صبرا آل أمتي..فان موعدنا الجنة

لابد من الرحيل..لابد من رحيل رمضان رغم أن قلوبنا تعلقت به تعلق الأم بابنها..لابد لنشم ريح رمضان ورمضان..سنة الله في الكون وكفى. رمضان مساجد تزدحم على آخرها في صلاة التراويح..ووجوه أتملى في تفاصيلها لأدرك أنهم يغرفون وأنهن يغرفن من نفحات شهر النفس فيه عبادة.. تروايح ودعاء وجباه تفترش الأزقة والجنبات..وعبرات تنسكب على قارعة الأرواح والقسمات..محلات تمور وحلويات وشباكية ..وازدحام يملأ الشوارع والأزقة و الطرقات..سرب من الناس يغدو سربين وأسرابا قبيل صلاة المغرب.. مع أذان المغرب تخلو الأماكن فكل حبيب يخلو بحبيبه وكل صائم يخلو بقريبه..فما أعظم عبادة الصيام.. رمضان في المغرب رائع وفي مدينتي الدار البيضاء أروع..لأن المدينة الإسمنتية العملاقة حضن كبير فيه الحب والتمرد والشعر والفقر.. فيه درب السلطان والحي المحمدي والمدينة القديمة..وقلوب نابضة عفوية لشعب بسيط ومركب.. رمضان فوق الوصف..ابتسامة حب للرجل الذي ترجل عن راحلة دنيانا المهدي المنجرة رحمه الله..وابتسامة حب لا تخبو لشهداء بوركون .. وابتسامات عيد سعيد للعيد.. فبأي حال عدت وتعود يا عيد ؟.. رمضان أمتي أراه نصرا..وقصرا يسكن شموخه الشهداء.. والأيامى والشيوخ والأطفال الأبرياء..يتوسد خلده أحبة في غزة وسوريا ومصر وأمتي الفيحاء.. رمضان أمتي شمع رغم الدمع..رمضان غزتي حياة تلو حياة.. رغم سياط القتل والوجع والقمع.. رمضان عيد..وليس عيد شهيد..إنما "عيد مبارك سعيد"..فللصائم فرحة عند فطره..وللمنتصر "الغزاوي"و"السوري"و"المصري"و"العراقي"..فرحة عند نصره.. هنيئا آل أمتي بالعيد والنصر المجيد.. وصبرا..فان موعدنا الجنة.