صباح الوسطية يا عمال لبنان
لفتتني مقدمة تلفزيون الجديد البارحة "الأمور لم تكن بهذه البساطة بعد ليال مضنية في التصحيح إلى أن دخل الوزراء الجلسة بشبه خلاف وربع حل بحيث العمال مختلفون مع أرباب العمل. وشربل نحاس مع الطرفين. والرئيس ميقاتي مع كل الاطراف الثلاثة".
وانا استمع لهذه المقدمة تراءى لي ما هي صعوبة الوسطية في السياسة والاقتصاد والاعلام وفي كل شئ، ان تكون في منهج الوسطية اصعب من ان تكون مع طرف ضد طرف، اصعب من أن تكون بلا موقف، ان تكون وسطيا يعني ان تجترح الحلول التي تؤمن مصالح الكل ولا تؤذي الجزء.
كان الله بعون الوسطي الاول في لبنان فهو من جهة يريد ان يعيد الطبقة الوسطى، وعينه الاخرى على الاقتصاد المترنح تحت عجز متقدم وانتاج متأخر.
فهو من جهة يشعر بثقل الاعباء المعيشية على المواطن الذي يكدح ويكد ويتعب ليعيش بكرامة، وعينه الاخرى على مصانع قد تقفل وتجارات قد تبور وشركات ستعجز عن دفع الاجور.
هو من جهة يرصد ترددات الازمات الاقتصادية العالمية على لبنان بمقياس دقيق، وعينه الاخرى على حرطقات سياسية ومصالح فئوية ضيقة في زورايب السياسة اللبنانية بين 8 اذار و14 آذار وفي الداخل بين الاثنين.
هو من جهة يتطلع الى استراتيجية اقتصادية تؤمن استمرارية الدولة اللبنانية وعينه الاخرى على تأمين مصادر تمويل لزيادات الاجور التي ارادها جزء من الحكم تسديدا لفواتير سياسية ورسالة وصلت الوسطية.
فليهنئ عمال لبنان بهذه الزيادة التي ارادها الوسطي شيئا وعمل لتكون، وارادتها اطراف اخرى داخل الحكومة شيئا اخر وذرا للرماد في العيون.
في نظامنا الديموقراطي سيتحمل كل مجلس الوزراء تبعات العشوائية والفوضوية في النظرة الاقتصادية لفريق منه، وسيتحمل عمال لبنان مرة جديدة اعباء قد تذهب بالزيادة وتنسي طعمها الحلو المذاق لكنه صعب الهضم.
فلنتحلى يا عمال لبنان قبل ان نتخلى عن اقتصادنا الذي نعتبر نحن مدماكه الاساس فإن هم ذهب اقتصادهم ذهبوا.
نسيم ضناوي
الخميس 22/12/2011
التعليقات (0)