبار أنه يتناقض بين ما يؤديه من أدوار تنتصر لهؤلاء كما أنها تهاجم الحكومة بكل حرية وبين توجهاته السياسية الحقيقية الموالية للحكومة والدولة، فهو في الحقيقة حر في ما يعتنقه ويؤمن به لأن عادل إمام هو في النهاية مجرد ممثل جيد يؤدي أدوارا فنية مختلفة ليس بالضرورة أن تكون معبرة عن قناعته الشخصية ومن الخطأ التعامل معه على أنه مناضل شعبي أو مجاهد سياسي فنحاسبه من هذه المنطلقات فنعطيه دورا مهما أو مختلفا عنه.
ومن هنا كان الالتباس من لقب الزعيم الذي لخبط الزعامة الفنية على الزعامة الشعبية على الزعامة السياسية، والحقيقة أن عادل إمام وإن كان يجيد الزعامة الأولى إلى حين فإنه يفتقر كثيرا الى الزعامات الأخرى التي ورطته فيها وأغراه بتمثيل دور ليس دوره تلك الأضواء المبهرة التي يشعر أنها بدأت في الانحسار عنه، بالإضافة الى شلة من حملة المباخر والمزاهر من مرددي لقب الزعيم عمال على بطال، فكانت نتيجة تلك الورطة أن الرجل أصبح يتكلم في ما لا يحسن الكلام فيه ويتواجد في غير موطنه الأصلي وملعبه الوحيد السينما والمسرح فانكشف الزعيم وظهرت عوراته الثقافية والفكرية.
لا تغضبوا منه بسبب دور الزعامة الوهمية التي يعيشها لأنه في الحقيقة (زعيم أونطة)!!.
بوبوس والخنازير
لا، لا، ما هذا الكلام الذي يقوله ابننا العزيز عن صديقي وصديق والده حيث قرأنا أيضا في مجلة صباح الخير في نفس اليوم ـ الثلاثاء ـ لزميلنا المحرر الفني ماجد رشدي قوله: أعجبني رد عادل إمام عندما سأله البعض في العرض الخاص لفيلمه بوبوس عن توقعاته لمدى تأثر إيرادات فيلمه بانفلونزا الخنازير فأجاب بثقة ان جمهوره يحب أفلامه ويشاهدها تحت أي ظروف أو مخاوف وأن بوبوس سيكسب انفلونزا الخنازير. هذه هي ثقة نجم جماهيري ليس في نفسه فقط، لكن في فيلمه أيضا، الكلمة ستكون في النهاية للأرقام، فهي وحدها التي ستكشف مدى صمود كل فيلم ونجومه أمام مخاوف الجمهور من الذهاب الى دور العرض المغلقة، واختبار النجومية هذه المرة اختبار مختلف بعيدا عن التصريحات المزيفة والأدوار المستفزة والإيرادات الكاذبة أحيانا، الاختبار هذه المرة هو مقياس حقيقي لقوة النجم مع الجمهور وهل لديه سحر خاص يجعله يجبر الناس على أن ينسوا مخاوفهم أم أن سحره زائف ومع أول حالة هلع من دور العرض سيضحي الجمهور به وبفيلمه؟ الإجابة ستكشفها أرقام الإيرادات خلال الايام القادمة والتي ستحسم الصراع بين النجوم وانفلونزا الخنازير.
وكنت قد نسيت ـ وما أنساني إلا الشيطان والشيخوخة ـ قاتلهما الله ـ الإشارة الى معركة سابقة خاضها في جريدة روزاليوسف يوم الاثنين رئيس مجلس إدارتها زميلنا وصديقنا كرم جبر ضد الذين يهاجمون رجل الأعمال ومحتكر انتاج الحديد وأمين التنظيم بالحزب الوطني الحاكم أحمد عز لتدخله في انتخابات نقابة المحامين وتشكيل هيئة المكتب، فقال: الأحزاب السياسية وعلى رأسها الوفد ثم الجماعة المحظورة هما السبب الرئيسي في إفساد نقابة المحامين والقضاء على دورها التاريخي، فضاعت المهنة، وساءت أحوال أعضائها.
ـ الوفد والمحظورة جعلا النقابة مسرحا لكل المؤامرات والمناورات والفتن السياسية منذ الثمانينيات حتى أصبحت خرابة للبوم والغربان، ودفع المحامون ثمنا فادحا لهذا الاحتلال.
ـ كان الحزب الوطني بعيدا تماما عن تلك الصراعات، وظل يرفع شعار: ارفعوا أيديكم عن النقابات المهنية ولكن أحدا لم يسمع، وظن المحتلون أنهم حققوا فوزا عظيما.
ـ لماذا الثورة ـ إذن ـ عندما ترددت أنباء عن لقاء بين المهندس أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني وبين بعض أعضاء مجلس النقابة في الفورسيزونز، وهل هذا حرام على الحزب الوطني وحلال على الآخرين؟
ـ لماذا الابتزاز والتخويف وكان ما فعله النقيب حمدي خليفة جريمة تستحق خلعه والإطاحة به خارج النقابة مع أنه محام ونقيب ومن حقه أن يجلس مع الجميع؟
ـ لماذا الذعر والهجوم على عز لانه جلس مع خليفة؟ ولماذا لم يحدث ذعر مماثل عندما أساءت الأحزاب والمحظورة استخدام النقابة في تحقيق أغراض بعيدة تماما عن العمل النقابي؟
ـ أليس الحزب الوطني حزبا يلعب في الساحة السياسية ومن حقه أن يفعل مثلما يفعل الآخرون، أم يتم حرمانه من هذا بمقتضى التخويف والصوت العالي؟
ـ إذا كان أحمد عز قد فعل ما يكتبونه عنه في الصحف الخاصة والحزبية ففي رأيي هو يستحق الإشادة، رغم الاختلاف مع المبدأ ـ على الأقل لأنه أوضح للجميع خطورة اللعب بهذا السلاح.
وأكمل زميله رئيس التحرير عبدالله كمال الهجوم في فقرتين من فقرات بابه -ستة في ستة- الذي يوقعه باسم جدول الضرب وهما:
ـ كما لو أن الصحف قد اكتشفت فجأة أن هناك نقابة للمحامين بعد أن فاز بأغلبية عضويتها محامون غير إخوان، متابعات يومية، وانشغال بالنقابة على مدار الساعة، ما يدهشني هو الرسالة التي تتبناها صحيفة الوفد، إذ هل تريد أن تقول إن النقابة من الأفضل أن تكون مع الإخوان، بدلا من أن تكون قومية؟!
ـ لو كانت جريدة الوفد لا تعلم فإن بين من فازوا في الانتخابات مرشحين من حزب الوفد ولو كان الوفد يذكر الحزب يعني، فإننا نقول له إن الذي أسقط النقابة في حجر الإخوان هو انشقاقات وصراعات قيادات الوفد، والطعن المستمر في أحمد الخواجة رحمه الله حتى لا يكون بديلا لفؤاد سراج الدين رحمه الله أيضا.
المظاهرات في إيران
ومعاركها في مصر
وإلى انتخابات الرئاسة الإيرانية واستمرار ردود الأفعال عليها، وعلى المظاهرات المندلعة فيها والعنف الذي تواجهها به السلطات، ونبدأ بالأهم، وهو مواصلة جماعة الإخوان المسلمين إبداء ملاحظاتها على النظام وما يجب عليه القيام به من تغييرات، وأوكلت المهمة الى مسؤول الملف السياسي فيها صديقنا العزيز الدكتور عصام العريان، الذي بدأ بالفعل في الدستور إبداء بعض الملاحظات، وأكملها بأخرى منها: كانت حجة الخميني الأساسية أنه إذا كنا اتبعنا وكلاء عن الإمام الغائب في أمور ديننا فكيف نتخلف عن اتباعه وتقليده في أمور الدنيا والسياسة؟
وبذلك أسس لتطوير جديد وخطير في المذهب الشيعي الإثنى عشري، لم تكن تلك النظرية لتصمد طويلا أمام التجربة ولا بد لها أن تتطور وتتغير للأسباب الآتية:
الأول: هو ضعف السند الفقهي، فإذا كان الملالي حجة في أمور الفقه والشريعة بسبب تخصصهم الطويل وتدرجهم في المناهج العلمية التي قد تصل الى 30 سنة في الحوزات، فإنهم ليسوا متخصصين في أمور الحياة السياسية المعقدة التي تحتاج إلى عشرات المتخصصين في جميع المجالات.
الثاني: هو المعارضة الأصلية للنظرية ولاية الفقيه فلم يوافق الخميني عليها كبار الفقهاء من آيات الله العظمى مثل الخوئي والسيستاني والكلبايكاني وبروجردي الذين حرصوا على تمييز دولة العلم عن دولة الدنيا وأرادوا شغل الفقهاء بالأولى فقط، حيث نجح العلماء في الحفاظ على استقلاليتهم طوال قرون.
الثالث: هو الممارسة العملية فقد تنافس آيات اللـــه على المناصب السياسية وفي الصراع السياسي الحالي المحتدم طالت الاتهامات رؤسا كبيرة، وقد لا تتوقف عند رفسنجاني وكروبي ورضا نوري، بل قد تصل إلى الولي الفقيه خامنئي نفسه إذا فشل في احتواء الصراع الحالي وهو ليس من الآيات العظمى.
الرابع: هو صحوة الشعب الذي يجد لنفسه اليوم مكانا في الصراع الدائر، لأنه صراع سياسي يمس أمور حياتهم العادية ولهم فيه رأي وحجة بينما كان الآيات والملالي ومراجعهم في التقليد الديني الذي لا يتخصصون فيه ولا حجة لهم فيه ولا قدرة لهم عليه.
الخامس: هو الضغوط العالمية ودور الدول الكبرى والدول المجاورة، فقد عاش الشيعة لقرون طويلة في عزلة عن العالم، وهاهم اليوم في قلب الصراعات الإقليمية والعالمية، يؤثرون ويتأثرون، وهذا لم يرد في كتب الأقدمين منهم ويحتاج الى اجتهاد جديد جماعي، لا ينفرد به الفقهاء فقط وهو ما لا تتعود عليه الحوزات العلمية فضلا عن دور الإعلام الخطير.
السؤال اليوم هو: إلى أين تتجه إيران؟
وهل تتطور نظرية ولاية الفقيه الى نظرية جديدة هي ولاية الأمة؟ وهل يدرك الشيعة أن غيبة الإمام التي طالت قد تطول أكثر وأكثر وأن الحاجة ملحة الى العودة الى الأمة نفسها لتتولى أمور دنياها وتختار بحرية من يحكمها وتحاسبه على ذلك وتعزله إن أرادت؟
وهل يمكن ترجمة إجابات تلك الأسئلة في تطوير دستوري في إيران دون الحاجة الى نظرية فقهية جديدة تحتاج الى فقيه في حجم الخميني وقائد سياسي محنك له مثل قدراته القيادية وكاريزمته الشخصية؟!.
وهذا كلام معقول، لكن المشكلة أن الإخوان المسلمين عندما كتبوا مشروع برنامج حزبهم السياسي، وضعوا فيه مادة عن إنشاء هيئة لكبار العلماء، تقترب اختصاصاتها من اختصاصات مجلس صيانة الدستور، واخضعوا السياسة لرقابة دينية، بالإضافة لرفضهم تولي قبطي رئاسة الجمهورية حتى لو كان ذلك من اختيار الناخبين المسلمين، فلا حول ولا قوة إلا بالله من شروط المحظورة.
والرأي الآخر الذي يستحق أن نوليه أهمية ما كتبه زميلنا والكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي في الشروق يوم الثلاثاء ـ بسبب علاقاته الوثيقة بإيران واهتماماته بشؤونها، وهو أحد الخبراء فيها، لكن لا بد من الإشارة، إلى أن له مواقف مخالفة معها حين يتعلق الأمر بالمصالح القومية العربية، فهمي قال: فهمت من بعض المطلعين في طهران أن الأزمة مرشحة للتصـــاعد، وأنه بعد الخطاب الذي ألقاه السيد علي خامنئي يوم الجمعة الماضي، وأعلن فيه قبوله بالنتائج المعلنة ورفضه التشكيك فيها، فإن الإصلاحيين اعتبروه طرفا في المشكلة وليس حكما، ومن ثم فإنهم شددوا الحملة ضده بحيث أصبح هو المستهدف في صلاحياته على الأقل وليس أحمدي نجاد، وليس معروفا المدى الذي يمكن أن تصل إليه تداعيات هذه المواجهة. ويرجح المطلعون أن الأمر سوف يحسم مع نهاية هذا الاسبوع، على الأقل في حدود إعادة التماسك بين القيادات الدينية، خصوصا بعدما امتدح السيد خامنئي الشيخ رفسنجاني في خطبة الجمعة، في ما بدا أنه استرضاء له بعدما اتهمه أحمدي نجاد علنا بالضلوع في الفساد هو وأولاده.
ـ الملاحظة الثانية أن ما يقال عن تزوير الانتخابات هناك يظل وجهة نظر الطرف الخاسر، وهو ما يحتاج الى اثبات من قبل جهة محايدة، وإذا ما ثبت فإنه يجرح القيمة الأخلاقية للنظام الإيراني لا ريب، مع ذلك فلا مفر من الاعتراف بأن موقف المجتمع هناك من دعاوى التزوير أفضل كثيرا من نظيره في العالم العربي، فقد خرجت الشرائح المعارضة الى الشارع وظلت طوال الأيام العشرة الماضية تواصل تحديها ورفضها واشتباكها مع الشرطة، في حين أن التزوير في أقطارنا العربية أصبح قاعدة في أي انتخابات محلية أو نيابية ولا تسأل عن الرئاسية، وثمة أحكام قضائية اثبتت التزوير في بعض الأقطار، ومع ذلك فإن المجتمع ابتلعها وسكت عليها وتعامل معها بدرجة مدهشة من التسامح وغض الطرف.
ـ الملاحظة الثالثة: أننا شهدنا هناك انتخابات حقيقية وليست تمثيلية انتخابية.
لا أقارن مع الانتخابات في انكلترا مثلا، لكنني أتحدث عن الانتخابات التي تجرى في كل العالم العربي.
ـ الملاحظة الخامسة التي تثير الاهتمام في هذا الصدد أن حفاوة الإعلام العربي بالإصلاحيين غيبت عنهم حقيقة مواقفهم من العرب وقضاياهم، وإذ لا يشك أحد في أن بينهم عناصر وطنية مخلصة، إلا أن أحدا لا يستطيع أن ينكر أن منهم عناصر لا يستهان بها متعربة وأخرى متعصبة، الأولون من دعاة الالتحاق بالغرب والآخرون قوميون لهم مشاعرهم غير الودية إزاء العرب.
بهذه المناسبة فإن الإصلاحيين في حملتهم ضد احمدي نجاد انتقدوه في سياسته الاقتصادية وفي تعامله مع الغرب بصورة أسهمت في عزلة إيران، خصوصا حين فتح ملف المحرقة بغير مبرر وألب دولا عديدة على إيران بسبب ذلك، لكن الشق المسكوت عنه أن بعض الاصوات الإصلاحية انتقدت الرجل بسبب اتهامه بأنه كان لينا بأكثر مما ينبغي مع العرب.
إذ أخذ عليه أنه أول رئيس إيراني زار دولة الإمارات العربية، وأنه حضر اجتماعا لمجلس التعاون الخليجي في الدوحة، وهو ما كان ينبغي له أن تقدم عليه الحكومة الإيرانية التي تمثل دولة كبرى في المنطقة (الشيخ مهدي كروبي في إحدى المناظرات التليفزيونية بينه وبين احمدي نجاد).
هؤلاء ليسوا معنيين كثيرا بما يقال عن تمدد شيعي في المنطقة العربية، لكنهم معنيون اكثر بنفوذ الدولة الفارسية الكبيرة.
ونتحول من الشروق الى الأخبار في نفس اليوم لنكون مع زميلنا وصديقنا والأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة جلال دويدار وتحذيره من نوايا إسرائيل نحو إيران وقوله: لا بد وأن ننظر بعين الشك والريبة لدخول إسرائيل على الخط في محاولة للصيد في الماء العكر استغلالا للأزمة الناشبة في إيران، ان موقفها من تطورات هذه الأزمة إنما يعني شيئا واحدا ألا وهو أن تسود هذا البلد قلاقل وعدم استقرار. إننا ولا شك نرحب بغضبة الشعب الإيراني على تعمد نظام الملالي انجاح أحمدي نجاد بأي وسيلة ضد منافسيه. في هذا المجال فإن المساندة الإسرائيلية لموسوي ليست أبدا في صالحه، إن كل الدلائل تؤكد أن هذه الثورة تستند في صلبها الى عوامل داخلية بعيدة كل البعد عن القضايا الخارجية وهو ما تحاول إسرائيل التغاضي عن فهمه، إذن فإن ما تهدف إليه اسرائيل هو ركوب الموجة الغاضبة في إيران أملا في الخلاص من قوة مناوئة لنفوذها وهو ما سبق وأن حققته من خلال دفع بوش الى غزو العراق والقضاء على وحدته وسيادته.
التعليقات (0)