خلافات بين العلماء بسبب المطالبة بمنع العمرة والحج.. والقبض على تنظيم تابع لـالقاعدة وراء تفجير الحسين
25/05/2009
كانت أبرز الأخبار والموضوعات في الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد عن توالي ردود الأفعال على الحكم بإحالة أوراق هشام طلعت مصطفى ومحسن السكري الى المفتي، والتسابق في نشر محاضر الجلسات التي كان محظورا نشرها أثناء نظر القضية، والموضوع الثاني الجاذب للاهتمام كان مباراة فريقي الأهلي والإسماعيلي على بطولة الدوري يوم الأحد - أمس - والثالث استئناف بارك الله لنا فيه نشاطه - ببحث ترتيبات زيارة الرئيس الأمريكي أوباما لمصر في الرابع من الشهر القادم، وإعلان وزارة الداخلية نبأ القبض على تنظيم يتبع القاعدة، قام بالعملية الإرهابية في ميدان سيدنا الحسين في شهر فبراير الماضي وأدت إلى مقتل سائحة فرنسية مسكينة.
وقال مصدر أمني - نقلا عن أخبار أمس: تمكن جهاز مباحث أمن الدولة من خلال المعلومات والرصد الأمني تحديد مجموعة من العناصر المصرية وأخرى أجنبية من المرتبطين بتنظيم القاعدة وما يسمى بجيش الإسلام الفلسطيني تتحرك لتنفيذ عمليات إرهابية بالبلاد وأخرى بالخارج حيث تم ضبط 7 منهم وبحوزتهم عبوات متفجرة وذخائر.
أشارت المعلومات أن إدارة نشاط البؤرة يتم من خلال مصريين هاربين خارج البلاد هما أحمد محمد صديق وخالد محمود مصطفى حيث قاما بتكليف بعض العناصر التي تم استقطابها بالتسلل عبر الانفاق الأرضية الى قطاع غزة لتلقي تدريبات متقدمة في مجال اعداد المتفجرات والدوائر الكهربائية والتفجير عن بعد، واعداد الشراك الخداعية ثم متابعة عودتهم مرة أخرى الى البلاد عبر تلك الانفاق أيضا لتنفيذ ما يصدر لهم من تكليفات في هذا الشأن.
وقد تمكنت تلك العناصر وفي ضوء التكليفات الصادرة لهم من تدبير أسلحة وذخائر ومواد متفجرة من مخلفات الحروب بسيناء ومن خلال التمويل المتاح لهم من مسؤولي التحرك والذي كانت تقوم بتسليم جانب منه عناصر نسائية للتمويه حيث تم تجنيد فتاتين أحداهما فرنسية من أصل ألباني والأخرى مصرية.
واعترف أحد عناصر الخلية الإرهابية وهو بلجيكي من أصل تونسي أنه كان مكلفا بالسفر إلى بلجيكا والاتصال بعناصر تنتمي لتنظيم القاعدة والتوجه بصحبتهم الى فرنسا تمهيدا لتنفيذ عمل إرهابي بفرنسا، كما أشارت اعترافات المتهمين أنه صدر لهم تكليفات باستهداف بعض خطوط إمداد المواد البترولية والمنتجعات السياحية بمنطقة شبه جزيرة سيناء.
وأعلن محافظ القاهرة عبدالعظيم وزير أن القاهرة أصبحت الآن خالية من الخنازير، وتأكيدا لصدق ذلك، كان كاريكاتير زميلنا خفيف الظل فرماوي في مجلة حريتي، عن مواطنين يقرآن يافطة معلقة على حائط مكتوب فيها: - اعدم خنزير تحصل على الثاني مجانا.
وأعلن أيمن نور، أنه أثناء سيره بجوار السفارة اللبنانية في الجيزة، قام شاب في السابعة عشرة من عمره يركب دراجة بخارية، بإطلاق لهب عليه من علبة مبيد حضري، فأدى الى حروق في وجهه وفروة رأسه.
ولا تزال المشاحنات والخلافات دائرة حول صفقات القمح الروسي، وهل هي فاسدة أم لا، ووصلت الحيرة الى درجة خطيرة جدا، بالنسبة للحكومة.
وأشار اليها امس زميلنا وصديقنا عمرو سليم في المصري اليوم عن اجتماع حكومي، ومثول كبير يقذف في الهواء قطعة معدنية لتسقط أمامه وزملائه على الترابيزة، وهو يقول ضاحكا.
- نلعب ملك وكتابة، لو ملك يبقى القمح فاسد ولو كتابة يبقى مش فاسد. ونبدأ ببعض ما لدينا:
أخبار اليوم تساند
هشام طلعت ضد الحكم باعدامه
ونبدأ بردود الأفعال على حكم محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار المحمدي قنصوة إحالة أوراق رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، وضابط الشرطة السابق محسن السكري إلى المفتي، في قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، ونعيد التأكيد، على موجة الارتياح الشعبي للحكم، رغم أن بواعثه مختلفة، بل ومتناقضة لأنها تشمل من هم ضد النظام ومن معه، وكل له أسبابه في الفرحة والتأييد، إلا أن هناك من اعتبروا الحكم وكأنه هزيمة وضربة لهم، لأنهم كتبوا وتحدثوا علنا تأييدا لهشام وإشادة به وبأعمال الخير له، وأنه بريء ومظلوم، وأن المحاكمة ستثبت ذلك، وكانت صحيفة أخبار اليوم ورئيس تحريرها زميلنا ممتاز القط تقف على رأس المدافعين بشراسة، عن هشام والدعاية له، وكتب ممتاز مقالات عديدة ومنع أي هجوم ضده، كما فتحت الصحيفة أبوابها للدفاع عنه، ولذلك كانت صدمتهم كبيرة، وحاولت التخفيف من أثرها، والاستمرار في عملية الدفاع، فنشرت تحقيقا لزميلنا مجدي دربالة جاء فيه: يقول المستشار محمد أنور أبو سحلى رئيس محكمة جنايات بنها: هناك فرصة لتخفيف الحكم على المتهمين بعد الطعن بالنقض، فمن وجهة نظري أن المحرض على القتل لا بد أن يكون قريبا من مسرح الجريمة، وهذا لم يتوافر لهشام طلعت مصطفى وتوجد بعض الثغرات التي قد تبحثها محكمة النقض منها عدم وجود إذن لتسجيلات المتهمين، ويقول فريد الديب محامي هشام طلعت مصطفى: قرار المحكمة الأخير يدل على وجود مؤشر قوي أن القضاة يفكرون في إصدار حكم بإعدام المتهمين لكنه ليس دليلا قاطعا على ذلك، وفي حالة صدور هذا الحكم ضد هشام طلعت وسأتقدم بالطعن عليه أمام محكمة النقض بعد تدارس حيثياته لمعرفة مدى سلامة هذا الحكم من الناحية الموضوعية، ومن ناحية سلامة الاستدلال، ومدى التزام المحكمة بحدود الدعوى وما ورد في أوراقها، قدمنا دفوعا بوجوب امتناع المحكمة عن سماع الدعوى بسبب عدم صدور طلب قانوني مكتمل الاجراءات من الإمارات، وقدمنا دفوعا أخرى حول بطلان الإجراءات وسنرى إذا كانت المحكمة قد تصدت في حيثيات حكمها لهذه الطلبات أم لا.
وهذا كلام غير مقبول من المستشار أبو سحلى في التعليق على حكم أصدره زملاء له، وهو لا علاقة له بالقضية، وكلام فريد غير مقبول أيضا في اتهامه المحكمة بأنها من البداية تفكر في الإعدام وكان فريد يصول ويجول قبلها بالقول بأنه يضمن البراءة.
أما زميلنا وصديقنا صبري غنيم فواصل عملية الدفاع عن هشام قائلا: تصورنا أن المفاجأة هي براءة هشام طلعت مصطفى، لأن أغلبية الشارع المصري وعلى رأسه أسرته ومحبوه كانوا يعيشون على هذا الأمل بسبب الشحنة التي زودهم بها دفاعه على ضوء مرئياته في هذه القضية، الصدمة كانت أشد عند النطق بالحكم، لم يتوقعوا إحالة أوراق الاثنين للمفتي، صحيح أن القضاء أفسح للمتهمين حق النقض، وقد تلغي محكمة النقض الحكم وتعيد المحاكمة، وإذا كان هشام قد لحقت به الصدمة، فالصدمة التي أصابت أسرته ومحبيه كانت أشد من صدمة لذلك أدعوكم أن تدعوا الله أن يفك أسره، ويخفف عنه محنته، ولعله في جولة النقض تعاد محاكمته وتكون هناك فرصة أمام دائرة أخرى بعد قبول النقض لتقديم مزيد من أدلة البراءة، انه قادر على كل شيء.
الشروق تعبر عن ارتياح
المصريين من نزاهة القضاء
طبعا، ذو الجلال والإكرام قادر على كل شيء، وهو ما دعا زميلنا في الشروق عماد الدين حسين لأن يقول في نفس اليوم والفرحة لا تسعه: على هذه الأرض ما يستحق الحياة، فوسط كل ظلام الفساد الدامس، وتجبر أباطرة المال المتحالفين مع بعض الأطراف في السلطة، والمنجبين سفاحا لكل ما هو مشوه وقبيح، ووسط الفقر الآخذ في الاتساع، والانفلات الذي يكاد يصبح قانونا، والبلطجة التي توشك أن تحكم الشارع، وسط كل هذا شعر الملايين بالارتياح لحظة نطق المستشار المحمدي قنصوة بإحالة أوراق القضية إلى المفتي، وقد يسأل سائل: ولماذا يفرح الملايين بإعدام هذين الشخصين؟، والإجابة ببساطة واستنادا الى أنهما أصبح مدانين قانونا - هو أن معظم الصفات التي نكرها في الفاسدين قد تجسدت فيهما، قد تنقلب الآية مقارنة بما حدث في قضية عبارة الموت، فبعد براءة ممدوح إسماعيل في درجة ثم الحكم عليه بالسجن في الاستئناف، وقانونا ليس مستبعدا أن يتم تبرئة هشام طلعت مصطفى في النقض، لكن ذلك ليس بيت القصيد، القضية الراهنة وبعيدا عن التفاصيل هي أن على كل الطغاة والفاسدين والظلمة والقتلة أن يفكروا قليلا ويتذكروا أن كل الأموال والنفوذ والسلطة ليست كافية دائما لمنع الفضيحة.
طبعا، طبعا، وهذا ما شجع زميله محمد صلاح الدين لأن يقول في نفس العدد وهو يقدم بروفيل لهشام: أما آخر المشاهد، فهو ظهور هشام طلعت على شاشة التليفزيون الحكومي، وتحديدا في إحدى فقرات برنامج صباح الخير يا مصر في اليوم التالي لقرار حظر النشر في قضية سوزان تميم، وحصوله على فرصة ذهبية لتبرئة ساحته وتلميع سمعته، حتى إنه طالب - كنائب برلماني - بسن قانون لمعاقبة مروجي الشائعات، وكانت النتيجة المباشرة للظهور الصباحي، انتعاش الطلب مرة أخرى على سهم مجموعة طلعت مصطفى، لم يكن غريبا إذن، أن يصبح هشام عضوا بمجلس الشورى وهو لم يكمل عامه الـ 47 بدعم مباشر من جمال مبارك، الذي زكاه أيضا كرئيس للجنة الإسكان بالمجلس، ولم يعكر صفو الصورة إلا النزاع الخفي بين هشام وأحمد عز على عدة أصعدة، أهمها احتكار الأخير للحديد والانعكاسات السلبية لذلك على سوق العقار وهامش الربح الذي أكد هشام أنه على وشك التقلص الى 60 الى جانب ما يصفه مراقبون وقياديون بالحزب الوطني بالصراع على خيوط اللعبة الحزبية بين أكثر من شخص ومجموعة.
الدستور تطالب النظام بفصل السلطة عن الثروة
ونغادر الشروق متخذين طريقنا الى الدستور لنرى ماذا عند زميلنا وائل عبدالفتاح، فوجدنا عنده أقوالاً من نوع: باشوات هذا الزمان هم نتاج حروب النظام على الشعب المصري، النظام أنهى حروبه على الجبهات الخارجية وتفرغ للجبهة الداخلية، وجه مدرعاته باتجاه الشعب ربما لأن الرئيس مبارك شهد لحظة نهاية الرئيس السادات بعينيه، وقرر ألا يصل إليها، وكان قرار الحرب على الداخل باب السعد والثروة لجيل جديد من أغنياء الحرب، كونوا ثرواتهم من التجارة في الموت، موت البلد والناس، وكل الأحلام الكبيرة في دولة قوية، هؤلاء الباشوات، بلا ثقافة تهذب من الشهوة المتوحشة للثروة، ولها مشروع كبير، ليسوا رأسمالية ولا وطنية، إنهم شيء آخر مثل الوحوش الخرافية في أفلام سبيلبرج.
وفي الوفد، علق اثنان على الحكم، الأول زميلنا وصديقنا محمد أمين وقال فيه:
جلسة النطق بالحكم استغرقت دقيقة في عمر الزمن، إلا أن آثارها سوف تمتد من الصراخ والعويل والتشنجات إلى أشياء أخرى، لأن المسألة تتعلق بشخص كان يظنه الناس حتى أمس، أقوى من الدولة وأقوى من القانون، ولذلك كانت وسائل الإعلام في انتظاره منذ ساعات الفجر الأولى، إما أن تعود به في زفة، أو تلقي عليه نظرة الوداع!!، العدالة التي لا تعرف هشام مصطفى من زوج الخدامة، ولا تعرف السكري من أبو صرة ، كل الناس سواء، فالعدالة معصوبة العينين، ولا تميز الكبار من الصغار، وليس هناك أية اعتبارات أخرى، فالقاتل يقف في جانب، وعشماوي ينتظره على الجانب الآخر!.
ومن المعروف أن هناك ثلاثة أنواع من البرتقال - البرتقال السكري، وأبو صرة، والبلدي الذي يستخدم في العصير.
كيف تخلت الحكومة عن احد رجالها
وأما الثاني في الوفد الذي كتب دون الإشارة لأي نوع من الفاكهة أو الخضروات، فكان زميلنا وعضو مجلس الشعب، محمد مصطفى شردي الذي قال: الحزب الوطني الذي كان هشام أحد قياداته أصبح الآن يقول ان محاكمة هشام تثبت للمجتمع أن الحكومة لا تحمي رجالها أو تحمي أي صاحب نفوذ، الوحيد الذي يستطيعون قوله، ولكن المجتمع والناس لهم راي آخر ولديهم قائمة بأسماء كثيرة تدور حولها شبهات وشائعات وقضايا لا ينظر اليها الحزب الحاكم، الفارق هو أن هشام وقع والسكاكين كثيرة، أما الحكم فليس نهائيا وقد يحمل الحكم النهائي ثم النقض مفاجآت أخرى لا تقل في صدمتها عن حكم الإعدام.
كشف المساندين لهشام طلعت في الدولة
ورغم موقف الاهرام الواضح، فقد تعرضت في اليوم التالي - الأحد - من زميلنا ورئيس تحرير جريدة روزاليوسف عبدالله كمال للهجوم هو ومقدم البرامج الشهير عمرو أديب في قناة أوربت بقوله عنهما: الإعلامي عمرو أديب ومعه الزميل أحمد موسى كان - اي عمرو من مناصري وجهة النظر التي تقول ببراءة هشام طلعت غير أنه بصدور قرار القاضي تخطى وجهة نظره الأولى وتفرغ للعمل المهني، فقدم تغطية مميزة لوقائع جلسة إعلان الحكم وأخرج نفسه، بصنعة لطافة إعلامية من موقف سابق تبناه، والدور والباقي على من تحمسوا للدفاع عن هشام طلعت من اللحظة الأولى وحتى قبل أن تدور عجلة التحقيقات وأخرجوه الى الشاشات الرسمية مرتين في يوم واحد بعد أن عاد من سويسرا حيث كان وقت إلقاء القبض على محسن السكري، لماذا يقحمون أنفسهم من جديد في الأمر، سؤال يخفي قدرا لا بأس به من علامات الاستفهام. وعبدالله يقصد بالتحديد وزير الإعلام أنس الفقي.
وإذا خرجنا من صالة روزاليوسف الجريدة إلى المجلة سنجد زميلنا وصديقنا كرم جبر رئيس مجلس إدارة يشن حملة عنيفة ضد هشام وتزاوج المال والسلطة، قائلا: عدالة السماء نزلت على هشام طلعت مصطفى، وكل الدنيا لا تساوي لحظة، الرعب التي عاشها حين نطق القاضي بالحكم، سوف يموت كل ليلة عدة مرات وهو يحلم بعشماوي يقترب من زنزانته ويعلق حبل المشنقة في رقبته ثم يفيق من الكابوس ويدخل في موجة بكاء، قلبي معه، ولكنه بغى وطغى ونسي أن المال مال الله لتعمير الأرض وإسعاد الناس، وليس للفساد واصطياد النساء، ولأنه ترك زوجة صالحة عمرت له بيتا وأنجبت له الأولاد والبنات فتركها هائما على وجهه وراء منحرفات وساقطات، ولأنه تصور أن السلطة يمكن أن تكون له غطاء، فتحولت إلى سجادة من نار تحرق صاحبها إذا أساء استخدامها، لا تحمي وانما تعري، ويا ويل صاحب السلطة حين تدير له السلطة ظهرها، وتتركه صيدا ثمينا للخصوم والأعداء، وعدالة السماء نزلت على محسن السكري، نموذج لطبقة جديدة ابتليت البلاد والعباد بأعداد غفيرة من أمثاله البلطجي الوسيم، المتعلم ابن الطبقة التي كانت متوسطة الذي يرتدي نظارة شمسية داكنة ويتحرك في سطوة وغرور ويدوس على القانون ليوحي لمن حوله بأنه شخص مهم وصاحب نفوذ وفوق القانون، نحن نشاهد مثل كثيرين في إشارات المرور والفنادق والأندية والأماكن العامة والخاصة، فيثير في القلوب الخوف وعدم الطمأنينة لأنه يستمتع بالسلطة الكاذبة التي يحيط بها نفسه، انهم جيل البودي جارد الذين لم يلحقوا بقطار الثروة والسلطة فيحاولون اقتناصها بكل الوسائل غير المشروعة، وعدالة السماء نزلت على طابور المحامين الذين انقضوا على الوليمة مثل الغربان الجائعة، التي ان لم تجد شيئا تنهشه تستثمر الصراخ والنواح والنعيق ويا لها من محاكمة حطمت الرقم القياسي في المهزلة، وكل يوم كان يظهر لنا محام مجهول أو معلوم ويقول، أنا محامي سوزان تميم، أو أنا محامي واحد من أزواجها الذين لا يعرف أحد شيئا عنهم عدالة السماء نزلت على رؤوسهم وأصابتهم بالوجوم والخزي بعد أن تصوروا ان القانون هو لعبة الثلاث ورقات التي يحترفها بعض النصابين في الميادين الشعبية ووقفت لهم عدالة القضاء وشدة القاضي بالمرصاد.
وقال كرم عن دروس القضية: الدرس الأول، هو أن السلطة لا تحمي منحرفا أو فاسدا وأن الحماية هي الالتزام واحترام القانون.
الدرس الثاني: ضرورة أن تستيقظ السلطة من النوم في أحضان الثروة وأن توضع ضوابط محددة وصارمة تمنع الجنون والسطوة التي تصيب من يجمعهما معا.
وحتى لو تم نقض الحكم وأعيدت المحاكمة من جديد فسوف تظل العدالة سيفا مسلطا فوق رؤوس المنحرفين.
ادانة طلعت ادانة للسلطة وفسادها
ونتحول الآن الى وجهة النظر الأخرى التي تتهم نظام الحكم بانه السبب وراء ظاهرة الجمع بين السلطة والثروة، وأنه تخلى عن هشام لأنه خرج على أصول وقواعد اللعبة، وسوف نسمح بمرور اثنين فقط، مثلما سمحنا لاثنين من أصحاب وجهة النظر الأخرى، والأول هو زميلنا وصديقنا وعضو مجلس الشعب ورئيس تحرير صحيفة الكرامة حمدين صباحي - الذي كشر عن أسنانه قائلا: الحكم المدوي الذي أصدره المستشار المحمدي قنصوة بإحالة أوراق هشام طلعت الى المفتي كان جبلا، وليس مجرد حجر، ألقاه في بحيرة ليثير دوائر لا تنتهي من ردود الفعل والمشاعر والأسئلة.
يا ترى هو حكم بإدانة رجل أم بإدانة مرحلة من الأداء السياسي والاقتصادي والاجتماعي، كان هشام واحدا من نجومها اللامعين؟
حكم بإعدام رجل أم بإعدام ظاهرة زواج السلطة ورأس المال وقد كان هشام أحد صانعيها القادرين وصنائعها المحظوظين؟
ما يستحق الإعدام بلا شفقة ولا رحمة هو العلاقة المحرمة بين السلطة ورأس المال، وما أنجبته سفاحا من فساد في الحكم والسياسة والاقتصاد والأخلاق.
ما يستحق الإعدام هو سياسات لجنة السياسات التي اختطفت القرار السياسي والاقتصادي واستحوذت على مصر بلا سند من شرعية أو قانون وتحكمت بالحيلة والنصب والبلطجة في مصائر المصريين وجعلت ثروة مصر نهبا لقلة فاسدة متغطرسة متخمة تركت أغلبية الشعب نهبا للفقر والعوز والمرض والبطالة وتوحش الفساد محميا بالاستبداد.
وقد يظن البعض أن الحكم بإعدام هشام طلعت هو إعلان طلاق بين السلطة ورأس المال.
فلا طلاق بين هذين الطرفين بل هي مجرد غضبة لا تعصف بالعلاقة وهي غضبة قد تودي بحياة واحد منهم لكي تستخدم في تنظيم ثوب الطغمة التي هي أشد وبالا على الوطن.
والثاني كان زميلنا وصديقنا ورئيس التحرير التنفيذي لـالدستور إبراهيم منصور وقوله أمس ايضا: الناس مازالت تسأل: ماذا عن الحزب الوطني الحاكم الذي منحه الكثير من النفوذ داخل دوائر السلطة؟ وذلك بعد أن أعطته الحكومة تسهيلات ومنحا ليصبح من أهم رجال الأعمال في مصر والعالم العربي خاصة في مجال العقارات إنه زواج المال بالسلطة، هكذا كان هشام طلعت مصطفى، الذي وجد نفسه لا يسأل عما يفعله.
ولن تنسى الناس عندما عاد رجل الأعمال من الخارج نافيا ما ذكره في حقه وقتها عن دوره في قتل المطربة سوزان تميم، وظهر في التليفزيون مرتين مرة في الصباح ومرة أخرى في المساء وتم تقديمه كرجل خير وبر. وغدا إن شاء ربك الكريم، لدينا المزيد.
الدستور لماذا يعجز
العرب عن وقف صفاقة نتنياهو؟
وإلى بدء الاستعدادات لزيارة الرئيس الأمريكي أوباما لمصر في الرابع من الشهر القادم، لإطلاق كلمته للعالم الإسلامي منها، وكالعادة، حاول زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير الدستور، إبراهيم عيسى، إفساد هذا النصر الذي حصل عليه النظام باعتراف أمريكا بمكانته وتأثيره، فقال يوم السبت: هل يمكن للعرب بتذللهم وتوسلهم وتفرقهم وتشرذمهم وضعفهم وذعرهم وتخلفهم واستبدادهم وقمعهم أن يواجهوا صفاقة وعجرفة بنيامين نتنياهو أمس الأول ومباشرة بعد عودته من واشنطن حين أعلن أن القدس الموحدة ستبقى عاصمة إسرائيل؟! ما رأيكم دام فضلكم، شيوخ القبائل المعينون والوارثون والمنتخبون زورا في أرجاء هذا الوطن العربي الكبير في السن، ها هو الرجل يرجع بالسلامة من مقابلة أوباما ولا يهمه أوباما ولا اللي خلفوا أوباما ولا اصلا فيه مشكلة بينه وبين أوباما، ما رد فعل العرب شعوبا وحكاما من هذه التصريحات الطازجة؟ ولا أي حاجة، خيبتنا بلا حد، ووكستنا في الكل لا نستثني منهم أحدا، سياسيونا ومسؤولونا ونوابنا وأمراؤنا وملوكنا الذين يتذللون لإسرائيل أن ترق عليهم وتمنحهم فتات سلام، الذين يصنعون من إيران عدوا كي يلهوا شعوبهم عن جبنهم واستسلامهم لإسرائيل والذين يشترون السلاح بالمليارات كي يكنزوه لحماية قصور الملك والإمارة ولتخويف شيوخ القبائل المجاورين من الإخوة الأشقاء.
لا نستثني شعوبنا النائمة التعسة المستسلمة الخانعة الخاضعة التي باعت دينها وكرامتها لحكامها وأعدائها، لكن لا تيأسوا من رحمة الله، أرجوكم لا تنزعجوا ولا تبتئسوا فلقد أرسل الله إليكم منقذ العروبة ومحرر القدس الأخ باراك حسين أوباما، الذي يجهز لنا أكبر خابور جديد لحل القضية الفلسطينية سوف يطلقه من القاهرة إن شاء الله.
اوباما لن يستطيع انقاذ القادة العرب المعتدلين
وبمجرد انتهائه من كلمته أسرع زميلنا وصديقنا وإبراهيم آخر، هو إبراهيم منصور رئيس التحرير التنفيذي للقول: الغريب أن القادة العرب المعتدلين مازالوا يعتقدون في دور الرئيس أوباما لقيام الدولة الفلسطينية وينتظرون ما يقدمه هو دون طرح أي بدائل اللهم سوى مبادرة السلام العربية الذي طالهم بإدخال تعديلات عليها وليس عندهم أي مانع ليستمر في اتجاهه، وهو ليس أمرا شخصيا فهو ليس بحاكم مستبد، فهو جزء من مؤسسة لها ثوابتها ومصالحها وعلاقاتها الأبدية بإسرائيل، وللأسف الشديد هناك تراجع عربي ومستعد أن يقدم أي تنازلات مطلوبة ولعل ما أقدم عليه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من إعلان حكومة جديدة متحديا بها الفصائل الفلسطينية، المختلفة بما فيها حركة فتح يمثل جزءا من التنازلات التي لم تكن تتم إلا بموافقة أطراف عربية توصف بالمعتدلة، في الوقت نفسه الذي مازالت تفرض فيه الحصار على الشعب الفلسطيني في غزة، وتعتبر أن إيران هي العدو والذي يجب مواجهته ولا مانع من التحالف مع إسرائيل في ذلك!
هكذا يقدم أوباما مبادرته الجديدة القديمة في ظل واقع عربي مأساوي وأنظمة استبدادية تخلت عن واجباتها الأساسية لتنتظر أوباما، وستظل تنتظر!.
لكن اختلف معهم في نفس اليوم في الأهرام نقيبهم وصديقنا مكرم محمد أحمد بقوله: أوباما يملك قدرة التصميم والإصرار على تنفيذ مطالبه وأن نتنياهو يواجه رئيسا قويا يستند على أغلبية ضخمة ويتمتع بمصداقية واسعة داخل الولايات المتحدة وخارجها، يصعب ابتزازه وتهديده، يسانده تيار قوي داخل اليهود الأمريكيين يدرك خطورة أن يفوت رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو فرصة سانحة للسلام تضمن لإسرائيل أمنها من خلال ضمانات قوية تقدمها الإدارة الأمريكية، إضافة الى التزام عربي واسع بسلام شامل وعلاقات طبيعية بين إسرائيل وكل الدول العربية في إطار المبادرة العربية التي يعتقد أوباما أنها تمثل جزءا مهماً من صفقة عملية السلام، تستطيع تغطية قصور الموقف الفلسطيني نتيجة الانشقاق بين فتح وحماس، وتساعد على ادماج إسرائيل ضمن دول المنطقة وتحقق أمن جميع شعوب الشرق الأوسط، ويدخل ضمن المسؤولية العربية خلال الأشهر الحاسمة الباقية من عام 2009 إعادة ترويج المبادرة العربية على مستوى العالم وداخل إسرائيل، حتى ولو كان الطريق الوحيد لذلك نشر إعلانات عن المبادرة مصحوبة بجدول زمني يربط بين التقدم على مسارات التفاوض الفلسطيني والسوري واللبناني وخطورات إقامة علاقات طبيعية بين العرب وإسرائيل بما يضمن تلازم العمليتين دون أن تسبق إحداهما الأخرى حيث يتم توقيع اتفاقات السلام التعاقدي بين إسرائيل والعرب مع خروج آخر جندي إسرائيلي من الضفة والجولان ومزارع شبعا.
معارك الأقباط حول رواية عزازيل
وإلى معارك أشقائنا الأقباط، ومنها هجوم نائب رئيس مجلس الدولة، المستشار لبيب حليم لبيب، وهو ابن شقيق زميلنا الراحل بمجلة المصور ورئيس تحريرها الأسبق فوميل لبيب ضد الدكتور يوسف زيدان، وروايته عزازيل واستند لبيب في هجومه إلى كتاب صدر للأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عنوانه - الرد على البهتان - رد به على كتاب عزازيل، وقال لبيب في جريدة الميدان الاسبوعية المستقلة: لم يكن يتصور أن الدكتور يوسف زيدان حين استضافه أكثر من مرة في مكتبة الإسكندرية وحين استقبله في دير القديسة دميانة في البراري كان في ذات الوقت يكتب أبشع كتاب عرفته المسيحية، أن الدكتور يوسف زيدان كتب عزازيل، ويدعي انها رواية أدبية ومن حق الأديب ان يبدع لكن الذي كتبه يوسف زيدان ليس فنا بل أن الهدف كان تحطيم ايمان النفوس الضعيفة بإقناع القارئ البسيط ان السيد المسيح ليس هو الله، الهدف هو التشكيك في صلب السيد المسيح، بل قل تشويه العقيدة المسيحية بدرجة تكفي لاشمئزاز المسلمين منها! تناول الأنبا بيشوي في الفصل الثالث الرد على ما قاله يوسف زيدان في روايته من ان البابا ثيؤفيلس هو الذي هدم معبد سيرابيوم! وقال الصحيح أن الوثنيين هم الذين عذبوا المسيحيين وقتلوهم داخلم معبد سيرابيوم نفسه وأنهم تركوا المعبد وهربوا قبل أن يدخله البابا ثيؤفيلس!
وفي الفصل الرابع دافع الأنبا بيشوي بشدة عما قاله يوسف زيدان على لسان أبطال روايته من أن البابا كيرلس هو الذي حرض الشعب على قتل هيباتيا!
ويذكر لنا الانبا بيشوي ان التاريخ يكشف لنا أن حياة القديس كيرلس السكندري كانت مملوءة بالتقوى والقداسة ومحبة الدفاع عن الحق، وأنه بحق يعتبر القديس المشترك للكنيسة الجامعة، وصيغته اللاهوتية الخاصة بطبيعة السيد المسيح طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة تعد الأساس في جميع الحوارات المسكونية الخاصة بطبيعة السيد المسيح، وأنه لخطأ تاريخي بل وإجحاف أن يهتم هذا القديس بالتحريض على قتل هيباتيا الفيلسوفة الوثنية! ويذكر لنا الأنبا بيشوي أن يوحنا انيقيوس ذكر في كتاب له انه في بداية العام الرابع لبطريركية القديس كيرلس، ظهرت فيلسوفة وثنية اسمها هيباتيا كرست نفسها في كل الأوقات للسحر، وأضلت أناساً كثيرين، وكان حاكم المدينة يكرمها الى أبعد حد، وقد توقف عن حضور الكنيسة كما كان معتادا، بل جذب كثيرا من المؤمنين اليها، واستقبل العديد من غير المؤمنين في منزله.
ان بعض رعاع المسيحيين كمن لعربة هيباتيا وسحبوها داخل الكنيسة وقتلوها وأن سقراط قال: ان هذا الحادث لم يأت ولا بأقل ملامة على كيرلس أو كنيسة الإسكندرية! وأفرد الأنبا بيشوي الفصل الخامس من كتابه للرد على الهجوم الحاصل على القديس كيرلس تربى ونشأ في جو روحي عميق تأصل في الأمة التي رباها القديس اثناسيوس الرسولي والتي صار شقيقها بعد ذلك بطريركا على الكرازة المرقسية وهو الذي وصفته الكنيسة بعد ذلك بعمود الدين ونفى الانبا بيشوي ما ادعاه الدكتور يوسف زيدان من أن القديس كيرلس كان يهيج الشعب على قتل هيباتيا لأنه كان بحق رجلا محبا للسلام.
ولا يزال المجال مفتوحا أمامنا لمتابعة هذه المعركة أما الآن، فإلى معارك المسلمين.
خلافات الاسلاميين حول ضرورة
الحج والوقاية من انفلونزا الخنازير
وإلى معارك الإسلاميين، ومنها المعركة التي تسببت بها الدعوة التي أطلقها وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي، وطالب فيها بإصدار فتوى لمنع العمرة والحج هذا العام الى ان ينتهي خطر إنفلونزا الخنازير، وتفاوتت ردود الأفعال نحوها، ما بين مؤيد ومعارض.
وقد نشرت اللواء الإسلامي تحقيقا شارك في إعداده زملاؤنا علية العسقلاني ومحمود عيسى ومها عمر ومحمد سيد وأروى حسن، وجاء فيه: يقول الدكتور مصباح حماد أستاذ الفقه المقارن ووكيل كلية الشريعة والقانون الأسبق بجامعة الأزهر: حفظ النفس الإنسانية هي من الكليات الخمس في الإسلام أي من الضرورات، وهذه النفس كما يجب على الغير حفظها فالإنسان نفسه ملزم بالحفاظ عليها، فإذا كان المسؤولون عن الصحة العامة في مصر يرون عدم خروج أهل مصر لأداء شعيرة العمرة خوفا من انتشار إنفلونزا الخنازير فيها، فإن لهم أن يفعلوا ذلك حتى لا يعود المعتمرون حاملين هذا المرض ومهلكين لأقرب الناس إليهم على أنه ينبغي ألا تتخذ هذا المرض ذريعة لتحقيق أغراض أخرى لا صلة له بالأمراض أو الأوبئة.
يقول الدكتور محمد الشحات الجندي استاذ الشريعة الإسلامية والأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية: مرض إنفلونزا الخنازير من الأمراض التي يجب أخذ الاحتياطات اللازمة لعدم انتشارها بحزم وجدية كاملين، والحديث عن الحج، وعن وضع ضوابط للسفر إلى أدائه - لأنني اتحفظ على مصطلح - منع الفريضة - هو حديث عن فريضتين، الأولى وهي الحج ركن من أركان الإسلام، والثانية هي حفظ النفس التي هي من مقاصد الشريعة الإسلامية.
وبالتالي فإن أقر الخبراء الموثوق بهم أن المرض انتشر بضراوة، وأن هناك مخاوف حقيقية من وصوله إلى حد الوباء، وأن احتمال العدوى خلال موسم الحج، احتمال يقيني وأن هناك خطورة جسيمة على الأنفس، فمن حق المجامع الشرعية أن تصدر فتوى شرعية دون إبطاء أو تأخير بوضع قواعد صارمة على المسافرين الى الحج وتقليل الأعداد الى أقصى درجة ممكنة حفاظا على الأنفس وصونا لها من هذا الوباء الفتاك، باعتبار ان انتشار هذا المرض صورة جديدة من صور عدم الاستطاعة المنصوص عليها في الآية دون تعطيل مطلق لأداء الفريضة.
وبالنسبة للعمرة باعتبارها سنة وليست فرضا، فمن الجائر شرعا أن يتم تأجيلها خلال فترة انتشار المرض.
- تقول الدكتورة مريم الداغستاني أستاذة الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر: لا يجوز تأجيل فريضة الحج أو العمرة بسبب أنفلونزا الخنازير أو غيرها من الأمراض، لأن بيت الله الحرام يأتي إليه المسلمون من كل فج عميق من مشارق الأرض ومغاربها، منذ قديم الأزل وحتى وقتنا الحالي وإلى أن تقوم الساعة ولا يجوز تأجيل زيارة بيت الله الحرام بأي شكل من الأشكال مع أخذ الاحتياطات الصحية لمنع انتشار المرض.
وهناك اتفاقيات بين وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية وبين نظيراتها في جميع الدول حفاظا على صحة حجاج بيت الله الحرام، بأخذ الحقن والتي تقوي جهاز المناعة وبالتالي تؤدي لمقاومة الأمراض، وربما الأنفلونزا التي تأتي من الشرق الأقصى أشد قسوة من أنفلونزا الخنازير ومع ذلك لم تمنع المملكة العربية السعودية الحجاج من الحج أو العمرة، وإذا قدر الله للإنسان أن يموت ويدفن في الأراضي المقدسة فلن تمنعه أنفلونزا الخنازير أو غيرها من أمراض من الموت.
يقول د. محمد السيد الجليند أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة وعضو لجنة الفكر بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية: ما نحن فيه الآن قد حدث مثله في عصر الصحابة والتابعين وورد عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قوله: إذا وجد الطاعون في أرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها وإذا كان في أرض وأنتم لم تدخلوها فلا تدخلوها وهذا ما يسميه وزراء الصحة المعاصرون الآن الحجر الصحي أو العزل الصحي، فظهور الوباء في منطقة معينة يقتضي عزل أهلها حتى لا تنتشر العدوى بين الناس.
والعمرة سنة وليست فرضا عينيا وحتى لو انتشر الوباء في وقت الحج ورأى ولاة الأمور أن من صالح المسلمين ايقاف فريضة الحج في عام انتشر فيه الوباء كمثل الذي تعاني منه البشرية اليوم وهو إنفلونزا الخنازير، حقنا للدماء ورعاية لمصالح المسلمين فهذا هو حق مشروع لهم ولا توجد به أية شبهة شرعية وليس في هذا إبطال للفريضة ولا تعطيل لها، وإنما هو إعمال لمبدأ أن الوقاية خير من العلاج، وإعمال لقاعدة أن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، والشريعة الإسلامية تدور بين هذين الأمرين، درء المفاسد وجلب المصالح.
26
القاهرة -- من حسنين كروم:
التعليقات (0)