مواضيع اليوم

صحافة بلا موَهبة... أقبح تزوير الإفصاح

سامي حسن

2009-03-08 21:21:00

0

صحافة بلا موَهبة... أقبح تزوير الإفصاح

 

سامي حسن حسون

 

أنت تخادع .. إذن أنت صحافي

 

 وصحافي على وزن مخادع ، أي يظهر خلاف ما يخفيه .. وخُدْعه أَي أَراد به مكروها وختله من حيث لا يعلم.. وما يجمعهما أن الصحافي يدون الخبر والحادثة، ويبتدع خياله التعصب على أنواعه.. والتعصب هنا -أي عصب لقومه لينصروه - مزيج من الركون المطلق إلى ما قادت إليه الجهود الفكرية البشرية الموسومة بالنقص.. وقد ينشأ الصحافي المتعصب حين يكون هدفه هو الانتصار لذاته،كي يرفع من شأنه المتجاهل من الناس ، أو للجماعة ليرتقي إلى سلم رئيس تحرير الصحيفة ، بغض النظر عن التعاطي مع الفكرة المطروحة المدونة بالخديعة، فالموقف من فكرة الخصم سلبي وجاهز، والطرف الآخر لا يتوقع خيرا يكون خصمُه السبيلَ إليه، إنه يجرده من أي خير، ويعزله عن أية نية سليمة، أو فكرة صائبة، فهل غدا الخصم شيطانا رجيما؟!

 

إن كلمات ..وصولي ، انتهازي ،منافق ،متقلب ،متلون ،فضاح ، مفضوح بلا كرامة ، بلا إنسانية ،بلا حياء ، بلا مبدأ ، بلا ضمير وبلا أخلاق جميعها عاجزة عن وصف ذلك الصحافي المخادع المتعصب الذي دون أخبارا وأحداثا بصورة التزييف والاحتقان المذهبي لفاجعة بقيع " الغرقد " المؤسفة وما تخللها من انتهاك وضرب ومضايقات متعمدة وقعت لزوار المسجد النبوي الشريف والبقيع حيث مراقد أربعة من الأئمة المعصومين وكبار الصحابة رضوان الله عليهم .

 

 

 

بأي عيب أو ذنب أو عار لا يهم  لاكتمال كل معاني وصيغ الأحداث والأخبار والعيوب والعار الملتصقة فيه ..ليدونها بلا ضمير و بهوان وتزييف فظيع وتشوهات وعيوب ليضيف إلى عيوب وتشوهات تاريخ الصحافة ..اي قدر من العيوب أو التشوهات !!

 

صحافي يقلب الحقائق ولا يعترف بالمصداقية والمسؤولية الملقاة عليه في الميداني الصحفي بكل تفاصيلها ، وان دل ذلك ..فانما ذلك من عجزه على أداء المهنة الصحفية المتعبة ، فضيحة كبرى تزحف من تحت أقدام بعض رؤوساء التحرير .. في تؤاطو دنئ وأحمق .. ومن ثقة عمياء ..دونها ليرضي أولئك المتعطشين لأخبار الإثارة ولجلب اكبر شريحة من القراء خروجا عن طاعة ولي الأمر ،ليمسك بكرسي متهالك في صحيفة ما وليقال إنه نشط وفعال   في استقطاب القراء بتغطية حدث مزيف..

 

 

 

 ألم يشاهد ويتحقق من الحدث بدقة؟ انه حتما شاهد الفاجعة وتحقق منها..لكن الخوف قاده إلى مباهاة وقته المذل بكبريائه وشموخه لهامات لحى الأجساد الممجدة له !

 

 

 

قف لحظة واحد ة يا صاحب القلم العريض واسأل عينيك وأذنيك عما شاهدت وتحققت ؟ حاورأو حاسب أو حاكم عينيك او أذنيك بما شاهدت أو تحققت.

 

 

 

ضع لك عينين فيهما وظيفة العيون وأخلاقها.. وأذنين فيهما وظيفة الآذان وأخلاقها بعد أن تضع لك موهبة وظائف العيون والآذان وتحاسب الأحداث على المصداقية بوظائفها وتفرض عليها الصدق لا الخداع . 

 

ان كنت محقا في ذلك .. لما لا تنقل الحدث بالصورة ،وهي الأقوى في مصداقية الخبر الصحفي كما هو متعارف عليه في العرف الصحفي.

 

 

 

نعم افعل ذلك إن كنت قادرا على فعله ثم شاهد وتحقق من جميع ما يشاهده ويقرأه زعماؤك وقادتك وخطباؤك وأيضا جميع مثقفيك ومفكريك ، ثم انظر هل تجد أي فرق من أي نوع بين ما يشاهدونه ويقرؤونه وبين ما شاهده و أوحاه وخلده فكرك المتعصب والمخادع .وزعماؤك وقادتك ومفكروك وخطباؤك العظام الذين روينا لك وشاهدناك من نماذجهم النفسية والعقلية مجللون بكل ألوان العار ومشاعرك الضالة ،بل كتبوا لك كتابك الصحفي التنويري ، وأوحوا لك واليك بموهبتك الخالدة الخاتمة والمغلقة لكل المواهب،وانشدوا وعلقوا لك أقلامهم وجميع مدائحهم وتمجيدهم وأفواههم المسئولة وغير المسئولة المسماة صحافياً فوق منبرك وتاريخك بل فوق كرامتك وكبريائك ووقارك ..وفوق موهبتك المخدوعة بك التي يبدو أنها لا تستطيع ، كما لا تريد أن تفارق تعصبها التاريخي والإنساني .

 

إن الصحافي كائن متكلم محاكم لحواسه ،لأنه كائن مفكر مدبر مخطط في صنع الاقتناع بانه جميل أكثر مما صنع الاقتناع بجماله أو رؤيته أو تجربته أو فهمه ..إن جمال الخبر الصحفي ليس هو الذي يقنع بأنه صدق ..أي أن أحدا لم يصدق..كيف رأيته جميلا ً او اقتنعت بأنه جميل؟

 

 

 

إن أرادت باقحام ذلك الصحافي لأن يذهب ويتوقع بتفاؤل كبير أن تأتي النتائج كما يتحدث عنها وكما تريدها قناعاته المخادعة والمضللة للحقيقة .

 

 

 

 إذن أليس هذا عبث وافتراء وغباء أن تصور وتدون الحدث بالخداع والتعصب والتزوير ؟

 

 ان الإنسان الضعيف المشوه هو الذي يلد فكرا ضعيفا ومشوها  وهو الذي يجعل لا تلد أفكاره إلا ضعيفا او مشوها.. بل هو الذي يلد أفكارا لنفسه ضعيفة ومشوهة ..ثم يصر على ان تظل فاجعة بقيع " الغرقد " ضعيفة ومشوهة من طرف واحد ونزيه .. من مثقفيه ومفكريه بدون استحياء أو تخوف أو ارتجاف ..بل بلهفة وتملق .  

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !